نفس الوجوه التي أجهضت الثورة، التقت موسيفيني، مصرةً على قيادة الثورة مجدداً!

 


 

 

* في غيابٍ تامٍ للجان المقاومة (الحرة)، قام وفد ممن يُسمَّون القادة السياسيون والمدنيون السودانيون، بزيارة يوغندا، كما ينتوون زيارة عدد من العواصم العربية والافريقية طالبين بإيقاف الحرب والعودة للعملية السياسية..
* إنها نفس الوجوه التي أجهضت ثورة ديسمبر المجيدة، يّاهَا ذاتا! ناوية ترجع من جديد!
* كتبتُ مقالاً، قبل أربعة أيام:- "" هل تدَخل الطيران المصري للدفاع عن الأمن القومي لمصر؟!! لا شك، عندي، في أن اللوم يقع علينا، نحن بني السودان، لسماحنا للخونة أن يتقدموا الصفوف لتمثيلنا في الداخل والخارج، فأحالوا السودان إلى بلد سائب، يغري بالسرقة والإحتواء..""
وها هم، نفس الوجوه، يتقدمون لتمثيلنا، كما فعلوا في السابق.. نفس الوجوه! يّاهَا ذاتا!
* وكتبتُ في يوليو ٢٠٢٢، مقالاً عنوانه (قحت تسابِق لجان المقاومة للفوز بقيادة الحراك الثوري!).. ذكرتُ فيه أن تسابقها المحموم أدى إلى منع وصول الثوار إلى صيغة مثلى لإسقاط الانقلاب، وأنه أعطى قوى الثورة المضادة وقوداً للتطاول على الثورة بغرض كسر شوكتها بمتنوع الأساليب.. وقلتُ:-
"'"""' لكن المشاهََد أن قحت تكدح كدحاً غير مجدٍ لاحتواء لجان المقاومة والانقضاض على خط سيرها عند كل منعطف تاريخي..
قبل أسابيع قليلة، أعلنت لجان المقاومة عن ما أسمته (آلية وحدة قوى الثورة)، بهدف تكوين مجلس ثوري لقيادة الفعل الجماهيري والسياسي لتصفية الانقلاب العسكري تماماً، ومن ثم العمل على تشكيل الحكومة المدنية المرتجاة لقيادة الفترة الانتقالية.. وطالبت الآلية جميع القوى للتسامي فوق أيديولوجياتها وتاريخها للاندماج في قيادة موحدة..
عقب إعلان (آلية وحدة قوى الثورة) عن دعوتها تلك إنبرت قحت تدعو ( بصورة فورية) لتكوين مركز تنسيقي ميداني وإعلامي موحد لا يناقض ما نادت به (آلية وحدة قوى الثورة)!
هذا، وفي يوم 8 يوليو الجاري نشرت صحيفة الراكوبة ما يفيد بأن 14 شخصية سودانية مستقلة أعلنت عن تقديمها مبادرة لجميع قوى الثورة، داعية لتشكيل مجلس ثوري موحد لإسقاط الانقلاب واستلام السلطة تحت مسمى (تجميع قوى الثورة)، وأن عدداً من الأحزاب والقوى الثورية أبدت موافقة مبدئية على فكرة تشكيل مجلس ثوري من 100 مقعد؛ 50 من لجان المقاومة أو من ترشحه، و20 مقعداً من الأحزاب السياسية، و20 من النقابات و10 من أسر الشهداء..
لم ترُق المبادرة لقحت فانبرت تعلن عن مشروعها (إياه!) لتأسيس وحدة عمل ثوري ومركز تنسيقي موحد من اجسام نقابية وحرفية ومهنيين واسر شهداء ولجان مقاومة، ومؤسسات مجتمع مدني، من ضمنها الحرية والتغيير.
هكذا هو حال قحت كلما قدمت لجان المقاومة مقترحاً للوحدة أو تقدمت جماعة غير مستقلة بمقترح يضع لجان المقاومة في مقدمة العمل الثوري، شعِرت قحت بانفلات القيادة من بين يديها، وسارعت بتقديم مقترح آخر يضرب مقترح اللجان، رغم تماثُل المقترحين في الاتجاه..
