مطار الطيب صالح الدولي ..هل من مثنى ؟!! … بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

تراسيم
alzafir@hotmail.com

الطيب صالح بضاعتنا الأكثر رواجا في السوق العالمي.. ولد الطيب عند منحى النيل بقرية كرمكول في محافظة الدبة حوالي العام 1929.. وعندما كان النبوغ يمر بوادي سيدنا ويعمد بجامعة الخرطوم  سلك الطيب الوادي وأقام بعض من الزمان بدوحة الجامعة .
هاجر الطيب إلى بريطانيا درس في جامعاتها وخرج صوته قويا عبر إذاعة (هنا لندن ) وفى بلاد تموت حيتانها من شدة الصقيع طاب له المقام واتخذ له زوجة من بنات الانجليز وهبته ثلاث أميرات زينب وسارة وسميرة ..فيهن شيء من ملامحنا وكل نبوغ الطيب صالح .
روايته موسم الهجرة إلى الشمال شكلت فتحا أدبيا للسودان وحملتنا إلى مشارف العالمية وصنفت من ضمن أفضل مائة رواية في العالم ومنحتها الأكاديمية العربية بدمشق لقب أفضل رواية عربية في القرن العشرين .
ظل الطيب صالح متواضعا وهو الهرم بين الناس .. بارا بأهله وهو بعيدا عنهم.. محتفيا بأصدقائه رقم كثرتهم واختلاف أذواقهم وتباين نزعاتهم السياسة .. أهدى ابنته الكبرى زينب اسم والدته .. وكتب سفرا قيما عن صديقه منسي وهو قبطي تحول للإسلام وكان يمكن ان يمضى بذات الهدوء الذى ولج به لندن .. ولكن الطيب صالح يصنع منه رواية يتداولها الناس .
تساءل الطيب صالح بقسوة عن رجال الإنقاذ وقال من أين أتى هؤلاء ؟ . رغم ذلك زار عاصمتهم الخرطوم وانتشى على أنغام الطنبور بوجود هم . واثبت ان السودان وان اختلفت انتماءاتنا يسعنا جميعا .
أخبار لندن تقول ان هرمنا الروائي لقي اليوم ربه راضيا مرضيا  ..رحل الصالح والوطن  إليه أحوج .. بكى الطيب أمام كاميرا تلفزيون السودان والعدالة الجنائية تترصد عوراتنا وتغض الطرف عن بيوت تهدم في غزة .. ونساء يترملن في بغداد ..و اناس في كابل وجدوا الحرية وفقدوا الأمن .. أوجز الأديب العارف الأمر في (عدالة القوة ) .. (تكشر )  في الضعيف وتربت على كتف القوى .
يا ولاة أمورنا .. يا شعبنا المكلوم ..ابلغوا العالم  فعلا وقولا إننا امة تحب الأدب وتجل الأدباء . اجعلوا من المطار الجديد مطار صالح الدولي ..الطيب صالح كان مسافرا وهو يكره الترحال ..الطيب صالح كان بعيدا ولكنه يعشق الوطن .

 

آراء