جعفر خضر مرشحا لنوبل

 


 

 

 

abdullahi.algam@gmail.com


عرف عن معظم السودانيين خارج بلادهم أنهم لا يحسنون أو يتحرجون من عرض أو تقديم أنفسهم وتعريف الآخرين بهم.لهذا السبب كثيرا ما تتضاءل حظوظ السودانيين المغتربين في البلدان العربية البترولية في الحصول على الوظائف والمراكز العليا أو التي تتناسب مع قدراتهم في سوق العمل ما عدا المؤسسات العلمية ومراكز البحوث التي يعتمد الإستيعاب فيها على المؤهلات العلمية وليس"طق الحنك" و"الفهلوة" التي لا يحسنها السودانيون تقليديا، إمتدادا لموروث مجتمعاتهم. في الحقيقة نحن نعيش على هامش العالم العربي رغم هرولة العروبويين منذ فجر الاستقلال نحو العالم العربي. ربما كان لهذا التهميش فعله في عدم دفع اسم الطيب صالح مرشحا لجائزة نوبل للأدب.
يحسن مثقفونا العربية مثلما يحسن نقوقي واثيونقو وشينوا أشيبي وولي شوينكا وشيفا نيبول و فيديادر نيبول الإنجليزية ويكتبون بها، وقد نالت كتابات بعضهم(فيديادر نيبول وولي شوينكا) جائزة نوبل في الأدب لكن ظل نقوقي كينيا وشينوا أشيبي وولي سوينكا نيجريين ونيبول ترنداديا. تظل صلتنا بالعروبة في أحسن حالاتها ثقافية تجمعنا بها اللغة العربية بلكنتها السودانية القحة.
ماذا لو رشح جعفر خضر ابن القضارف لجائزة نوبل للسلام؟ منحت جائزة نوبل لأول مرة في 1901 وتقدم جميع جوائز نوبل الخمس سنويا في استوكهولم عاصمة السويد ما عدا جائزة نوبل للسلام التي يتم تقديمها في أوسلو عاصمة النرويج.أول من حاز على جائزة نوبل للسلام في أفريقيا هو ألبرت لوتولي، رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي (جنوب أفريقيا 1960 ) ، تلاه الأسقف ديزموند توتو (جنوب أفريقيا 1984)، نلسون مانديلا(جنوب أفريقيا 1993 )، كوفي عنان(غانا 2001)، وانقاري ماثاي (كينيا 2004)، إلين سيرليف وليما غبوي(لأيبيريا 2011)، دينيس موكويج (الكونغو الديمقراطية 2018). تمنح هذه الجائزة لمن يناهضون التفرقة العنصرية والأنظمة الديكتاتورية واضطهاد المرأة ويناصرون السلام والحريات العامة، وسب وصية الفريد نوبل صاحب الجائزة تمنح جائزة نوبل للسلام قاموا بأكبر قدر أو أفضل عمل للتآخي بين الأمم، من أجل إلغاء أو تخفيض الجيوش الدائمة ومن أجل الحفاظ على السلام وتعزيزه".
من فوق كرسيه المدولب أكمل الأٍستاذ جعفر خضر بنجاح دراسته في كلية الإقتصاد، جامعة الخرطوم، ثم تقدم الصفوف منذ سنوات طويلة، وما زال، لمقاومة طغيان نظام الجبهة القومية الإٍسلامية بمختلف مسمياته وعباءاته، وتحمل في شجاعة تثير الإعجاب كل ما لاقاه من عنت واعتقال رغم أنه يصنف إنسانيا من ذوي الحاجات الخاصة، كما أنه أقام في القضارف بالتعاون مع آخرين منبرا رائدا للتنوير وإثراء المجتمع باسم"منتدى شروق الثقافي" الذي يمارس نشاطه "بحرية تنأى عن الفوضى ومسؤولية لاتعرف الخوف" رغم أنف كل الظروف الصعبة.
جعفر خضر أكثر استحقاقا لجائزة نوبل للسلام من توكل كرمان الصحفية التركية اليمنية والعضو النشط في جماعة الإخوان المسلمين والتي منحت الجائزة في 2011. أعتقد أن إنجازات جعفر خضر، والقيم التي يمثلها، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، تعتبر خارقة وأسطورية، على الأقل مقارنة بتوكل كرمان. لا أعرف تحديدا آلية الترشح لهذه الجائزة غير أنه يتم من قبل الحكومات والجامعات الكبرى ولذلك أدعو منتدى شروق الثقافي وقوى الحرية والتغيير وأساتذة الجامعات والإعلاميين السودانيين في أمريكا وأوروبا الغربية لتولي هذا الملف لما فيه من تكريم للثورة وللثوار في السودان.
وتعظيم سلام لجعفر خضر.

وضاع .. بقلم: الطيب الزين 

 

آراء