لكن التشابه بين المقترحين تشابه شكلي فقط، حيث أن المتأمل للمقترحين، بهدوء، سوف يرى أن الفرق شاسع بين رؤية اللجان للوحدة الثورية وبين رؤية قحت المهمومة طوال الوقت باحتواء اللجان وتسلم قيادة الثورة منها..... """"""
* ذلك ما قلتُ..
* وها هي نفس الوجوه تسافر في أمر يتعلق بإيقاف الحرب والعودة للعملية السياسية دون أن تستصحب معها ولا حتى عضواً من أعضاء لجان المقاومة (المنتمية لكياناتها)، دعك عن استصحاب عضو واحد من لجان المقاومة (الحرة).. بل ظلت نفس الوجوه هي من يتكلم بإسمنا..!
* نفس الوجوه، يّاهَا ذاتا! نفس الوجوه المصرة على قيادة الثورة..
* وقال قائلهم، في أحد التصريحات، أنهم سوف يعملون على توحيد كلمة الثورة! لكن مع من سيعملون على توحيد تلك الكلمة، بينما لجان المقاومة (الحرة)، ملح الأرض، قد لفظتهم والشارع السوداني (الحي) لم يعد يطيق سماع إسم قحت الذي تحول إلى (قحط)، والكل يتشاءم من نفس الوجوه، ويسميها (القحاطة)، خاصة بعد ارتبط إسم قحت باسم ميليشيا الجنجويد!
* ! نفس الوجوه! يّاهَا ذاتا!
* ويزور الوفد المكون من نفس الوجوه الرئيس اليوغندي،موسوفيني وينتوي زيارة ودول أخرى،فأتساءل: بماذا سوف يضغط موسيفيني وبماذا سيضغط رؤساء الدول الأخرى علي الطرفين للجلوس والتفاوض حول إيقاف الحرب، ثم لماذا لم يضعوا زيارة الإمارات في برنامج الزيارات، مع ان جماعات، ضمن نفسالوفد،د يحجون إلى أبوظبي ويعتمرون متبركين بكرامة محمد بن زايد مراراً وتكراراً؟
* لا أدرى كم هي النسبة المئوية الني وضعوها لنجاح. مسعامهم، لكني أعلم أن بعضهم يأمل في إيقاف الحرب عبر تطبيق ( البند السابع)، مع أن آخرين يعلمون أن دعوة مجلس الأمن لتطبيق هذا البند لن تكلل بالنجاح، خاصة بعد زيارة مالك عقار لروسيا.. ولتلك الزيارة إسقاطانها على الشأن السوداني..
* ويعوِّل آخرون على دخول أمريكا بقواتها الرهيبة إلى السودان لفرض إيقاف الحرب، وخلق توازناتٍ سباسيةٍ ما، كما فعلت في العراق.. لكن أمريكا اليوم ليست هي أمريكا التي جمعت عشرات الدول للانضمام إلى ما أسمته (تحالف الراغبين)، وكانت جملة واحدة تكفي لجمع تلك الدول :- "من ليس معنا فهو ضدنا!"
* لن تستطيع أمريكا جمع حتى عُشر ذلك العدد من الدول لغزو السودان وفرض إرادتها عليه، لكنها قد تجد من دول المنطقة دولة أو دولتين قويتين لهما مصالح استراتيجية خاصة بهما في السودان، لمساعدة الجيش السوداني لإلجاق الهزيمة بميليشا الجنجويد بأسرع مما كان سيحدث إذا ظل الجيش السوداني يحارب، لوحده، ميليشيا الجنجويد، والإمارات وحفتر وآخرين..
* هذا ما بإمكان أمريكا أن تفعله لإيقاف الحرب في السودان، حفاظاً على مصالحها، لا حباً في البرهان!
* وأقول لنفس الوجوه التي أجهضت ثورة ديسمبر المجيدة:- عودوا إلى رشدكم.. وكونوا مع الثورةلا على الثورة.. فالثورة مستمرة، قبلتم أم رفضتم!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء