تنبيه للقارىء : ( اذا لم تطلع على المقدمة فى الرسالة (1) فارجع لها ثم واصل )
السيد / البرتو تحية طيبة وبعد ,
رسالة (7) محور (3) فى هده الرسالة أحيلكم عى الكاتب الأمريك الشهير والمتخصص فى كشف وفضح تعاليم كتاب التلمود اليهودى للاطلاع على كتابه الموضح أدناه :)
( Truth about the Talmud: Racist, Rabbinic Hate Literature by Michael Hoffman, foremost scholar of Judaism in the English-speaking world ) ________________________________________
________________________________________
تنبيه للقارىء : ( اذا لم تطلع على المقدمة فى الرسالة (1) فارجع لها ثم واصل )
السيد /البرتو تحية طيبة وبعد ,
"الرسالة (8) والأخيرةمحور (3) "
هذه الرسالة ستكون باذن الله مسك الختام لهذا المحور (3) وبعدها نواصل مع المحور (2) , ............. والى هناك :
" أعرف عدوّك "
الأمة الغقضبية: نعلم أن هذا الاسم يطلق تجاوزا على (اليهود ) كأمة وشعب إلا أن المعنى به حقيقة هم أوليك الذين يؤمنون بالمبدأ: " الصهيوني " ومن هنا يمكن القول بأن هناك فرق كبير بين اليهودي والصهيوني. ماهى العلاقة بين اليهودية والصهيونية : كلمة : ( الصهيونية ) نسبة الى جبل صهيون الذى يقع في الجنوب من بيت المقدس والذي اتخذه نبي الله داوود حصنا له إبان ملكه ,..... وبذلك أصبح: " صهيون " مكانا مقدسا – ( حسب اعتقادهم المحرف عن دينهم الحقيقي ) – إذ يعتقدون أن: " الرب " يسكن فيه وقد ورد في المزامير: " ر نموا للرب الساكن في صهيون. ".......... إذن فالصهيونية في أبسط تعار يفها هى: " الدعوة الى رجوع بنو إسرائيل واستقرارهم في فلسطين أي في جبل صهيون وما حوله " ........ فالصهيوني هو ذلك اليهودي الذى يؤمن بهذا المبدأ سواء هاجر بنفسه أو شارك في عملية المساعدة في هذا الاتجاه ماديا (و) أو أدبيا. هاهو المبدأ الصهيوني: المبدأ الصهيوني يستمد مقوماته من التعاليم المغلوطة والمحرفة والتي أدخلت على الوحي الالهى المنزل على نبي الله موسى عليه السلام والمضمن في كتابه: " التوراة " .......... بجانب كتاب آخر وضعوه لاحقا وأتخذ وه رديفا للتوراة المحرّفة باعتباريهما كتب: " مقدسة " ....... وأصبحت هذه التعاليم هى التي ينشأ عليها الطفل اليهودي منذ الصغر, وتتمكن هذه التعاليم منهم وتتشرب بها عقولهم ويقوم عليها نهج حياتهم. ..... لذا نجد أن من ينفلتون منها ويكفرون بها لا يمثلون إلا فئة قليلة منهم, وهذا يفسر حقيقة أن كثيرا من الكتاب لا يفرق بين اليهودي والصهيوني ويعتبرهم كلّهم أمة واحدة أي كلهم: " صهائنة . " . ملاحظة: تأييدا للرأي الذى يطالب بالحذر من تعميمها على كل يهودي دون استثناء, نورد هنا مقتطف من كلام الإمام الشعراوى رحمه الله في تفسيره للآية (( ...... ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون. ))..... يقول الإمام: " عندما قال الله عن قوم موسى: أنّهم ينقضون العهود لم يكن هذا الكلام حكما عاما لأن الحكم لو كان عاما لما وجد في أمة موسى من يؤمن برسالة محمد عليه الصلاة والسلام. أرض الميعاد هل اليهود هم الموعودون بها : (الحاصل أن هناك وعد من الله لنبيه وخليله : " إبراهيم " ... ولكنّه وعد مشروط, , ..... مشروط بما ذا ؟؟؟؟ مشروط: " بعملية الأتباع وصون الأمانة والالتزام الكامل بها وعدم الانحراف عنها. " "....... وقد تحقق ذلك فعلا: جاء في موسوعة مقارنة الأديان الجزء(1) صفحة(65) للدكتور أحمد شلبي ما يلي: "...... أنجب سيدنا إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل الذى نشأ في مكة وصاهر (جرهم ) سادة مكة ومن نسله جاء العرب, .... وهم الذين حملوا لواء الإسلام فيما بعد واقتحموا أرض الرومان واستعادوا: " فلسطين " وما حولها منهم محققين بذالك وعد الله لإبراهيم أن يجعل هذه الأرض لنسله من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات, .......... وهذا يتمشى مع قوله تعالى: (( إن أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا. ))..... يواصل الكاتب: " ... هذا هو التفسير الصحيح لهذا الوعد, لأن الفتح الاسلامى بهذا الوضع كان إنقاذا لشعوب المنطقة من الاستعمارالرومانى وظلمه وعدوانه, ...... أما اليهود فيفسرون هذه الفقرات – ( كما جاءت في توراتهم المحرفة الإصحاح الخامس عشر –تكوين- 18-20 ) – بالقضاء على الشعوب الأصلية وإحلال اليهود محلهم أي: ( عملية ما يسمى التطهير العرقي ) .......... وحاشا لله أن يكون هكذا قضاؤه....... فهو قضاء ظالم. " هل اليهود شعب الله المختار كما يدّعون ؟؟؟ : كيف لقوم نكلوا عن حمل الأمانة التي كلّفوا بها ونقضوا العهود وظلموا أنفسهم بأنفسهم كيف يدّعون ذلك ؟؟؟ ........ وبسبب هذا الانحراف عن الحق, جرّدوا من شرف الانتساب الحقيقي لإبراهيم عليه السلام, .... يقول الله تعالى في محكم تنزيله لنبيه إبراهيم: ((..... انى جاعلك للناس إماما قال: ومن ذريتي, قال: لا ينال عهدي الظلمين. )).......... اذا إن مدار هذا الأمر يكمن في الخضوع والالتزام الكامل وعدم الانحراف عن عهد الاستخلاف في الأرض وحمل أمانة الرسالة, ... ولكنّهم حرّفوها ونكثوا العهود وكان نتيجة هذا الانحراف عن العقيدة والتصور الخاطىء لمفهوم: " الرّب " حجبهم عن الاستجابة لأنبياء الله ورسله, ..... بل أخذتهم العزة بالإثم أن عدّوا توجيه الدعوة منهم إليهم: " إهانة واستطالة " .... وذلك بحكم أنهم كما يدّعون هم: ( أبناء الله وأحباؤه وأنه لا يرضى إلا عنهم وأن جميع الأديان في نظرهم باطلة وبالتالي أن جميع الأمم ضالة. )..... ومن ذلك نرى أنهم يضعون لأنفسهم مقاما زائفا مما دفعهم دفعا للتطاول والتعالي على كل البشر من غير اليهود, .......... وهذا يفسر لنا تماما الحالة الشاذة والممعنة في السوء والصفات والنعوت التي لم ير لها مثيل في قبحها وسوءها في أي مله أخرى من غيرهم من البشر, ..........سمعنا ذلك أولا من أنبياءهم ورسلهم,.... وتوالى ذلك وتتابع ثانيا على مرّ العصور والدهور من كل الذين اختلطوا بهم وعرفوا ووقفوا على حقيقتهم من حكماء ومصلحين وقادة فكر وروأساء دول, ..... وكمثال لذلك نورد في هذه العجالة ثلاثة أمثلة فقط ثم نأتي على ذكر ما تيسر من ذلك بعد أن نلقى بصيص من الضوء على مصادر عقا ئدهم التي أوصلتهم الى ماهم غارقون فيه لا يحيدون عنه الى قيام الساعة. , .......... والى الأمثلة الثلاثة. : (1) (( خيوطهم لا تصير ثوبا ولا يكتسون بإعمالهم,..... أعمالهم أعمال إثم ' وفعل الظلم في أيديهم, ..... أرجلهم الى الشر تجرى وتسرع الى سفك الدم الزكى, .... أفكارهم أفكار إثم,.... في طرقهم اغتصاب وسحق، طريق السلامة لم يعرفوه, ... وليس في مسالكهم عدل, .. وجعلوا لأنفسهم سبلا معوجة كل من يسير فيها لا يعرف سلاما)). ( أشعيا – الإصحاح 59 ) (2) ويقول الرب فيهم على لسان سيدنا موسى عليه السلام: (( أنا اعرف تمردكم وقلوبكم الصلبة, إنكم بعد موتى تفسدون وتزيفون الطريق الذى أوصيتكم، ويصيبكم الشر في آخر الأيام. )) (3) بنجامين فرانكلين يحذر الشعب الأمريكي : نورد فيما يلي ترجمة حرفية للخطاب الخطير الذى وجهه أحد كبار زعماء استقلال أمريكا محذرا فيه الشعب الامريكى من الوقوع في مصائد ومكائد اليهود وكان ذلك في العام 1789م فلنستمع إليه يقول : "أيها السادة في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها, ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم, وقد أدى بهم الاضطهاد الى العمل على خنق الشعوب ماليا كما هى الحال في البرتغال وأسبانيا. " ...... " وواصل تحذيره قائلا:- " اذا لم يبعد هولاء من الولايات المتحدة بنص دستورها فان سيلهم سيتدفق الى الولايات المتحدة في غضون مائة سنة الى حد يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذى بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الفردية, ولن تمضى مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود على حين يظل هم في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين, " .." إنني أحذركم أيها السادة إنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيا فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم, انهم لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال فان الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط . "..... يواصل: " إن اليهود خطر على هذه البلاد اذا ما سمح لهم بحرية الدخول انهم سيقضون على مؤسساتنا وعلى ذلك لابد أن يستبعدوا بنص الدستور......."....... (انتهى المقتطف بتصرف )
.................. والى مصادرا لفكر اليهودي:
مصادر الفكر اليهودي: جاء في المجلد (1) موسوعة مقارنة الأديان للعالم الجليل الدكتور احمد شلبي الباب الرابع أن أهم مصادر الفكر اليهودي هى: 1/العهد القديم. 2/التلمود. 3/ بروتوكولات حكماء صهيون. وفيما يلي نورد نبذة عن كل منهم:
1/ العهد القديم (التوراة): هو الكتاب المقدس لدى كل من اليهود والمسيحيين علما بأن اليهود لا يعترفون بأي دين آخر غير دينهم, .....وهو بطبيعة الحال أجريت عليه عمليات تحريف غيّرته بصور مناقضة ومغائرة تماما للوحي الأصلي المنزل على سيدنا موسى عليه السلام وفيما يلي نتابع مع المصدر السابق ليكشف لنا باختصار شديد حقيقة هذا التحريف: * مصادر العهد القديم(التوراة) : تحت هذا العنوان يحدثنا الكاتب : " أكدت الدراسة الفاحصة أن هذه الأسفار من صنع أجيال متعددة وأنّ فترة التدوين بدأت في عهد متأخر جدا , وانّ الكهنة كانوا يعتمدون على ما سمعوه وما تلقّاه الخلف من السلف , ...... ومن المصادر المهمة لها أيضا قرارات المحافل, فعلى مرّ التاريخ كان زعماء اليهود يدفعون بقراراتهم لتصير جزءا من الأسفار المقدّسة, .... وعندما اتّخذت هذه الأسفار وضعها النهائي ( المحرّف ) قبيل الميلاد, ... لم يتوقفوا عن محاولاتهم تجاه تقديس قراراتهم, فدفعوا بها الى كتاب: " التلمود " .......... ثم بعد ذلك الى: " البروتوكولات " .... وليس هذا وذاك بأقلّ عندهم من العهد القديم قداسة وجلالا. * الهدف من التحريف: يقول الكاتب: " النظرة السريعة للعهد القديم توحي أن الهدف الأسمى الذى أرادوه من الكتاب المقدّس كان هو: ( تبرئة بنى إسرائيل من العيوب وتلويث سواهم من الشعوب. ).......... هذا من جانب ومن جانب آخر إنهم أرادوا أن يتخلّصوا من الأسفار الحقيقية – ( الوحي ) – لأنها كانت تختلف عما جبلوا عليه من طباع وأخلاق رزيلة وانحراف في العقيدة, .... لذلك وضعوها في هذا الشكل الذى يتناسب مع ما يريدونه, ............ وهكذا كتبت هذه الأسفار ونسبت لله, والله سبحانه وتعالى منها بريء, .... إنها في الحقيقة صدى: " لانفعالات اليهود وأحاسيسهم " ..... ومع ذلك فقد أصبح هذا الكتاب المحرّف ( التوراة ) خلال مدّة النفي مركزا التفّ حوله بنو إسرائيل وتبعوا إرشاداته في السّر والعلا نية, وأصبح يمثل بالنسبة لهم حياتهم ودنياهم في الماضي والحاضر والمستقبل. ... وفيما يلي نستعرض بإيجاز شديد بعض فقراته: أولا صفات الإله " يهوه " : يقوا الكاتب : " إن الصفات التي ذكرها اليهود لإلههم " يهوه " تبعد كل البعد عمّا يتّصف به الإله عند اىّ من جماعات المتدينين , وجعلوا هذه الصفات انعكاسا لصفاتهم واتّجاهاتهم , ...... فهو ليس معصوما, وكثيرا ما يقع في الخطأ ثمّ يندم وكمثال لذلك النصّ الآتي: (( ....... وكان كلام الرّب الى صموئيل قائلا: ندمت على أنّى قد جعلت شاء ول ملكا لأنه رجع من ورائي ولم يقيّم كلامي. )) ....... (صموئيل الأول 10: 10 )...... وفى مكان آخر يصفوه بأنّه (( .... الاه قاسى مدمّر, متعصّب لشعبه لأنّه ليس الاه كلّ الشعوب, ... بل الاه لبنى إسرائيل فقط, ....... وهو بهذا عدو للآلهة الآخرين, كما أنّ شعبه عدوّ للشعوب الأخرى. )) ...... ( خروج 12:12)........... ونجده يصوّرونه أيضا كرئيس عصابة فهو يقول لهم: (( ... متى أتى بك الرّب الاهك الى الأرض التي أنت داخل إليها لتملكها وتطرد شعوبها, ودفعهم الربّ الاهك أمامك وضربتهم, .... فانّك تحرمهم, ... لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق بهم. ))........ ( تثنية 7: 1-2 ) ..... ويقول أيضا: (( حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح, فان أجابتك الى الصلح وفتحت لك, فكلّ الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك, ....... وان لم تسالمك, بل عملت معك حربا فحاصرها, وإذا دفعها الربّ الاهك الى يدك, فأضرب جميع ذكورها بحدّ السيف, ..... وأما النساء والأطفال والبهائم وكلّ ما في المدينة فغنيمة تغنمها لنفسك, وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الربّ الاهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما. ))...... (تثنية 2 : 1-16 ) ...... وبعد هذا نأتي لثانيا لنرى ماذا قالوا عن أنبيائهم: ثانيا صفات أنبياههم: (1) نتابع مع الكاتب ونبدأ بسيدنا إبراهيم الخليل أبو الأنباء الذى صوّروه في أبشع صورة يوصف بها إنسان فضلا عن خليل الرحمن, ... صوّروه في موقف ( المتاجر في عرضه ) فالنتابع الكاتب ينقل لنا من تحريفاتهم التوراتية: (( ... وحدث جوع في الأرض فانحدر أبرام الى مصر ليتغرّب هناك لأنّ الجوع في الأرض كان شديدا وحدث أنّه لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لسراي امرأته: أنى قد علمت أنّك امرأة حسنة المنظر, فيكون اذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته, فيقتلونني ويستبقونك, ..... قولي انّك اختى ليكون لي خير بسببك وتحيى نفسي من أجلك, وحدث لما دخل أبرام الى مصر, أنّ المصريين رأوا المرآة أنّها حسنة جدا فمدحوها لدى فرعون, فاخذّت الى بيت فرعون فصنع الى أبرام خيرا بسببها وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال, فضرب الربّ فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب سار اى امرأة أبرام, فدعا فرعون أبرام وقال ما هذا الذى صنعت بي ؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك ؟ لماذا قلت أنها اختى حتى أخذتها لتكون لي زوجة ؟؟؟؟ ..... والآن هو ذا امرأتك خذها وأذهب. ))....... ( تكوين: 12 :1-19)..... (2) وافتروا أيضا على نبي الله يعقوب واتهموه بأنه وأمه تآمرا على شقيقه الأكبر لتؤول إليه وراثة أبيه بدلا عن شقيقه الذى يستحقها بحكم أنّه الأكبر. ( تكوين 25: 31-35 ).... (3) وبالمثل افتروا على نبي الله هارون وذكروا في توراتهم المزورة ما نصّه: (( .... ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل, اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: قم أصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأنّ هذا موسى الذى أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه, فقال لهم أنزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها, فنزع كل الشعب أقراط الذهب وأتوا بها إليه, فأخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا وقال : " هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر, وبنى مذبحا أمامه ونادى وقال : غدا عيد للرب فبكّروا فى الغد وقدّموا ذبائح, ... وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للّعب. )) ..... (خروج: 32: 16 )...... ( وهكذا نرى أن بنى إسرائيل لم يراعوا عند الحديث عن أنبيائهم إلاّ ولا ذمة, ولم يثبتوا في حديثهم عنهم أي تقديس لهم أو إجلال, ..... فنسبوا إليهم ولآسرهم ما يدنّس تأريخهم ويصوره بصورة مغائرة تماما لحقيقتهم, وما نقلناه هنا لا يمثل في الحقيقة الاّ غيض من فيض. ) ........... وقبل أن نذهب الى المصدر الثاني لا بدّ من وقفة مع الوحي الحقيقي مع كتاب الله المنزل على سيد البشر سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلّم مع " القرآن " يحدثنا عن أنبياء بنى إسرائيل ويصحح ما اقترفوه من جرم نحوهم: (1) نبدأ بخليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام: ((... وأذكر في الكتاب إبراهيم انّه كان صدّيقا نبيا. )) ... (مريم41) ((.... وأتخذ الله إبراهيم خليلا. ))..... (النساء125) ((... ومن يرغب عن ملّة إبراهيم إلاّ من سفه نفسه, ولقد اصطفيناه في الدنيا, وانّه في الآخرة لمن الصالحين, إذ قال له ربّه أسلم قال أسلمت لربّ العالمين. )) ... (البقرة130-131) (2) نبي الله إسماعيل: ((.. وأذكر في الكتاب إسماعيل انّه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيّا. )) ..... (مريم54) (3) نبي الله موسى: ((... هذا من عمل الشيطان, انّه عدوّ مضلّ مبين, قال رب انى ظلمت نفسي فأغفرلى فقفر له انّه هو الغفور الرحيم, قال ربّ بما أنعمت علىّ فلن أكون ظهيرا للمجرمين )).... (15- 17)... هذه الحادثة تعطينا مثل حي مقارنة بين " الوحي " الحقيقي والتزييف الذى مورس عليه من قبل هذه الأّمّة الضالة, ... تحكى هذه الآية عن حادثة سيدنا موسى التي حدثت في فترة شبابه وأدت الى قتل مواطن مصري وهروبه بعدها الى أرض مدين, .... فبينما يؤكد القرآن أنه ندم ندما شديدا وتاب ورجع الى الله, وغفر الله له وقبل توبته,........ نجد التحريف هنا في أبشع صوره إذ لم يحرّفوا ويزيّفوا النّص فحسب, بل اتخذوا من هذا الحادث مبررا وسندا شرعيا جوّزوا بموجبه قتل غير اليهودي. (4) نبي الله هارون: ((..... ولقد قال لهم هارون من قبل: يا قوم إنماّ فتنتم به, وأنّ ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري. ))... (طه90)..... هذا هو كلام الله عن نبيّه جاء تصيحا لما افتر وه عليه ونسبوا إليه صنع: " العجل " بدلا عن الصانع الحقيقي له والذي أثبته القرآن وهو: " السامرى " ............ والى هنا نأتي للمصدر الثاني: " التلمود " : 2/التلمود: هذا الكتاب يمثل الروايات الشفوية التي تناقلها الحاخامات من جيل الى جيل وهو بذلك يحتل مكانة عظيمة وكبيرة عند اليهود بل إن بعضهم يضعه في منزلة: " أسمى من التوراة " لذا فان تعاليمه تمثل المصدر الرئيسي والأساسي الذى يعتمدون عليه في تنشئة أطفالهم منذ الصغر جيلا بعد جيل وكمثال لذلك نورد نذرا من هذه التعاليم: * الله في التلمود: يرى التلمود أن الله ندم لما أنزله باليهود وبالهيكل : ( تبا لي لأني صرحت بخراب بيتي وإحراق الهيكل ونهب أولادي. ) * اليهودي والسلطة: ( يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع تسلط باقي ألا مم في الأرض (الجو يم) لأنهم هم أبناء الله وغيرهم أي الجو يم من نسل الشيطان. ) * اليهود وغير اليهود : ( اليهودي جزء من الله فإذا ضرب " أمي " إسرائيليا فكأنه ضرب العزة الإلهية. * اليهود والتملك : ترى الأديان السماوية أن الدنيا والمال والثراء ملك لله , ولما كان التلمود يقرر أن اليهود هم أبناء الله , فإنهم لذلك يعتبرون أنفسهم مالكين لكل ما في الأرض من ثراء بالنيابة عن الله ومن ثم حرفوا نصوص الوحي – (حسب وصايا سينا موسى )- فيما يتعلق بارتكاب الموبقات فمثلا النهى عن السرقة : ( لا تسرق أي لا تسرق من اليهودي أما غير اليهودي فسلب ماله ليس مخالفا للوصايا وقس على ذلك كل الموبقات مثل : الغش والكذب والزنا والربا وكافة الموبقات , ....... الخ )... يقول الحاخام ( رشي ) : " مصرح لليهودي أن يغش غير اليهودي ويحلف له أيمانا كاذبة . "... وجاء في التلمود أيضا: " أن الرب لا يغفر ذنبا ليهودي يرد للأممى ماله المفقود. " * أرواح غير اليهود: يقول التلمود: (محرّم على اليهودي أن ينجّى أحدا من الأمميين من هلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها, بل اذا رأى أحدهم يقع في حفرة لزمه أن يسدّها بحجر. ) ونص أيضا: (..... من العدل أن يقتل اليهودي كل اممى لأنه بذلك يقرّب قربانا الى الله. ) * اليهود والمسيح: يقول التلمود عن سيدنا المسيح عيسى بن مر يم: ( .. أن يسوع الناصري موجود في لجّات الجحيم بين القار والنار, وأنّ أمه مر يم أتت به من العسكري " بان دارا " عن طريق الخطيئة, وأن الكنائس النصرانية هى مقام القاذورات, والواعظون فيها أشبه بالكلاب النابحة, وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها, وأن العهد مع المسيحي لا يكون عهدا صحيحا يلتزم اليهودي القيام به, وأنّه من الواجب أن يلعن اليهودي ثلاث مرّات رؤساء المذهب النصراني وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة لبنى إسرائيل. )........ هولاء شذّاذ الآفاق قتلة الأنبياء يفترون على سيدنا وحبيبنا نبي الله عيسى عليه السلام وأمه القديسة والصديقة الطاهرة, التي بشّرت به قبل مولده يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (( يا مر يم أن الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مر يم , وجيها فى الدنيا والآخرة , ومن المقرّبين ويكلّم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالين . )) .... هذا هو بنى الله عيسى المعصوم والمبرأ من المعصية, وأمه صديقة اصطفاها الله على نساء العالمين, ولقد أرسله الله لخراف بنى إسرائيل الضالة ومعه الإنجيل ليخرجهم مما هم فيه من ضلال وفتنة,...... فأنكروه ورموه بالكذب والبهتان العظيم,... وهذا ليس بمستغرب عنهم مقارنة بالنذر القليل الذى ذكرآنفا عن أنبيائهم.............. والى المصدر الثالث:
3 ـ بروتوكولات حكماء صهيون: إذا كانت تعاليم التلمود تمثل عندهم نظام قانون مقدس واجب التنفيذ فان نصوص البروتوكولات تمثل اللائحة التنفيذية لها وفيما يلي نستعرض بعض الفقرات من نصوص هذه البروتوكولات البالغ عددها (24) والتي يسترشد بها عملاء صهيون من " الماسون " في التسلط وقهر شعوبهم لخدمة سادتهم, ... وقبل أن نبدأ باستعراض هذه الفقرات نرجو أن نلقى بصيص من الضو على الخطة التي وضعها حكماء صهيون تنفيذا للوعد الذى وعدهم إياه الرب (حسب تصورهم ) : ( أنّه مقدّر لهم أزلا أن يحكموا الأرض كلها في هيئة مملكة صهيون المتحدة . )...... والى موجز تفاصيل الخطة: الأفعى الصهيونية:ـ من المعروف أن عقيدة اليهود المستمدة من تعاليم " التلمود " تتلخص في الآتــي:ـ إنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار, وإنهم أبناؤه، وأحباؤه، وإنه لا يسمح لعبادته ولا يتقبلها إلا منهم، وأن غيرهم من الأمم ما هم إلا من طينة حيوانات نجسة خلقها الله على صورة البشر إكراماً لهم كي يخدموهم، ورتبوا على هذه العقيدة الضالة أموراً خطيرة منها:ـ اعتقادهم أن كل خيرات الأرض في العالم أجمع هي منحة من الله لهم وحدهم، وأن غيرهم من الأمم " الجو يم " وكل ما في أيديهم هو ملك خالص لهم، بل أن واجبهم المقدس يقضي بمعاملتهم معاملة البهائم، وأن كل الأمور الدينية المفروضة عليهم لا يجوز الالتزام بها إلا مع بعضهم البعض، بحيث لا يجوز لهم بل يجب عليهم إهدارها مع غيرهم من " الجو يم " ومن ثم فإن كل ما يرتكبوه معهم من موبقات: كالغش والخداع والسرقة واغتصاب الأموال وهتك الأعراض والقتل....... الخ.. كل هذه الموبقات لا يعاقبهم الله عليها بل يعدها قربات وحسنات يثيبهم عليها، ولا يرض منهم إلا بها. واستنادا على ذلك تمخضت عقليتهم الشريرة على وضع خطة إجرامية تهدف إلى تمكينهم من السيطرة الكاملة على العالم، وحكمه في النهاية بحاكم مطلق من صلب " داود " كما يقولون. ولتحقيق هذه الخطة " رمزوا " لها: " بالأفعى الصهيونية " ، ووضعوا لها مسار أو خط سير تسير فيه مدمرة كل من يعترض طريقها وبوحشية بالغة ، كل ذلك يتم في خفاء وسرية كاملين دون أن يعلم بها أحد حتى تصل إلى " المركز " أو القاعدة : " أرض الميعاد " . ظلت هذه الأفعى تسير في طريقها منذ قرون دون أن يعلم بها أحد لولا عناية الله سبحانه وتعالى أن أوقع مقررات مؤتمرهم الشهير بمدينة " بال " بسويسرا ( عام 1897 م ) برئاسة: " هيرتزل " أن أوقع هذه المقررات بالصدفة المحضة لتشق طريقها للعالم الروسي الأستاذ: " نيلوس " والذي عكف في نحو أربع سنوات لدراستها ثم أصدر أول ترجمة لها في عام 1902م بالروسية، واستطاع هذا العالم الشجاع أن يكشف النقاب ولأول مرة عن أخطر مؤامرة وضعها عتاة الصهاينة لتدمير العالم يتم تنفيذها بشكل مكيدة رمزوا لها: " بأفعى " يرمز رأسها إلى المتفقهين في خطط الإدارة اليهودية، وجسمها يرمز إلى الشعب اليهودي، وكانت الإدارة مصونة سراً من أعين الناس جميعاً حتى الأمة اليهودية نفسها وذلك لتحقيق الأتي قبل وصولها إلى: " المركز " أو قاعدة الانطلاق الأخيرة:ـ يجب أن تكون لهم السيطرة الكاملة على الاقتصاد والمال وتوجيهه لخدمة أغراضهم. يجب أن توضع تحت أيديهم كل وسائل الإعلام من طبع ونشر ومسرح وسينما وجامعات.. الخ إلغاء كافة الأديان من على الأرض أو العمل على تشويهها أو مسخها. تدمير وإلغاء كل العروش وكل الحكومات الوطنية. إلغاء مبدأ الإرث والملكية الخاصة. هدم الأسرة والحياة العائلية وتمويل وتشجيع كل ما يؤدي إلى نشر الفساد وتقويض القيم الأخلاقية الفاضلة بين الأمم. وبعد أن تتبع العالم المذكور مسار " الأفعى " حتى ذلك التاريخ – ( تاريخ المؤتمر 1897 ) - وجد أنها قد اخترقت تماماً سائر دول أوربا الغربية وحققت أهدافها.. وتحددت خطواتها التالية:ـ ( أي ما بعد المؤتمر المشار إليه ) . قال: " إن حركتها الآن متجهة إلى " موسكو " وتنبأ بسقوط القيصرية وقيام الشيوعية الماركسية: ( كان ذلك في عام 1902م ) . قال: " .. بعد ذلك مباشرة تتجه نحو القسطنطينية:ـ ( يعني حيث دولة الخلافة الإسلامية ) ـ وكأنها المرحلة الأخيرة لطريق الأفعى قبل وصولها " فلسطين".......... وبعد ذلك لا يبقى أمامها إلا مسافة قصيرة حتى تستطيع إتمام طريقها لضم رأسها إلى زيلها ".......... انتهى. يا سبحان الله..كلما استنبطه هذا العالم الكبير من هذه المقررات: ـ( بروتوكولات حكماء صهيون ) ـ فقد صار حقيقة ملموسة.. هذا و بالرغم من تحذيراته وصيحاته العالية.. فقد سار كل شئ كما خطط له دون أي تحرك مضاد.. وكان أول عمل قام به " البلاشفة " أن عذبوا هذا العالم ونفوه حتى لاقى حتفه وحيداً في صقيع سيبريا " . التعريف بالبروتوكولات : كي نقف على حقيقة البروتوكولات نقتطف هنا فقرات من مقدّمة الأستاذ/ نيلوس الذى قام بدراستها وإصدار أول ترجمة لها بالروسية في عام: 1901 كا سبق ذكره , .......... وفيما يلي العرض: يقول الأستاذ نيلوس : " ...... لقد تسلمت من صديق شخصي – ( أليكسى نيقولا نيفتش كبير جماعة أعيان روسيا القيصرية. ) – مخطوطا يصف بدقة ووضوح عجيبين , خطّة وتطورا لمؤامرة عالمية مشئومة , موضوعها الذى تشمله هو : جرّ العالم الحائر الى التفكك والانحلال , ...... وهى عبارة عن وثائق انتزعتها خلسة سيدة فرنسية من أحد الأكابر ذوى النفوذ والرياسة السامية من زعماء الماسونية الحرة, وقد تمت السرقة في نهاية اجتماع سرى بهذا الرئيس في فرنسا حيث وكر المؤتمر الماسوتى اليهودي. " .......... ويواصل الكاتب في تعقيبه على هذه المؤامرة الصهيونية: " ....... يستفاد من هذه الوثائق أن حكماء صهيون قد فكروا في استنباط مكيدة لفتح العالم فتحا سلميا لصهيون, ... وكانت تنفذ خلال تطورات التأريخ- (البداية 929 ق. م. ) بالتفصيل وتكمل على أيدي رجال دربوا على هذه المسألة, .. وقد صمم هولاء على فتح العالم بوسائل سلمية مع دهاء: " الأفعى الرمزية ".... وقد سبق القول أن عملها لابدّ أن تكون معتصمة اعتصاما صارما بالخطة الموسوية حتى يغلق الطريق الذى تسعى إليه بعودة رأسها الى صهيون. ( هذه نبوءة نيلوس بقيام إسرائيل قبل قيامها نصف قرن من الزمان) "...... ويتابع أيضا موضحا مسار طريها: " كانت مرحلتها الأولى في أوروبا سنة429 ق.م. في بلاد اليونان حيث شرعت أولا في عهد بركليس تلتهم قوة تلك البلاد, وكانت الثانية في روما في عهد أغسطس سنة 69 ق.م. , ... وجاءت الثالثة في مدريد عهد تشارلس الخامس سنة 1552م, أما الرابعة ففي باريس عهد الملك لويس السادس عشر 1700, ... والخامسة والسادسة في لندن وبرلين الأعوام: 1814 و 1871 على التوالي, ... أما السابعة ففي سان بطرسبررج الذى رسم فوقها رأس الأفعى تحت تاريخ 1881, ..... وقد زلزلت الأفعى أسس بنيان هذه الدول, وقد أبقى على بعض النواح الاقتصادية لكل من بريطانيا وألمانيا موقتا الى أن يتم قهر روسيا التي قد ركزت عليها جهودها في الوقت الحاضر – ( هذه نبوءة أخرى لنيلوس بسقوط القيصرية وقيام الشيوعية اليهودية الماركسية بدلها. ) . " ........ ويواصل قائلا " ........... وتظهر القسطنطينية في طريق الأفعى وكأنّها المرحلة الأخيرة لطريقها قبل وصولها الى أورشليم. " ........ مقتطف بتصرف من تعليق البروف. / نيلوس . ملاحظة : ( سبق عرضنا نصوص هذه البروتوكولات كاملة فى ترجمتها الانجليزية والعربية فى الرسالتين : (5) و (6) ) فى تعليقه على هذه البوتوكولاتيقول الدكتور أحمد شلبي:- ’’ الذي يقرا هذه البرتوكولات بدقه يدرك أن كثيرا من الحكومات الدكتاتورية بالشرق تتبني مبادئها وتنفذ توجيهاتها )
* وسائل تنفيذ هذه الخطة : لتنفيذ هذه الخطة أقام حكماء صهيون العديد من الجمعيات السرية وأخطر هذه الجمعيات هى ما يسمى : " الماسونية العالمية "... وقيما يلي نورد نبذة عنها:
أولا الماسونية العالمية: أنقل هنا بإيجاز شديد من المصدر السابق نبذة عن الماسونية كما ورد من صفحة (326-334): * الهدف: " أهداف الماسونية في الظاهر تختلف اختلافا كبيرا عن أهدافها في الباطن فهي في الباطن كما يقول الحاخام الدكتور اسحق وايز: " مؤسسة يهودية وليس تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وشروحها إلا أفكارا يهودية من البداية الى النهاية. " أما في الظاهرفهى تظهر للسذج كأنها- كما يقول مكاريوس شاهين-: " جمعية أدبية تخدم الإنسانية وتنور الأذهان وتنشر الإخاء وتوطد الحب بين الأعضاء وتحثهم على فعل الخير والإحسان لإخوتهم المحتاجين. " ....يقول الدكتور عبد الجليل شلبي: " إن الهدف الذي تسعى إليه الماسونية وتوابعها من المؤسسات الصهيونية هو : تحطيم الأديان وإذا حطمت العقائد الدينية سهل تحطيم الأخلاق فلم تنشأ الأخلاق الفاضلة: " إلا في رحاب الأديان." في سنة 1865 انعقد مؤتمرهم في مدينة ليبزج الالمانية والقى فيه الماسوني: لاف أرجLaf Arge خطابا ضافيا جاء فيه: " يجب على الإنسان أن يتغلب على الإله وأن يعلن الحرب عليه وأن يخرق السماوات ويمزقها كالأوراق... إن الإلحاد من عناوين المفاخر فليعش أولئك الأبطال الذين يناضلون في الصفوف الأولى وهم منهمكون في إصلاح الدنيا.... نحن الماسونيين أعداء الأديان وعلينا الا ندخر جهدا في القضاء على مظاهرها... سنعلنها حربا شعواء على العدو الحقيقي للبشرية الذى هو الدين وسننتصر على العقائد الباطلة وعلى أنصارها ولكن نتخذ الإنسانية غاية لنا من دون الله. "
مراتب الماسونية ثلاثة هى:
(1) الماسونية الرمزية: يدخل فها اتباع الديانات المختلفة ويباشر هؤلاء طقوسا وحركات لا يفهم معناها ويظل فيها الشخص قانعا بألفاظ: الحرية الإخاء المساواة. سعيدا بما يناله من عون من الأعضاء الآخرين ذلك العون الذي كثيرا ما يدفع العضو إلى مكان الصدارة في عمله " وظيفة ممتازة أو ثراء عريضا مما يجعله يزيد ارتباطا بالماسونية وحبا لأنظمتها، وفي هذا القسم (33) درجه يترقي فيها العضو بمقدار إخلاصه وكفاءته وينال اسمي الدرجات إذا تم انحرافه عن دينه وعن وطنه وأصبحت الجمعية له عقيدة واحتوت كل تقديره.. (2) الماسونية الملوكية : " هذه اكثر أعضائها من اليهود ويطلق عليهم الرفقاء ولا يسمح لغير اليهود بالدخول فيها إلا لمن وصل لارقي درجات المرتبة السابقة ،أي لم يعد يكترث بدين ولا وطن وليس لديه مثل اعلي سوي الماسونية " (3) الماسونية الكونية : هي أرقاها وأعضاؤها من اليهود الخلص ويطلق عليهم الحكماء ويلقب الرئيس بالحكيم الأعظم وهو مصدر السلطات لجميع المحافل الماسونية ولا يعرف أحد أعضاء هذه المرتبة ولا مركز نشاطها . رأي الدين فيها : (1) الدين المسيحي: سبق أدرك زعماء المسيحيين خطر الماسونية بوجه خاص وخطر الجمعيات السرية بوجه عام علي الدين المسيحي وصدر مرسوم بابوي رقم 864 يحذر الكاثوليك من الاشتراك فيها وكافة الهيئات السرية والمشنفة فيها علي الأخلاق. (2) الدين الإسلامي: اصدر المؤتمر الإسلامي العالمي المنعقد بمكة في مارس 1973 القرار بعده:" الماسونية جمعية سريه هدامة لها صله وثيقة بالصهيونية العالمية التي تحركها وتدفعها لخدمة أغراضها وتتستر تحت شعارات خداعه: كالحرية والإخاء والمساواة وما إلى ذلك مما أوقع في شباكها كثيرا من المسلمين وقادة البلاد وأهل الفكر. وعلي الهيئات الإسلامية أن تكون موقفا من هذه الجمعيات السرية علي النحو التالي: 1/ علي كل مسلم أن يخرج منها فورا 2/ تحريم انتخاب أي مسلم ينتسب لها لأي عمل إسلامي 3/ علي الدول الإسلامية أن تمنع نشاطها داخل بلادها وان تغلق محافلها وأوكارها 4/ عدم توظيف أي شخص ينتسب لها ومقاطعته مقاطعه كليه 5/ فضحها بكتيبات ونشرات تباع بسعر التكلفة 6/ تعامل كل النوادي التالية معاملة الماسونية: ( نادي الليونز – حركات التسلح الخلقي – أخوان الحرية. ( انتهى )
ملاحظة : من هو الماسونى الحقيقى : التعريف أعلاه للماسونية العالمية يحتاج الى وقفة نستعرض فيها بعض الحقائق: * تعرض بعض الكتاب الذين تناولوا هذا الموضوع الى ذكر زعامات دينية وسياسية كبيرة متهمين إياهم بأنهم: " من الماسون "........ إن مثل هذا الاتهام لا يجب أن يؤخذ على علا ته ودون تروى, وذلك للأسباب الآتية: 1- من المعلوم سلفا أن ليس كل من دخل الماسونية (في الماضي البعيد ) كان يعرف حقيقتها كما هو عليه الحال في عصرنا الحاضر هذا. 2- وقد علم أنها كانت تستقطب الناس من علية القوم تحت شعارها الظاهر لهم وهو: " الحرية – الإخاء – المساواة. "...... وكل هولاء سواء دخلوا فيها اسما (دون الذهاب والتعرف عل مراسمها داخل المحفل ) أو الذين مارسوا طقوسها داخل المحفل, كل يعتبرون أعضاء داخل هذه الدائرة الأدنى: " الماسونية الرمزية " ......... في ظل شعارها أعلاه,........... حقيقة أنه من حيث قبولهم من ناحية المبدأ, يحصلون بدون شك – ( كلّ في مجتمعه ) - على امتيازات تعزز من مراكزهم,...... وهذا هو المطلوب في هذه المرحلة: ( الطعم)... ومن خلال هذه المرحلة والتي تعتبر بالتعريف الدارجى ( محل تفريخ ) ........ إذ أن هناك عين سحرية تراقب عن كثب كل عضو منهم مراقبة دقيقة وفاحصة, ...... لأنّ الصعود للدرجة الأعلى يحتاج الى مواصفات محددة ومعروفة لديهم. .... ولا يتخطى هذه الحدود الاّ من تأكد لهم بصورة قاطعة وحاسمة أنه اجتاز الامتحان العظيم وأصبح جديرا تماما بالقبول, ...... هذه العيون السحرية والاختبارات الحادة تسرى ليس على الجو يم فقط,... بل تشمل فيما تشمل أعضاء من اليهود أنفسهم, الاّ أن الاختلاف يأتي في التدرج لاحقا, ..... فالاممى مهما صعد في تدرجه له حدّ معلوم لا يتخطاه, ........ وهنا مكمن الخلاف بين الاثنين. - إذن الماسوني الحقيقي ( من غير اليهود ) هو ذاك الذى اجتاز الامتحان وحصل على كافة المواصفات المطلوبة وتم اختياره بمقتضى ذلك فعلا, .... وقد كشفت لنا البروتوكولات نذرا يسيرا من هذه المواصفات المطلوبة والتي تقول: "...... ما دام ملئ المناصب بإخواننا اليهود في أثناء ذلك غير مأمون ، فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين ساءت صحائفهم ، وأخلاقهم كي تقف مخا زيهم فاصلاً بين الأمة وبينهم , ... وكذلك سوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة الى القوم الذين اذا عصو أوامرنا توقعوا المحاكمة والسجن , .......... والغرض من كلّ هذا أنهم سيدافعون عن مصالحنا حتى النفس الأخير الذى تنفث صدورهم به " , ............. والأخطر من ذلك والأهمّ عندّهم هو ذاك الذى جرّد نفسه وتحلل تماما عن أي عقيدة أو إيمان بالغيب وقابل ان يمثل دور النفاق في إطار الخطّة الموضوعة والمرسومة له, وهو الذى أشير إليه أنفا بأنّه: ( ... لم يعد يكترث بدين ولا وطن وليس لديه مثل أعلى غير الماسونية . !!!!!!!!! ) "..... 3- إن هولاء الذين اجتازوا هذا الامتحان وباعوا أخرتهم بدنيا غيرهم, ... وحازوا رضاء سادتهم, وأصبحوا بموجب ذلك جديرين بالترشيح لدخول: " محفل حكماء صهيون " ...... ليجد الداخل منهم في انتظاره الآباء الكبار سدنة هذا المحفل للترحيب الحار به وإطلاعه على المخبّأ من الخطط والتوجهات الخطيرة, ..... ومن ثم تدريبه وإعداده بما يعينه على إجادة التعامل معها بالفعالية التي تمكنه من الاضطلاع بالدور المناط به لخدمة: " صهيون " ..........معلوم أن هولاء لا يمثلون إلا نسبة ضئيلة بالنسبة للإعداد الكبيرة التي تم استقطابها ودخولها في الدائرة الأدنى ( الماسونية الرمزية ), ... وهذه الفئة الأخيرة هى التي ينبقى مراعاة الحذر الشديد عند التعرض لها وخاصة أنهم كلّهم مضوا عن هذه الدنيا الفانية,..... فما علينا إلا أن نسأل الله الرحمة لنا ولهم,.........أما التوجه الحقيقي ومجالات البحث والتدقيق ينبقى بل يجب أن توجه بكلياتها نحو الفئة القليلة التي باعت نفسها تماما للشيطان وضلّت وأضلت ضلالا كبيرا وعظيما, .... إذ اضطلعوا بتنفيذ ما وكلوا له بجدارة فائقة وهمة عالية, وقد بذروا بذور الشر ونشروا وزرعوا الفساد في الأرض حتى نما وترعرع في خلايا سرطانية شديدة الفتك والدمار وتحولت الى شيء مرعب مخيف,...... كلما بتر منه في مكان نبت وتجدد نموه وتكاثر في مكان آخر كلّ ذلك بهدف تمكين " الأفعى " من أداء دورها المنوط بها فى : اختراق جسم الدولة المعنية, وزلزلت أسس بنيانها, وعمل تحليل كامل للنسيج الاجتماعي لشعبها, ........ فهل يوجد بعد ذلك كلّه مكان وزمان آخر أكثر إلزاما وإلحاحا لمواجهة هذا الخراب والدمار الكامل الشامل, أي وجوب: " الجهاد الشرعى " ...غير هذا ؟؟؟؟؟؟؟ ...... ......... فإذا لم يحن هنا زمان ومكان الوجوب الشرعي: " لهذة المعركة الحقيقية " ......فمتى يحن إذن. ؟؟؟؟؟ .... ..... فلماذا هذا التقاعس وهذا التخاذل, .... أليس هذا هو الفرار بعينه من يوم: " الزحف " كما أخبرنا بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ : ...... هذا الكلام يوجه في المقام الأول الى علماءنا أصحاب الفضيلة والدعاة في بلادنا الإسلامية عربية وغير عربية,....... ( لا بدّ أن كثيرا منهم يرى بأمّ عينيه بلده المستهدف يسارع به الى الهاوية والسقوط الأبدي, وهو يعلم ذلك ويدركه تماما,... ثم بعد ذلك كلّه يتقاعس ويتخاذل, أو يهرب منه فرارا, ... الى أين ؟؟؟؟ .... الى بلد آخر طلبا للنجاة, .... والسوآل الملح والذي يفرض نفسه هو: كيف يا هذا تواجه ربّك, وماذا أنت قائل له, وما هو العذر الذى يجعلك: " تفرّ يوم الزّحف " . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 4- كمثال للفئة الأولى نورد هنا رأى للشيخ المرحوم / محمد الغزالي رحمه الله فلنستمع إليه يقول عن الإمام الأفغاني: " ........ قالوا عنه: " ماسونى " ولا أنفى هذا, ..... وإنما أسأل: في أي كتاب اسلامى شرحت آثام الماسونية وحذر المسلمون منها قبل عصر الأفغاني ؟ ..... انه خدع بكلمات: " الحرية- الإخاء – المساواة " كما خدعت امتنا اليوم في المؤسسات العالمية الكثيرة, ..... والمهم أنّه منذ أن ظهر الى أن مات عليلا أو قتيلا لم يؤثر عنه إلا العمل على استنهاض المسلمين واحياء جامعتهم وحضارتهم ورسالتهم وذاك حسبه من الشرف..... " ...... ( مقتطف من مقال طويل مشيدا ومدافعا فيه عن الإمام الأفغاني. ) 5- وأخيرا وليس آخرا فان هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات السرية المشابهة لها أصبحت معروفة تماما,.... كما تيسرت عمليات البحث والتقصي للوقوف والتعرف على حقيقتها في عصرنا هذا بصوره لم تكن معروفة في الماضي, ..... إذن, ... فلا عذر بعد ذلك وخاصة بعد الفتاوى الشرعية الصادرة في هذا الخصوص من علماء ومجمعات فقهية. * وقبل أن نواصل هناك سؤال ملح لابد من عرضه وهو: كيف عرف الناس هذه الخطط والتوجهات الخطيرة ؟ : كما هو معلوم أن حكماء صهيون ظلّوا على مدار القرون يضربون أسوارا من السرية والتعتيم عن كل ما يليهم, ووقعوا فيه واغترفوه من تحريف وتبديل في منهج الله المضمّن في كتابه: ( التوراة )..... وتطويع النصوص لخد مة مخططاتهم وتوجهاتهم الشاذة والغريبة والممعنة في قبحها وسوءها, ... إلا أن إرادة المولى سبحانه وتعالى أبت إلا أن تفضحهم على مدى الدهور والعصور, .......... وعلى يد من. ؟؟؟؟ ..... على يد أناس من بنى جلدتهم – (في أغلب الأحيان ) – إنها الفئة المهتدية التي قيّضها الله للقيام بهذا الدور العظيم. ... فلنقف على نذر منهم في هذه العجالة: الحاخام: نيكولاس دونين Nicholas Donin ( يهودي فرنسي ) اعتنق المسيحية في القرن الثالث عشر1240 وقام بفضح تعاليم التلمود السرية وبعد التحقق واعتراف أربعة من كبار حاخاماتهم أصدر الملك لويس التاسع مرسوما في 17/6/1244 يقضى بحرق التلمود. وبالمثل الحاخام: بابلو كرستيانى Pablo Cristiani يهودي روعته تعاليم التلمود الوحشية فانتقل الى النصرانية أيضا وأسهم بدور كبير في كشف حقائق اليهود وعدائهم للنصرانية ( وبقية الأمم ) وأشترك في مناظرة برشلونة الشهيرة – أصدر البابا كلمنت مرسوما: حرّم فيه القراءة والحيازة وصادر نسخه, ... وتبع ذلك إعادة تنفيذ قانون لويس الحادي عشر الصادر في ( 531 هجرية – 1136 م ) والقاضي بإلزام اليهود بوضع شارة على أكتافهم لتمييزهم عن غيرهم. ومن هذه الفئة نذكر أيضا: جوها ن فيفر كورن Johan Phefferkorn ( القرن السادس عشر ) الذى سار على النهج في عملية الفضح والتعرية. أما عن الذين تحوّلوا للإسلام فحدث ولا حرج, فقد كان لهم دورا بارزا في إظهار تناقض اليهود وتهافتهم وتحريفهم للوحي الالهى المنزل على سيدنا موسى عليه السلام. نذكر منهم على سبيل المثال: الحبر / شموائيل بن يهوذا بن أبوان, .... أسلم وأشتهر باسم: " السمو أل بن يحيى المغربي, ... صنّف كتابه المشهور: " إفحام اليهود . " أظهر فيه معائب اليهود وكذّب دعا ويهم في التوراة, وأشار لمواضع الدليل على تبديلها, ... وأحكم كل ذلك في كتابه هذا, ..... توفى عام 646 هجرية, ...... ومنهم أيضا: هبة الله على الحسين بن ملكا صاحب كتاب: " المعتبر في الحكمة " . سعيد بن الحسن الاسكندرانى صنف كتابه: " مسالك النظر في نبوة سيد البشر. " الحاخام / موسى أبو العافية ترجم مقاطع من فضائح التلمود وصادق على صحتها مضطرا ( يعقوب الفنتابى ) الحاخام الأكبر للشام آنذاك (1256هجرية ) , ............ وفيما يلى نتابع هنا وفى نقاط مختصرة لمحة من حياتهم: ( الأمّة الغضبية ).. ونكو لهم عن حمل الأمانة ونبدأ من فترة نبيهم موسى عليه السلام: * فترة سيدنا موسى عليه السلام: .......... نعلم أن الله سبحانه وتعالى قد سلطّ على اليهود في فترات متلاحقة على مدار تأريخهم الطويل من يسومونهم سوء العذاب وذلك عقابا لهم على صلفهم وجحود هم للحق ونقضهم العهود وسوء تعاملهم لمن يستقبلوهم بترحاب عندما يضطرون للّجوا أليهم من الشعوب وإنكار الجميل, ... فكانت فترة فرعون تحكى عن واحدة من أشد هذه الفتن التي عانوها. ..... فلننظر ما ذا فعلوا بعد أن أنجاهم الله منها: (1) تحدثنا السيرة أن نبيهم موسى عليه السلام سار بهم مطمئنا هادئا في رعاية الله نحو خلاصهم, .... وعندما أصبحوا على مسافة قصيرة من البحر رأى قومه فرعون وجنوده أوشك أن يصل أليهم ففزعوا فزعا شديدا فقالوا لنبيهم: (( إننا لمدركون )) ردّ عليهم: (( كلاّ إن معي ربى سيهدين. )).... وهنا جاءت المعجزة الكبرى ورأوها بأم أعينهم, .... رأوا البحر ينفلق ويعبروا مع نبيهم الى الضفة الأخرى بسلام, ثم اذا فرعون وجيشه يغرق من ورائهم, ...... وبعد هذا كلّه وبمجرّد خروجهم من البحر وأرجلهم مازالت مبتلة من ماءه, رأوا أناسا يعبدون عجلا فقالوا لنبيهم: أجعل لنا الاها كما لهم آلة. ... ....يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله يحكى عن هذه القصة: (( قالوا يا موسى أجعل لنا الاها كما لهم آله, قال: إنكم قوم تجهلون. )).... (2) ومع ذلك لم يعتبروا بل انتهزوا أول فرصة لغيابه عنهم, فعبدوا عجلا صنعه لهم السامرى من الذهب الذى جلبوه معهم من مصر. (3) وحينما أمرهم نبيهم موسى بدخول بيت المقدس محاربين, جبنوا جبنا كاملا وقالوا له إن فيها قوما جبارين فلن ندخلها أبدا ما داموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون. !!!!!!!!!, .... وتقودنا القصة الى مرحلة: " التيه ": إذ قضى الله أن يتيهوا في الأرض أربعين عاما عقابا لهم, ثم تأتى بعد ذلك مرحلة نبيّهم " يوشع " . * مرحلة سيدنايوشع : (4)بعد موت سيدنا موسى وانتهاء فترة : " التيه " تمكن نبي الله يوشع من دخول فلسطين وصحب هذا الدخول معجزة باهرة تحققت على يديه اذ قبل دخولهم أوشكت الشمس أن تغرب ويحل عليهم ( السبت ) وهنا دعا ربّه فوقفت الشمس ثم غربت بمجرد دخولهم بيت المقدس ,.......... ولكن اليهود هم اليهود فكما عصوا نبيهم موسى عليه السلام فقد عادوا وخالفوا يوشع عندما أمرهم بالسجود عند دخولهم القدس قائلا لهم: " أسجدوا وقولوا حطّة. "..... أي اسجدوا شكرا لله وتوبوا إليه , ..... وإذا مجموعة منهم يرفضون تنفيذ هذا الأمر الاهى, ولم يكتفوا بذلك بل ظلّوا يستهزؤون بنبيهم هذا ويرددون بأعلى أصواتهم كلمة: " حنطة, حنطة "بدلا عن كلمة: " حطّة " التي تعنى التوبة, ............ فأي سفاهة وأي استهتار, !!!!!! يقول الله تعالى في محكم تنزيله: ((وإذ قلنا أدخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجّدا وقولوا " حطّة " نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين, فبدّل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم, فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون. )) (5) بعد عقابهم وإنزال الرجز عليهم: ( تقول بعض السيران الله أنزل عليهم طاعون شديد قتل عشرين ألفا في يوم واحد, ) .......... ومع كل ذلك كلّه لم يراجعوا أنفسهم ولم يعتبروا بل تمادوا تما ما في ماهم عليه من صلف وتكبر وتجبر ونكو ل عن الحق وإصرارهم الشديد على عبادة الأصنام فاختاروا صنما آخر وسمّوه: " بعلا. "... وبدأوا يعبدونه, فجاءهم نبيا جديدا هو سيدنا اليأس فكذّبوه أيضا, .......... هذا كلّه يحدث منهم بعد كلّ هذه المعجزات الباهرة التي مررنا عليها. * قتلهم أنبياءهم: تحدثنا السيرة العطرة أنّهم قتلوا من أنبياءهم الكثير فالنأتى على ذكر ثلاث منهم هم: (1) سيدنا زكريا. (2) وسيدنا يحيى,.... (3) ثمّ دبّروا مكيدة لقتل سيدنا المسيح عيسى بن مر يم عليه السلام الاّ أن الله سبحانه وتعالى أنجاه بمعجزة منه ورفعه إليه. * مراحل الزلّ والهوان: نعلم إن هذه الأمة الغضبية قامت بأكبر معصية في العالم إنها لم تكتفي بتحريف الكتب السماوية أي الوحي: المنزل من الله سبحانه وتعالى ولم تكتفي بقتل أنبياءها بل قاموا بأفظع من ذلك: " مارسوا دور الله " والعياذة بالله, ...... في التشريع, ... جاء في الوحي النزل على سيدنا موسى الأوامر الآتية: ( لا تقتل, لا تزن, لا تسرق, لا تشهد على صاحبك شهادة زور, لا تمد عينك الى بيت صاحبك, ولا تشته امرأة صاحبك, ولا عبده ولا أمته ولا حماره ولا شيء من الذى لصاحبك. ) كل هذه الأوامر حرّفوها في صياغات جديد وتفسيرات مغلوطة, جوّزوا لأنفسهم ارتكاب كلّ هذه الموبقات مع غير اليهودي, بل ويؤجرون على ذلك, كل ذلك حسب تعاليم تلمود هم الذى وضعوه موضع التقديس, ولم يكتفوا بهذا العبث, بل انتهوا الى أن " الرب " : (يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلّها في السماء ) !!!!!!!!!!!! ... سبق وضربنا أمثلة من هذه التعاليم عند الكلام عن كتابيهما: " التوراة والتلمود ".... ومن ثم لا غرابة في أن يسلط الله عليهم من يسومونهم سوء العذاب طوال مراحل حياتهم, وقد مررنا على نذر من ذلك: " فترة فرعون الذى حولهم الى عبيد يعملون خدما في الأرض ولم يكتفي بذلك بل كان يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم, و كذلك فترة التيه, ....... ثم بعد ذلك نتابع هنا فترة: " العماليق " تخبرنا السيرة أنهم دخلوا عليهم يقتلون فيهم قتلا شديدا ويبيدونهم ابادة شديدة, وأخذوا منهم أغلى ما يملكون ألا وهو: " التابوت "... ( الصندوق الذى يحوى على عصا سيدنا موسى وملابسه والألواح التي كتبها الله تبارك وتعالى له. )........... فبفقدهم هذا الصندوق المقدس أصبحوا في منتهى الزّلة والهوان
* وقفة: كل هذا الذى حدث وما لاقوه من اضطهاد وقهر وطرد وتشريد, من كثير من الدول على مدار تاريخهم الطويل من جرّاى سلوكهم هذا, .......... كل ذلك لم يثنيهم ولم يفت من عضدهم, بل كلّ ما خرجوا من محنه, تمادوا في غيّهم أكثر قوة وإصرارا مما كانوا عليه قبلها, ......... فكيف لا يحدث ذلك أو ما الغريب فيه ؟؟؟؟؟؟؟؟.......... أنهم أمّة وقع عليها اللعن من الله وغضبه, .... ومن أنبياءهم, .... إنهم: " الأمة الغضيبية " .... فهم مسلطين لذلك كما إبليس, ..... والى هنا فلنلقى نظرة سريعة على صفاتهم كما جاءت في القرآن الكريم: * صفات اليهود في القرآن :
* نقض العهود : (( أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون . )) ..... (( فبما نقضهم ميثاقهم, لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية. )) * الخيانة: (( ولا تزال تطلع على خائنة منهم. )).... بمعنى دائما. * تحريف الكتب السماوية : (( يسمعون كلام الله ثم يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ، )) * قتل الأنبياء: (( ولقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا, كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم, فريقا كذّبوا وفريقا يقتلون. )) * قتلهم كل مصلح: (( يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس. )) * سوء أدبهم مع الله: (( قالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا. )) * الجبن الشديد : (( لا يقاتلوكم جميعا الاّ في قرى محصّنة, أو من وراء جدر . )) .......... (( ..... وتجدهم أحرص الناس على حياة. )) * قلوبهم شديدة القسوة : ((..... ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة. )) .......... (( قالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم. )) * شدّت كراهيتهم للمسلمين: (( لتجدّن أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا , ولتجدنّ أقربهم مودّة للذين آمنوا, الذين قالوا انّا نصارى , ذالك بأنّ منهم قسيسين ورهبانا وأنّهم لا يستكبرون . )) * حرصهم على إيقاد الحروب والفساد في الأرض : (( ..... كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا. ))
هناك مسألة أخذت كثرا من الجدل وتحتاج الى وقفة ألا وهى ما يسمى ب. : " نظرية المؤامرة " * نظرية الموآمرة: كثر الحديث عن: " نظرية الموآمرة " ....... ويتجه النظر إليها في عمومة الى طرفين نقيضين, الطرف الأول يبالغ مبالغة لا حدود لها في تصوير هذه " الموآمرة " ويعيذ إليها كلّ ما يصيب الأمة من فتن ومؤامرات وحروب داخلية وخارجية وهو في تصوره هذا يتّخذ منها اتّكاءة يزيح عن كاهله أي مسئولية تقع عليه أو تناله منها, ..... هذا باختصار شديد ما عليه الطرف الأول, ... أما الطرف الثاني فانّه على النقيض من ذلك تماما, ... انّه يرفضها جملة وتفصيلا, ......... يجدر بنا أن نضرب مثلا: علمنا من الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن " إبليس " من الجن, وأن الجنّ والأنس حباهما الله سبحانه وتعالى بنعمة العقل الذى هو مناط التكليف: " أفعل ولا تفعل " ........ وعلمنا أيضا أن الجن وجدوا على ظهر هذه الأرض قبل خلق أبو البشر " أدم " ........ ونعلم أيضا أن إبليس كان من الموحدّين الذين يؤمنون بالله وحده لا شريك له, إيمانا لا يخالطه شكّ ولا شبهة, ولكن عندما صدر الأمر من الله سبحانه وتعالى بالسجود إكراما وتعظيما لمن خلقه بيده وأتاه من علمه, امتثل الملائكة كلّهم أجمعون الاّ إبليس " أبى " , .... فكان أول من " تكبّر " ولم يعظّم من عظّمه الله, وقال: " أنا خير منه " ... وأنف عن تكرمته عليه, واستنكف من السجود له, ... فبذلك استحقّ " أللعنة " .... أي الطرد من رحمة الله, ... فزاده ذلك حقدا على حقد, وقال مخاطبا ربّ العزّة كما جاء في محكم تنزيله: (( لأقعدّن لهم صراطك المستقيم. ))............ ومن هنا نعلم أن هناك عدو خفي لا نراه, مسلط علينا, وله أسلحته ووسائله الخاصة في الغواية والمكر والاستدراج, وأن كل ذلك بهدف إبعادنا عن: " الصراط المستقيم "....... فماذا يعنى ذلك ؟؟ يعنى أن أمامنا نحن كموحدّين لله, " مؤامرة كبرى " .... يمكن أن يطلق عليها: " نظرية المؤامرة " ... ومن هنا يأتي المثال: أحد الناس ينحرف وتقع عليه الغواية ويرتكب الموبقات, ....... وعندّما يسألوه يرد: " كلّ ذلك من إبليس, سلّط علىّ جنوده وأبقاني في هذه الحالة, ولولا ذلك لكنت مستقيما, " .... يرد عليه آخر: " إبليس إيه وشيطان إيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .... أين هو إبليس وأين هذا الشيطان الذى تتكلّمون عنه ؟؟؟ ....... لا شيء من ذلك !!!!!! .... أنت وحدك المسئول. " .... إذن هذه هى القضية: هذا (الطرف ) الأول الذى وقع تحت غواية إبليس واستكان له وتبع هواء نفسه الأمارة بالسوء ولم يزجرها,... وهو يعلم تماما قول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله مخاطبا إبليس: (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان. ))...... إذن نحن أمام شخص انحرف عن الصراط المستقيم, وبذلك فتح الباب على مصراعيه لعدوّه وأعطاه الفرصة الكاملة للإيقاع به, .......... أما ( الطرف ) الثاني بالرغم أنّه يعد نفسه من زمرة الموحدّين الاّ انه يجهل أو قد لا يعلم أنّ إنكاره لما علم من الدين بالضرورة, قد يقوده الى حالة أعظم خطورة وأشدّ هلاكا من الأول, .... إذ أن الأول يعلم أنّه مخطىء وهذا قد يجعله يفكّر فى التوبة والرجوع الى لله, .... أما هذا الآخر الذى يعد نفسه عالما وصاحب فكر ومعرفة, فسوف تقف هذه حائلا وسدّا منيعا بينه وبين الرجوع والتوبة, ... لأنه لا يعتقد في نفسه الخطأ, ............ ويتضح من ذلك أن كلا الطرفين قد بعدا تماما عن الصواب, .... بل أن تصورهما هذا يصبّ تماما في خدمة المخطط,..... علما بذلك أم لم يعلما,...... وهذا يقودنا الى لبّ الموضوع, ..... لو تصفحنا لمجمل ما سطّر أعلاه عن " الأمّة الغضبية ".... يقودنا ذلك الى حقائق نسوقها للطرفين ونبدأ بالطرف الأول: * الى الطرف الأول : إن المسلم الحقيقي لا يحتاج الى بحث جديد ليعرف ما حقيقة الأمة الغضبية, لأنّ كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم وأيمّتنا الكرام لم يتركو لنا شاردة ولا واردة عن هذه الأمّة الغضبية إلا أتو عليها, وأن كل ما تكشف وظهر للناس من مخططاتهم ومؤامراتهم لاحقا, ما هو الاّ مصداقا لما قرأناه وعلمناه نحن المسلمون. * اخبرنا أيضا أنهم لن يقدروا علينا الاّ اذا انحرفنا عن. " الصراط المستقيم. " * هذه الحقيقة الناصعة التي اخبرنا بها من ربّ العزة, وجاءت الأحداث مطابقة ومصادقة لها, كان الأجدر بهذا كلّه أن يجعلنا دون غيرنا أكثر تحصّنا وأشدّ منعة تجعلنا نحتاط ونتّقى شرّ هذا " الإخطبوط " , ............ بل كان الواجب علينا أن ننذر ونحذر الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة, وأن نوقفهم على الحقيقة كاملة مجردة, بدلا عن هذه الغفلة الكبيرة والشنيعة التي لا مبرر لها البتة ولا عذر لنا منها أمام الله سبحانه وتعالى, ....... هذه الغفلة التي لم تصرفنا عن واجبنا المقدّس في التنبيه والتحذير لدرء هذا الخطر العظيم فحسب, .... بل جعلتنا نفتح الباب على مصراعيه وأوجدنا له : " القابلية " لاستدعائه ليحقق فينا ما هو معلوم ومرسوم سلفا , ........ فهل بعد ذلك نلوم غيرنا ؟؟؟؟؟؟؟؟ . * المصيبة الكبرى والبلية الأعظم أننا نسمع باستمرار من كبارنا قبل صغارنا, ومن الراعي قبل الرعية أنّ ما حلّ بنا ونعيشه الآن من مصائب ومحن, وفتن وكوارث: - ( حرب الجنوب – محرقة دار فور وغيرها وغيرها كثير, ...... الخ. ) – كلّه نتيجة: " الاستهداف, " .... وأن العدو هو وراء ذلك كلّه !!!!!! ( الاستهداف - العدو ).... أي: " نظرية الموآمرة " !!!! ..... نعم, ..... ماذا أتيت من عندّك, أليس هذا أمر معلوم بالضرورة ؟؟؟؟؟؟؟ * عمليات التهويل والتخويف المتعمدّة هذه أحيانا أو عن طريق الجهل أحيانا أخرى عن مدى قدرة وفعالية: اليهود, .... وأنّهم وراء كلّ شرور ومفاسد الأرض: ( هم القائمون والمحركون لكلّ الحركات السياسية والفكرية والاقتصادية وكافة الدعوات والمذاهب الحديثة, ..............الخ. ) .... لا ينبقى أن تصرف الناس عن إدراك الحقيقة, فهم لا يمكن بأي حال أن يقوموا بكل هذا, بل أن دورهم كما وصفهم الأستاذ الكبير/ محمد خليفة التونسي – ( أوّل مترجم للبروتوكولات ) – موضحا ذلك: " إن بعضها من عملهم وعمل صنائعهم وبعضها من عمل غيرهم, ولكنّهم هم كالملاّح الماهر ينتفع لتسيير سفينته بكلّ تيار وكلّ ريح مهما يكن اتجاهه, ويسخره لمصلحته سواء كان موافقا أو معاكسا له. " * الى الطرف الثانى : وأخيرا وليس آخرا , نوجه هذا الجزء الأخير للطرف الثاني الذى يرفض فكرة موأمرة : " الأمّة الغضبية " جملة وتفصيلا , بصفة خاصة وللجميع بصفة عامة , .. وهنا يجدر بنا أن نذهب سويّا الى أحد أفضل وأوثق وأكمل من يحدّثنا في هذا الموضوع الشائك والجدير بالمتابعة والوقوف على الحقيقة كاملة مجردة,..... ألا وهو المفكّر الكبير والفيلسوف الفرنسي: " روجيه غارودى. "..........في كتابه القيم الذى أثار مع كتب أخرى فى ذات الموضوع زوبعة ما بعدها زوبعة, أدّت الى محاكمة وتعريض للقتل , .... بجانب ذلك امتناع كلّ دور النشر التي كانت تتسابق في الماضي لتحظى بنشر كتبه, ...حتى اضطّر الى القيام بنشرها على نفقته الخاصة, والكتاب هو: " الصهيونية/اليهودية " .... أشتمل هذا الكتاب على مقدّمة و(11 ) أجزاء استغرقت (115 ) صفحة, وفيما يلي نقتطف منه بعض الفقرات: * المقدّمة: يفتتح الكاتب المقدمة قائلا: " إننا نعالج هنا موضوعا " محرّما "... أي " الصهيونية " و " إسرائيل " .... ففي فرنسا يمكن انتقاد الكنيسة الكاثوليكية أو الماركسية, كما يمكن مهاجمة الاتّحاد السوفيتي والولايات المتحدة, .......... الخ .. ويمكن التبشير بالفوضوية وإعادة الملكية دون التعرّض لمخاطر, ......... أما نقد الصهيونية فانّه يفضى بصاحبه الى عالم آخر, ... ينقله الى عالم التحقيق والقضاء وقانون: " معاداة السامية " ...... ويجرى عليك تهديدا بالموت, ... وقد مورس ذلك ضدّى من ملاحقات قضائية وتهديدات بالقتل. (1) الصهيونية الدينية : تحت هذا العنوان بدأ الكاتب كلامه في هذا الجزء عن عزلة اليهود وفى هذا المعنى ينقل لنا رأى ( برنار لازار ) : "لقد انعزل اليهود وراء اسوار كان ورثة اسدراس، ومشوهو الموسوية الاولى وأعداء الرسل" وهذا، خلافاً للموسوية الحقيقية، - ( الوحي الالهى ) - التي اصطفاها وأكبرها ارميا، واشعيا." ويضيف برنار لازار قوله بان خطورة هذه العزلة قد تفاقمت بسبب طبع فريد يتسم به اليهودي، ويدفعه الى التباهي بامتياز توراته، وبالتالي، الى اعتبار نفسه فوق البشر ومغايراً لباقي الشعوب وقد عمل على ترسيخ هذا المسلك، حدة القومية المنتشرة في اوروبا خلال القرن التاسع عشر، "اذ رأى اليهود في انفسهم الشعب المختار المتفوق على الأمم كافة. وهذه صفة العصابات والطوائف المتطرفة في تعصبها القومي، في وقتنا الحاضرز هذا الانغلاق على الذات لم يكن جديداً. فقد حارب الحاخامات، "بتلموديتهم المتصلبة" جميع محاولات الانفتاح عبر العصور المتعاقبة وعمل التلموديون على ان يحصر اليهود دراساتهم في شريعتهم دون غيرها. وفي نهاية القرن، وبإيعاز من الحاخام اليهودي الألماني عشير بن يحيال، اتخذ مجمع سينودس وهو المكون من ثلاثين حاخاما، وقد انعقد في برشلونة برئاسة بن عزرا قراراً بتحريم كل يهودي دون الخامسة والعشرين من العمر، أن يقرأ كتباً أخرىغير كتب اليهود التوراة والتلمود". ويلخص برنار لازار، ما أدى إليه هذا التيار، فيقول: "لقد بلغوا هدفهم وعزلوا اليهود عن مجموع الشعوب". ويظهر برنار لازار صورة اخرى مزرية هي نتيجة للتقاليد الموروثة، فيقول: "من الحماقة جعل إسرائيل مركزاً للعالم وخميرة للشعوب، ومحركا للأمم. ومع ذلك، فالى هذا يسعى اصدقاء اليهود واعداؤهم، اذ هم يسرفون ويغالون في تقدير اهمية إسرائيل، سواء كانوا من امثال (بوسويه) او (درومون). وفي "عرض تاريخ الكون" يشير بوسييه الى يهودا بأنها مركز العالم. لذا، فان لجميع احداث التاريخ ولقيام الممالك وسقوطها سبباً وحيداً محصوراً في ارادة رب اليهود لنصرة إسرائيلو اليهود المكلفين بقيادة البشرية الى مبتغاهم الاوحد: هو انتصار اليهودعلى غير اليهود لاخضاع جميع شعوب العالم للهيمنة الصهيونية! ".... يواصل الكاتب معلّقا : ويكفي هذا أساسا لصحة "بروتوكولات حكماء صهيون" التي تنسب الى المؤتمر الصهيوني العالمي في بال، عام 1897، بغية تعزيزا للاعتقاد بوجود "تآمر" يهودي يرمي الى اقامة سلطة يهودية عالمية، تمثل انتصار الشر في دنيانا. 2 إسرائيل التوراتية وإسرائيل الحالية: يقول الكاتب: " وفقا للمشروع الصهيونى لقيام هذه الدولة يستندون على نصوص توراتية لتبرير أمرين هما : (1) التوسّع المستمر فى الحدود . (2) الطرق التى تتبعها الدولة فى التقتيل والإرهاب , .. تقول التوراة اليهودية: "ان مدن هذه الشعوب، االمعطاة إليك من ربك التي لن تدع مخلوقا حياً (من غير اليهود) يعيش فيها. بل ستجعلها محظورة على الحيثيين، والعموريين، والكنعانيين، والفريزيين، الذين ستبيدهم جميعا كما أمرك الرب مولاك"........... يواصل الكاتب: " في أجابته للزعيم الهندي " غاندي " عن تساؤله عن عدم تعاطف اليهود وترابطهم من أجل مقاومة الاضطهاد مع الشعوب التي يعيشون معها , .... أجاب الصهيوني: ( مارتن بوبر فى ردّه : " بان العقيدة اليهودية لا تستطيع العيش الا في نطاق تجمع طائفي تطبق فيه احكامها الخاصة، فوق ارضها الخاصة: "الاساسي، بنظرنا، ليس وعدا بأرض، بل مطلباً يرتبط تحقيقه بالارض وبوجود مجتمع يهودي في هذه البلاد . " ...... ويواصل الكاتب: " ومع ذلك ظهر منهم من يعترض على هذه الأكاذيب والحروب التوراتية وأورد مثال لذلك الصرخة التى أطلقها الاستاذ بجامعة تلّ آبيب : " بنيامين كوهين " عندما أرتكبت المذابح فى لبنان عام 1982 يقول فى خطابه ل. (فيدال ناكيه ) : "اكتب اليك وانا استمع الى مذياعي الصغير يعلن باننا على وشك تحقيق هدفنا في لبنان.. الا وهو: توفير السلام لسكان الجليل اليهود. ان هذه الاكاذيب الجديرة بغوبلز تكاد تذهب بعقلي… اذ من الواضح ان هذه الحرب الوحشية، والاشد وحشية من كل سابقاتها، لا علاقة لها البتة بمحاولة القتل في لندن، ولا بأمن الجليل. ترى، كيف يستطيع اليهود ان يصلوا الى هذه الدرجة من الوحشية؟؟ الا يعني هذا ان اعظم انجازات الصهيونية انما هو بلوغ غرضهم المزدوج: "التصفية النهائية للفلسطينيين كشعب. وللإسرائيليين ككائنات بشرية" ". أسطورة الحقوق التاريخية: يقول الكاتب: " هذا المفهوم للحقوق التاريخية يرتبط دائما عبر الدعاية الصهيونية لمفهوم: " الوعد " بالأرض الذى يعطى لهم حقّا إلهيا صريحا في امتلاك: فلسطين " والسيطرة عليها. " ...... وبعد بحث ومتابعة هذا الموضوع بصورة مكتملة, .... أورد تصريح غولدا مائير لجريدة: " صاندى ـتأمس " 15/6/1969 قائلة: " "لا وجود للفلسطينيين. وواقع الأمر لا يبدو بأنه كان ثمة شعب فلسطيني في فلسطين، يعتبر نفسه شعباً فلسطينياً.. وكما لو إننا جئنا لطرده والاستيلاء على بلاده.. الواقع انه لم يكن موجوداً أصلا!!." 4 خرافة العنصرية العرقية: يقول الكاتب: " ...... والوهم التأريخى الآخر الذى تقوم عليه الصهيونية يتمثل في الاعتقاد بصلة العرق وهى دافع الحنين للعودة لأرض: " كنعان " الموعودة والتبرير التوراتى للمذابح ومشروعية الاعتداءات وضم الأراضي من جانب الدولة الصهيونية القائمة, ............ فها هو الحاخام: " اليعازر ولدمان " يكتب في جريدة ( ناكودة ) مقالة بعنوان: " قوّة إنجاز العمل " يعزز فيها سياسة أربيل شارون وبيغن بضمانة "لاهوتية" ضرورية للمشروعات الملحة الجامحة، وبدعم من الروايات التوراتية، يبين أن إسرائيل قد دللت باحتلالها للبنان على تمكنها من إقامة "نظام جديد" في الشرق الأوسط وما يليه، مما يعتبر "بداية الخلاص" بالنسبة للعالم اجمع ز " .... يواصل: " ... هي.لا يكتفي بتمجيد الاعتماد على "العرق" بل يقول بان " الحاجز الفاصل بين الشعب المختار وبين بقية الأمم قام لأجل استمرار مهمته كالهي.هي. " .يواصل:. ثم يرجع بنا الكاتب الى قرار تقسيم فلسطين الذى اتّخذته الأمم المتّحدة في 29/11/ 1947 وتابع متابعة دقيقة كافة المناورات الدنيئة والضغوط الحادة التي مورست على بعض الدول لتمرير القرار الذى أعيد التصويت فيه مرّتين كي ينال النسبة القانونية المطلوبة, ........ يواصل : " ... ومع ذلك لم تكتفي دولة صهيون بمساحة الأرض المحددة لها , بل عمدة الى ممارسة إرهاب منظّم , وابلغ مثل على ذلك ما حل بدير ياسين، ففي التاسع من نيسان (ابريل) 1948 وبأسلوب شبيه بما فعل النازيون في بلدة (اورادور)، أقدمت عصابة الارغون، بقيادة مناحيم بيغن ، على قتل سكان تلك القرية وعددهم 254 نسمة. وكان بيغن قد ذكر في كتابه (العصيان، حكاية الارغون) صفحة 162 من الطبعة الإنجليزية - انه لولا "الانتصار" في دير ياسين لما كانت دولة إسرائيل بينما كانت الهاغاناه تحقق انتصارات في جبهات اخرى، كان العرب يفرون هلعين وهم يصيحون، دير ياسين. وفي 15 أيار (مايو) 1948 فقط ابلغ الأمين العام وعينت الأمم المتحدة وسيطاً هو الكونت فولك برنادوت، الذي ذكر في تقريره ما يلي: -" إن ما يصدم ابسط المبادىء الأخلاقية هو أن يمنع هؤلاء الضحايا الأبرياء للأزمة من العودة الى موطنهم، بينما يتدفق المهاجرون اليهود الى فلسطين مهددين بالحلول محل اللاجئين العرب المقتلعين من جذورهم الممتدة الى عدة أجيال في هذه الأرض". ثم وصف "ما يمارسه الصهاينة من سلب على اوسع نطاق، ومن تخريب بانه تم للقرى دون دواع عسكرية ظاهرة". وقدم هذا التقرير الى (هيئة الأمم المتحدة، الوثيقة 1/648 - ص14) واودع في 16/9/1948. وفي 17/9/1948 , ............ تم اغتيال الكونت برنادوت ومساعده الفرنسي العقيد سيرو في الجزء الذي احتله الصهاينة من القدس. اما السخط الذي اثاره هذا الحادث في العالم اجمع، اوقفت الحكومة الاسرائيلية رئيس عصابة (شترن) ناتان فريدمان يلين، الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات، ثم عفي عنه، وانتخب نائباً في الكنيست سنة 1950 الا ان باروخ نادل، احد قادة عصابة شترن في سنة 1948 اسند لنفسه في تموز (يوليو) 1971 شرف اصدار الامر بالاغتيال. 5 الخرافة التوراتية : فى هذا الجزء تعرض الكاتب للرأي المعارض من قبل بعض مفكري اليهود ذكر منهم العالم : " البرت اينئشتائن " الذى كان يرى أن استعادة أرض فلسطين بواسطة المال والسلاح , يعد خيانة يقول فى ذلك : " " " برأيي ان التوصل الى اتفاق مع العرب على أساس حياة مسالمة مشتركة، هو اكثر حكمة من إنشاء دولة يهودية. فما اعهد ه في جوهر الديانة اليهودية يصطدم بفكرة دولة يهودية ذات حدود وجيوش ومشروع سلطة زمنية مهما كانت متواضعة. كما أخشى الأضرار العميقة التي ستلحق باليهودية نتيجة تغلغل القومية ضيقة الأفق، في صفوفنا. فنحن لسنا أبدا يهود عصر المكابيين. وعودتنا من جديد الى تشكيل امة بحسب المعنى السياسي للكلمة، إنما تعني النكوص عن روحانية طائفتنا. التي ندين بها لعبقرية أنبيائنا" . " ..... ( كان ذلك فى ثلاثينات القرن المنصرم أي قبل قيام إسرائيل ) ..... يواصل: " الا ان كتاب يوشع الذي غالباً ما تستند اليه الحاخامية العسكرية الإسرائيلية في الدعوة الى الحرب المقدسة، ويعممه التعليم المدرسي يلح على الابادة المقدسة لسكان البلاد المغلوبة، بتمرير رقاب الجميع على حد السيف "الرجال منهم والنساء، والاطفال والشيوخ" (يوشع 6/21) عند حديثه عن اريحا وغيرها من المدن. ويقص علينا كتاب "الاعداد" (31-9/18) مآثر "بني اسرائيل" المنتصرين على اهل مدين. والذين "قتلوا جميع الرجال - كما امر الرب موسى - واسروا النساء، وحرقوا كل المدن". وحينما عادوا الى موسى "غضب موسى منهم وقال: ماذا؟ لقد أبقيتم جميع النساء على قيد الحياة؟ حسناً، هيا اقتلوا الآن كل الصبيان، وكل النساء اللاتي جمعهن بالرجال حضن الزوجية. اما الفتيات فاستبقوهن لأنفسكم" (15-18). " 6 اسرائيل العنصرية : يتابع قائلا : ان عقيدة ابراهيم ليست " ميراثا " يمكن لشعب ما أن يطالب به , أو جنس بشرى أو منشأة أو كنيسة , .... : ان التعريف القرآنى بذرية ابراهيم هو الافضل، عندما لم يقم وزناً لا لصلة الرحم ولا لتوارث الارض، بل جعل المشاركة في العقيدة الواحدة هي الاساس، حين لبى ابراهيم نداء ربه، "فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين" (سورة الصافات 102). فبمثل هذا التسليم غير المشروط يكون تسليم كل امر انساني لتقدير الله وقضائه، وبهذا كانت البداية بالنسبة لذرية ابراهيم. " غير يهود قتلوا غيريهود"… هكذا وصف مناحيم بيغن، مذابح صبرا وشاتيلا، في 17/9/1982، في بيروت. كتبت السيدة شولاميت آلوني، النائبة في الكنيست، في مقال بالجريدة الاسرائيلية "يديعوت احرونوت" عدد 25 حزيران 1978: - "يحدث كل هذا، كما لو انه يرمي الى ادخال فكرة في اذهان يهود اسرائيل تقول بوجود فارق نوعي ومعياري بين اليهود وبين غير اليهود. ذلك هو المبدأ الذي يحكم جميع قوانين الدولة وتنظيماتها بشأن السياسة الداخلية، والاحوال الشخصية والعائلية، ومقاييس المواطنة. وهذا المبدأ هو الذي يملي علينا تصرفاتنا تجاه الاسرائيليين والعرب، والبدو، وسكان الضفة الغربية، وغزة. كما يملي وسيلتنا في الاستجابة لمطامحهم. ان اي سوء استخدام للقانون اليهودي لن يستطيع اسكات الذين يحسنون التميز بين شريعة الكهان وبين رؤيا الانبياء. ونحن لن نسمح لاي كان ان يحول اسرائيل الى معزل (غيتو) ديني، بمزاعم الخلاص المنظر، يهزأ بالسنن الشاملة للانسانية وللقانون الدولي". ، فيستجيب تماماً للتعريف الذي اعطاه، "اسرائيل شاهاك، الاستاذ في الجامعة العبرية بالقدس، في نوفمبر 1981، اذ قال: "في الاصل، اسس دولة اسرائيل يهود يرون بان لا حقوق هناك لغير اليهود. كما ان لمعظمهم مفهوماً خطيراً للنصوص التوراتية، دعاهم الى القول: "اننا لم نفعل اكثر من استعادة الارض التي سبق ان اخذناها عنوة من الكنعانيين". وهنا يستطرد الاستاذ اسرائيل شاهاك، قائلاً: "وهذا بالذات موقف عنصري اساساً، يختلط فيه الشعورالعنصري الحاد بتفوق اليهود على غير اليهود. وقد تفاقمت هذه النزعة، منذ عام 1974، مع تصاعد ايدلوجيا اسطورية، وبفضل تزايد الدعم الامريكي لاسرائيل بشكل لا مثيل له من قبل" ومن المدهش سماع الدعاية الصهيونية تقول بان دولة اسرائيل هي "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط" اضف الى ذلك الزعم المخادع بان فيها يتوفر جو من الحرية يصل الى حد تمكن المعارضة من الافصاح عن آرائها بصراحة في الصحافة وفي الشارع على حد سواء… ورغم الدعاية القوية الواسعة التي قامت بها الوكالة اليهودية فان تقرير كلوسنر - الذي يشير امام المؤتمر اليهودي الامريكي، المنعقد في 2/5/1984، بان "اليهود في مجموعهم، غير راغبين كثيراً في الذهاب الى فلسطين" - وقد صرح بهذا دون مداورة وقال: اني مقتنع بإجبار هؤلاء الناس على الذهاب الى فلسطين". وتحقيقاً لهذه الخطة، يصبح من الضروري ان تقلب الطائفة اليهودية سياستها، فبدلاً من احاطة المرحلين والمشردين بأحوال معيشية مريحة، ينبغي تعكير صفوهم بقدر المستطاع، حتى يمكن، فيما بعد، دعوة الهاغانا (الجيش الاسرائيلي) الى الضغط على اليهود (من اجل حملهم على الانخراط في صفوفه). في صيف عام 1967، قال موشي دايان: "ان شعباً يملك التوراة، ويعتبر نفسه شعب التوراة، يجب ايضاً ان يملك اراضي التوراة، اراضي القضاة والحكماء" . 7 سياسة اسرائيل الخارجية: يواصل الكاتب : " فلم يزل القادة الاسرائيليون يتذرعون بهذا الوهم، وهم "اسرائيل الكبرى" الموعودة للاجداد، وبتلك القراءة الانتقائية من التوراة لتبرير سياستهم التوسعية، واعتداءاتهم المتكررة، وضم أراضي الغير، باسم تلك التلفيقات. وختم الكاتب هذا الجزء قائلا: " إن هذه الخطط اليهودية الشيطانية لا يقتصر خطرها على جزء محدود من العالم بل انه يهدد جميع الشعوب تهديدا فعليا نظراً لان الدويلة اليهودية قد حققت فعلا - حتى الآن - كل ما خططت له. وفي ما يلي، نورد من هذا المقال الصادر عن "المنظمة الصهيونية العالمية"، الفقرات الأكثر دلالة والكاشفة عن أبعاد أحلام اليهود و المعنون بـ"إسرائيل الكبرى" ننشره حرفيا كما نشر في مجلة "كيفونيم" التي تصدرها "المنظمة الصهيونية العالمية" في القدس (العدد 14 فبراير، شباط 1982): "استرداد سيناء، بمواردها الحالية هو هدفنا الأولي. وعلينا ان نعمل على استعادتها. ان وضع مصر الاقتصادي، وطبيعة نظامها، وسياستها العربية هي قنوات تصب في نقطة واحدة تستدعي من إسرائيل مواجهتها. ومصر وبحكم أزماتها الداخلية، لم تعد تمثل بالنسبة لنا مشكلة استراتيجية، وسيكون بالا مكان، خلال 24 ساعة فقط، إعادتها الى ما كانت عليه قبل حرب يونيو (حزيران) 1967، فقد تلاشى تماماً وهمها بزعامة مصر للعالم العربي. وقد خسرت - في مواجهة إسرائيل خمسين بالمائة من قوتها. وإذا هي استطاعت الإفادة - في المستقبل المنظور - من استعادتها لسيناء، فان ذلك لن يغير في ميزان القوى شيئا. كذلك فقد فقدت تماسكها ومركزيتها، وخاصة بعد تفاقم حدة الاحتكاك بين مسلميها ومسيحييها، لذا ينبغي علينا كهدفنا السياسي الأساسي بعد التسعينات، على الجبهة الغربية، أن نعمل على تقسيم مصر و تفتيتها الى أقاليم جغرافية متفرقة. وعندما تصبح مصر هكذا مجزأة، وبدون سلطة مركزية سنعمل على تفكيك كيانات دول إسلامية أخرى: كليبيا والسودان , .. وغيرهما، ونعمل على تشكيل دولة قبطية في أعالي مصر، و إقامة كيانات إقليمية انفصالية ضعيفة أخرى في كل البلدان الإسلامية، مما سيبدأ به تطور تاريخي حتمي على المدى الطويل رغم الظواهر. والمشاكل القائمة في الجبهة الغربية حاليا، تقل كثيراً عن مثيلاتها في الجبهة الشرقية. ان تقسيم لبنان الى خمسة أقاليم، سيكون مقدمة لما سيحدث في مختلف أرجاء العالم العربي. وتفتيت سوريا والعراق الى مناطق محددة على أسس المعايير العرقية او الدينية، يجب ان يكون - على المدعى البعيد - هدفاً اولوياً لإسرائيل، علماً بان المرحلة الأولى منه تتمثل في تحطيم القوة العسكرية لدى هاتين الدولتين. " "إن البنية الطائفية لسوريا ستساعدنا على تفكيكها يمكن الى دولة شيعية على طول الساحل الغربي، ودولة سنية في منطقة حلب، وأخرى في دمشق، وكيان درزي سيقاتل بدعمنا لتشكيل دولة انفصالية - بالجولان - من حوران وشمالي المملكة الأردنية. ودولة كهذه من شأنها أن تكون - على المدى البعيد - قوة لنا. وتحقيق هذا الهدف هو في متناول أيدينا. والعراق - الغني بنفطه، والفريسة للصراعات الداخلية، هو في مرمى التستيد الإسرائيلي. وانهياره سيكون - بالنسبة إلينا - أهم من انهيار سوريا، لان العراق يمثل أقوى تهديد لإسرائيل، في المدى المنظور. واندلاع حرب بينه وبين سوريا سيسهل انهياره الداخلي، قبل أن يتمكن من توجيه حملة واسعة النطاق ضدنا علماً بان كل مواجهة بين عرب وعرب، ستكون مفيدة جدا لنا، لأنها ستقرب ساعة الانفجار المرتقب. ومن الممكن أن تعجل الحرب الحالية مع إيران، بحلول تلك الساعة. ثم ان شبه جزيرة العرب مهيأة لتفكك و انهيار من هذا القبيل، تحت ضغوط داخلية. كما هو الحال في المملكة العربية السعودية بالذات حيث يتمشى اشتداد الأزمات الداخلية وسقوط النظام الملكي، مع منطق بنيتها السياسية الراهنة. وتعتبر المملكة الأردنية هدفاً استراتيجياً لنا في الوقت الحاضر. وهي لن تشكل - في المدى البعيد - تهديداً لنا، بعد تفككها ونهاية حكم الحسين، وانتقال السلطة الى يد الأكثرية الفلسطينية. وهو ما ينبغي على السياسة الإسرائيلية أن تتطلع إليه وتعمل من أجله. إن هذا التغيير سيعني حل مشكلة الضفة الغربية، ذات الكثافة الشديدة من السكان العرب. إذ أن هجرة هؤلاء العرب الى الشرق نحو الأردن - سلماً أو حرباً - وتجميد و توقيف نموهم الاقتصادي والدمغرافيي، هما ضمانة للتحولات القادمة التي سنفرضها، وعلينا بذل كل الجهود من اجل الإسراع بهذا المسار. و يجب استبعاد ورفض خطة الحكم الذاتي، أو أي خطة أخرى تهدف الى تسوية أو الى مشاركة أو تعايش. على العرب الإسرائيليين - وضمنياً كل الفلسطينيون - أن نجعلهم بالقوة يقتنعون انهم لن يستطيعوا إقامة وطن و دولة إلا في المملكة الأردنية. ولن يعرفوا الأمان إلا باعترافهم بالسيادة اليهودية فيما بين البحر المتوسط ونهر الأردن. وفي عصر الذرة هذا، لم يعد ممكناً قبول تزاحم أرباع السكان اليهود داخل منطقة ساحلية مكتظة بآهليها ومعرضة لتقلبات الطبيعة. لذا، فان تشتيت و إبعاد العرب هو من أولى واجبات سياستنا الداخلية0 فيهودا والسامرة والجليل، هي الضمانات الوحيدة لبقائنا الوطني، وإذا لم نصبح الأكثرية في المناطق الجبلية، فيخشى أن يحل بنا مصير الصليبيين، الذين فقدوا هذه البلاد، كما إن إعادة التوازن على الصعيد الدمغرافي والاستراتيجي والاقتصادي، يجب أن يكون مطمحاً رئيسياً لنا. وهذا ينطوي على ضرورة السيطرة على الموارد المائية في المنطقة كلها الواقعة بين بئر السبع والجليل الأعلى، والخالية من اليهود حالياً" (انتهى نص مقال المنظمة الصهيونية العالمية كما نشر فى مجلة : (كيفونيم) ا لصادرة في القدس (العدد 14 فبراير، شباط 1982)
جمع واعداد / عوض سيداحمد عوض السبت 1/12/2007
المراجع : (1) كتاب مقارنة الأديان مجلد (1) د. أحمد شلبى . (2) اليهود تأريخا وعقيدة د. كامل سعفان . (3) قصص الأنبياء فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى . (4) قصص الأنبياء الاستاذ / عمرو خالد .
نواصل :
( والى هنا ندهب الى المحور (2) والمكمل لهده المحاور الثلاثة )
والى الرسالة (1) محور (2)
(2) "
* هذا المحور يشتمل على جزأين يضمّهما السؤال الآتي: " هل النظام القائم في السودان تحت حكم: " الإنقاذ " والنظام الآخر القائم في إيران تحت حكم: " الإمام الخميني " يحكمان شعبيهما تحت دائرة إسلامية تمثل الوحي السماوي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كرسالة خاتمة وخالدة جاءت أصلا لإسعاد البشرية جمعاء أم ماذا . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ * قبل أن نتطرق لهذا الموضوع لابدّ من القاء نظرة سريعة عن الحالة التى كانت عليها البشرية قبل ظهور الاسلام وماذا استجدّ بعد ظهوره وعملية انزاله على الأرض كرسالة خاتمة جاءت مكملة ومصححة للرسالات السابقة له. * الحالة التى كانت عليها البشرية قبل الاسلام : فى هذه الفترة من تاريخ البشرية نجد : (1) الحالة اثناء دولتى الروم الفرس : هما دولتان استعماريتان استعمرتا معظم انحاء العالم , ...... وفى ظل ذلك العهد كان الناس يعيشون نظاما طبقيا : طبقة تعيش فى ترف شديد وتحيا للملذات والشهوات والاستهتار بالغير وبقيمه ووجوده وطبقة مضطهدة ذليلة تعيش فى فقر شديد واختفت تماما قيم الحقّ والعدل . (2) الحالة فى أوروبا : فى تلك الحقبة كانت أوروبا تحيا حياة الجهل والأمية وضاعت عندهم قيم الانسان يقول فى ذلك المؤرخ البريطانى : " ويلز. " : " لم يشهد العالم فى تأريخه فترة أظلم ولا أسوأ ولا أكثر يأسا فى المستقبل من القرن السادس الميلادى . " ........ يواصل : " ........ ان أوروبا فى هذه الفترة كانت أشبه بجثة رجل ضخم مات , والجثّة تعفنت ,...... فالعالم كان كرجل مشلول غير قادر على الحركة حتى ظهر محمد نبى المسلمين . " (3) الحالة فى الجزيرة العربية : كانت الجزيرة العربية قبل البعثة تحكم من قبل قبائل متصارعة متناحرة يأكل فيها القوى الضعيف وكان الناس يخطفون حال سفرهم ويتّخذون عبيدا ولا غضاضة فى ذلك اذ من أدبياتهم : " ونعتدى على بكر أخانا * ان لم نجد الاّ أخانا " ومن شعرهم أيضا : " من لا يظلم الناس يظلم . "....أمّا حال المرأة هنا كغيرها من مناطق العالم الاخرى _ ( كما سنوضحه بعده ) - , فلم يكن لها أىّ حقوق مالية وليس لها حق الملكية ولاحقّ الميراث , ...... بل أكثر من ذلك كانوا يئدون البنات . .... هذا بالرغم أنّ مكة – ( موطن النبى صلى الله عليه وسلّم ) – لم تكن صحراء قاحلة بل كانت مركز تجارة عالمى , فتجارة العالم تمرّ عبرها , .... فكانت حلقة الوصل بين تجارة الروم والفرس وكانت قريش هى القبلة التى تتولّى التجارة العالمية , وبالتالى كان تجارها من أغنى أغنياء العالم . * لمحة سريعة عن حالة حقوق الانسان قبل البعثة : فى هذه الاطلالة السريعة ننقل هنا بايجازشديد فقرات من موسوعة مقارنة الأديان للدكتور/ أحمد شلبى مجلّد(3) نبدأ بحالة المرأ ة فى الحضارات السابقة لظهور الاسلام : (أ) المرأة فى الحضارات السابقة للاسلام : وفيما يلى عرض موجز : (1) المرأة فى الامبراطورية الرومانية : قضت هذه الحضارة أن تكون المرأة رقيقا تابعا للرجل لها حقوق القاصر وقد اجتمع فى روما مجمع كبير وبحث فى شأنها فقرر أنّها كائن لا نفس له, وأنّها لهذا لن ترث الحياة الاخروية, وأنّها رجس , ............ وأنزلوا عليها عقوبات باعتبار أنّها أداة الاغواء يستخدمها الشيطان لافساد القلوب . !!!!! (2) المرأة عنداليونان : كانت المرأة فى أثينا تعتبر من سقط المتاع , فكانت تباع وتشترى وكانت تعد رجسا من عمل الشيطان . (3) المرأة فى شرائع الهند : قضت هذه الشرائع أنّ الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعى والنار خير من المرأة وكان حقّها فى الحياة ينتهى بانتهاء أجل زوجها الذى هو سيدها ومالكها لذا عند حرق جسّته ما عليها الاّ أن تلقى بنفسها فى نيرانه والاّ حاقت عليها اللعنة الأبدية . (4) المرأة عند اليهود : جاء فى سفر الجامعة (العهد القديم ) : " درت أنا وقلبى لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلا ولأعرف الشر أنه جهالة والحماقة أنها جنون , فوجدتّ أمرّ من الموت المرأة التى هى شباك , وقلبها اشراك , ويداها قيود , الصالح قدام الله ينجو منها , أما الخاطىء فيوخذ بها . (5) المرأة عند الكنيسة الكاثوليكية : يقول الكاتب الدانمركى (Wieth Kondsren ) : " ....... خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوروبية محدودة جدا تبعا لاتّجاه المذهب الكاوليكى الذى كان يعدّ المرأة مخلوقا فى المرتبة الثانية . (6) المرأة فى فرنسا : فى عام 586 م عقد اجتماع فى فرنسا يبحث شأن المرأة وما اذا كانت تعد انسانا ؟؟؟ ....... وبعد النقاش قرر المجتمعون أنّها انسان ولكنّها مخلوقة لخدمة الرجل وهذا غاية ماتوصلوا اليه أن أقروا انسانيتها التى كانت مشكوكا فيها من قبل . (7) المرأة فى انجلترا : فى انجلتراحرّم هنرى الثامن على المرأة الانجليزية قراءة الكتاب المقدس , وظلّت النساء حتى سنة 1850م غيرمعدودات من المواطنين , وظللن حتى سنة 1882 ليس لهن حقوق شخصية , فلا حقّ لهنّ فى التملك الخالص, وانّما كانت المرأة ذائبة فى أبيها أو زوجها . (ب) الرق فى الحضارات السابقة للاسلام : قيما يلى عرض مختصر من ذات المرجع أعلاه : (1) الرق فى الحضارات الشرقية : * مصر : وجدت العبودية فى مصر القديمة وعلى أكتاف رقيق الأرض بنيت الأهرامات وأقيمت المعابد ونحتت المسلات . * الصين : كان من أسبابه الفغر الذى كثيرا ما يدفع بصاحبه الى أن يبيع نفسه أو أولاده تخلصا من العوز الذى كان واسع الانتشار. * الهند : يتمثل الرق هنا فى نظام الطبقات كان الشودرا(Sudra) والمنبوذون (Outcasts ) يمثلان الأغلبية العظمى من السكان الأصليين للبلاد وكانت هاتان الطبقتان تكونان طبقة العبيد أمام الالبراهمة (الكهنة) : ( Brahma ) المالكة لهم . * الفرس : تقوم العبودية هنا على نظرية الحقّ الالهى وهى اعتقادهم أن دما من دما الآلهة تجرى فى عروق ملوكهم وأنّهم بذلك طبقة أخرى غير طبقة البشر وأن غيرهم ما هم الاّ عبيدد لهم . (2) الرق فى الحضارات الاخرى : * اليونان : استعباد البشر للبشر كان مطلقا وبكثرة فى حضارة اليونان , ....... اذ قسّم فلاسفتهم الجنس البشرى الى قسمين : حرّ بالطبع ورقيق بالطبع , وقالوا ان الثانى ما خلق الاّ لخدمة الأول كى يقوم بالأعمال الجسمانية وتترك الأعمال الفكرية والادارية والمناصب الهامة للأول . * الرومان : القانون الرومان لم يكن يعتبر الرقيقانسانا له حقوق على الانسانية , بل كان يعتبره شيئا من الأشياء كسائر السلع التى يباح الأتّجار بها وكانوا يعرضون فى سق روما عرعيا من كلّ ما يسترهم ذكرا كان أو انثى كبيرا أو حدثا . * اليهود : أباحت التوراة الاسترقاق بطرق الشراء أو سبيا فى الحرب , فجعلت للعبرى أن يستعبد العبرى اذا افتغر , فيبيع الفغير نفسه للغنى أو يقدم المدين نفسه للداين حتى يوفّى له بعد عبودية (6) سنين . * المسيحيين : عند ظهور المسيحية كانت عبودية الانسان لأخيه الانسان شائعة ولم تقل شيئا اتحد من قسوتها بل على عكس ذلك اثبتت حقوق السادة وواجبات العبيد , فى رسالة لبولس يقول فيها : " أ يّها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسدبخوف ورعدة فى بساطة قلوبكم كما للمسيح , لا بخمة العين كمن يرضى الناس , بل كعبيد المسيح , عاملين مشيئة الله من القلب , خادمين بنية صالحة كما للربّ ليس للناس ,......... الخ . النص . " ..... ملاحظة : ( هذا النص منقول من الانجيل المتداول حاليا والسؤال هو : هل هذا النص يتطابق مع النص الأصلى الموحى به على سيدنا عيسى عليه السلا أم لا . ؟؟؟؟؟ )....... * أوروبا : كان هناك نظام الأقطاع , كان المزارعون عبيدا لملّاك الأرض يباعون معها اذا بيعت فليس لواحد منهم الخروج من أرض الى أرض اخرى بل يظل تابعا ومملوكا لصاحبها . * هكذا كانت البشرية تعيش فى ظلام حالك قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم , ........ كان ظلاما مطبقا وكان ليلا طويلا انزوت فيه الأفكار الصالحة المستمدّ من تعاليم الرسالات السابقة , وأوشكت الانسانية أن تتردى فى هوة سحيقة هى الى عالم الحيوان أقرب . * شروق شمس الاسلام : يقرر الوحى المنزل على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم والمضمّن فى كتابه : " القرآن " أن رسالته هى الرسالة الخاتمة والمكملة والمصححة لكافة الرسالات السماوية السابقة لة , وأنّها رسالة عامة لكافة البشر , .... أحيت تعاليم اندثرت , ....وجاءت بقيم جديدة تتمثل فى : ( قيم: الحق , الحرّية , العدل والمساواة , ...... حقّ المرأة والعبيد والأطفال . ) أول.... فالنقطتف نذر من ذلك من مصادره : ا فيما يلى نقتطف آيات من القرآن :
- ((ياأيّها الناس انّا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا انّ أكرمكم عند الله أتقاكم . )) - (( وما أرسلناك الاّ كافة للناس بشيرا ونذيرا . )) - (( يا أيّها الناس انى رسول الله اليكم جميعا . )) - (( تبارك الذى نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا . )) - (( وما أرسلناك الاّ رحمة للعالمين . )) - (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين . )) - (( لا يجرمنّكم شنئآن قوم على أن لا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى . )) - (( لا اكراه فى الدين قد تبيّن الرشد من الغى . )) (( .... فمن شاء فاليؤمن , ومن شاء فاليكفر . ))..... (( ادع الى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن . )) (( وأمرهم شورى بينهم . )) (( وشارهم فى الأمر . )) (( ولا تزر وازرة وزر أخرى. )) (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله. ))
ثانيا من الحديث : - نورد هنا فقرات من خطبة الوداع الشهيرة للنبى صلى الله عليه وسلم جاء فيها : "............أيّها الناس ان ربكم واحد , وان أباكم واحد , كلكم لآدم وآدم من تراب , .... ان أكرمكم عند الله أتقاكم , ليس لعربى على عجمى فضل الاّ بالتقوى , ...... " "..... جاء أيضا : " من ظلم معاهدا أو انتقصه حقّه أو كلّفه فوق طاقته أو أخذ منه شىء بغير طيب نفس , ...... فأنا حجيجه يوم القيامة . " ..... " وقال أيضا : " من آذى زميا فقد آذانى , ومن آذانى فقد آذا الله تعالى . " وقال :" انّكم تختصمون الىّ , وانّما أنا بشر , ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض فأقضى له على نحو ما أسمع , فمن قضيت له من حقّ أخيه شيئا فاليتبوأ مقعده من النار . " " لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه . "
ثالثا : من الصحابة : * عندما ظهرت الدعوة لأول مرة فى مكة كانت ردّة الفعل عنيفة من أهلها القرشيين وكان عدد من أسلم حينها قليلا فتعرضّوا لكل صنوف الايذاء من تعذيب نفسى وجسدى حتى درجة القتل ولمّا اشتدت وطأة هذا الحال وأمام هذا الواقع , أمر النبى صلى الله عليه وسلم المسلمين بالخروج الى أرض الحبشة التى وصفها صلى الله عليه وسلم بأنّها أرض صدق وأنّ بها ملكا لا يظلم عنده أحد , ولما تمكن المسلمون الوصول للحبشة ثارت ثائرة قريش وفى الحال أرسلت جماعة منهم وعلى رأسهم داهية العرب عمرو بن العاص - ( قبل اسلامه ) - وكان صديقا للنجاشى , وبمجرد وصوله طلب المقابلة , وخاطب الملك قائلا : " يا أيّها الملك هولاء الغلمان السفهاء تركوا بلادنا وآباؤهم وأمّهاتهم يبكون لفراقهم , وقد أرسلونى فى طلبهم ليعودوا اليهم فهم أدرى بهم ليتعاملوا معهم . "" ...... وأمّن ذلك نفر من حاشية الملك بكلمة " صدق " ...!!! فقال الملك : " والله حتى أسمع منهم . ".... فجاء النفر من المسلمين برئاسة جعفر بن عبد المطلب ( وهو ابن الخامسة والعشرين ) فخاطبه النجاشى قائلا : . " بلقنى أنّكم تركتم دينكم , ولم تتبعوا دينى , وجئتم الى بلادى , فما الذى جاء بكم , وما هذا الدين الذى اتّبعتم ؟؟؟؟؟؟ ..... فلنستع ماذا كان ردّ الصحابى الجليل الشاب : " جعفر بن أبى طالب , خرّيج مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم تقدم اليه قائلا : " كنّا قوم أهل جاهلية , نعبد الأصنام , ... نأكل الميتة , نسىء الجوار , نقطع الجوار , .... يأكل القوى فينا الضعيف , فكنّا على ذلك , فجاء الينا رجل منّا , نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه , .... أمرنا بصدق الحديث , وأداء الأمانة , وصلة الأرحام , وحسن الجوار , ونهانا عن الفواحش , وقول الزور , وأكل مال اليتيم , ........ فعدى علينا قومنا , فقهرونا , وظلمونا , وعذّبونا , وضيقوا علينا , .... فقال لنا نبيّنا : أخرجوا الى أرض الحبشة فانّ بها ملك : " لا يظلم عندّه أحد, ".... فخرجنا الى أرضك , وأخترناك على من سواك , ورجونا الاّ نظلم عندّك . " ....... فقال له النجاشى أعندّك شىء مما جاء به بنبيّكم ؟؟؟ .... فبدأ جعفر يقرأ عليه آيات من سورة " مريم " (( وأذكر فى الكتاب مريم اذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا , فاتّخذت من دونهم حجابا فأرسلنا اليها روحنا فتمثّل لها بشرا سويّا , قالت انّى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيّا , قال انّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاما زكيّا , قالت أنّى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أكن بغيّا , قال كذلك قال ربّك هو علىّ هيّن ولنجعله آية للناس ورحمة منّا وكان أمرا مقضيّا , فحملته فانتبذت به مكانا قصتّا , فأجاءها المخاض الى جزع النّخلة قالت ياليتنى متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيّا , فناداها من تحتها الاّ تحزنى قد جعل ربّك تحتك سريّا , وهزّى اليك بجزع النّخلة تساقط عليك رطبا جنيّا , فكلى وأشربى وقرّى عينا فامّا ترين من البشر أحدا فقولى انّى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم انسيّا ,فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريّا , يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمّك بغيّا , فأشارت اليه , قالوا كيف نكلّم من كان فى المهد صبيّا . ))...... فبكى النجاشى وقال : " والله انّ الذى قرأته والذى جاء به المسيح ليخرج من مشكات واحدة , ...... اذهبوا فوالله لا أسلّمكم أبدا . " وهنا مشهد آخر من الشاهد الشهيرة لأحد خرّيجى مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا وهو الصحابى : " ربعى بن عام " فى اجابته على قايد جيش الفرس الشهير: " رستم " الذى كان يتساءل باندهاش عن حقيقة هولاء الناس فجاءت الاجابة : : " انّ الله ابتعثنا برسالة لنخرج من يشاء من عبادة العباد الى عبادة الله وحده , ... ومن جور الأديان الى عدل الاسلام ,... ومن ضيق الدنيا الى سعت الدنيا والآخرة , " ... من أيمّة الأسلام : فى كتابه الموجه الى أمير المؤمنين / عمر بن عبد العزيز يصف فيه الامام العادل يقول الامام حسن البصرى رضى الله عنه : " اعلم يا أمير المؤمنين , ان الله تعالى جعل الامام العادل قوام كل مائل , وصلاح كلّ فاسد , وقوت كلّ ضعيف , ونصفة كل مظلوم , ومفزع كل ملهوف , .......... والامام العادل يا أمير المؤمنين كالراعى الشفيق على ابله, الرفيق بها , يرتادها أطيب المراعى , ويذودها من مراتع الهلكة , ويحميها من السباع , ويكنّها من أذى الحر والقر , ........ والامام العادل يا أمير المؤمنين كالأب الحانى على ولده , يسعى لهم صغارا , ويعلمهم كبارا , يكتسب لهم فى حياته ويدخرهم بعد مماته ,........ والامام العادل يا أمير المؤمنين كالقلب بين الجوانح : ... تصلح بصلاحه وتفسد بفساده ,......والامام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله تعالى وبين عباده , يسمع كلام الله ويسمعهم , وينقاد الى الله ويقودهم , وينظر الى الله ويريهم . " .......والى هنا نستعرض باختصار شديد بعض موجهات الوحى وما جاء به من تعاليم شكلت مفصلا بل نقطة تحول فى تاريخ البشرية ,.... علما بأنّ القيم والمبادىء الرفيعة والسامية التى جاء بها الوحى الالهى لم تأتى لتكون مجرّد شعارات للاستهلاك والمتاجرة بها , كما نراها ونشاهدها فى أوضاضاعنا اليوم هنا وهناك ,........ كما أنّها بالتالى لم تكن نظريات ومثاليات مجردة عاجزة عن التطبيق أو بعيدة عن التصديق ,.... بل تمّ انزالها الى الأرض كمثال حى رآه الناس كلّ الناس فى دولة المدينة الأولى , هذه الدولة العظية التى أقامها نبى الأسلام , وكوكبة من أصحابه الخلفاء الراشدين الأربعة من بعده , والتى لم يكن لها مثبيل قط فى تاريخ البشرية كلّها ,............ وقبل أن نأتى على نذر يسير من سيرتهم العطرة , نواص العرض بايجاز شديد بعض القيم الانسانية التى ارساها الاسلام : * الحرب فى الاسلام : إذا كان مفهوم القتال عند غير المسلمين هو : " هو الحرب لا تعرف الرحمة . " ....... أي إنها تقوم على الثأر, والانتقام والابادة......الخ, ... فان الإسلام لا يقر ذلك, إذ أن أساليب القتال في الإسلام يجب أن تخضع للضوابط المضمنة في النصوص الشرعية, أى بم يتفق مع القرآن والسنة , ....... فالأخلاق العسكرية الإسلامية تترفع عن ذلك كله وتقوم على مبادئ الشريعة: وفى الحديث التالى نجد الضوابط الأخلاقيةوالآداب الشرعية للحرب يحددها سيد البشرية فى الآتى : " انطلقوا باسم الله وعلى ملّة رسول الله , ولا تقتلوا شيخا فانيا , ولا طفل صغيرا , ولا امرأة , ولا تغلوا , وضموا غنائمكم , وأصلحوا , وأحسنوا , ان الله يحب المحسنين . " .......... ( واضح من هذه الضواط ان الحرب فى الاسلام هدفها الأول والأخير هو : " أحقاق الحق وابطال الباطل " ..... وليست وسيلة تدمير , واذلال وتخريب , كما نراها اليوم فى كثير من الأنظمة التى تدعى أنّها تحكم بالأسلام . ) يقول الله تعالى فى كتابه القرآن : - (( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين . )) ويقول : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى. ))...... ويقول أيضا : (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله. )) * العدالة فى الاسلام : ان مفهوم العدالة فى الاسلام مفهوم شامل بمعنى أنّه يسعى الى تحقيق العدالة فى كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة : * العدالة فى الفكر والعقيدة: فى تعاليم الاسلام تتوفر العدالة فى الفكر والرأى والاعتقاد , فانّ الانسان حر فى ان يرى ما يرى ويعتقد ما يعتقد من عقائد دون ما اكراه أو اعتساف أو جبر : (( لا اكراه فى الدين . )) (( وقل الحقّ من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . )) * العدالة فى الحساب : يأتى الناس يوم القيامة بأعمالهم فقط , لا بأنسابهم أو أولادهم أو مناصبهم : (( وأن ليس للانسان الاّ ما سعى وأنّ سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى . ))النجم :39- 41 (( كلّ نفس بما كسبت رهينة . ))...... المدثر 38 ((لا يكلف الله نفسا الاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. )) ...... البقرة : 286 * العدالة فى التقاضى : القانون الاسلامى فوق الجميع : حكاما وملوكا ورعية فالشريعة تعلى ولا يعلى عليها , ...والعدل يكون مع المسلم وغير المسلم والبرّ والفاجر قال الله عزّ وجل : ((يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط , ولا يجرمنّكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى . )) .... انّ العدل هو مراد الله عزّ وجل فى هذا الكون , ومن أجله أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط , فهو غاية الغايات فى الحكم الاسلامى , ....... ولنا مثل حىّ عندما تخاصم أمير المؤمنين على بن أبى طالب مع يهودى فى درع ادّعى الخليفة انّه درعه ووقف خليفة المسلمين والمواطن اليهودى سواء بسواء يتخاصمان أمام القاضى ( شريح ) والكل موجود ينظرون فسأل القاضى اليهودى ما قولك ؟ .. قال : " ما الدرع الاّ درعى " وما أمير المؤمنين عندى بكاذب " .... فطلب القاضى من الخليفة بيّنة على انّ الدرع درعه , ... قال : " ما لى بينه " ... فقضى لليهودى , وعندّها خرج اليهودى ثمّ عاد ليقول : " أمّا انى أشهد انّ هذه أحكام أنبياء , ... أمير المؤمنين يديننى الى قاضيه فيقضى لى عليه ؟ ..... " أشهد أن لا اله الاّ الله وأنّ محمدا رسول الله , ...... الدرع درعك يا أمير المؤمنين , اتّبعت الجيش وأنت منطلق من صفين , فخرجت من بعيرك الأورق . " .....فقال على رضى الله عنه : " أما اذ أسلمت فهى لك . " ..... والى هنا نكتفى بهذا القدر ثم نستعرض وبايجاز شديد فترة الحكم الراشد أى حكومة الخلفاء الراشدين بالمدينة , ........... ونبدأ بالخليفة الأول :
(1) سيدنا أبى بكر الصدسق : هو أول من أسلم من الرجال وأول من بويع على الخلافة بعد النبى صلى الله عليه وسلم , ..... وعندما ولىّ الخلافة وقف على المنبر وخاطب الناس قائلا بعد أن حمد الله : " أيّها الناس قد وليت أمركم , ولست بخير منكم , .... وانّ أقواكم عندى الضعيف حتى آخذ له بحقّه , ... وانّ أضعفكم عندى القوى حتى أخذ منه , ..... أيّها الناس انّما أنا متّبع وليس بمبتدع ,.... فان أحسنت فأعينونى , وان زغت فقوّمونى ,.... أطيعونى ما أطعت الله فيكم , ..... فان عصيت فلا طاعة لى عليكم . " ........ هذه الكلمات شديدة الايجاز عميقة المعنى تعبّر تعبيرا صادقا عن تعاليم الرسالة الخاتمة , وهى تعدّ بحق كميزان حقيقى وصادق , يقاس عليه مصداقية أىّ حاكم يدّعى أنّه يحكم بالاسلام ,.... اننا هنا أمام قاعدة وضعها أحد الذين قال عنهم سيد البشرية : " ما طلعت شمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبى بكر . " ..... رضى الله عنه , .........وفى هذا المقام يقول الامام مالك : " لا يكون أحد اماما الاّ على هذا الشرط . "....... ومن صفات سيدنا أبوبكر أنّه كان اذا مدح يقول : " اللهم أنت أعلم بى من نفسى , وأنا أعلم بنفسى منهم , اللهم أجعلنى خيرا مما يحسبون , وأغفر لى ما لا يعلمون , ولا تواخذنى بما يقولون . " ..... ومن أقواله : " ذب الخيانة . "أكيس الكيّس التقوى , وأحمق الحمق الفجور , وأصدق الصدق الأمانة , وأكذب الكذب الخيانة . "....... وكان يقول فى وعظه : " يا أخى ان انت حفظت وصيتى , فلا يكونن غائب أحبّ اليك من الموت , وهو آتيك ولا بدّ لك منه , .... وان أنت ضيّعت وصيتى هذه فلا يكونن غائب أبقض اليك من الموت , ولن تعجزه . "....... وكانت آخر كلماته وهو على فراش الموت : " ربّ توفّنى مسلما وألحقنى بالصالحين . " ...... توفى رضى الله عنه فى الشهر السادس من عام 13 هجرية . (2) سيدنا عمر بن الخطاب : جاء فى الحديث الشريف : " أبوبكر وعمر منى بمنزلة هارون من موسى عليه السلام . " ..... وقال فيه أيضا : " والذى نفسى بيده , ما لقيك الشيطان سالكا فجّا الاّ سلك فجّا غير فجّك . "...... خطبته عند توليه السلطة , صعد على المنبر وبعد ان حمد الله وأثنى عليه قال : " أيّها الناس انى داع فأمّنوا , اللهمّ انّى غليظ فألنّى الى أهل طاعتك بموافقة الحق ابتقاء وجهك والدار الآخرة , وأرزقنى الغلظة والشدّة على أعدائك من غير ظلم منّى , ولا اعتداء عليهم , .... اللهم انى شحيح فسخنى فى نوائب المؤن قصدا من غيرسرف ولا تبذير, ولا رياء , ولا سمعة , أبتقى بذلك وجهك الكريم , والدار الآخرة , وأرزقنى خفض الجناح , ولين الجانب للمؤمنين , فانّى كثير الغفلة والنسيان ,...... وألهمنى ذكرك على كلّ حال ......... الخ . " .......... ومن كلامه : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا , وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا , .... فانّه أهون عليكم من الحساب غدا . " .......... توفى رضى الله عنه فى الشهر الأخير من عام 23 هجرية . (3) سيدنا عثمان بن عفان : هو أول الناس اسلاما بعد سيدنا أبى بكر , ... قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم مخاطبا ايّاه : " يا عثمان انّك ستبلى بعدى فلا تقاتلنّ . "...... وقال عنه أيضا شاهدا له : " يشفع عثمان فى سبعين ألفا عند الميزان ممّن استوجبوا النار . " .......... ومن مواعظه : " يا أيّها الناس انّ الله انّما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة , .... فلم يعطكموها لتركنوا اليها , .... انّ الدنيا تفنى والآخرة تبقى ,....... لا تبطرنّكم الفانية , ولا تشغلنّكم عن الباقية ,....... آثروا ما يبقى على ما يفنى , .... فانّ الدنيا منقطعة , وأنّ المصير الى الله .......الخ . " ........... مات رضى الله عنه مقتولا وهو يقرأ القرآن ووقعت قطرة من دمه على الآية : (( فسكفيكهم الله وهو السميع العليم . ))..... وجاء ذلك مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال مخاطبا سيدنا عثمان : " تقتل وأنت مظلوم وتسقط قطرة من دمك على (( فسيكفيكهم الله . )) ..... وكان ذلك فى الشهر الأخير من عام 35 هجرية . (4) سيدنا على بن أبى طالب كرّم الله وجهه : هو ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيف الله المسلول , ..... أول من أسلم من الصبيان , ......... وكما ورد فى أصحابه قرآن يتلى ويتعبّد به , وأحاديث كثيرة , ... كذلك ورد عنه قرآن يتلى ويتعبّد به وأحاديث كثيرة , نأتى على نذر منها : عن أبى ذر الغفارى رضى الله عنه قال : " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام ( الظهر ) , .... فسأل سائل فى المسخد , فلم يعطه أحد شيئا , ... فرفع السائل يديه الى السماء وقال : اللهم انى سألت فى مسجد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم فلم يعطنى أحد شيئا , .... وكان علىّ رضى الله عنه فى الصلاة راكعا , فأومأ اليه بخنصره اليمنى وفيها خاتم , فأقبل السائل , فأخذ الخاتم من خنصره , وذلك بمرأى من النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى المسجد , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه الى السماء وقال : " اللهم ان أخى موسى سألك فقال : ربّ أشرح لى صدرى ويسّر لى أمرى , وأحلل عقدة من لسانى , يفقهوا قولى وأجعل لى وزيرا من أهلى , هارون أخى , أشدد به أزرى , وأشركه فى أمرى , ..... فأنزلت عليه قرآنا : (( سنشدّ عضدك بأخيك , ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما . )) ...... اللهمّ وانّى محمد نبيّك وصفيك , اللهم فاشرح لى صدرى , ويسّر لى أمرى , وأجعل لى وزيرا من أهلى , عليا , ..... اشدد به ظهرى . " ....... قال أبو ذر رضى الله عنه : " فما استتمّ دعائه حتى نزل جبريل عليه السلام من عند الله عزّ وجل وقال يا محمد أقرأ : ((انّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . )).......... وعن على رضى الله عنه قال دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " انّ فيك من عيسى , ...... أبغضته اليهود حتى بهتوا أمّه , ...... وأحبّته النصارى حتى نزّلوه بالمنزل الذى ليس به , .......... الا وانّه يهلك فىّ اثنان : " محبّ مفرط يطرينى بما ليس فىّ , ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتنى . " ........ وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال : " علىّ مع القرآن والقرآن مع على , لا يفترقان حتى يردا علىّ الحوض . " ....... ومن كلامه رضى الله عنه : " الناس نيام , فاذا ماتوا انتبهوا . " .... وعنه أيضا : " اذا ارتفع الوضيع وضع الرفيع . " .... وله حادثة مشهورة عند ما وجد درعه الذى لا يغباه عند أحد رعاياه من اليهود فتخاصما بسببه أمام القاضى , ... وقد أوردناه آنفا عند الحديث عن : " العدالة فى التقاضى " .... وذكرنا أن القاضى قد حكم لصالح اليهودى لعدم كفاية أدلة الامام , ...... وهنا يظهر أمر عجيب : .... يعود المواطن اليهودى بعد هنيهة قائلا باستغراب واندهاش شديد : " أما أنى أشهد أن هذه أحكام أنبياء : ......" أمير المؤمنين يديننى الى قاضيه , فيقضى لى عليه ؟؟؟؟؟ ...... أشهد أن لا اله الاّ الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله , ......, الدرع درعك يا أمير المؤمنين , ... اتبعت الجيش وأنت منطلق من صفين , فخرجت من بعيرك الأورق . "...... فردّ عليه الامام قائلا : " أمّا اذ أسلمت فهى لك . " موته : اغتاله ابن ملجم وهو فى طريقه الى صلاة الصبح بسيفه وكان معه متآمرين آخرين , ... وابن ملجم هذا ومن معه كانوا من الخوارج الذين هم فى حقيقتهم كانوا من شيعة الامام , فخرجوا عليه , فأصبحوا من ألدّ أعدائه , .... وهم الذين أنبأنا الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا عنهم : " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرّمية . " .... وقال أيضا فى وصفهم : " يحقّر أحدكم صلاته مع صلاتهم , وصومه مع صيامهم . " ........ وعندما أسر أبن ملجم وأتوا به الى الامام , نظر اليه ثم قال : " النفس بالنفس , .... ان أنا متّ فأقتلوه كما قتلنى " وان برئت , أبديت رأيى فيه ,..... ثمّ أمرهم قائلا : " أحبسوه وأطيبوا طعامه , وألينوا فراشه , فان أعيش فأنا ولىّ دمى : " عفوا " أو " قصاصا " .... وان أمت فألحقوه بى أخاصمه عند ربّ العالمين . ".... ومكث رضى الله عنه جريحا يومين , وتوفى فى اليوم الثالث من العام 40 هجرية . ..... وقد ترك وصية طويلة لأبناءه بعد هذا الحادث جاء فيها : " يابنى عبد المطلب لا تخوضوا دماء المسلمين خوضا , تقولون قتل أمير المؤمنين , ..... ألا لا تقتلوا بى الاّ قاتلى , فأضربوه ضربة بضربة , ولا تمثلوا به , .... فانّى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ايّاكم والمثلة , ولو بالكلب العقور . "
.......... نواصل :
.... والى الرسالة (2) محور (2)
الرسالة (2) محور (2)
.......عرضنا فى الرسالة السابقة (1) محور(2) وباختصار شديد بعض موجهات الوحى وما جاء به من تعاليم شكلت مفصلا بل نقطة تحول فى تاريخ البشرية ,.... سبق ذكرنا أنّ القيم والمبادىء الرفيعة والسامية التى جاء بها الوحى الالهى لم تأتى لتكون مجرّد شعارات للاستهلاك والمتاجرة بها , كما نراها ونشاهدها فى أوضاضاعنا اليوم هنا وهناك ,........ كما أنّها بالتالى لم تكن نظريات ومثاليات مجردة عاجزة عن التطبيق أو بعيدة عن التصديق ,.... بل تمّ انزالها الى الأرض كمثال حى رآه الناس كلّ الناس فى دولة المدينة الأولى , هذه الدولة العظية التى أقامها نبى الأسلام , وكوكبة من أصحابه الخلفاء الراشدين من بعده , والتى لم يكن لها مثبيل قط فى تاريخ البشرية كلّها , ..... وقد مررنا مرورا سريعا على هذه الفترة والتى انتهت بموت الخليفة الرابع سيدنا الامام على كرم الله وجهه فى العام (40 ) من الهجرة , وجاء ذلك مصداقا لما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم أن فترة حكومة المدينة ( الحكم الراشد ) تستمر لأربعين عاما وبعدها يتحول الحكم الى : ( ملك عضود ) ...... وقد أعقب ذلك كما يخبرنا التاريخ دولة بنى أمية ثم بعدها العباسيون , ....وتوالت الممالك والدويلات حتى عهد الدولة العثمانية , ....... وبالرغم أن نظام الحكم تغير من نظام الشورى الى الحكم الوراثى, وتخلل ذلك ملوك وسلاطين ظلمة , ..... الا انّ انجازات كبيرة قد تمت خلال هذة الفترة وفى مجالات كثيرة ومتعددة حفظها لنا التاريخ . ........بالاضافة الى ذلك فقد تعاقب خلال تلك الحقب ولاة عظماء حكموا وعدلوا وكان عهدهم مثال حقيقى لانزال الوحى الالهى على الأرض يراه الناس كل الناس : " حكم راشد "...... كما كان فى دولة المدينة , .... نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزير وهو من الدولى الأموية .
* ..والى هنا يجدر بنا أن نستمع فى هذا المقام الى شهادات عظيمة وقيّمة لكوكبة من علماء ومفكّرى الغرب يحدّثوننا عن هذه الحقبة التأريخية العظية , .... ونبدأ بالفيلسوفالانجليزى الشهير : " توماس كارليل " الحائز على جائزة نوبل يخاطب الأمم كلها على ظهر هذة البسيطة ليصحح نظرتها وفكرتها الغلوطة عن الاسلام ونبى الاسلام وذلك فى كتابه تحت عنوان : " الأبطال " فالنطالع معا هذه المقتطفات من الترجمة العربية مأخوة من الموقع الالكترونى أدناه : * شهادة توماس كارليل : يقول فى كتابه المذكور : " :"لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خدّاع مزوِّر. وإن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟! أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً، ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل هذا القبول، فما الناس إلا بُلْهٌ مجانين، فوا أسفا ! ما أسوأ هذا الزعم، وما أضعف أهله، وأحقهم بالرثاء والرحمة. وبعد، فعلى من أراد أن يبلغ منزلة ما في علوم الكائنات ألا يصدق شيئاً البتة من أقوال أولئك السفهاء؛ فإنها نتائج جيل كفر، وعصر جحود وإلحاد، وهي دليل على خبث القلوب، وفساد الضمائر، وموت الأرواح في حياة الأبدان.
ولعل العالَم لم ير قط رأياً أكفر من هذا وأَلأَم، وهل رأيتم قط معشر الإخوان، أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً وينشره علناً؟ والله إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب؛ فهو إذا لم يكن عليماً بخصائص الجير، والجص، والتراب، وما شاكل ذلك ـ فما ذلك الذي يبنيه ببيت، وإنما هو تل من الأنفاق، وكثيب من أخلاط المواد. نعم، وليس جديراً أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً يسكنه مائتا مليون من الأنفس ، ولكنه جدير أن تنهار أركانه، فينهدم؛ فكأنه لم يكن". إلى أن قال:"وعلى ذلك، فلسنا نَعُدُّ محمداً هذا قط رجلاً كاذباً متصنعاً، يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغيته، ويطمح إلى درجة ملك أو سلطان، أو إلى غير ذلك من الحقائر. وما الرسالة التي أدَّاها إلا حق صراح، وما كلمته إلا قول صادق. كلا، ما محمد بالكاذب، ولا المُلفِّق، وهذه حقيقة تدفع كل باطل، وتدحض حُجة القوم الكافرين. ثم لا ننسى شيئاً آخر، وهو أنه لم يتلق دروساً على أستاذ أبداً، وكانت صناعة الخط حديثه العهد إذ ذاك في بلاد العرب ـ وعجيب وأيم الله أُمِّيَةَ العرب ـ ولم يقتبس محمد من نور أي إنسان آخر، ولم يغترف من مناهل غيره، ولم يكن إلا كجميع أشباهه من الأنبياء والعظماء، أولئك الذين أشبِّههم بالمصابيح الهادية في ظلمات الدهور. وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ، صادق العزم بعيداً، كريماً بَرًّا، رؤوفاً، تقياً، فاضلاً، حراً، رجلاً، شديد الجد، مخلصاً، وهو مع ذلك سهل الجانب، ليِّن العريكة، جم البشر والطلاقة، حميد العشرة، حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب، وكان ـ على العموم ـ تضيء وجهه ابتسامةٌ مشرقة من فؤاد صادق؛ لأن من الناس من تكون ابتسامته كاذبة ككذب أعماله وأقواله". إلى أن قال: "كان عادلاً، صادق النية، كان ذكي اللـب، شهم الفؤاد، لوذعياً، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم، ممتلئاً نوراً، رجلاً عظيماً بفطرته، لم تثقفه مدرسة، ولا هذبه معلم، وهو غني عن ذلك. ويزعم المتعصبون من النصارى والملحدين أن محمداً لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية، ومفاخر الجاه والسلطان. كلا ـ وأيم الله ـ لقد كان في فؤاد ذلك الرجل ابن القفار والفلوات، المتوقد المقلتين، العظيم النفس، المملوء رحمة وخيراً وحكمة، وحِجَى ـ أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، وكيف لا، وتلك نفس صامتة كبيرة، ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين؛ فبينما ترى آخرين يرضون الاصطلاحات الكاذبة، ويسيرون طبق الاعتبارات الباطلـة إذ ترى محمداً لم يرض أن يَتَلَفَّع بمألوف الأكاذيب، ويتوشح بمبتدع الأباطيل. لقد كان منفرداً بنفسه العظيمة، وبحقائق الأمور والكائنات، لقد كان سرُّ الوجود يسطع لعينيه ـ كما قلت ـ بأهواله، ومخاوفه، وروانقه، ومباهره، ولم يكن هناك من الأباطيل ما يحجب ذلك عنه، فكان لسان حال ذلك السر الهائل يناجيه: ها أنا ذا، فمثل هذا الإخلاص لا يخلو من معنى إلهي مقدس، فإذا تكلم هذا الرجل فكل الآذان برغمها صاغية، وكل القلوب واعية، وكل كلام ما عدا ذلك هباء، وكل قول جفاء". إلى أن قال: "إذاً فلنضرب صفحاً عن مذهب الجائرين أن محمداً كاذب، ونعد موافقتهم عاراً، وسبة، وسخافة، وحمقاً؛ فلنربأ بأنفسنا عنه". إلى أن قال: "وإن ديناً آمن به أولئك العرب الوثنيون، وأمسكوه بقلوبهم النارية لجدير أن يكون حقاً، وجدير أن يصدق به. وإنما أودع هذا الدين من القواعد هو الشيء الوحيد الذي للإنسان أن يؤمن به. وهذا الشيء هو روح جميع الأديان، وروح تلبس أثواباً مختلفة، وأثواباً متعددة، وهي في الحقيقة شيء واحد. وباتباع هذه الروح يصبح الإنسان إماماً كبيراً لهذا المعبد الأكبر ـ الكون ـ جارياً على قواعد الخالق، تابعاً لقوانينه، لا مجادلاً عبثاً أن يقاومها ويدافعها. لقد جاء الإسلام على تلك الملل الكاذبة، والنحل الباطلة، فابتلعها، وحق له أن يبتلعها؛ لأنه حقيقة، وما كان يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب، وجدليات النصرانية، وكل ما لم يكن بحق؛ فإنها حطب ميت". إلى أن قال: "أيزعم الأفَّاكون الجهلة أنه مشعوذ ومحتال؟ كلا، ثم كلا، ما كان قط ذلك القلب المحتدم الجائش، كأنه تَنور فِكْر يضور، ويتأجج ليكون قلب محتال ومشعوذ، لقد كانت حياته في نظره حقاً، وهذا الكون حقيقة رائعة كبيرة". إلى أن قال: "مثل هذه الأقوال، وهذه الأفعال ترينا في محمد أخ الإنسانية الرحيم، أخانا جميعاً الرؤوف الشفيق، وابن أمنا الأولى، وأبينا الأول. وإنني لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنع، ولقد كان ابن القفار رجلاً مستقل الرأي، لا يقول إلا عن نفسه، ولا يدّعي ما ليس فيه، ولم يكن متكبراً، ولكنه لم يكن ذليلاً ضَرِعاً، يخاطب بقوله الحرَّ المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم، يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة، وللحياة الآخرة، وكان يعرف لنفسه قدرها، ولم تخل الحروب الشديدة التي وقعت له مع الأعراب من مشاهد قوة، ولكنها كذلك لم تخل من دلائل رحمة وكرم وغفران، وكان محمد لا يعتذر من الأولى، ولا يفتخر بالثانية". إلى أن قال: "وما كان محمد بعابث قط، ولا شابَ شيئاً من قوله شائبةُ لعبٍ ولهوٍ، بل كان الأمر عنده أمر خسران وفلاح، ومسألة فناء وبقاء، ولم يكن منه بإزائها إلا الإخلاص الشديد، والجد المرير. فأما التلاعب بالأقوال، والقضايا المنطقية، والعبث بالحقائق ـ فما كان من شأنه قط، وذلك عندي أفظع الجرائم؛ إذ ليس هو إلا رقدة القلب، ووسن العين عن الحق، وعيشة المرء في مظاهر كاذبة. وفي الإسلام خَلَّة أراها من أشرف الخلال وأجلها، وهي التسوية بين الناس، وهذا يدل على أصدق النظر وأصوب الرأي؛ فنفس المؤمن رابطة بجميع دول الأرض، والناس في الإسلام سواء". إلى أن قال: "وسـع نوره الأنحاء، وعمَّ ضوؤه الأرجاء، وعقد شعاعه الشمال بالجنوب، والمشرق بالمغرب، وما هو إلا قرن بعد هذا الحادث حتى أصبح لدولة العرب رجل في الهند، ورجل في الأندلس، وأشرقت دولة الإسلام حقباً عديدة، ودهوراً مديدة بنور الفضل والنبل، والمروءة، والبأس، والنجدة، ورونق الحق والهدى على نصف المعمورة".
شهادة العالم الكبير والفيلسوف الفرنسى " جارودى : ملاحظة : (سبق ايرد هده الشهادة فى كتابه تحت عنوان : " لمادا أسلمت " ... ودلك فى المحور (1) من هدا الحوار . )
.......... نواصل: .......... والى الرسالة (3) محور (2)
..... انهينا فى الرسالة السابقة عند الفيلسوف الفرنسى الكبير ونواصل هنا مع الرسالة (3) : .......... والى الرسالة (3) محور (2) : .
الرسالة (3) محور (2)
الحملات المقرضة والمشوهة للاسلام تأتى من معتنقيه بصورة أبشع وأبلغ من أعدائه "
من المعلوم والمتفق عليه سلفا , وكما قرأنا وسمعنا من الكوكبة المختارة أعلاه , .... أن الاسلام يمثل الرسالة الخاتمة التى جاءت أصلا متممة ومكملة ومصححة للرسالات السابقة له من لدن أبو البشرية آدم عليه السلام . ... بهدف احياء وبعث جديد للوحى الربانى الذى جاء أصلا ومنذ الأزل لاسعاد البشرية جمعاء ,....... ومن المعلوم أيضا وكما أخبرنا من ربّ العزة , أنّ لهذه الرسالة أعداء متربصون بها منذ الأزل , وقد ظلوا يواصلون حملتهم المقرضة والضالة , منذ بدأ الخليقة , .... وعلى مدى الدهور والعصور بغرض تشويهها واصدار حكم ظالم وجائر ضدّها ,...... ولو أردنا تحديد هذه الفئة أو الجماعة المجنّدة والمعدة للقيام بهذا الدور , ..... نجد أنّهم لا يخرجون عن رجلين : الأول : رجل لم يكلّف نفسه , أو يقف يوما ليسألها : " لماذا لا أجرّد نفسى وأسعى جادا للوقوف على الحقيقة ليكون حكمى مبنىّ على الفهم الصحيح والدراسة الواعية . ؟؟؟؟؟ ......... ان عدم السعى وتبنى هذا المسلك يعرّض الانسان لأمرين اثنين : أولهما : التلقى من أناس مقرضين هدفهم الأول والأخير تزييف الأمور وعرضها بصورة مغائرة تماما لحقيقتها ويأتى التأثر بذلك بالتالى لأفتغاره لسلاح المعرفة . ثانيهما : التأثر بما هو ماثل أمامه ومشاهد من ممارسات وتصرفات شاذة وممعنة فى قبحها وسوءها من أناس يدّعون أنّهم حملة الرسالة ( حكاما أو محكومين ) , ....... وهنا يقع كلاهما : الأول والثانى , فى بؤرة : " فساد العلم " نتيجة الجهل , لأنه كما سبق الاشارة افتغارهما تماما لأداة المعرفة والميزان الصحيح لوضع الأمور فى نصابها , .... وكلاهما يدخل فى حالة , أو يقع فى مسبّة : " الضلال " ...... والتى ربما يرجى منها لو صادف أو قيّض لهما الوقوف على : " الحقيقة " يوما ما . الثانى : رجل يعرف الحقيقة تماما ويدرك ذلك فى غرارة نفسه , .... ولكنّه واقع تحت سيطرة مقولات ومبادىء " تحريفية" - ( المبادىء المحرفة والصادرة عن أعداء الحق والدين ) _ .... جبل عليها وتمكنت منه وصار يأتمر بأمرها التزاما , ويتعاطاها سلوكا , مثل قولهم : " أحجب المعلومات الصحيحة عن أى انسان , أو قدمها اليه مشوّهة , أوناقصة , أو محشوّة بالزيف , ....... تمحو كلّ جهاز تفكيره , .... وتنزل به الى ما دون مستوى الانسان . "...... أو المبدأ الذى يقول : " الغاية تبرر الوسيلة ".... أو قولهم : " ضع الرفيع وأرفع الوضيع " ....... أو قولهم الحق يكمن فى القوة , ............ الخ ما عرف عنهم وجبلوا عليه من تعاليم شريرة, ......الهدف منها ابعاد الانسان المسلم عن الصراط المستقيم , .............. وهذا يعدّ بحق : " فاسد القصد " ..... وبهذا يكون قد سدّ على نفسه وباختياره أى منفذ للرجوع : " للحق " ..... وتنكب طريق الظالمين لأنفسهم , ... طريق أهل : " اللعنة " ..... المفضى بالتالى الى طريق الأمة : " الغضبية " النتيجة : نخلص من هذا القول أنّه من ضمن الاساءات المشوهة للرسالة الخاتمة, هناك اساءة عظيمة وكبرى تأتى من أهل الأسلام أنفسهمم , قبل أعدائه المتربصين به , هولاء يمكن تقسيمهم الى فئتين أيضا : الفئة الأولى : رجل ( مسلم يدّعى الحكم بالاسلام ) ذو طموح ويتطلع الى الرئاسة والحكم ويتوسل اليها بكل الوسائل الموصلة اليها , .... وعندّما يصل الى بقيته , يقلبه هوى نفسه الأمّارة بالسوء , وهنا تأخذه العزّة بالأثم وينقلب الى جبّار متكبر ,... لا يراعى الّلا ولا ذمّة فى الرعية والأمانة التى اؤتمن عليها من ربّ العزّة , ... ولكنّه ومع كلّ ذلك فانّه يحسّ ويشعر فى قرارة نفسه أنّه ظالم , وأنّه خالف كلام الرب , وأنّه واقع تماما فى المعصية . الفئة الثانية : وبالمثل رجل (مسلم يقول بذات الادّعاء) ...... وقع تحت تأثير ضلالات فكر منحرف , جرت صياغته خلال عمل جاد ومضنى كى يتشرّب هذا الفكر حتى يتمكن منه ويتلبّس به ويملاّ كلّ كيانه , ثم توسل الى السلطة أيضا بكلّ الوسائل المفضية اليها ,وعندما حقق بقيته , وتمكن منها , انقلب على الرعية , وأندفع بمقتضى فكره الجديد , وكأنّه وحش انطلق من عقاله , فنزل فى الرعية سلبا ونهبا , ...... وتشريدا وقتلا , كلّ ذلك دون عطف أو شفقة , ....... بل أنّه يمارس كلّ ذالك , وهو يعتقد فى صميم عقله أنّه يتقرّب الى الله , بهذه الأعمال الممعنة فى سوءها وقبحها . وهنا يأتى الفرق بين الاثنين , ..... فالأوّل يعرف فى قرارة نفسه أنّه مذنب وعاصى ومخالف لتعاليم الرب , .... وهذا قد يجد من يدخل عليه بموعظة تخرجه مما هو فيه . .... ومن ثم يتدارك نفسه قبل المثول أمام الذى : (( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور . )) ...... أما الآخر فلا يقر ّبذلك , ..... بل يعد نفسه بفعله هذا , أنّه من أقرب المقربين للرب , وأنّ غيره من مخالفيه يستحقون كلّ ما أصابهم ووقع عليهم من تعذيب وتنكيل,......... فهى حالة من الصلف والغرور قد تقف , حائلا وسدّا منيعا بينه وبين الرجوع للحق والتوبة الى الله , .......... لأنه لا يعتقد في نفسه الخطأ, ...فهل هناك على وجه هذه الأرض مصيبة , أو بلية , أو كارثة تقع على الرعية أولا , .... وتصيب الرسالة فى الصميم ثانيا, أكبر , وأفظع , وأعظم من هذا . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والى هنا نختم هذه المقدّمة بعرض حوار قديم سبق وأجرى مع فضيلة العالم الجليل المرحوم الشيخ /محمد الغزالى فى عام (1983 ) فالنستمع اليه يحدثنا فى هذا المعنى :
يقول الشيخ : " هناك خلط بين الدين والسياسة: هناك من تاجروا بالدين وممن تاجروا بالدنيا, وقد ذقنا الأمرين منهما, ولكن السؤال يبقى هو: " هل إذا تاجر أحد بالشعارات العظيمة قررنا الاستغناء عنها لأن حملتها كذبة. ؟.. وهل نكفر بالحرية لأن جرائم كثيرة ارتكبت باسمها. ؟... أم ينبغى أن نحدد المراد ونوضح الوسائل ونتجمع على مكافحة: ( المنافقين ) أيا كان لونهم. " ...... وتابع قائلا: " أنا رجل درست الإسلام وراقبت حكمه في عصره الذهبي واستخلصت منه مبادىء لا أجد مناص من الوقوف إلى, جانبها وهى: عندما يقول الخليفة الأول: " ولّيت عليكم ولست بخيركم. ".... أو يقول: " إن رأئتم خيرا فأعينوني أو رأئتم شرا فقوموني. " .. أو يقول: " أطيعوني ما أطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم. "... أو يقول: " الضعيف فيكم قوى حتى آخذ الحق له, والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه. "..... فماذا أفهم من هذه الكلمات ؟؟؟؟ ... أفهم:- أفهم أن الحاكم في الإسلام يستمد سلطته منى. وأن الحاكم في الإسلام يجعلني رقيبا عليه. وأن الإسلام يمكني من محاسبته ومساءلته, . بل أنه يقول لي أنه إذا انحرف ليس له حق في الطاعة منى. وعليه يأتي التساؤل: لماذا ينكر أحد هذه المبادىء ؟؟؟؟. لماذا لا يقف المرء إلى جوارها ليجعل الحاكم يلتزم بها, فلا يقبل من أحد أن يقول: أنا صاحب القرار, أو أنا الدولة أو يكمم الأفواه ؟؟؟؟. لماذا لا نمنعه إذا نصر باطلا أو خذل حقا ؟؟؟؟. فإذا كان الإسلام ( كتاب وسنة ) وضع الأساس لقيام دولة حرة عادلة مستقيمة, فهل هناك مسوغ لترك هذه المبادىء, إذا قام أحدهم بالمتاجرة بها أو كان طالب منفعة في ظلّها. ؟؟؟؟؟ المتاجر بالخير رجل مرائي ووزره على أم رأسه,... أما الخير فيجب أن يبقى في الأرض وأن يكثر حوله الأنصار. قطع يد السارق أو جلد الزاني أحكام فرعية في الإسلام تنبثق من دستور أصلى لا بد من صيانته وضمان بقائه. لا قيمة ( للفرع ) إذا كان الأصل غير قايم. مثل هذه ( الفروع ) في شريعة الإسلام قطرة من بحر التشريعات التي لا حصر لها. ما هو السر في إبراز هذه ( الفروع ) بالذات والتعويل عليها حتى تصور البعض أنها الإسلام. ؟؟؟ لماذا ينسى الجو الذى يصنعه الإسلام ابتداءا قبل تنفيذ هذه هذه الأحكام أو المطالبة بها. ؟؟؟؟؟ سمع الحسن البصري الذى كان يدّرس يوما في الجامع, سمع ضجّة في الخارج فقال ما هذا ؟...قالوا: " لص يقودونه إلى الحاكم. " فقال: ( سبحان الله سارق السر يسعى به إلى سارق العلا نية.؟؟؟ ) ( هذه الكلمة هي مفتاح الإجابة على هذا الظن الغريب بالإسلام وأحكامه. ) لماذا لا يذكر هولاى أن الفقه الاسلامى قال: " على القاضي أن يوقف ( الحد ) إذا تاب المجرم وأن علىالقاضى أن يوقف قطع اليد إذا وجد أن للص تاب. من قال أن الإسلام يقطع يد السارق الجائع ؟..... فقد أجمع الفقهاء على أن السارق الجائع لا تقطع يده. إن إشاعة الأمن في الإسلام ليس أمرا ثانويا أو نافلة إنما هو أمرا ضروريا. أن دعاة الإسلام عقيدة وشريعة تحركهم مخاوف ماثلة أمامهم في: ( إيران ) . سفك الدم في إيران يذكرنا بالثورات: ( الفرنسية) و ( الروسية)...الخ.... التي سفكت فيها دماء كثيرة فقد سمعنا عن حمامات الدم التي أقامها هولا لشعوبهم وعن المجازر التي صنعوها لأعدائهم. أن سفك دم حرام يعد جريمة نكراء ومرفوض من وجهة النظر الإسلامية إذ يرى الإسلام إن العدوان على فرد واحد هو عدوان على الإنسانية كلها. إن أي حاكم يرفع راية التوحيد ثم يفتئت على الإنسانية وحقوقها ويهدر كرامتها وينال منها لا بد أن يكون: ( منافقا ) أو جاهلا بالقرءان الكريم وحقائق السنة المطهرة. .. ولا يجب الخلط بين تعاليم الإسلام وبين تصرفات بعض الحكام الذين يزعمون أنهم ينفذون الحكم الاسلامى وهم في الحقيقة ينفذون أحكام أنفسهم ويلبون دواعي الشهوة في دمائهم, إن التفريط أو الخيانة أو النفاق شيء وتعاليم الإسلام شيء آخر. وعندما نقتبس الأسوة من تأريخنا يجب ألا نقتبسها من أمثال : " الخميني " أو جور: " السلطان سليم ".....الخ ... وإنما نستمدّها من رجال السلف الصالح( الأول ) الذين أمرنا أن نتأسى بهم إلى آخر الدهر والنستمع إلى قوله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين, المهديين من بعدى, عضوا عليها بالنواجذ. " ...فكيف نترك صورة الحكم في عهد الرسالة والخلافة الراشدة ونلتقط صورا لأسرة محمد على أو أسرة بهلوى أو لأي أسرة أخرى تولت الحكم باسم الإسلام وكانت بعيدة عنه. ..... ولن تبقى فضيلة في الدنيا إذا قلنا أن الكذبة كثيرون فلا معنى للصدق, وأن المستبدين كثيرون فلا أمل في الحرية وهكذا. !!!!!! ( م. المصور 25-3-1983 )
........ونكتفى بهذا القدر ونرجع الى سؤالنا الأول : نرجع الى سؤالنا الأول فى الرسالة(1) محور (2) الذى يقول : " هل النظام القائم في السودان تحت حكم: " الإنقاذ " والنظام الآخر القائم في إيران تحت حكم: " الإمام الخميني " يحكمان شعبيهما تحت دائرة إسلامية تمثل الوحي السماوي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كرسالة خاتمة وخالدة جاءت أصلا لإسعاد البشرية جمعاء. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يجدر بنا فى هذه العجالة أن نبدأ أولا بنظام الامام الخمينى : أولا نظام الخمينى : قبل البدء فى عرض ما توصل الينا عن هذا النظام هناك ملاحظة هامة لابدّّ الوقوف عندها وهى أنه يجب أن يكون معلوما لكل مسلم على ظهر هذه البسيطة أن اصدار حكم على أي دولة بأنها تحكم بالاسلام أم لا , لابدّ أن يصدر من : " أهل الاختصاص "..... وهم العلماء أوالمرجعيات الدينية ذات الاختصاص فى هذا الأمر , ... فالحكم الأول والأخير لهم , ..... ونحن ننقل ونستعرض ما وصل الينا منهم ونترك الحكم لأهله . ..... ونكتفى هنا بعرض حالتين فقط : * الأولى : ندوة أقامتها جريدة المسلمون الدولية مع كبار العلماء :
وفيما يلى عرض وتلخيص لها :
بسم الله الرحمن الرحيم
" العلماء يبحثون ردة الخميني " مقتطف من ندوة جريدة (المسلمون الدولية ) :
العلماء المشتركون في النتدوة وهم :ـ
الشيخ عبد الحفيظ المكي نائب رئيس المجلس العالمي لختم النبوة بلندن : يــقول : " ...لقد انكشف الخميني وافتضحت نواياه السيئة وأدرك القاصي والداني من المسلمين المخلصين أنه حرب على الإسلام والمسلمين وأنه يعمل لصالح أعداء الدين الحنيف ويتحالف مع الصهيونية وينوب عنها في تحقيق أهدافها . وليس أدل على ذلك من تمسكه الشديد واصراره على استمرار الحرب واستنزاف المزيد من الدماء الإسلامية ،، ( حرب إيران / العراق ) ........... وواصل حديثه قائلاً : ".. وهو ولا شك لا يريد العراق وحده وإنما هناك لبنان التي أفسد فيها إفساداً كبيراً ... وغيرها ... الخ ،،
الشيخ عبد القادر أفراد : " وجه السماع للدكتور موسى الموسوي "
الدكتور موسى الموسوي (من علماء الشيعة) ورئيس المجلس الأعلى في غرب أمريكا يــقول : " .... دعوني أؤكد أولاً أن الخميني اعتمد بعد عودته إلى إيران على الغلو " منهاجا لتأسيس فتنته ولا نقول نظرياته ، فالخميني لا يمثل مدرسة فكرية لها أصول أو قواعد أو نحوها ،، ... وتابع قائلاً : " أن الخميني قد ابتدع نظرية دخيلة على الفكر الشيعي والفكر الإسلامي كله وهي نظرية " ولاية الفقيه " .......... وهذه فكرة مسيحية حلولية تناقض العقيدة اإسلامية وتجافي أصولها السمحة وقد ابتدعها لتدعيم سلطانه ، اذ يزعم أن الفقيه يحل محل الإمام الغائب : " وهو الإمام الثاني عشر عند الشيعة " ...... ويأخذ من عصمته ويصيرخليفة له ليجعل من نفسه معصوما :ـ " بعصمة الأئمة عند الشيعة ( وهو في نظر المتكلم من غلو المذهــب الشيعي ) ـ وبالتالى عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم , .......... وهكذا جعل من نفسه معصوماً بعصمة الإمام ولا يجوز الرد عليه ...،، وواصل حديثه قائلا" : " أن الخميني أفسد علينا الكثير وأضرنا في اتجاهين :ـ (1) أظهر المذهب الشيعي بالمظهر المناقض لحقيقته وأدخل فيه ما ليس منه . (2) إنه أساء للمسلمين عامة أمام المجتمع الإنساني إذ أظهر دينهم الحنيف في صورة غير حقيقية له واعطى الفرص تلو الفرص لأعداء الإسلام كي يجعلوا من تصرفات الخميني دليلاً على وحشية الإسلام وعنفه وتعذيبه للناس وتنكيله بهم وهذا ولا شك فيه صد عن سبيل الله ، وتقويض لمسيرة الدعوة الإسلامية واحراج المسلمين عامة أمام المجتمعات غير الإسلامية ،، ويؤكد الدكتور في : " .. أن الثورة الخمينية أدت ما رسمته لها الصهيونية العالمية من أدوار أريد بها إخماد الصوت الإسلامي الحر في إيران ، وعزل هذه الدولة وشعبها المسلم عن العالم الإسلامي فقد دمرت الشعب الإيراني من الداخل ثم بدأت في مد يدها الخبيثة إلى البلاد الإسلامية المجاورة فكانت الحرب الخليجية ... لقد أحدث رأس الفتنة من الفزع والرعب الكثير في مختلف بلاد العالم أنها أنتجت أكثر من مليون قتيل إيراني راحوا ضحايا للحقد الدفين الذي يملك هذا الرجل بالإضافة إلى أكثر 500 بليون دولار ـ ( قدرت بحوالي 600 بليون ) ـ هناك أكثرمن مائة وثلاثون ألف معتقل سياسي ممن أبدوا النصح مجرد النصح .. بالإضافة إلى 40 ألف شاب وشابة أعدمهم ـ ( وكلهم كانوا في البداية أنصاراً له فلما تبينوا حقيقته انصرفوا عنه فاعتقلهم وأعدمهم ،، وواصل حديثه قائلاً : " إن الخميني مدسوس على الإسلام ليؤدي رسالة وأدوار محددة يراد بها هدم الإسلام وقد فعل بنجاح ودمرت المجتمع الإيراني من داخله ثم هو يتوجه الآن يتصدير حركته الغوغائية الحاقدة إلى مناطق أخرى من العالم .. فهو في نظري ليس إلا طابوراً خامساً في الصفوف الإسلامية " فهم " الخمينية : رفعوا شعار الإسلام وتخفوا واخفوا أطماعهم ووجوههم الحقيقية وراءه ليضربوه من الداخل فإن كل شعار رفعه وزعم أنه يدافع عن الإسلام إلا وفعل ما يناقض هذا الشعار تماما ويعري من رفعوه ويسقط عنهم الأقنعة التي تخفوا وراءها . ( إن الخممينية هي فرقة صهيونية تعمل لحساب اسرائيل التي أمدتها بما قيمته ( خمسة بلايين دولار من الأسلحة ) ،، ... ويمضي في حديثه محذراً : " .. أؤكد أن هذه الحركة تقوم على العمالة للصهيونية هذه العمالة التي تصفها بعض صحف الغرب : بأنها علاقة تعاون ،، .. ( العلاقة مع اسرائيل ) .. ولكني أقول أنها علاقة عمالة ذلك أن الخمينية تنفذ مطامع وأغراض اسرائيل في الأمة الإسلامية وعلى رأس هذه الأغراض تفتيت وحدتهم وتقويض أركان مجتمعاتهم فهي علاقة آثمة يتكاملان من خلالها جانب يخطط لضرب الإسلام والمسلمين وهم والصهاينة وجانب ينفذ وهم الخمينيون " وعلى رأسهم رأس الفتنة صاحب النظرية العميل الأول الخميني ...،، " انتهى بتصرف شديد "
تعريف : المـــذكور هو حفيد الإمام الأكبر ابن أبو الحسن الموسوي الأصبهاني . ولد في النجف عام 1930 وأكمل الدراسات التقليدية في جامعتها الكبرى وحصل على الشهادة العليا في الفقة الإسلامي ( الإجتهاد ) . حصل على الدكتوراة في التشريع في الفلسفة من جامعة باريس ( السربون ) عام 1959 . عمل أستاذاً بالجامعات : طهران ـ بغداد ـ هافارد ـ طرابلس ـ لوس أنجلوس ـ استاذ زائر جامعة هالي ألمانيا الديمقراطية . المذكور : زامل الخميني أكثر من خمسة عشر عاماً في النجف وعاش معه بدايات ثورته ثم فارقه بعد أن تأكد من توجهاته المعادية للمسلمين والخارجة عن الإسلام .
الشيخ يوسف البدري عضو البرلمان المصري : " .... أخذ الخميني الأمور الخلافية بين علماء الشيعة وجعل منها مذهبه أو حركته الجديدة وراح يغالي في تصدير تلك المبادئ : " حاكمية الفقيه " ، " عصمة الإمام " .. وجعل منها أصولاً لا يراد منها إلا هــدم الدين الحنيف وتقويض اركانه .. ،،
الشيخ أحمد بديع الياسين : رئيس بيت التمويل الكويتي . يقول : " .. أن الخمينية جزء كبير من مخطط يهودي صليبي شيوعي ضد أبناء هذه الأمة الإسلامية ... وهو فوق هذا يشكك في أصول الدين الإسلامي ويزعم أن القرآن الكريم محرف ويتهم كبار الصحابة وخلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالكفر ويسبهم ويلعنهم وهو لا يؤمن بختم النبوة شأنه شأن أعداء الله من : البابيين والبهائيين والقاديانيين وغيرهم من النحل الضالة والفرق المنحرفة والتيارات الإلحادية لقد زعم زيفاً أن الوحي ظل ينزل على فاطمة بعد وفاة االرسول صلى الله عليه وسلم وادعى أيضا أن الأمام علي رضي الله عنه كان يكتب لها الوحي ، من هذا فإني أرى خطر الخمينية يفوق كثير مخاطر غيرها من النحل الضالة لكونها استطاعت تسخير ثروات ايران الهائلة وقدراتها في مساندة أفكار الخميني رغم ارادة الشعب المعارض لهذا : دولة كبيرة تستغلها طائفة منحرفة لترويج أفكارها المضلة باذلة في سبيل ذلك : المال والشهرة ومروعة الرافضين لها بالسلاح لا يهمها قتل واحد أو مليون في سبيل بقائها وانتشارها معاً ..،،
العلامة الشيخ أبو الحسن الندوي " أصدر فتوى في كتابه : ثورتان متضادتان " أكد خروج الخميني عن الإسلام : ومن أقواله في الندوة المذكورة : " .... لقد حذرت من أفكار الخميني في كتابي " المذكور " وأكدت أنها في مجملها أفكار خارجة على الإسلام ويراد بها الإساءة للدين الحنيف وتشويه قيمه ومبادئه وأحكامه وقد دعوت علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى مواجهة هذه الأفكار المضلة وحذرتهم من التواني في سبيل هذه المواحهه مع الباطل . إن التباطؤ عن كشف ما يردده هؤلاء من شأنه أن يضفي شيئاً من القوة على تلك الأفكار الضالة بل إن السكوت عليها يتوهم منه البعض أن تلك الأفكار صحيحة وهذه في حد ذاتها كارثة على مسيرة العمل الإسلامي التي نستطيع الجزم بأنها مستهدفة من الخميني وعملائه " .. وواصل حديثه قائلاً : " وانني لا أستبعد أبداً أن يكون الخميني مدسوسا على الإسلام والمسلمين لينفذ فينا غايات أعدائنا وهذا ما تؤكده أعماله وما تدل عليه أقواله التي لا يزال يرددها في غير حياء . إنه تخطى ضلالات ومزاعم أعداء الدين وجاء بافظع منها ليجتث أصول الإسلام ويهدم أركامه ، لقد أعجبتني دعوة الدكتور موسى التي ناشد فيها علماء الشيعة المخلصين المعتدلين أن يجتهدوا في سبيل نفي الترهات التي لحقت بالمذهب الشيعي تلك الترهات التي جعل منها الخميني وأعوانه دستور حياتهم ومنهج حكمهم ودعائم سلطانه الباطن المضل ..." " بتصرف .. "
7الشيخ جمال مناع : إمام المركز الإسلامي في لندن . " ... ينبغي فضح الخمينية وكشفها بميزان أحكام الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة وبيان أن فكرة خارج عن الإسلام بجميع مذاهبه وانه لا سند له إلا قوة الخميني وبطشه وإرهابه وعنفه وفرق إغتيالاته التي يسيرها هنا وهناك كل هذا ضرورة لصرف الناس عن أفكار هذا الرجل المضلة ولدعوتهم وحثهم على حماية أولادهم منه "
8الشيخ عبد الله القاضل : وزير الإوقاف العراقي " إن الجامعات الست التي أنشأها الخميني تحمل أسماء تنبئ عن أنها إسلامية وهو يمعن في التضليل والكذب على الأمة الإسلامية ويهدف إلى تقويض مستقبلها إنه مثلاً اطلق اسم الشهيد : ســيد قطب على إحدى هذه الجامعات " جامعة سيد قطب " هل تعرفون لماذا أطلق هذه التسمية ؟ إن الخميني وأعـــوانه يدركون بلا شك ما لسيد قطب من مكانه سامية في نفوس شباب الأمة الإسلامية ولهذا فهو يوهم الناس بأنه يقدره ويحترم فكره ويرفع اسمه ويخلد ذكراه باطلاق اسمه على واحدة من جامعات ايران ، وهذا من شأن أن يترك أثراً طيباً في نفوس محبي سيد قطب في حين أن الواقع يؤكد أن الشهيد لو كان حياً بيننا لأعلـن براءته من الخميني ومن الجامعة التي تحمل اسمه وتنشر فكر الخميني الهدام .
ثانياً :ـ علماء سبق لهم اصدار فتاوى تؤكد خروج المذكور عن الإسلام (غير مشتركين في الندوة ) وهــم : " العلامة سعيد حوى في كتابه : " الخمينية شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف "
العلامة الهندي : محمد منظور لعماني في كتابه : " الثورة الإيرانية في منظور الإسلام "
الشيخ صلاح أبو إسماعيل " اصدر فتوى سنة 1984 كفر فيها الخميني ."
العلامة المحدث الشيخ محمد نصر الألباني .
المصدر : ندوة جريدة : " المسلمون الدولية " الأعداد :ـ (141) 23 صفر 1408 الموافق 16/10/1987. (142) 1 ربيع الأول 1408 23/10/1987. (143) 8 ربيع الأول 1409 30/10/1987.
المناسبة : ( المؤتمر الإسلامي العام ( الثالث ) مكة المكرمة)
............ نواصل :
الى الرسالة (4) محور (2)
الرسالة (4) محور (2)
الحالة الثانية : هذه الرسالة تمثل الحالة الثانية والأخيرة فى هذا الجزء وهى عبارة عن عرض وتلخيص لكتاب وضعه أحد كبار أيمة الشيعة أى يعد بمثابة : " شهد شاهد من أهلها . " : بسم الله الرحمن الرحيم " قراءة في كتاب: الشيعة والتشيع "
اسم الكتاب: " الشيعة والتشيع " ( الصراع بين الشيعة والتشيع. ) المؤلف: " العلامة الدكتور/موسى الموسوى. تاريخ صدوره: "عام 1408هجرى موافق عام1978 م مواضيع الكتاب: " (1) الإمامة والخلافة (2)التقية (3) الإمام المهدي (4) الغلو (5) زيارة مراقد الأئمة (6) ضرب القامات في يوم عاشوراء (7) الشهادة الثالثة (8) الزواج الموقت (9) السجود على التربة الحسينية (10) الإرهاب (11) صلاة الجمعة (12) تحريف القرآن (13) الجمع بين الصلاتين (14) الرجعة (15)البداء (16) التصحيح بين القبول والرفض. المقدمة : يقول الكاتب في المقدمة: " بعد أن ولدت ونشأت وترعرعت في بيت الزعامة الكبرى للطائفة الشيعية , درست وتأدبت على يدي أكبر زعيم وقائد ديني عرفه تاريخ التشيع منذ الغيبة الكبرى وحتى هذا اليوم , .... وهو جدنا الإمام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوى الذى قيل فيه: " أنسى من قبله وأتعب من بعده. " في مثل هذه البيئة المليئة بكل ما قيل ويقال في التشيع والشيعة, وبكل الظروف والملابسات التي كانت تحكى الخلاف الطائفي بين الشيعة والسنة الذى دام قرونا, ...... كنت أعيش آلام الخلافات المريرة, وأشاهد عواقبها الوخيمة عن كثب. وفى ظل الخطوات الجريئة والعزيمة القوية التي يقوم بها جدنا الأكبر في تخطى الصعوبات ومحاولة إرساء العلاقات الصحيحة بين الشيعة والسنة بهدف الوصول للوحدة الكبرى والتي كانت تصطدم دائما بالسياسات الاستعمارية الحاكمة في العالم الاسلامى وتساندها عقول متحجرة وأناس متعصبون ومتاجرون بالطائفية البغيضة. في ظل هذا الجو بدأت أدرك خطورة المهمة وقداستها,...... وزاد ايمانى بها عندما بدأت أعرف أن السبب في قتل والدي بين صلاة المغرب والعشاء في الحضرة العلوية في النجف الأشر ف على يد مجرم في لبوس رجل الدين الذى ذبحه كالكبش وهو يصلى في المحراب,....... كانت خطة استعمارية لكي تثنى جدي أبو الحسن من خطواته الإصلاحية, .... فقد اغتالوا فلذة كبده, وأعز الناس إلى قلبه, .... ولكنّه ضرب أروع الأمثال في تلقين المصلحين درسا لا يزال التأريخ الشيعي لا ينساه وهو: " العفو عن القاتل "......... وذلك ليثبت أن قلب المصلح لا تزلزله العواصف, ولا تضعضعه المصايب, ولا تتحكم فيه الأحقاد والثارات, وانه يبقى كالطود الشامخ يزود عن العقيدة التي يريد إرساءها في المجتمع ولدى الفرد. " ويواصل قائلا: " .......... من خلال تتبعي للخلاف بين الطرفين: ( السنة والشيعة الامامية)... قد وصلت الى نتيجة حاسمة هو: أن الخلاف بينهما ليس بسبب الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم, أو أن الإمام على أولى بالخلافة من غيره, .... ولكن السبب الأساسي هو موقف الشيعة الامامية من: " الخلفاء الراشدين " وتجريحهم إياهم –( الأمر الذى لا نجده عند الشيعة الزيدية. ) - ولو اكتفت الشيعة الامامية بسلوك الزيدية لقلّت الخلافات, ولضاقت مساحة الشقاق, .... ولكنها وقعت في الخلفاء الراشدين تجريحا وانتقاصا وكانت الفتنة. "
1- الإمامة والخلافة :
يقول الكاتب: ".......... بدأ الصراع بين الشيعة والتشيع عندما حرفت الشيعة: " معنى التشيع " : من حب الإمام على وآل البيت الى ذم الخلفاء الراشدين وتجريحهم بصورة مباشرة , .... وتجريح الإمام على وأهل بيته بصورة غير مباشرة. " الصراع بين الشيعة والتشيع : انبثق هذا الصراع مبتدئا بالعصر الأول وهو عصر ظهور الصراع الفكري بعد: " الغيبة الكبرى " ... الذى مهد الطريق للعصر الثاني وهو: " ظهور الدولة الصفوية " على يد مؤسسها: " الشاه إسماعيل الصفوى " فى العام 907 هجرية وتأسيس الدولة الشيعية في إيران ومن ثم العصر الثالث والأخير وهو عصر الصراع الذى نشاهده في حياتنا المعاصرة بين الأفكار الشيعية الحديثة والتشيع , ..... تلك الأفكار التي عصفت بالمجتمع الشيعي وأودت إلى نتائج حزينة خطيرة لا تحتملها الأرض ولا السماء. " طوائف الشيعة: (1) الشيعة الامامية _ ( موضوع البحث ) – تعتقد أن الخلافة في على بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن بعد على في أولاده حتى الإمام الثاني عشر الذى هو: محمد بن الحسن العسكري الملقب: " بالمهدي المنتظر " . (2) الشيعة الزبدية: تعتقد أن الإمامة تتفرع من زيد بن على بن الحسين بن على. (3) أما الشيعة الإسماعيلية تعتقد أن الإمامة تتفرع من: إسماعيل بن جعفر بن محمد الصادق. مقارنة: * إذن فان الإمامة هي حجر الأساس في المذهب الشيعي ومنها يتفرع كل ما هو مثار للجدل والنقاش مع الفرق الإسلامية الأخرى. وهم يستندون على أحاديث مثل حديث: ( من كنت مولاه فهذا على مولاه, اللهم والى من والاه وعاد من عاداه. ).... وهذا الحديث قيل في موقع يسمى: " غدير غم ".. وذلك عند رجوعه صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة عام 12 بعد الهجرة. * أما الفرق الإسلامية الأخرى فترى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستخلف أحدا بعده, بل جعل الأمر شورى بين المسلمين نزولا عن نص القرآن في الآيتين الكريمتين: (( وأمرهم شورى بينهم. )) و (( وشاورهم في الأمر. )) . * " الفرق الإسلامية الأخرى كلها تحب عليا وتكرمه , .... شأنه شأن الخلفاء الذين سبقوه, وتحترم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصلى عليهم في الصلاة وفى كل صباح ومساء, .... بينما الشيعة لها موقفا آخر من خلفاء المسلمين,.... موقف فيه العنف والقسوة والكلام الجارح. " * " من المحير أن الطريقة التي اتبعتها الشيعة في معالجتها لمشكلة الخلافة تتناقض كل التناقض مع سيرة الإمام على وسيرة أولاده من أيمة الشيعة,.... فكيف يكون شعارها هو حب الإمام على وأولاده ويضربون عرض الحايط بسيرته وسيرة الأئمة من ولده. فكرة الخلافة: " الدارس لموضوع الخلافة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته بصورة مستفيضة يصل إلى نتيجة مؤكدة لا يختلف عليها اثنان: إن فكرة الأفضلية لخلافته صلى الله عليه وسلم ظهرت بعد وفاته مباشرة. فهذا هو ابن عباس يخاطب الإمام عليا عندما كان مشغولا بتجهيز النبي صلى الله عليه وسلم وكفنه: " أعطني يدك لأبايعك حتى يقول القوم عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله. " فيقول الإمام: " هل يطمع فيها طامع غيري, ....ثم اننى لا أريد أن أبايع من وراء ر تاج." في اجتماع سقيفة بنى ساعدة للنظر في أمر الخلافة قالت الأنصار للمهاجرين: منا أمير ومنكم أمير. حسم الأمر الخليفة عمر بن الخطاب وبايع أبو بكر فبايعه المسلمون بعد ذلك. " تخلف الإمام على عن البيعة بعض الوقت ثم بايع الخليفة الجديد أبا بكرا وهو راض عن البيعة مقبلا عليها. يقول الخليفة عمر بن الخطاب لابن عباس وهو يشير إلى الإمام على: " أما والله إن كان صاحبك هذا أولى الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, إلا أنا خفناه على اثنين: حداثة السن , وحبه بنى عبد المطلب . " ونستمع إليه مرة أخرى وهو على فراش الموت يشير إلى الإمام على ويقول: " والله لو وليتموه أمركم لحملكم على المحجة البيضاء. " من هذا نرى أن المسلمين ارتضوا أبا بكر خليفة, والإمام ارتضاه كما ارتضاه غيره وبايعه كما بايعه غيره,..... وهكذا كان موقفه من الخليفين: عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان, فبايعهما وأخلص لهما في المشورة والرأي. يواصل الكاتب قائلا: لابد من الإشارة أن التشيع وأهل بيئته بدأ يأخذ شكلا خطيرا بعد مقتل سيدنا الحسين الذى أحدث رد فعل عنيف في العالم الاسلامى وكانت نتيجته المباشرة حدوث ثورات متتاليات أدت إلى سقوط الدولة الأموية ومن بعدها المر وانية وقيام الخلافة العباسية. تجدر الإشارة أن فكرة التشيع خلال القرون الثلاثة للهجرة كانت تنحصر في النقاط التالية: إن عليا أولى بالخلافة من غيره, ولكن المسلمين بايعوا الخلفاء الراشدين وعلى بايعهم ثم بايع المسلمون عليا بعد عثمان فلا غبار على شرعية خلافة الخلفاء الراشدين من أبى بكر إلى على. إظهار العداء للأمويين لموقف معاوية من على ومقتل الإمام الحسين وسب الخلفاء الأمويين عليا على المنابر زهاء خمسين سنة إلى أن جاء إنهائه على يد الخليفة عمر بن عبد العزيز. الرجوع إلى أهل البيت في الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية. يعتقدون أن أئمة الشيعة – ( آل البيت )- من أولاد الحسين هم أولى بالخلافة من الأمويين والعباسيين. بداية الانحراف : يقول الكاتب : " بعد الإعلان الرسمي عن غيبة الإمام المهدي : ( في عام 329 هجرية ) حدثت في التفكير الشيعي أمور عجيبة وانحراف فكرى أدى إلى ظهور آراء دخيلة على الفكر الشيعي وهذه الآراء هي : الادعاء بأن الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في : " على وبالنص الالهى "... وأن الصحابة ما عدا نفر قليل خالفوا النص الالهى بانتخابهم أبا بكر. الادعاء بأن ألائمان بالإمامة مكمل للإسلام وجعلوها أصل من أصول الدين وظهرت روايات منسوبة لأئمة الشيعة: ( زورا ) فيها تجريح بالنسبة للخلفاء الراشدين وبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. ظهور فكرة: ( التقية ) التي تأمر الشيعة بأن تعلن شيئا وتضمر شيئا آخر,......... وذلك لحماية الآراء الحديثة التي كانت بحاجة إلى الكتمان سواء لنشرها أو لحمايتها من السلطة الحاكمة. ظهور فكرة: ( عصمة الأيمة ) .......... الهدف منها هو: انهم لكي يكون لهذه الآراء الغريبة رصيد ديني لا يجوز التشكيك فيها نسبوها الى : ( أيمة الشيعة ) ولا سيما الإمامين : الباقر والصادق . ولتثبيت صحة هذه الروايات المنسوبة زورا إلى " الأئمة " وعدم الخوض فى مضامينها وقبولها كما ذكرت, فقد ظهرت فكرة " العصمة " ... كي تكون رصيدا آخر يجعل من تلك الروايات الغريبة روايات مقدسة. , لا تخضع للنقاش ولا الجدل أو النقض. يتابع المؤلف : " إن المتتبع لنص الروايات التي جاء بها رواة الشيعة في الكتب التي ألفوها بين القرن الرابع والخامس الهجري يصل إلى نتيجة محزنة جدا, ..... وهى أن الجهد الذى بذل في الإساءة للإسلام لهو جهد يعادل السماوات والأرض في ثقله. يخيل الىّ أن أولئك لم يقصدوا من رواياتهم ترسيخ عقائد الشيعة في القلوب, ...... بل قصدوا منها الإساءة إلى الإسلام وكلما يتصل بالإسلام. عندما نمعن النظر في هذه الروايات التي رووها وفى الأبحاث التي نشروها في الخلاف وتجريحهم لكل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ووصفهم لعصر الرسالة والمجتمع الاسلامى الذى كان يعيش في ظل النبوة لكي يثبتوا أحقية على وأهل بيته بالخلافة, ويثبتوا علو شأنهم وعظيم مقامهم,....... نرى أن هولاء الرواة أساءوا للإمام على وأهل بيته بصورة هي: أشدّ وأنكي مما قالوه زورا في الخلفاء الراشدين والصحابة. " وهنا تأخذني القشعريرة والحيرة وأتساءل: " أليس هولاء الرواة من الشيعة ومحدثيها قد أخذوا على عاتقهم هدم الإسلام تحت غطاء: " حبهم لأهل البيت. " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ماذا تعنى هذه الروايات التي نسبوها إلى أئمة الشيعة وهم صناديد الإسلام وفقهاء أهل البيت, .... وهى تتناقض تماما مع سيرة الإمام على وأولاده الأئمة, وكثير منها يتناقض مع العقل المدرك والفطرة السليمة. موقف الامام على : يقول المؤلف: " .......... إن التشيع في حقيقته كان يعنى حب الإمام على وأهل بيته وإعطائه حق الأولوية في الخلافة لأسباب معروفة لكل مسلم, ... فالإمام ترعرع ونشأ في بيت النبوة وهو يحدثنا عن تلك النشأة بقوله: ".... وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضمني في حجرة وأنا ولد, وضمني إلى صدره, ويكنفني إلى فراشه ويمسني بجسده, ويشمني عرقه, ويمضغ الشيء ثم يلقمنيه, وما وجد لي كذبة في قول ولا خطة في فعل . ".......... ويقول أيضا في بيان منزلته عند الرسول: " ....... لقد كان يجاور كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري, ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله عليه وآله السلام, وخديجة وأنا ثالثهما, ... أرى نور الوحي والرسالة, وأشم ريح النبوة, ولقد سمعت رنت الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله فقلت يا رسول الله ما هذه الرنّة ؟ .... فقال: هذا الشيطان آيس من عبادته, انك تسمع ما أسمع وترى ما أرى الاّ أنك لست نبي ولكنك وزير وانك لعلى خير. يقول المؤلف: "....... إن المتتبع لحياة الرسول الكريم والإمام على يصل إلى نتيجة أكيدة وهى: " إن الوشائج التي كانت تربط بينيهما أقوى بكثير من وشائج القربى,....إنها صلات روحية تترابط متماسكة أصلها في السماء وفرعها في قلبي الرسول صلى الله عليه وسلم وابن عمه, ..... لذلك لا نستغرب أبدا عندما نلمس في على نفحات من نفحات النبي, .... فلننظر إلى كلمته الخالدة وهو يدافع عن الرسالة: " والله لو وضعتم الشمس عن يميني والقمر عن يساري لأترك هذا الأمر ما فعلته. " .......... وهذا هو على يدافع عن إيمانه بالله يقول: " فوالله لو أعطيت الأقاليم السبعة وما تحت أفلاكها أن أعصى الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت. " وبتابع المؤلف قائلا: " .... الفرية الخاصة بوجود نص الهي بتعيين الإمام على لخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن موجودة في زمنه ولا في زمن أئمة الشيعة من آل البيت ولم يقل أحد من الذين عاصروه, .......... واستمر الحال حتى عصر: ( الغيبة الكبرى ) وهو العصر الذى حصل فيه التغيير في عقائد الشيعة وقلبها رأسا على عقب. " وكما هو واضح هناك فرق كبير بين أن يعتقد الإمام على والذين كانوا معه أنه أولى بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يعتقد أن الخلافة حقه الإلهي, ..........والآن فالمتتبع إليه وهو يحدثنا عن هذا الأمر بكل وضوح وصرامة, ويؤكد شرعية انتخاب الخلفاء , وعدم وجود نص سماوي في أمر الخلافة فلنستمع له : " أنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه , فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد , وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار , فان أجمعوا على رجل رسموه إماما كان ذلك لله رضا , ..... فان خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ,.... فان أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين. فرية وجود نص الاهى لخلافة على : يقول المؤلف: " ... بعد كل ما أثبتناه فان وجود نص الاهى في موضوع الخلافة يصطدم بخمسة عقبات رئيسية هي: صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وموقفهم من الخلافة. أقوال الإمام على في الخلافة. بيعة الإمام على مع الخلفاء وإعطاء الشرعية لهم. أقوال الإمام على في الخلفاء الراشدين. أقوال أيمة الشيعة – (من آل البيت ) - في الخلفاء الراشدين. يقول الإمام : ...... يقول الإمام على في وصفه لعصر الصحابة المشرق, ولصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم:- "..... لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحدا يشبههم, لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا, وقد باتوا سجدا وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم, كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم... إذا ذكر الله هطلت أعينهم حتى تبتل جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصفة خوفا من العتاب ورجاء الثواب. " يقول أيضا: "...... دعوني والتمسوا غيري, فانا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان, وأعلموا أنى إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ لقول القائل وعتب العاتب, وان تركتموني فأنا كأحدكم, ولعلّى أسمعكم وأطيعكم لمن وليتموه أمركم,.... وأنا لكم وزيرا خير لكم من أمير. " يقول أيضا فى خطاب أهل الشورى قبل بيعة الخليفة عثمان: "..... ولقد علمتم أنى أحق الناس بها من غيري, ..... والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها من جور الاّ علىّ خاصة التماسا لأجر ذلك وفضله. " وفى ردّه لأصحابه وقد سئل: " كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به ؟؟ قال : "...... وقد استعلمت فأعلم أن الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسبا والأشد ون برسول الله صلى الله عليه وسلم نوطا, فإنها كانت إثره شحت عليها نفوس وسخت عنها نفوس قوم آخرين , والحكم لله والمعود إليه القيامة. " ويقول أيضا : "..... والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية اربة , ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها فلما أفضت الىّ نظرت إلى كتاب الله وما وضع لنا وأمرنا بالحكم به فاتبعته , وما استن النبي صلى الله عليه وآله فأقتد يته . " ويقول مؤكدا شرعية الخلفاء الذين سبقوه: "...... إنها بيعة واحدة يثنى فيها النظر ولا يستأذن فيها الخيار, ... الخارج منها طاعن والمروى فيها مداهن....." ويقول أيضا في هذا المقام : " ........ ولعمري لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما الى ذلك سبيل, ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها, .... ثم ليس للشاهد أن يرجع ولا للغايب أن يختار. " ويقول المؤلف معقبا : "...... هل بعد هذا يقال أن هناك: " نص سماوي لخلافة على ؟؟؟؟؟ " ..... وهل كان بامكان الإمام أن يقضّ النظر عن هذا النص ويبايع الخلفاء ويرضخ لأمر لم يكن من حقهم ؟؟؟؟؟؟ " ............ ويواصل قائلا: " .... إن الخلافة عندما تكون بنص الهي – ( لعلى وذريته ) - وبأمر من الله لا يستطيع أحد مهما كان مقامه أو منزلته في الإسلام أن يقف ضدها أو يخالفها, ..... فلم يكن باستطاعة على أو غير على من الصحابة أن يوقف نصا إلهيا صدر بالوحي. " يواصل الكاتب : "... فلنستمع الى الإمام على وهو يتحدث عن الخليفة عمر بن الخطاب: .... لله بلا عمر فقد قوّم الأمد وداوى العمد, خلف الفتنة وأقام السنة, ذهب نقى الثوب قليل العيب, أصاب خيرها وسبق شرها, أدى الى الله طاعته واتقاها بحقه, رحل وتركم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدى. " وهنا يتساءل الكاتب : " ...... ومع ذلك كله نجد أنفسنا أمام فئة كبيرة من علماء المذهب الشيعي قد اغفلوا هذا الأمر إغفالا وذهبوا الى تأويل بيعة الإمام لكل من أبو بكر وعمر: " بالتقية " ... أو الخوف أو أنه أرغم على أمر لا يعتقد به وخلاف إرادته, .......... وهكذا أظهروا الإمام كرّم الله وجهه, ........( أظهروه في صورة رجل مخادع, مداهن, مجامل مع الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه طيلة (25) عاما مظاهرا لهم كمستشار أمين وكصديق حميم مطنبا في مدحهم وقائلا خير الكلام بحقهم وهو غير معتقد لما يقول وغير مؤمن بما يفعل. ) .......... هذا يمثل القليل القليل مما كتبه رواة أحاديث الشيعة عن الإمام, .......... لست أدرى ما ذا يكون موقف هولاء يوم القيامة اذا احتكم الإمام ربه فيهم. ؟؟؟؟؟؟ ويواصل قائلا: " ...... أنى أعتقد جازما أن بين هولاء الأكثرية توجد فئة غير قليلة ساهمت في تغيير مسار الفكر الاسلامى الموجه الى طريق الشقاق والنفاق ولضرب الإسلام والمسلمين بما فيهم على وعمر, ......... وان الغرض كان هدم المذاهب, وان شئت فقل: " الطعن في الإسلام " ..... علما بأن هذه الفرية لم تظهر إلا في عصر الغيبة الكبرى ( أي بعد عام 329 هجرية ) وهو بداية عهد الانحراف في التفكير الشيعي. " التصحيح : بطالب الكاتب بالتصحيح مبتدأ بالنقاط الآتية :- موضوع الخلافة لا ينبقى أن يخرج من إطاره الحقيقي الذى نص عليه القرآن: (( وأمرهم شورى بينهم. )) أن ينظر شباب الشيعة الى الخلفاء الراشدين بنفس النظرة والطريقة التي أقرها الإمام على نزولا عند نص القرآن الكريم وإجماع المسلمين, وأن الخلفاء الراشدين من بناة الإسلام الأوائل وقد اجتهدوا في مدّة خلافتهم وأصابووأخطوا وخدموا الإسلام ما استطاع كل واحد منهم الى ذلك سبيلا, ....... الخليفة الأول حفظ الإسلام من خطر الردة بحزمه وصبره وصرامته, ..... وها هو الإمام على يقف أمام بابه يوم وفاته يخاطبه قائلا: " رحمك الله يا أبا بكر كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدهم يقينا وأعظمهم غناءا وأحفظهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنسبهم برسول الله خلقا وفضلا وهديا وسمتا, ..... فجزاك الله عن الإسلام وعن رسول الله وعن المسلمين خيرا, صدقت رسول الله حين كذبه الناس, وواسيته حين بخلوا وقمت معه حين قعدوا, وأسماك الله في كتابه صديقا: (( والذي جاء بالصدق وصدق به أوليك هم المتقون. )) " ... ....... يريد محمدا ويريدك كنت والله للإسلام حصنا وعلى الكافرين عذابا, لم تقلل حجتك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك, .... وكنت كالجبل الذى لا تحركه العواصف, كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله, متواضعا في نفسك عظيما عند الله, جليلا في الأرض كبيرا عند المؤمنين ولم يكن عندك مطمع ولا لأحد عندك هوادة , فالقوى عندك ضعيف حتى تأخذ الحق منه , والضعيف عندك قوى حتى تأخذ الحق له , ...... فلا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك. " الخليفة الثاني عمر : أعطى الإسلام قوة عظيمة بفتوحاته ومواقفه الخالدة في توسيع الرقعة الإسلامية شرقا وغربا . الخليفة الثالث عثمان: صاهر الرسول مرتين وهذه شهادة له من رسولنا العظيم, .... وكفاه فخرا أنه كان من أغنيا قريش يملك ألف ابل من حمر النعم باعها وصرف ثمنها في سبيل الله – ( ثمنت تلك الإبل بمليون سكة ذهبية في ميزان ذلك العصر. ) - لا يجوز تجريح الخلفاء وذمهم بالكلام البذيء الذى نجده في كتب الشيعة والذي يغاير كل الموازين الإسلامية والأخلاقية ويناقض حتى كلام الأيمة في مدحهم وتمجيدهم. الاعتقاد الجازم بأن كل الروايات الواردة في هذه الكتب عن نص: (الهي) للخلافة هى روايات وضعت بعد عصر الغيبة الكبرى حيث لا نجد ذلك حتى عصر الإمام حسن العسكري وهو الإمام الحادي عشر للشيعة الامامية أن تخرج الشيعة من الانطواء على نفسها, وتسلك طريق الإمام عليا اذا كانت حقا من شيعته وأنصاره, وأن تسمى أولادها بأسماء الخلفاء الراشدين وتسمى بناتها بأسماء أزواج النبي أمهات المؤمنين تيمما بالإمام على الذى سمي أولاده: أبا بكر وعمر وعثمان,.... وكذلك سلك أيمة الشيعة الطريق نفسه: سموا بعائشة وحفصة. أن تعلم الشيعة أن السبب الحقيقي والأساسي لتخلفها الفكري والاجتماعي هو السير وراء زعاماتها المذهبية وأطاعتها إطاعة عمياء, جعلتهم كالأغنام تساق الى حيثما تريد, وأن هذه الزعامات هى التي سببت للشيعة شقاء وعناء ومحنة سعتها سعة السماوات والأرض, .......... ولا شك أن التكوين الفكري المغلق لهذه الزعامات والامتيازات المالية الكبيرة التي حصلوا عليها من أموال الشيعة باسم: " الخمس في أرباح المكاسب. " – ( تلك البدعة التي ابتدعوها. ) – وكذلك القدرة المطلقة التي زعموها لأنفسهم في التحكم برقاب الشيعة كانت السد المنيع لرفع الغطاء عن العيون المحجبة والترفع عن الدنيا وحطامها وكأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول: ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا ولا فسادا والعاقبة للمتقين. ))
التقية:
* التقية : " التقية عند أهل الشيعة تعنى : " أن تقول شيئا وتضمر شيئا آخر . ".... أو تقوم بعمل عبادي أمام سائر الفرق الإسلامية الأخرى وأنت لا تعتقد به, ثم تؤديه بالصورة التي تعتقد به في بيتك. " * ظهورها : " لو أمعنا النظر قليلا في حياة أيمة الشيعة من آل البيت في حياتهم الخاصة والعامة نجد أنهم كانوا أبعد الناس عن : " التقية. " ..... وأكثر الناس مغتا لها وهذا يقودنا الى التأكيد بأنه لا يكون من المعقول أن لا يعمل أيمة الشيعة بها ثم يأمرون بها أتباعهم بالعمل بها كما رواه علماء الشيعة المتأخرون عنهم زورا وبهتانا في كتبهم, وصاحب هذا الظهور ظهور فرية: " النص الالهى للخلافة " ...... أي: ( أواسط القرن الرابع الهجري أي بعد إعلان غيبة الإمام الثاني عشر. ) * عند إضافة فرية النص الالهى ( للخلافة ) والدعوة له في إطار العمل السري واتخاذه وسيلة للإطاحة بالخلافة العباسية الحاكمة والإعلان بعدم شرعيتها جاءت: " التقية " وظهرت بمظهر الواجب الشرعي الذى يجب أن يتبعه كلّ من له فكرة دينية ويخشى أن يجهر بها أمام السلطة الحاكمة أو الأكثرية الإسلامية, ..... لذا كان لها دور كبير في إسناد الزعامات الشيعية التي ظهرت بعد الغيبة الكبرى, فبالتقية استمرت هذه الزعامات في نشاطها وفى مأمن من السلطة الحاكمة, وكانت الأموال تصل أيضا تحت غطاء: " التقية " * يواصل الكاتب : " ..... اننى لا أشك أبدا أن: " التقية " قاتلها الله لعبت دورا كبيرا في إبقاء الشيعة بعيدة عن الفرق الإسلامية الأخرى, .......... وما يحزن له قلبي أنها تجاوزت عامة الناس واستقرت في أعماق قلوب القادة من زعماء المذهب, ........ فعندما يرتضى القائد الديني لنفسه أن يسلك طريق الخداع مع الناس في القول والعمل باسم " التقية " فكيف ينتظر الصلاح من عامة الناس, ......... واننى في هذا الوقت الذى أكتب فيه وفى عهد وطأت أقدام الإنسان على سطح القمر وأصبحت الحرية الفكرية والكلامية مقدسة تدافع عن مكنونات الإنسان وعقائده خيرا كانت أو شرا, .......... في هذا الوقت يعيش المجتمع الشيعي بقيادة زعمائه مغلقا على نفسه بالتقية, ..... ولا يوجد زعيم واحد منهم في شرق الأرض وغربها يستطيع أن يعلن رأيه في البدع التي ألصقت بالمذهب الشيعي خوفا ورهبة من الجماهير الشيعية التي دربتها الزعامات تلك على العمل بها فأصبحت جزءا من كيانها. "
3- الإمام المهدي
* يقول المؤلف: "..... إن فكرة المهدي المنتظر الواردة بالأحاديث الصحيحة فكرة جيدة توحي بالخير المحض والتطلع الى عالم مليء بالخيرات والفضائل والحسنات, ............. ولكن علماء الشيعة الصقوا بالإمام المهدي جناحين أثقلا كاهل الشيعة في كل زمان ومكان وهما: (1) بدعة الخمس في أرباح المكاسب. (2) بدعة ولاية الفقيه. " * يقول المؤلف : "تعتقد: " الشيعة الامامية " أن الإمام الحسن العسكري - ( الإمام الحادي عشر للشيعة )- عندما توفى عام 260 للهجرة كان له ولدا يسمى محمدا له من العمر (5) سنوات : ( وهو الذى أطلق عليه المهدي المنتظر )...... ويقولون أنه تسلم منصب الإمامة بعد والده وبنص منه وبقى مختفيا عن الأنظار طيلة (65) عاما وكانت الشيعة تتصل به في هذه الفترة عن طريق نواب هم : عثمان بن سعيد العمرى وابنه محمد وحسين ,.... وآخر هم على بن محمد السميرى وهولا لغبوا بالنواب, والفترة تسمى بعصر: " الغيبة الصغرى " ......... وفى عام 329 للهجرة وقبيل وفاة " السميرى " بشهور قليلة وصلت رقعة إليه بتوقيع الإمام المهدي جاء فيها : " لقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الاّ بعد أن يأذن الله فمن ادعى رؤيتي فهو كذاب مفتر. " يقول الكاتب : : هذا العام هو بداية : " الغيبة الكبرى. " ............ هذه خلاصة عقيدة الشيعة الامامية في: " المهدي المنتظر. " ...... ولا تزال تحتفل كل عام في 15 شعبان بولادة: " المهدي " احتفالا كبيرا. بدعة الخمس في أرباح المكاسب: يقول الكاتب: "إن تفسير الغنيمة بالأرباح من الأمور التي لا نجدها الاّ عند علماء الشيعة, فالآية صريحة وواضحة بأن الخمس شرعت في غنائم الحرب وليس في أرباح المكاسب لقوله تعالى: (( وأعلموا أن ما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. ))... الأنفال (41)....... وأظهر دليل قاطع على أنها لم تشرع في أرباح المكاسب هو سيرة النبي عليه الصلاة والسلام, وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده, بما فيهم الأمام على وحتى سيرة أيمة الشيعة حيث لم يذكر أرباب السير الذين كتبوا سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ودونوا كل صغيرة وكبيرة عن سيرته وأوامره ونواهيه أنه كان يرسل جباته الى أسواق المدينة ليستخرج من أموالهم " خمس الأرباح " .......... ولم يثبت ذلك في عهد الخلفاء الراشدين حتى عهد الإمام على, ...... كما أن مؤرخي حياة أيمة الشيعة لم يذكروا قط أنهم كانوا يطالبون الناس " بالخمس " في أرباحهم أو أحدا قدم إليهم مالا بهذا الاسم. وبتابع الكاتب : " .......... إن هذه البدعة ظهرت في المجتمع الشيعي في أواخر القرن الخامس الهجري, فمنذ الغيبة الكبرى الى أواخر القرن الخامس لا تجد في الكتب الفقهية للشيعة بابا: " للخمس " أو إشارة الى شمول الخمس في الغنايم والأرباح معا, .... وهذا هو واحد من أكابر علماء الشيعة في آوايل القرن الخامس ويعتبر مؤسس الحوزة الدينية في النجف: ( الفقيه محمد بن الحسن الطوسي. ) لم يذكر في كتبه الفقهية المعروفة شيئا عن هذا الموضوع مع انه لم يترك صغيرة ولا كبيرة من المسائل الفقهية الاّ ذكرها في تآليفه الضخمة. يقول الكاتب : " بعد أن أسست هذه البدعة أضيفت لها أحكام مشددة لكي تحمل الشيعة على التمسك بها وعلى تنفيذها بصورة طوعية ومثال لهذه الأحكام : " قولهم الدخول الأبدي في نار جهنم لمن لم يؤدى حق الإمام وعدم إقامة الصلاة في دار الشخص الذى لم يستخرجها من ماله أو المنع من الجلوس على مائدته , .......... الخ.... كما أن هولا الفقهاء أفتوا بأن هذا الخمس من حق الإمام الغائب ولكن يدفع الى نائبه أو المرجع الديني, ........... وهكذا سرت هذه البدعة في المجتمع الشيعي تحصد أموالهم في كل زمان ومكان وظلوا يدفعونها كل الى مرجعه الديني وذلك بعد أن يجلس الشخص المسكين هكذا أمام مرجعه صاغرا ويقبل يده بكل خشوع وحضور ويكون فرحا مستبشرا بأن مرجعه تفضل عليه وقبل منه حق الإمام. يواصل الكاتب : " .... بالرغم أن كثيرا من علماء الشيعة يعلمون أن تلك الأموال تؤخذ زورا وبطلانا من الناس وغير شرعية الاّ أنهم يبررون ذلك بأنها تصرف على المدارس الدينية والحوزات العلمية والشئون المذهبية الأخرى, ..... هكذا نرى أنهم اصبغوا عليها الصبغة الدينية وجعلوها من الواجبات الشرعية والأوامر الإلهية في الوقت الذى كان باستطاعتهم أخذ هذه الأموال تحت مسمى: " التبرعات " أو أي مسمى آخر بعيدا عن صبغها بصبغة دينية زورا وبصورة مخالفة الشرع. يواصل الكاتب : " .......... أكتب هذه السطور وأعرف مجتهدا من مجتهدى الشيعة – (لازال على قيد الحياة ) - قد ادخر من مال: " الخمس " ما يجعله زميلا لقارون الغابر أو القوا رين المعاصرين, ... وهناك آخر في إيران أودع باسمه مبلغا يعادل عشرين مليون دولار أخذها من الناس باسم: " الخمس " وبعد موته كادت أن تذهب هذه الأموال الى ورثته لولا أللجو الى المحاكم وأخذت من اللّت والعجن والمحاكمات الكثير حتى تم استردادها,............ هذه صورة من الصور المحزنة من آثار هذه البدعة. بدعة ولاية الفقيه : يقول المؤلف : ".......... ولاية الفقيه هى الجناح أو البدعة الثانية التي أضيفت الى سلطة: " الدين " .......... يدّعون أنهم نواب: " الإمام المهدي " في عصر الغيبة الكبرى وهذه الفكرة بالمعنى الدقيق هى: " فكرة حلولية " دخلت الفكر الاسلامى من الفكر المسيحي القائل : " أن الله تجسد في المسيح والمسيح تجسد في الحبر الأعظم . " ملاحظة : يقول الكاتب : " في عصر محاكم التفتيش كان البابا يحكم باسم السلطة الإلهية المطلقة حيث كان يأمر بالإعدام والحرق والسجن , وكان حرّسه يدخلون البيوت الآمنة ليل نهار ليعبثوا بأهلها فسادا ونكرا , .......... وقد دخلت هذه البدعة الى الفكر الشيعي بعد الغيبة الكبرى وأخذت طابعا عقديا, وأخذ علماء الشيعة يسهبون في الإمامة ويقولون بأنها: " منصب الهي " أنيط به كخليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ............ وبما أن الإمام المزعوم: " غائب " فان هذه السلطة تنتقل منه الى نوابه ليقوم مقامه في كل شيء. * يواصل الكاتب : " .......... وبالرغم أن كثيرا من فقهاء الشيعة أنكروا ولاية الفقيه بالمعنى السائر حاليا وقالوا إن الولاية خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم, ثم الأيمة الاثنى عشر من بعده ولا تنتقل الى نواب الإمام وهى بالنسبة لهم لا تعنى أكثر من ولاية: " القاضي "........... الاّ أن قيام سلطة الشاه إسماعيل في إيران عام: ( 907 هجرية ) أعطى لهذه الفكرة حيز العمل: ( وهو العصر الذى يعبر عنه بعصر الصراع الثاني بين الشيعة والتشيع. ) * ملاحظة : يقول المؤلف : " من المعلوم أن الموطن الأصلي للرعاية المذهبية للشيعة كان مقرها : " العراق " يأتي بعدها في المركز الثاني لبنان : " جبل عامل ".......... أما إيران فلم تكن شيعية الاّ مدن قليلة منها: " قم " وغاشان ونيسابور ولكن تتويج الشاة إسماعيل الصفورى رسميا ملكا – ( كان في سن الثالثة عشر. )- أصبحت إيران تتبنى المذهب الشيعي, ومن ثم إدخال الإيرانيين في المذهب الشيعي بأمر السلطة الحاكمة حيث أعمل الشاة إسماعيل السيف في رقاب الذين لم يعلنوا تشيعهم. * يواصل الكاتب : " من طريف القول أن نذكر هنا أن سكان مدينة أصفهان كانوا من الخوارج فعندما وصلهم أمر الشاه بقبول التشيع أو قطع الرقاب طلبوا منه أن يمهلهم أربعين يوما ليكسروا فيها من سبّ الإمام على ثم يدخلون في المذهب الجديد فأمهلهم كما أرادوا , ............ وهكذا انضمت أصفهان الى المدن الشيعية الأخرى. * العصر الثالث للصراع: يواصل الكاتب: "... في إيران وهى مهد ولادة الفقيه في التاريخ المعاصر الذى عبرنا عنه بعصر الصراع الثالث بين الشيعة والتشيع استطاعت ولاية الفقيه أن تمثل الصدارة في الدستور الايرانى الجديد وتحتل أهم المواقع الأساسية منه كما استطاعت أن تسيطر على السلطة المطلقة في البلاد. * إهانة الدين : " ...... حقا: إن إسناد قانون كهذا الى الإسلام يعد إهانة الى ذلك الدين القيم الذى أرسله الله ليرفع من القيم الإنسانية, .... ومن المؤسف أننا اليوم نراها تجاوزت إيران وتسربت الى مناطق شيعية أخرى وبدأت تعصف بهم هناك كما عصفت بها في إيران, وأنى أخشى أن يعم البلاْء في كل مكان ويهزهم هزا لا استقرار بعده. "
"(4) الغلو. "
(( .. ولا تغلوا في دينكم غير الحق, ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. ))...... المائدة (77) يقول الكاتب : " لو تصفحنا موسوعة : " بحار الأنوار " التي وضعها المولى : " محمد باقر المجلسى " باللغة العربية وفى مجلدات تربو على العشرين والتي تعتبر من أكثر الموسوعات شهرة عند الشيعة نجد أنها تحتوى على ما تحتوى على جانب هدّام شديد الغلو وهو التركيز علة : " الطعن وتجريح الخلفاء الراشدين "... وبصورة مفزعة, .....الأمر الذى اتخذه تجار الطائفية البغيضة فرصة مواتية لإثارة العداء بين الشيعة والسنة ولا زالت الكتب التي تؤلف ضد الشيعة تركز تركيزا مباشرا على كتب المجلسى: (1037 – 1111هجرية ) الذى كان معاصرا للشاه سليمان والسلطان حسن من الملوك الصفو يين وعين برتبة: ( شيخ الإسلام ) وأنيطة به الشئؤن الدينية في إيران بأمر الشاهين الذين حكماء إيران في أزهى عصور الدولة الصفوية. " * ويواصل الكاتب: " .......... قبل أكثر من ثلاثين عاما أمر الإمام الطباطبائى البروجردى الزعيم الأعلى للطائفة الشيعية آنذاك أن يخضع كتاب: " موسوعة بحار الأنوار " المذكور للتهذيب والتنقيح قبل إعادة طبعها آنذاك وأن يجرده تماما من كل الروايات والقصص التي فيها تجريح للخلفاء الراشدين, ..... ولكن الناشر الذى كان من أكبر تجار الطائفة وبتعاون مع جهات مشبوهة بدأ الطباعة من تلك المجلدات التي لا تحتوى تلك الروايات والقصص المذكورة متجاهلا التسلسل الوارد في الموسوعة, ..... ومن ثم تأخر طبع المجلدات الضارة الى ما بعد وفاة الإمام البروجردى ومن ثم اكتملت عملية إعادة الطبع وعرضت في المكتبات الإسلامية كما هى دون تغيير لتكون وقودا جديدا لإثارة الضغناء والشحناء بين المسلمين. " * يواصل الكاتب : " .......... ولقد أنبئت أخيرا أن الموسوعة طبعت مرة أخرى في لبنان بمساعدة جهة لها اتصال عميق بالدوائر الاستعمارية المعادية التي كانت سياستها الدائمة: ( فرق تسد ) . " * تصحيح: يقول الكاتب: " ........ يتزع كثير من فقهاء الشيعة في رفضهم قبول غربلة الكتب المشار إليها بالقول أن كتب السنة أيضا مليئة بما يحرج الشيعة وترميهم بالزندقة والكفر والخروج من الإسلام. ,.......... يواصل: " لقد صارحناهم وقلنا لهم إن كتبكم طعنت وأجرحت الخلفاء الراشدين الذين لهم مكانة كبرى في قلوب المسلمين وأزواج النبي وصحابته, والسنة لا تقول مثل هذا الكلام في أيمة الشيعة: ( من آل البيت. ) بل تكرمهم وتذكر فضائلهم, .......... ولكنهم يدافعون عن أعز وأكرم فئة ترى فيها امتدادا لرسول صلى الله عليه وسلم وهى ترى كتب الشيعة توجه سهاما لهم بما لا يليق بمكانتها فبدلا أن يوجهوا سهامهم نحو صدور أولئك الذين دونوا مثل تلك الأقوال في كتبهم, .......... ومن هنا نستطيع القول أن وطأة الكتب الشيعية وما فيها من كلام جارح على الخلفاء هى أقسى وأشد كثيرا على السنة مما تقوله السنة في الشيعة نفسها, ......... وبما أننا نريد بعون الله أن ننهى هذا الخلاف الى الأبد ونقدم حلولا تصحيحية تضمن إنهائها عاجلا أو آجلا, فكان لا بد من سلوك طريق الصراحة, ونحن في موقف أمام الله والتأريخ والمسلمين جميعا, ......... فان أيمة الشيعة – ( ايمة آل البيت كالحسن والحسين وزين العابدين وغيرهم. ) – هم أيمة أهل السنة أيضا ومن يخرج منهم يعتبر مجروحا في موازينه أيضا, .......... هذا معلوم ولكن لا ينفى أن قلة قليلة منهم ونادرة شذت عن ذلك وهذه القلة النادرة هى التي يستغل كتبها المتاجرون بالطائفية الذين لا يريدون للوحدة الإسلامية أن تتم وتؤخذ هذه الكتب مع ندرتها وعدم تداولها رأس رمح وذريعة لمنع القيام بالحركة التصحيحية. " (5) زيارة مراقد الأئمة
* يقول الكاتب : " ......... عندما نعود للأسباب الكامنة التي كانت وراء تلك الاجتماعات التي كانت تحصل عند قبر الإمام الحسين باسم زيارته نعلم أنها كانت لقاءات بين الشيعة تفد من أقاصي البلاد لكسب الثواب ولنشر المذهب الشيعي والتنديد بالخلافة التي تجسدت في الأمويين في بادىء الأمر ثم في العباسيين بعدهم, وأنها في نفس الوقت كانت تظاهرات شيعية لتوحيد الصفوف ونشر أهداف المذهب, لذا نجد في كتب الروايات التي بين أيدينا روايات غريبة منسوبة لأيمة الشيعة: - ( من آل البيت ) – تحث الناس على هذه الزيارة بهذه الطريقة الغريبة جاء فيها : * " كل خطوة يخطوها الزائر في سبيل زيارة الحسين له قصر في الجنة . " ............ كما أنهم جعلوا لكربلاء مقاما أعلى من مقام الكعبة, ..... قال أحد شعرائهم: وفى حديث كربلاء والكعبة * لكربلاء بان علو الرتبة. هناك روايات أخرى تقول : " إن من بكى على الحسين أو تباكى غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. " يقول الكاتب : " ...... وكما هو معلوم إن مثل هذه الروايات والتي نسبت الى: ألأيمة " أعطت حيوية خارقة في حث الناس في السعي للوصول الى كربلاء مع صعوبة الإسفار ومشا قها وخطورتها في ذلك الحين, ....... وكانت كربلاء تشهد مظاهرات عظيمة طيلة شهور محرم وصفر ولاسيما العاشر من صفر, كان ذلك في العصر الأموي والعصر العباسي, ........... كان المجتمعون يحتشدون بصمت أمام القبر ويوحدون صفوفهم في قراءة الزيارات التي كانت بمثابة عملية تثقيفية, وراءها حكماء وعلماء أحكموا فيها وضع الخطة التي تجمع الشيعة على خط واحد لا ينفصم عراه, ............ حقا كان المخططون عباقرة, ...... استطاعوا تفهم النفسية الشيعية فى عهد الأمويين والعباسيين تفهما مطلقا فجاءت تلك الزيارات وتداولها تداولا عاما في المواسم الخاصة بمثابة استمرار منظم في مقاومة الخلافة, .......... وهكذا أصبح التثقيف المذهبي عن طريق تلك الزيارات عاما وشايعا وشاملا رغما عن إرادة السلطة الحاكمة, ولقد حدث كل ذلك في عهد لم تعرف فيه الصحافة ولا المدارس العامة ولا الإعلام الشامل ولا وسائل الطباعة ولا التنظيمات الحزبية, ..... ولذلك لا نجد غرابة عندما نعلم أن المتوكل العباسي منع الناس من هذه الزيارة وأمر بحرق القبر حتى تخفى معالمه عن الناس. " يواصل الكاتب قائلا : " ..... والآن نحن نودع ثلاثة عشر قرن مضت ولازال الأمر سائرا كما كان في الماضي, ........... ويمكن التساؤل ما هى الفائدة التي يجنيها الأيمة أنفسهم من قراءة هذه الخطب الرنانة أمام قبورهم, ..... ألم يكن من الأفضل حقا أن نأخذ بسنن النبي صلى الله عليه وسلم ونتلوا آيات من الذكر الحكيم أمام قبور أيمتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟ ..... فان فيها الثواب والرحمة, وفيها النور والهدى ليس للزائر فحسب, بل حتى للمزور, ..... وان كان نبيا أو إماما. "
(6) ضرب القامات في يوم عاشوراء
* يقول الكاتب : " لم تشوه ثورة مقدسة في التأريخ كما شوهت الشيعة ثورة سيدنا الحسين بذريعة حبه . "" * يواصل الكاتب : " .......... ولا ندرى على وجه الدقة متى ظهر ضرب السلاسل على الأكتاف في يوم عاشوراء وانتشر في أجزاء من المناطق الشيعية مثل إيران والعراق وغير هما, .......... ولكن الذى لا نشك فيه أن ضرب السيوف على الرؤوس وشج الرأس حدادا على الحسين في يوم العاشر من محرم تسرب الى إيران والعراق من الهند وفى إبان الاحتلال الانجليزى لتلك البلاد وكان الإنجليز هم الذين استغلوا جهل الشيعة وسذاجتهم وحبهم الجارف للإمام الحسين فعلموهم ضرب القامات على الرؤوس,.......... ومن المعروف أنه حتى عهد قريب كانت السفارة البريطانية في طهران وبغداد تمول المواكب " الحسينية " التي كانت تظهر بذلك المظهر البشع في الشوارع والأزقة, ..... وكان الغرض وراء تنمية هذه العملية البشعة واستغلالها البشع هو إعطاء مبرر معقول للشعب البريطاني وللصحف الحرة التي كانت تعارض بريطانيا فى استعمارها للهند ولبلاد إسلامية أخرى وإظهار شعوب تلك البلاد بمظهر المتوحشين الذين يحتاجون الى قيّم ينقذهم من مهانة الجهل والتوحش, .......... فكانت صور المواكب التي تسير في الشوارع وفيها آلاف من الناس يضربون بالسلاسل على ظهورهم ويدمونها, ..... وبالقامات والسيوف على رؤوسهم ويشجونها,......... كانت تنشر في الصحف هناك ( إنجليزية/ أوروبية )وكان الساسة الاستعماريون يتذرعون بالواجب الانسانى في استعمار بلاد تلك هى ثقافة شعوبها لحمل تلك الشعوب على جادة المدنية والتقدم. * الشاهد على ذلك : يواصل الكاتب : " ...... وقد قيل أن ياسين الهاشمي رئيس وزراء العراق إبان الاحتلال الانجليزى عندما زار لندن للتفاوض لإنهاء عهد الانتداب قيل له: " نحن في العراق لمساعدة الشعب العراقي كي ينهض ويشر بالسعادة وينعم بالخروج من الهمجية. " !!!!!!!! وعندها ثار رئيس الوزراء فخرج غاضبا من غرفة المفاوضات, غير أنهم اعتذروا له بلباقة ثم طلبوا منه بكل احترام أن يشاهد فيلما وثائقيا عن العراق, ....... وإذا به أمام فيلم عن هذه المواكب في شوارع النجف وكربلاء والكاظمية تصور مشاهد مروعة ومعززة عن ضرب القامات والسلاسل, ....... تقول له: هل لشعب مثقف له حظ قليل من المدنية يعمل بنفسه هكذا. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ * أعمال التصحيح : تكلم المؤلف عن أعمال التصحيح التي نهض كبير علماء الشيعة في سوريا السيد / محسن الأمين عام 1352 للهجرة عندما أبدأ جرأة منقطعة النظير في الإفصاح عن رأيه وطلب من الشيعة أن يكفوا عن هذه العادة السيئة , ,.......... وعندما وجد مقاومة عنيفة ومعارضة قوية من داخل صفوف العلماء ورجال الذين الذين ناهضوه ومن ورائهم: " الهمج الرعاع " وكادت أن تفشل محاولته,....... تبنى الإمام: " أبو الحسن " وبصفته الزعيم الأعلى للطائفة الشيعية: - ( جدّ المؤلف ) – تبنى موقف العلامة الأمين, معلنا تأييده المطلق له ولفتواه,.......... ولقد أعطى هذا الموقف بعدا كبيرا للحركة الإصلاحية, وأخذت الجماهير تطيع هذه الفتوى, ... وبدأة هذه الأعمال تقل رويدا رويدا وتختفي من على الساحة الشيعية الاّ أنها لم تندثر تماما حيث بقيت لها مظاهر ضعيفة وهزيلة حتى موت جدنا في عام 1365 من الهجرة, ....... أخذت بعض الزعامات الجديدة تستحث الناس من جديد, ..... ثم قامت الجمهورية الإسلامية في إيران. !!!!!!!!!! * الجمهورية الإسلامية: يقول الكاتب: "........ بعد إعلان الجمهورية في إيران: " الخميني " , ............ أخذت الجمهورية الفتية تساعد الفئات الشعبية في كل الأرض وتحثهم ماليا ومعنويا لإحياء هذه البدعة من جديد,......... وذلك لتظهر وجهة الإسلام والمسلمين بالمظهر الكالح, ............ والآن وأنا أكتب هذه السطور نشاهد المدن الإيرانية والباكستانية والهندية واللبنانية – ومع الأسف الشديد – تشاهدها في يوم العاشر من محرم من كل عام تسيّر مواكبها بالصورة التي رسمناها, ..... وقبل أن تنتهي ساعات ذلك اليوم فان صورا من تلك الهمجية الإنسانية والجنون المفزع تعرض على شاشات التلفزة في شرق الأرض وغربها لتعطى قوة لأعداء الإسلام والمتربصين به وبالمسلمين معا. " * التصحيح: يقول المؤلف: :........ اننى أناشد الطبقة المثقفة من الشيعة الامامية أن تبذل قصارى جهدها لمنع الجهلة من القيام بمثل هذه الأعمال التي مسخت وشوهت ثورة الإمام الحسين رضي الله عنه, ........ وأهيب بالوعاظ والمبلغين أن يقوموا بدور أكثر وضوحا وروية, .......... إن الشهيد كما تعلمون أراد أن يعطى الناس درسا بليغا في الائيثار عن النفس والحزم والعزم والشجاعة في مقارعة الظلم والاستبداد. لذا فان الاحتفال ينبقى أن يتناسب مع هذا المقام العالي بعيدا عن الغوغاء والجهلة, ... . يجب أن نبنى أنفسنا في هذه الذكرى لا أن نهدمها,.... ويجب أن نعطى الحسين حقه في ساحة النضال لا أن نشوهه ونسيء إليه, ........ هذا إن كنّا حقا من أنصاره ومحبيه. " (7) الشهادة الثالثة: يقول المؤلف: " الشهادة الثالثة هى البدعة المتعلقة بإضافة كلمة: " أشهد أن عليا ولىّ الله " في الآذان, ......... ومعلوم أن صيغة الآذان أقرّها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصارت سنة توقيتية ولا يجوز الحذف منها ولا الإضافة إليها, ومع أن المجمع عليه عند علماء الشيعة. ومع العلم أن علماء الشيعة يقرون أنها بدعة ويقرون أنها لم تكن موجودة لا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين ولا عهد أيمة الشيعة من آل البيت, .... وبالرغم أن أكابر علمائهم أمثال السيد المرتضى – (من علماء القرن الخامس الهجري ) - أفتى بأن من قال في آذان الصلوات: " أشهد أن عليا ولى الله " فقد أتى بعمل محرم, ......... ومع ذلك كلّه نجد أن هناك موقف معارض ليس إيقاف هذه البدعة فحسب, ... بل يرمون كبار العلماء الذين تصدوا لها, .... يرمونهم بالخروج من التشيع والبراءة من على وأولاده, ...... الأمر الذى ينم عن عصبية عمياء تسود قلب بعض العلماء والجها ل معا حيث يكون بعضهم لبعض ظهيرا. " يواصل الكاتب : "....... يبدو لي أن هذه البدعة لم تظهر بصورة رسمية على مسرح الأحداث المذهبية الاّ بعد قيام دولة الشاه إسماعيل سالف الذكر, .......... ومنذ ذلك الحين ومساجد الشيعة في العالم أجمع تسير على هذه الطريقة التي نمّاها ووسعها الشاه , ............ والآن وقد أصبحت جزءا من كيان الشيعة وهى متعلقة بها تعلق الطفل بثدي أمه, ... كما أنها الآن تجاوزت عمل الفرد وأخذت طابعا عاطفيا واجتماعيا ومذهبيا, ....... ولاسيما أن هناك بالمنطقة دولة مذهبية: - ( دولة الخميني. ) - تنمى العواطف المذهبية وتستغلها في صراعها السياسي مع دول الجوار التي معظم سكانها من أهل السنة, ..... ومن ثم تلاقى عملية التصحيح داخل هذه الدولة صعوبة بالغة شأنها شأن سائر الخطوات الإصلاحية الأخرى التي نادينا بها. " يتابع الكاتب : " ..... فوالله لو كان الإمام على كرم الله وجهه على قيد الحياة ويسمع اسمه يذكر على المآذن في آذان الصلاة لأجرى الحد على المسبب والمباشر معا, ....... فما بالنا نحن نؤدي عملا في سبيل على وهو لا يرتضيه. " (8) الزواج المؤقت :
* يقول الكاتب : " ....... كيف تستطيع امة تحترم شرف الأمهات اللواتي جعل الله الجنة تحت أقدامهن وهى تبيح المتعة أو تعمل بها. " * يواصل الكاتب : " .......إن الزواج الموقت أو زواج: " المتعة " حسب العرف الشيعي وحسبما يجوزه فقهائنا هو ليس أكثر من إباحة الجنس بشرط واحد فقط وهو الاّ تكون المرأة في عصمت رجل وحينئذ يجوز نكاحها بعد أداء صيغة الزواج التي يستطيع الرجل أن يؤديها في كلمتين ولا تحتاج لشهود أو إنفاق عليها وللمدة التي يشاءها مع الاحتفاظ بسلطة مطلقة لنفسه وهو الجمع بين ألف زوجة بالمتعة تحت سقف واحد. " * عل المؤلف مقارنة بين الزواج حسب الشريعة والزواج الموقت عند الشيعة : (1) يتم الزواج بتلفظ صيغ العقد أمام شاهدين. (1) يتم تلفظه بدون شاهد. (2) تجب النفقة على الزوج مع السكن والملبس.(2) الرجل في حل من نفقة الزوجة (3) لا يجوز الجمع لأكثر من أربع زوجات (3) يجوز له الجمع بلا حدود (4) الزوجة ترث زوجها شرعا. (4) الزوجة لا ترث الزوج. (5) موافقة الأب شرط في زواج البكر. (5) موافقته ليست شرطا. (6) الزواج دايم ديمومة الحياة الاّ بطلاق. (6) الزواج قد يكون لربع ساعة فقط. (7) عدّة الطلاق 3 شهور و10أيام. (7) عدّة الفسخ هو عدّة الجارية. (8) الطلاق لا يقع في حالة القروء (8) الطلاق يقع في كل الأحوال.
(9) السجود على التربة الحسينية :
* يقول الكاتب : "........ وحتى كتابة هذه السطور هناك ملايين من الشيعة في شرق الأرض وغربها تلتزم السجود عل تربة: " كربلاء " ومساجدها مليئة بها, ....... وصنعت هذه التربة في أشكال مختلفة: " مطولة ومريعة أو دائرية الشكل " يحملونها معهم في السفر والحضر, وقد تعودت الشيع أن تخفيها عندما يصلى في مسجد غير مساجد الشيعة, ومن المؤسف أن علماء الشيعة نسبوا هذه البدعة أيضا الى: " الأيمة " من آل البيت وهم براء منها, ..... فالأيمة لم يستحدثوا قوانين من عندهم وأحكام لم تكن لها أثر في كتاب الله وسنة رسوله, ولم يدّعو شيئا كهذا, بل كل ما امتازوا به: ط أنهم أعرف الناس بكتاب الله وسنة جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتلقوا العلم من بيت الرسالة ومهبط الوحي وأخذوا أحكام الشريعة كابرا عن كابر. (10) الإرهاب: * يقول الكاتب: " .......... الشيعة هى الطائفة الإسلامية الوحيدة التي سلمت نفسها الى زعاماتها المذهبية بلا قيد ولا شرط: تركلها بأقدامها في ساحات الوغى مرّة , وساحات الغيلة والإرهاب مرّة أخرى , وذلك مما يلحق بسمعة الإسلام ضررا بالغا , ولعدم تمييز المجتمع الانسانى بينهم وبين سواهم من المسلمين , ....... فان الإرهاب الذى يمارس يحسب على الإسلام ويعم المسلمين جميعا. " * يواصل : " ......... إن الإرهاب والغيلة في المذهب الشيعي يكمن وراءه فقهاء ومجتهدون, فقد اغتال: " ميرزا رضا الكرمانى " " الشاه ناصر الدين في عام 1311 من الهجرة بأمر من أستاذه السيد جمال الدين الأفقانى, ............ ومنذ ذلك التأريخ فقد شهدت إيران بصفة خاصة اغتيالات مذهبية وإرهابا متقطعا, .... وكان ورائه مجتهدون وفقهاء, ............ والآن نجد أن نجد أن جمهورية الخميني تفتخر علنا بالإرهابيين وتتخذ صورهم رمزا لنظامها ومن ثم أصبح الإرهاب هو شعارها المعلن, ..........وهذا يذكرنا: " بقلعة الموت " التي اتخذها حسن الصباح في القرن السادس الهجري مقرا لنشر المذهب الاسماعيلى بالقوة, ..... فقد كانت تجوب البلاد الإسلامية لاغتيال أعدائها, ... كل هذا وهم: ( أي كافة الشيعة ) يعلمون أن أيمة الشيعة: ( من آل البيت ) كانوا أبعد الناس عن الإرهاب وأكثرهم مقتا له , ..... وهذا هو الإمام الحسين يخاطب الفئة التي هجمت على خيام حرمه وأهل بيته يوم عاشوراء حيث قال: " يا شيعت أبى سفيان إن لم يكن لكم دين ولن تخافوا الميعاد, فكونوا أحرارا في دنياكم, ...... إن النسوة ليس عليهن جناح. " ......... ومثل آخر نجد أن مسلم ابن عقيل سفير الإمام الحسين الى أهل الكوفة يأبى عن قتل غريمه : " عبيد الدين بن زياد " عندما هيأ له هاني بن عروة الفرصة , وذلك بمقولته الشهيرة : " نحن أهل بيت لا نغدر. " : .......( فهذا عمل لا تقره الكرامة ولا الرجولة حتى ولو أدى ذلك الى مصرعه وخيبة أمل مهمته . ) * ويختم الكاتب هذا الجزء بقوله : " ..... إن الأعمال الإرهابية وراءها مخططون يعرفون النفسية القلقة التي يتصف بها المتطوعون لهذا العمل الارهابى, فهم يستغلون تلك النفوس ويمنونهم بحور عين وكأس من معين, مضافا إليها دروسا في الشجاعة والبطولات والتخليد في التأريخ وأخذ الثأر, ......... وهكذا يرسلون ضحاياهم الى حيث العمل الارهابى وهم يجلسون بعيدا عن حلبة الصراع ليقطفوا ثمار النتائج التي يرومون إليها, ...... فهم يقضون أوقاتهم في القلاع الحصينة الآمنة, وأتباعهم في ساحات الانتحار ينفذون إنزال الدمار بالأبرياء والممتلكات باسم الله ورسوله والإمام على. " (11) صلاة الجمعة : * يقول الكاتب: " ......... أعتقد جازما إن فقهاءنا اجتهدوا أمام النص الصريح بسبب واحد ألا وهو: ( إيجاد الفرقة في الصف الاسلامى الكبير وحمل الشيعة على عدم التلاحم مع الفرق الإسلامية الأخرى في صلاة يوم الجمعة. ) ........... فقط أسقطوا الجمعة وجعلوها خيارا بين صلاة الظهر أو صلاة الجمعة, وأضافوا شرط وجوبها مع حضور الإمام الغايب وإسقاطها في عصر الغيبة, ...... وبعضهم حرّمها تماما فى عصر الغيبة. " (12) تحريف القرآن :
يقول الكاتب : " ..... تعتقد الشيعة أن لدى الإمام على كرم الله وجهه مصحف " خاص به " ولا يوجد عند غيره وهو مخالف للمصحف المتداول بين المسلمين, ............ ذكروا ذلك في كتبهم, .... يريدون بذلك إضفاء هالة من الغلو على شخصية الإمام على حسب زعم الذين كانوا وراء هذه الأساطير, ............ ولكنّهم في الحقيقة لا يدرون أنهم أساؤا الى الإمام حيث أظهروه بمظهر من يخفى أحكاما إلهية فيها: ( حدوده وحلاله وحرامه وكل ما تحتاج اليه الأمة الى يوم القيامة ويدعون ( زورا وبهتانا) أنه لم يدلى بها الاّ لأولاده ( أيمة الشيعة ) وهم بدورهم أخفوها عن المسلمين, ... وحتى عن شيعتهم الى أن اختفت كل تلك العلوم باختفاء الإمام الثاني عشر. ) ............... هكذا نرى أن الحب الجارف عندما يجاوز حدّه ينتهي الى الإساءة المعلنة: (( الذين ضلّ سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم سيحسنون صنعا . )) الكهف 104 (13) الجمع بين الصلاتين:
* يقول الكاتب : " ..... هذه البدعة انفرد بها الشيعة الامامية: يجمعون صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء في الحضر, والهدف من ذلك واضح هو: العمل على عزل الشيعة عن مظاهر الوحدة مع الأكثرية الساحقة من أهل السنة, ............والاّ لما خالفوا نصوصا صريحة من الكتاب والسنة. (14) الرجعة :
* يقول المؤلف: " .... الرجعة تعنى في المذهب الشيعي أن ( الأيمة ) بدءا من الإمام على وانتهاء بالحسن العسكري ( الإمام الحادي عشر عند الامامية ) أنهم سيرجعون الى هذه الدنيا ليحكموا المجتمع بعد ظهور الإمام الغايب: ( المهدي المنتظر حسب زعمهم ) الذى سيمهد الطريق الى رجعتهم وتسليمهم الحكم حسب التسلسل الموجود في إمامتهم حتى ينتهي ذلك الى الحسن العسكري, ......... وبعده تأتى القيامة. " * يواصل: " ..... ... إن هذه الافتراءات التي زعموها ونسبوها زورا الى: ( الايمة من آل البيت ) كعادتهم الهدف من وراءها هو : " توطيد دعامة الفرقة بين الشيعة والفرق الإسلامية الأخرى. " .......... تفرقة لا لقاء بعده, ....... ولو أنهم كانوا مخلصين كما يزعمون لأيمتهم لما صوروهم بهذا المظهر الراغب في الحكم حتى أن الله سيعيدهم الى هذه الدنيا الفانية مرة أخرى لا ليحكموا فحسب بل لينتقموا أيضا من أعدائهم - } يعنون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين زعموا أنهم منعوهم من حقّهم في الحكم وأوردوا أسماءهم بالتفصيل في كتبهم الموضوعة.{ ............ وكيف يكون ذلك وهم ( الايمة ) رضوان الله عليهم : (( لهم جنّة عرضها السموات والأرض أعدّت للمتقين . )) .......... يقول الإمام على كرم الله وجهه : " والله إن دنياكم هذه لأهون عندي من ورقة في فمّ جرادة تقضمها . " (15) البداء :
* يقول الكاتب : "....... إن الكثيرين من الشيعة لا يعرفون معنى البداء عندما يقفون جماعات أو أفراد أمام مرقد الإمامين على التق والحسن العسكري ويرددون: " يا من بدا لله في شأنكما. " ولا يعرفون الأسباب التي كانت وراء وضع هذه الجملة, والأسباب هى: كما هو معروف الإمامة عند الشيعة هى منصب الهى ينتقل من الأب الى الابن الأكبر ولا سلطة للأب أو غيره في تعيين من يخلفه عداه, .... فهي تنتقل الى الأكبر حسب الناموس الالهى – (بزعمهم ) – أي لأنه معين بإرادة الله , ........ ولكن حدث أن إسماعيل الابن الأكبر للإمام جعفر الصادق الإمام السادس قد توفى في عهد أبيه فانتقلت الإمامة الى أخيه موسى وأصبح بذلك موسى هو الإمام السابع عند الشيعة الامامية , ........... وبما أن الشيع تبنت فكرة: " الإمامة الإلهية " بالصورة المذكورة, ... فلكي تخرج من المأزق قالت بفكرة: " البداء " لكي تلقى مسئؤلية انتقال الإمامة من إسماعيل الى موسى على الله وليس على الأب – ( الإمام الصادق ) – ولتفنيد العقيدة أو المذهب الاسماعيلى الذى خالف هذه الفكرة وجعل الإمامة مستمرة بالصورة التي أرادها الله – ( حسب زعمهم ) – منذ الأزل في نسل إسماعيل من ابنه الأكبر. " يواصل : * " ....... من الواضح أن فكرة البداء لم تظهر الاّ في إبان ظهور الفرقة الإسماعيلية التي أخذت تناهض وتخرق وحدتها فلم يكن لهذه الفكرة وجود حتى أوائل القرن الثالث الهجري. * والدليل على ذلك إن أول من خوطب بشموله البداء هو الإمام العاشر ومن بعده الحادي عشر بينما الفروض والأولى – (حسب تصورهم ) – أن يخاطب الإمام موسى بن جعفر بشموله للبداء حيث كان هو موضوعه, ..... فلا هو خوطب ولا ابنه على الرضاء ولا حفيده محمد الجواد, الأمر الذى يؤكد أن تبنى هذه الفكرة لجأ إليه بعد ظهور المذهب الاسماعيلى. * هناك ملاحظة هامة وهى أن الوصية والصادرة من الإمام الصادق في تخليف ابنه الأصغر – ( الإمام موسى الصادق ) – ليتولى شئؤن الفتيا والفقه بعده فيها هدم كامل لموضوع الإمامة وما يتعلق بفكرة: ( النص الالهى ) سواء في على كرم الله وجهه أو في كونها تكوينية لا تخضع لمتغيرات الزمان والمكان. * يختم الكاتب هذا الفصل قائلا: " .......... وهنا نصل الى نتيجة بالغة الخطورة وهى أن الذين كانوا وراء الصراع بين الشيعة والتشيع لم يتورعوا في سبيل نيا تهم وأهدافهم حتى من التطاول على : ( القدرة الإلهية وصفاته ) كي يحققوا أهدافا تتناقض مع أساس العقيدة والعقل والمنطق ,............... وأملى بالله كبير وأدعوه مخلصا أن ينجلي هذا الليل المظلم وتشرق شمس الحقيقة على القلوب الصافية المستعدة لتقبل الحق فتسعى جاهزة لإرساء أهداف التصحيح كل حسب قدرته وجهده , وبذلك تعود الشيعة الى عهد الرسالة الأولى وتنعم بخلق جديد . " 16- (التصحيح بين القبول والرفض) : * يقول المؤلف: " ............ تصحيح الأفكار الدخيلة والآراء المهلكة وغير السليمة يفرضها القرآن الكريم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم والعقل والفطرة السليمة, ولا شك أن الموعظة البالغة التي تستمد من هذه الينابيع تستقطب القلوب الصافية والنفوس المستعدّة وترشد أهلها الى الحق أفواجا. " * الرفض: " ..... لا شك أن فئات من رجال الدين والمتاجرين بالطائفية سيقاومون الفكرة التصحيحية بكل ما لديهم من قوة وجهد, ............ وهنا أوجه نصيحتي للطبقة الواعية وأقول لهم إن كلمة الحق تدعم نفسها ولا تحتاج الى العنف والقسوة في الدعوة إليها ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة: (( ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك . )) , (( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة . )) صدق الله العظيم. ويجب أن نعلم أن تغيير هذا المنحنى الفكري لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها, بل يحتاج الى زمان ومثابرة وصبر وتثقيف حتى يدخل القلوب . إذن فان المسئولية خطيرة, .... كما علينا الاّ نقفل أبدا تلك القوى الاستعمارية التي لا تزال تتربص بالمسلمين ولا تريد وحدتهم وتسعى للتفرقة بينهم, ....... وهناك فئات ساذجة عبّر الإمام عنها: " همج رعاع يميلون مع كل ريح , أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور الله . " ........ انتهى.
إعداد القارىء / عوض سيدا حمد عوض بريد الكتروني: awadsidahmed@yahoo.Com ( الأربعاء 16شعبان 1428 الموافق 29/8/2007 )
.......... نواصل :
الى الرسالة (5) محور (2) :
ملاحظة : ( هده الرسالة موجهة لأصحاب الفضيلة العلماء والمرجعيات الدينية الأولى لدولة الانقاد بصفة خاصة , وغيرهم من المرجعيات الدينية والدعاة بصفة عامة, ....... وقد سبق وسلمت نسخ منها لكل من : (1) " مجمع الفقه الاسلامى ." (2) " هيئة علماء السودان ." ) ........... والى الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
" التعميم "
الى فضيلة مولانا الشيخ / تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد ,
الموضوع : هل النظام القائم فى السودان تحت حكم : " الانقاذ " يمثل الوحى الالهى المنزل على النبى محمد صلى الله عبيه وسلم كرسالة خالدة وخاتمة ومكملة ومصححة , لكل الرسالات السابقة لها من لدن أبونا آدم والى عيسى عليهم السلام بهدف اسعاد البشرية جمعاء,............ أم ماذا. ؟؟؟؟؟
أرجو أن أوضح الآتى : أولا : سبق سلمت لكم / حولت لكم عن طيق البريد الالكترونى , تعميم مرفق طيه الرسائل الآتية : (1) رسالة معنونة لكل من فضيلة الشيخ البروف. / أحمد على الامام رئيس مجمع الفقه الاسلامى , والشيخ البروف./ محمد عثمان محمد صالح الأمين العام لهيئة علماء السودان تحت عنوان : " الماسونية العالمية " . (2) رسالة معنونة لفضيلة الشيخ البوف. / أحمد على الامام رئيس مجمع الفقه الاسلامى , تحت عنوان : " البعد الدينى لقضية دارفور " . (3) خطاب مفتوح ومعنون للسيد رئيس الجمهورية والراعى الأول للامة السودانية . ثانيا : كثر الحديث عن الموضوع أعلاه , وتناولته الأقلام والأحاديث المسموعة والمرئية , داخليا وخارجيا ,.... كقضية عامة وهامة وشائكة , ... وذلك من أناس كانوا مع الانقاذ ثم تركوها , وغيرهم من المتابعين أصحاب الرأى , من كتاب , وسياسيين , ومفكرين , وغيرهم , ....... ولايزال النقاش والجدل مستمرا , .... ولم يصل بعد الى قرار حاسم . وبما أنى مواطن مسلم وأحد المتابعين لهذا الجدل المستمر , ..... فانّى أرى الآتى : أولا : انّ أى قرار أو حكم يصدر فى هذه القضية بعيدا عن أهل الاختصاص : ( المرجعيات الدينية ) لا ينبقى أن يعتدّ به ,...... فهى الجهة الوحيدة المناط بها والمعتمدة لاصدار قرار قاطع وحاسم فى هذه القضية . ثانيا : ان دورنا كقراء ومتابعين , يتمثل فى المقام الأول , على متابعة هذه القضية من واقع الحال , بكل الصدق والأمانة , بحثا عن الحق , وبلوغا الى الحقيقة , ..... فى موضوعية واعتدال تامين , كاملين ,.........ثم : ثالثا : رفع الأمر بكلياته الى أصحاب الاختصاص للاضطلاع بواجبهم الدينى المناط بهم فى اصدار قرار قاطع وحاسم , ويكون بهدف : " احقاق الحق وابطال الباطل " ..... ولا شىء غير ذلك . وسوف نستعرض وبصورة اجمالية واقع الحال أو المثال المطبق والماثل أمامنا ونعائشه جميعا من بداية مراحله الأولى على التوالى , .... ان شاء الله , .... والله المستعان .
............ والى هناك :
من وضع بذرة الانقاذ :
*كلنا يعلم أنّ دولة الانقاذ القائمة حاليا خطط لها ووضع بذرتها الأولى المفكر الكبير والشيخ ( الملهم ) الدكتور حسن الترابى وذلك بعد رجوعه من السربون واضطلاعه بقيادة التنظيم القائم آنذاك باسم : " الاخوان المسلمون " ....وكان ذلك فى عام 1964 . * ونعلم أيضا أنه كان يحمل فكر جديد تحت شعار ما يسمى : " حركة الاحياء والتجديد للاسلام " ......ومنذ ذلك التأريخ شرع فى بثّ ما يحمله من أفكار جديدة وركّز بصفة خاصة على الشباب من داخل التنظيم القائم , ...واستطاع أن يملى عليهم ويحوز على رضاهم, وأتّخذوا منه الأب الروحى لهم يأتمرون بأمره وينصاعون تماما لتوجيهاته وتعليماته للدرجة التى أطلقوا عليه فى اصداراتهم أسم : " المجدد الاسلامى " ...... وبذلك أصبح بعد قيام هذه : " المدرسة الجديدة " .... له شأن كبير وعظيم للدرجة التى علمنا مؤخرا من تلميذه الأنجب السيد / عمر البشير يحكى عن هذه الصلة الحميمة – ( بعد المفاصلة ) – قال : " ............ لقد وصلنا مرحلة فى السابق كدنا أن نقول فيها : ( لااله الاّ الله محمد رسول الله والترابى ولىّ الله . !!!!! ) ......... المصدر : ( جريدة أخبار اليوم 2/9/2004 ).
* كلنا يعلم أيضا أنه استطاع بحنكته وذكاءه المتفرد أن ينجح تماما فى تحقيق ما ينشده بصورة جيدة للدرجة التى جعلته يتباهى قائلا : " ان التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة " !!!!!!!!!! ............ كل هذا بالرغم اننا نعلم أن هناك علماء من داخل التنظيم وخارجه أصدروا كتب تعرضوا فيها لفكره ومنهجة الجديد الذى ظل يبثه لجيل الشباب من التنظيم , طوال الفترة السابقة لقيام الانقاذ ووصفوا حركتة : " التجديديه هذه ".. بأنّها : " ضالة ومضلة " ...... ولا تمت لرسالة الاسلام الحقيقى بصله , ......... كما وصموه بالعمالة لأعداء الحق والدين , .... وصدرت بيانات توكد اعترافه بنفسه أنه لايؤمن بالبعث ولابعذاب القبر . * ولكنّه مع ذلك كلّه كا تعلمون , ... استطاع أن يشق طريقه ويواصل عمله فى تعهد هولاء التلاميذ كما سبق الاشارة ,.... وتمكن خلال ثلاث عقود من العمل الصامت الدءؤب والمضنى من اعدادهم وصياغت عقولهم كى يعتمد عليهم فى قيام دولته المنشودة : ( دولة الانقاذ )......... وقد أدوا المهمة ولايزال يؤدونها على خير وأكمل وجه , ..... وهم يقومون بذلك يعتقدون تماما أنّهم يؤدون واجبا دينيا تمثل ذلك فى اضطلاهم بادارة الدولة كل في موقعه وفقا للأساس والمبادى المعروفة التى قامت عليها وفى اطار : " هذا الفكر التجديدى أو تجديد الدين " .......... وهذه المبادىء هى: * مبدأ :( (أ) التمكين (ب) أهل الثقة ولا أهل الخبرة (ج) الارهاب . ) )....... * وكما هو معلوم فان هذه المبادىء لم تكن جديدة فقد طبقتها معظم الأنظمة الشمولية بدءا من لينين مرورا بأتاتورك , …… الخ القائمة ., ….. ولكن الاختلاف يأتى فى أنها طبقت هناك تحت رايات غير اسلامية , …. بينما البسها رجل الانقاذ والأب الروحى للمدرسة الجديدة , ثوبا اسلاميا خصّ به تلاميذه ,..... ومن ثم تم تطبيقها فى هذا الاطار , …… والآن أصبح الكلّ يعلم ماهى الحصيلة والثمرة التى تم اقتطافها من هذه النبتة التى تم بذرها كما سبق الاشارة فى عام 1964 , .....وفيما يلى نتعرض بصورة مبسطة لهذه المبادىء ومآلاتها : (أ) مبدأ التمكين : التمكين معناه : " تحويل مقدرة الأمة من مال وممتلكات لصالح الحزب وكوادره , ..... بحيث تصبح الدولة كلها كأنّها ضيعة تابعة للحزب , يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رغيب " (ب) مبدأ أهل الثقة ولا أهل الخبرة : لكى تتمكن الانقاذ من تطبيق مبدأ التمكين فى دولة نظامية كدولة السودان تتمتع بالآتى : * الخدمة العامة : المعروف أن السودان كان يتمتع بوجود خدمة عامة : ( مدنية وعسكرية ) مشهود لها داخليا وخارجيا أنها الأكثر تنظيما وانضباطا فى المنطقة كلها , تقودها كوادر عالية التأهيل والكفاءة , شهدت لها كل المنظمات الدولية والاقليمية . * النظام القضائى : وبالمثل نظام قضائى سودانى مستقل , ...غطت شهرته الآفاق فى دولة تعد من دول العالم الثالث . * أجهزة الرقابة المالية والادارية : بجانب ماذكر اعلاه , .... تضم الدولة فى احشائهاهياكل وتنظيم ادارى محكم وفى غاية الكفاءة والانضباط , .... تخلله أجهزة متخصصة تكفل ادارة كافة شئون الولة بشكل منسجم ومنضبط وفى ظل رقابة مالية وادارية فى غاية الضبط الاحكام , تحكمها قوانين ولواح صادرة بموجبها , ... وكوادر مؤهلة توارثت العمل جيلا عن جيل , ..... ونعنى بهذه الأجهزة على سبيل المثال لا التفصيل : كلا من : " النقل اليكانيكى ,المخازن والمهمات , قسم المبانى الحكومية .بجانب أجهزة الرقابة المالية ,...... ........ الخ . ) .. ( الأول متخصص فى امداد وتوزيع احتاجات الدولة من السيارات والمعدات الآليه وكافة المركبات العامة , ... وبالمثل يقوم الثانى بمد الدولة بكافة مستلزماتها من الداخل والخارج ,.... أما قسم المباني فهو السئول من بناء وتشييد وصيانة كافة مبانى الدولة ,.. يتم كل ذلك فى اطار ضوابط محكمة وتحت ادارة كوادر متخصصة وذات كفاءة عالية ظلت تتوارث جيلا عن جيل. ) . * من هنا يمكن القول أنه اذاكان هذا باختصار شديد هو حال الدولة القائمة قبل الانقاذ فكيف يمكنها أو يتأتى لها تطبيق : " مبدأ التمكين فى ظل هذا الوضع ؟؟؟؟؟؟؟ " ..... اذن لا بدّ من : " وأد ذلك كله " ...... وفى التو الحال كى تتحول الدولة كلها من : " دولة الوطن الى دولة الحزب " ...... كيف تم لهم ذلك : (1) عملية التشريد فى الخدمة العامة : بعد استلام السلطة قهرا وبالصورة المعروفة شكلت لجان من كوادر الحزب – ( خريجى المدرسة الجديدة) - وأوكل لها الأضطلاع بهذة المهمة , . والتى شملت كل أو معظم الكفاءات الموجودة بالدولة من مدنيين وعسكريين بمافيها الهيئة القضائية والخارجية وكافة مرافق الدولة , .......وتم فصلهم من الخدمة بصورة تعسفية دون جريرة ارتكبوها , ودون النظر الى العواقب المترتبة على ذلك , ....فقط تركوهم يلهثون فى الشوارع , وقد اضطلعوا بأداء مهمتهم هذه حسب الخطة الموضوعة لهم على أكمل وأتم وجه ,....... وكانت النتيجة هذا الطرد والتشريد لهذا الكم الهائل من أفضل وأنبل وأكفأ رجالات الخدمة العامة ( مدنية وعسكرية وقضاة ) وبالصورة العروفة , ......... هذا العمل الذى انجز بالرغم من قسوته وبشاعته ومخالفته التامة لكل ما عرف على وجه الأرض من عرف أو دين , ...... فانّ هناك حقيقة هامة يجب أن تكون واضحة ومعلومة للجميع وهى أن الذين اضطلعوا بهذا العمل لم يخطر ببالهم وحتى هذه للحظة , أن ما قاموا به من عمل يعد معيب أومشين أومخالف لكل الشرائع الأرضية , والسماوية , ...... بل العكس تماما , ... فهم يعتقدون أن كل ما قاموا به ونفذوه فى هذا الجانب وغيره مما سناتى على ذكره يدخل فى اطار تعاليم المرسة الجديدة التى سبق الاشارة اليها ,...... ومن ثم فهم يعتقدون أنهم بعملهم هذا يؤدون واجبا دينيا !!!!!!!!! ......وبهذه المناسبة يجدر بنا أن نستمع الى الكاتب الاسلامى والمفكر الكبير الدكتور / الطيب زين العابدين يحدثنا عن هذا الأمر يقول فيهم : ( ......... .......... وكان أن سمعنا العجب العجاب , بأنّ هناك من يتعبّد الله سبحانه وتعالى : ( بالتجسس على الناس واعتقالهم , وتعذيبهم , وقتلهم , وفصلهم من أعمالهم , .... وبتزوير الانتخابات , ونهب المال العام . ) ( وهذا يفسر لنا علامات الحيرة والاندهاش والتساؤلات الكثيرة من كتاب الأعمدة بصحفنا المحلية وغيره من مفكرين وادباء وسياسيين , ....... والتى ظلت عالقة دون اجابة مثل : " من أين جاء هولاء " ..... وغيرها وغيرها كثير , ... والتى ظلت مستمرة حتى الآن بالرغم من حدوث المفاصلة قبل عقد من الزمن , وبالرغم من اتفاق نيفاشا وموجهات الدستور الموقت الجديد , ....... ولناخذ هذه القضية أى ( قضية التشريد ).... كمثال حى يثبت بما لا يدع مجال للشك ,... أن تعاليم هذه المدرسة لا يزال قائم وثابت فى العقول لم يتزحزح : اولا : بعد أن شاعت القضية وتناولها الكتاب داخليا وخارجيا، ومن ثم دخلت اروقت منظمات حقوق الانسان , وهنا تحركت " الانقاذ" ...- ( هل للرجوع اللحق أم ماذا ؟؟؟ ) - قامت الحكومة باحالت القضيه الى ما يسمى " هيئة الحسبة ورد المظالم " ... وقامت هذه من جاننبها بدراسة القضية وكان قرارها هو : " العدالة والانصاف ورد الحقوق لأهلها كاملة غير منقوصه. " ..... هل نفذ شىء ولماذا لم ينفذ ؟؟؟؟ ..... ....... ثم أعقب ذلك احالتها الى اللجنة المختصة بالمجلس الوطنى ( البرلمان ) .... اى لجنة رد المظالم أيضا , ......وتوصلت هى الاخرى لذات النتيجة وطالبت بالتنفيذ الفورى لقراراتها , .... فهل تم شىء من ذلك ولماذا لم يتم ؟؟؟؟؟؟ ثانيا : كل الاتفاقات التى عقدتها الانقاذ مع معارضيها وتم بموجبها رجوعهم للوطن , تحمل على رأس بنودها المطالبة بانصاف مشردى الخدمة العامة ورد حقوقهم كاملة غير منقوصة , ...... فهل تم شىء من ذلك ولماذا لم يتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ . ( فهل يوجد أى تفسير غير تفسير واحد وهو: " أنّهم لا يزالون ورغم كل شى لا يشعرون ولم يخطر ببالهم أن هناك جرما قد وقع أو مخالفة لشرع الله قد ارتكبت , ؟؟؟؟؟؟؟؟؟..... (2) الهيئة القضائية : استقلال القضاء فى السودان هو من الاشياء الثابتة والمعترف بها داخليا وخارجيا حتى قيام الانقاذ , ... والسؤال الذى يطرح نفسه : هل يمكن أن يظل هذا الوضع مع تطبيق مبدأ التمكين أم لا بدّ من وأده ؟؟؟؟؟ ...... * فى مقالة طويلة يحدثنا الكاتب والمفكرالاسلامى الكبيرالبروف. / حسن مكى عن الحالة المزرية والممعنة فى سوءها وقبحها التى آلمت بالبلاد والعباد وكان ذلك فى بداية النصف الثانى للعقد الأول للانقاذ أى ( عام 1996 ) وقد نقلها بتصرف محرر رسالة الخرطوم لصحيفة الخليج الأماراتية فالنقتطف منها هذه الفقرة : " ........ وواصل حديثه عن غياب السياسات وانهيار المؤسسات وغياب التفاهم بين السلطة التشرعية والسلطة التنفيذية وضرب مثال لذلك بالسلطة : " القضائية " والتى وصفها بأنه : " لا يوجد صاحب حق يتجرأ الآن ويذهب الى هذه المؤسسة, .....فالمحاكم بسبب التعقيدات والتأجيلات لم تصبح مكانا لرد الحقوق . " ....
.( رسالة الخرطوم صحيفة الخليج 6/9/1996 )....
* وفى ذات الوضوع يحدثنا الزعيم الكبير السيد الصادق المهدى فى رسالة طويلة له كانت معدّة كدراسة عن المحكمة الجنائة الدولية ( نشرت بصحيفة صوت الأمة ) ..... يقول فيها عن الهيئة القضائية : * " القضاء السودانى عريق بلاشك , وقد ساهم فى تأسيس القضاء فى كثير من البلدان الشقيقة , .......... ولكن نظام الانقاذ فى السودان اعتدى على استقلال القضاء , لاسيما فى الفترة التى أطلق عليها الشرعية الثورية حيث أحيل عدد كبير من أكفأ القضاة للتقاعد من دون وجه حق , واستقال آخرون احتجاجا , وجرى تعيين قضاة من أعلى السلم الى أوسطه وأدناه , من قضاة ملتزمين حزبيا للجبهة الاسلامية القومية , ومن ثم موالين للنظام القائم حاليا , ......... وتمت الاعفاءات والتعيينات بوسائل لم تراع قدسية واستقلال القضاء , ..... ونتيجة لهذه الاجراءات تشرد عدد كبير من القضاة السودنيين المؤهلين . " ........ ويواصل السيد المهدى قائلا : " فى 5/1/2005 أرسل ممثلون ل. : 400 قاضى مذكرة لرئيس الجمهورية بصورة لنا جاء من ضمنها ما يلى : " ان الهيئة القضائية بحالتها الراهنة غير مؤهلة للقيام بدورها المرتقب فى حماية الحقوق والحريات وبسط العدل وتحقيق المساواة . " * ومالنا نذهب بعيدا فقد تابع الناس كل الناس حكم المحكمة الدسورية لصالح مشردى البنوك والتى حكمت لصالح قضيتهم العادلة , فهل نفذ الحكم ولماذا لم ينفذ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ * فماذا يعنى عدم تنفيذ الحكم ,.... يعنى فيما يعنى انها اعلان واضح وكلام بالصوت العالى , من الحزب الحاكم : " أن الدولة دولته والمحاكم ملكه , ينفذ من قراراتها ما يشاء ويترك ما يشاء ( والما عاجبو يسوى الدائرو. ) ملاحظة : تطالعنا هذه الايام بيانات وتصريحات هنا وهناك لتؤكد : " استقلال القضاء فى السودان " .......... هذا الكلام اذا كان المقصود به قبل الانقاذ فهو كلام حقيقى وواقع , ...... أما اذا كان القصود به بعد الانقاذ , .... ألا يدخل ذلك فى دائرة الكذب والافتراء ومحاولة لتقطية أو تعمد اخفاء الحقيقة ؟؟؟؟؟؟؟؟....... وكما هو معلوم فانّ هذه الخصال ليست من شيمة المسلم أبدا,.......... فالمسلم الحقيى لا يتعاطاها ولا يقترب منها قط ,....... لأن الاتصاف بها يعد مصيبة كبيرة , ..... وتكون المصيبة أكبر فيما لو صدرة من مسئؤل , .... فهذا يدخل فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يسترعيه الله رعية, يموت يوم يموت , وهو غاش لرعيته , الاّ حرم الله عليه الجنة . " (3) الأجهزة المتخصصة فى الرقابة المالية والادارية : فهذه أيضا اكتسحها طوفان : " التمكين ".. وحتى التى ابقى عليها فلم تعد الا اسم على غير مسمى, وفى هذا الجانب نأخذ مثلا واحدا : " ديوان المراجع العام " ..... كان من سلطات أى مراجع فيه – ( مدقق حسابات ) - أن يوقف فورا وفى الحال تحصيل أى نوع من الايرادات – ( الجبايات ) – غير مضمنة فى الموازنة العامة للدولة والمطالبة بالتحقيق وحصر المبالغ وردها لأصحابها , ....وبالمثل ايقاف أى تحصيل يتم بايصال غير المنصوص عليه فى القانون المالى, حتى ولو من الايرادات المدرجة فى الموازنة , .... أما اذا كانت غير مدرجة , ... فهنا يشرع فورا فى حصر المبالغ المحصلة بغرض اعادتها لأصحابها لكونها تدخل فى حكم تحصيل مبالغ دون وجه حق ,....... فماذا عليه الحال الآن , فلو أخذنا مثالا واحدا , مثل وزارة الداخلية التى خصصت لنفسها ايصالا خاصا بها تجبى بموجبه مئات الملايين خارج نطاق الموازنة , ...... هل يعرف الديوان كم من المبالغ تحصل طيلة السنوات السابقة منذ بدأ هذه العملية وأين صرفت . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ - ( سبق أرسلت له رسالة مفتوحة نشرت بالصحافة المحلية وطالبته فيها بالرد ولكن كالعادة لا رد ) (4) وفى هذا الاطار تم تطبيق السياسات والاجراءات بعد : * سياسة تحرير الاقتصاد وتداعياتها المعروفة. * عملية ايقاف الدعم على ضروريات الحياة للمواطن , ملاحظة : ( كما هو معلوم ان دولة السودان الحديثة كانت تقوم منذ انشائها على التكافل الاجتماعى , فهى دولة توفى : (1) حق المعيشة بما يكفل للمواطن مهما كان دخله ضئيلا الضرورى من الحياة , (2) حق التعليم المجانى فى كافة المراحل , (3) توفير الخدمات الصحية والعلاجية للواطن مجانا وبالكامل , ........ الخ ) * مفارقات عجيبة : (من المفارقات العجيبة أن هذا التكافل الذى يعد من موجهات ديننا الحنيف طبقت أول ما طبقت فى دولة المدينة , نجد أنه يأتينا أولا من حاكم مستعمر ليصبح بعد ذلك حق شرعى أخذت به كل حكومات ما بعد الاستقلال ,............ثم هلت علينا الانقاذ فبدلا من تبنيه وتطويره لمصلحة الرعية , قامت بوأده تماما لمصلحة التمكين . ) * فرض جبايات خارج اطار الموازنة العامة للدولة , ............. الخ (متطلبات تطبيق مبدأ التمكين ) (ج) مبدأ الارهاب : * عمليات الارهاب فى دولة الانقاذ أخذت أوضاع وأشكال متعددة , ..... وكان أهمها وأبشعها عمليات التعذيب التى تمت فى: " بيوت الأشباح " سيئة السمعة , ...والارهاب الذى تم فيها هو : " ارهاب لأجل الارهاب " ..........والدليل على ذلك أنه لم توجه تهمة لأى من الضحايا أو يعرض على قضاء . .* فى هذه العجالة نذهب سويا الى موقع : " الجمعية السودانية لمناهضة التعذيب " .... لنجد هناك نسخة من رسالة وجهها مواطن ورمز من الرموز الكبيرة , كان أحد ضحايا هذه البيوت سيئة السمعة فالنذهب الى هناك ونقف على مضمون الرسالة : * ( رسالة الدكتور فاروق محمد ابراهيم للرئيس السوداني عمر البشير ) الجمعية السودانية لمنهاضة التعذيب marawi2004@hotmail.com الحوار المتمدن - العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 د. فاروق أستاذ للعُلوم بجامعة الخُرطوم، وكان من أوائل الذين استهدفهُم النِظامُ في بواكير عهده بتعذيبٍ مُهين.. والأنكى، أن تلميذه - وزميله في الجامعة من بعد- شد. نافِع علي نافِع، كان ثاني اثنين قاما بذلك الفعل القبيح!! أقدما على تنفِيذه بوعيٍ كامِل، لعِلمِهم بالشخصِ المَعني, وهو مُرَبٍ في المقامِ الأوَّل, عَلى يَدِه تعلمت وتخرَّجت أجيالٌ, وقد ظلَّ طوال حياته - وما فتئ- يُمارس السياسة بزُهد المُتصوِّفة.. مثالٌ للتجرُّد والطهر وعفة اللسانِ, مُتصالحاً مع أفكاره ومبادئه.. إن خالفك الرأي، احترم وجهة نظرك, وإن اتَّفقَ مَعَكَ استصوَبَ رأيك.. ويبدو أن هذه الصفاتُ مُجتمعة هي التي استثارَت د. نَافِع في الإقدامِ على تنفيذ فعلته!! وفيما يلي نوردُ النص الكامل لمُذكرته التي أرسلها من مقرِّه في القاهرة، إلى رئيس نظام الإنقاذ.. وترجعُ أهميَّة هذه الوثيقة إلى أنها احتوَت على كل البيِّناتِ القانونِيَّة والسياسيَّة والأخلاقِيَّة التي تَجعل منها نموذجاً في الأدَبِ السياسي, وفَيْصَلاً مثالِياً لقضيَّة يتوقفُ عليها استقامة المُمارسة السياسيَّة السُودانِيَّة, وتعدُّ أيضاً اختباراً حقيقياً لمفهومِ ” التسَامُحِ “، إن رَغِبَ أهلُ السُودان، وسَاسته بصفة خاصَّة، في استمرار العيشِ في ظله.. كذلك فإن المُذكرة، بذات القدر الذي قدَّمت فيه خيارات لتبرئَة جراح ضحايا نظام الإنقاذ, أعطت الجاني فرصة للتطهُّر من جرائمه بأفعالٍ حقيقيَّة، أدناها الاعترافُ بفداحة جُرمِه.. وما لا نشُك فيه مُطلقاً، أن فرائص القارِئ حتماً سترتعدُ وهو يُتابعُ وقائع الجُرمِ، خِلالَ سُطورِ هذه المُذكرة, رغم أن طولِ الجرح يُغري بالتناسي، على حد قول الشَاعِر!!
القاهرة 13/11/2000م
السيد الفريق/ عمر حسن البشير رئيس الجمهورية ـ رئيس حزب المؤتمر الوطني بواسطة السيد/ أحمد عبدالحليم ـ سفير السودان بالقاهرة المحترمين
تحية طيبة وبعد
الموضوع: تسوية حالات التعذيب تمهيداً للوفاق بمبدأ ” الحقيقة والتعافي“ على غرار جنوب أفريقيا ـ حالة اختبارية ـ
على الرغم من أن الإشارات المتعارضة الصادرة عنكم بصدد الوفاق الوطني ودعوتكم المعارضين للعودة وممارسة كافة حقوقهم السياسية من داخل أرض الوطن, فإنني أستجيب لتلك الدعوة بمنتهى الجدية, وأسعى لاستكمالها بحيث يتاح المناخ الصحي الملائم لي وللآلاف من ضحايا التعذيب داخل الوطن وخارجه أن يستجيبوا لها, ولن يكون ذلك طبعا إلا على أساس : العدل والحق وحكم القانون.
إنني أرفق صورة الشكوى التي بعثت بها لسيادتكم من داخل السجن العمومي بالخرطوم بحري بتاريخ 29/1/1990, وهى تحوي تفاصيل بعض ما تعرضت له من تعذيب وأسماء بعض من قاموا به, مطالبا بإطلاق سراحي وإجراء التحقيق اللازم, ومحاكمة من تثبت إدانتهم بممارسة تلك الجريمة المنافية للعرف والأخلاق والدين والقانون. تلك المذكرة التي قمت بتسريبها في نفس الوقت لزملائي أساتذة جامعة الخرطوم وأبنائي الطلبة الذين قاموا بنشرها في ذات الوقت على النطاقين الوطني والعالمي, ما أدى لحملة تضامن واسعة أطلق سراحي إثرها, بينما أغفل أمر التحقيق الذي طالبت به تماما. وهكذا ظل مرتكبو تلك الجريمة طليقي السراح, وتوالى سقوط ضحايا التعذيب بأيديهم وتحت إمرتهم, منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, فلا يعقل والحال على هذا المنوال أن يطلب مني ومن الألوف الذين استبيحت أموالهم وأعراضهم ودماؤهم وأرواح ذويهم, هكذا ببساطة أن يعودوا لممارسة ”كافة“حقوقهم السياسية وكأن شيئا لم يكن.
إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 1989م ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الانتخابات أن الذين قاموا به ليسوا فقط أشخاصا ملثمين بلا هوية تخفوا بالأقنعة, وإنما كان على رأسهم اللواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ, والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ, وكما ذكرت في الشكوى المرفقة التي تقدمت لكم بها بتاريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منها لعناية اللواء بكري, فقد جابهني اللواء بكري شخصياً وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي, ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم, كما قام حارسه بضربي في وجوده, ولم يتجشم الدكتور نافع, تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم, عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم, وعن زمان ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة, ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص - كما ورد في مذكرتي- وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول فنجان قهوة في نادي الأساتذة. على أي حال فإن المكانة الرفيعة التي يحتلها هذان السيدان في النظام من ناحية, وثبات تلك التهم من ناحية ثانية, يجعل حالة التعذيب هذه من الوضوح بحيث تصلح أنموذجا يتم على نسقه العمل لتسوية قضايا التعذيب, على غرار ما فعلته لجنة الحقيقة والوفاق الخاصة بجرائم النظام العنصري في جنوب أفريقيا.
قبل الاسترسال فإنني أورد بعض الأدلة التي لا يمكن دحضها تأكيدا لما سلف ذكره:- • أولاً: تم تسليم صورة من الشكوى التي تقدمت لسيادتكم بها للمسئولين المذكورة أسماؤهم بها, وعلى رأسهم اللواء بكري حسن صالح. وقد أفرج عني بعد أقل من شهر من تاريخ المذكرة. ولو كان هناك أدنى شك في صحة ما ورد فيها - خاصة عن السيد بكري شخصياً- لما حدث ذلك, ولكنت أنا موضع الاتهام, لا هو. • ثانيا: أحال مدير السجن العمومي مجموعة الثمانية عشر القادمة معي من بيت الأشباح رقم واحد بتاريخ 12 ديسمبر 1989 إلى طبيب السجن الذي كتب تقريرا مفصلاً عن حالة كل واحد منا, تحصَّلت عليه وقامت بنشره منظمة العفو الدولية في حينه. وقد أبدى طبيب السجن ومديره وغيرهم من الضباط استياءهم واستنكارهم الشديد لذلك المشهد الذي لا يكاد يصدق. وكان من بين أفراد تلك المجموعة كما جاء في الشكوى نائب رئيس اتحاد العمال الأستاذ محجوب الزبير وسكرتير نقابة المحامين الأستاذ صادق شامي الموجودان حاليا بالخرطوم, ونقيب المهندسين الأستاذ هاشم محمد أحمد الموجود حاليا ببريطانيا, والدكتور طارق إسماعيل الأستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم, وغيرهم ممن تعرضوا لتجارب مماثلة, وهم شهود على كل ما جرى بما خبروه وشاهدوه وسمعوه. • ثالثا: إن جميع قادة المعارضة الذين كانوا في السجن حينئذ, السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والسيد سيد أحمد الحسين زعيم الحزب الاتحادي والسيدان محمد إبراهيم نُقُد والتيجاني الطيب زعيما الشيوعي وغيرهم, كلهم شهود بنفس القدر, وكما يعلم الجميع فقد تعرض السيدان الصادق المهدي وسيد أحمد الحسين وغيرهم من قادة المعارضة لنفس التعذيب على أيدي نفس الأشخاص أو بأمرهم وكتبوا شكاوى مماثلة. • رابعا: قام بزيارتي في السجن العمومي بالخرطوم بحري بعد انتقالي إليه مباشرة الفريق إسحق إبراهيم عمر رئيس الأركان وقتها بصحبة نوابه, فشاهد آثار التعذيب واستمع لروايتي كاملة, كذلك فعل كثيرون غيره. • خامسا: تم اعتقال مراسل الفاينانشيال تايمز السيد بيتر أوزين الذي كان خطابي بحوزته, فكتب صفحة كاملة دامغة في صحيفته العالمية المرموقة عن ما تعرضت له وتعرض له غيري من تعذيب, وعن محادثته الدامغة مع المسئولين عن تلك الانتهاكات وعن تجربته الشخصية.
إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذا القدر من الأدلة الدامغة, ومع أن هذا الخطأب يقتصر كما يدل عنوانه على تجربتي كحالة اختبارية, إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج حالة موظف وزارة الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها, وكما جاء في ردي على دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبدالعزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتاريخ 18 أكتوبر 1998 (مرفق), فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة, ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته. كان في ثبات وصمود ذلك الشاب الهاش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيد لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان. وكان أحد الجنود الأشد قسوة - لا أدري إن كان اسم حماد الذي أطلق عليه حقيقياً- يدير كرباجه على رقبتينا وجسدينا نحن الاثنين في شبق. وفي إحدى المرات اخرج بدرالدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعات مذهولاً أبكم مكتئبا محطما كسير القلب. ولم تتأكد لي المأساة التي حلت بِبَدرالدين منذ أن رأيته ليلة مغادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليلة 12 ديسمبر 1989 إلا عند اطلاعي على إحدى نشرات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب هذا الأسبوع, ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقى من أسرته, فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقى مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة.
أعود لمبدأ تسوية حالات التعذيب على أساس النموذج الجنوب أفريقي, وأطرح ثلاثة خيارات متاحة لي للتسوية.
الخيار الأول : الحقيقة أولا, ثم الاعتذار و”التعافي المتبادل“ بتعبير السيد الصادق المهدي
هذا النموذج الذي تم تطبيقه في جنوب أفريقيا. إن المفهوم الديني والأخلاقي للعفو هو الأساس الذي تتم بموجبه التسوية, ويختلط لدى الكثيرين مبدأ العفو مع مبدأ سريان حكم القانون ومع التعافي المتبادل. فكما ذكرت في خطابي المرفق للسيد عبدالعزيز شدو فإنني أعفو بالمعنى الديني والأخلاقي عن كل من ارتكب جرما في حقي, بما في ذلك السيدان بكري ونافع, بمعنى أنني لا أبادلهما الكراهية والحقد, ولا أدعو لهما إلا بالهداية, ولا أسعى للانتقام والثأر منهما, ولا أطلب لشخصي أو لهم إلا العدل وحكم القانون. وأشهد أن هذا الموقف الذي قلبنا كل جوانبه في لحظات الصدق بين الحياة والموت كان موقف كل الزملاء الذين كانوا معي في بيت الأشباح رقم واحد, تقبلوه وآمنوا به برغم المعاناة وفى ذروة لحظات التعذيب. إن العفو لا يتحدد بموقف الجلاد ولا بمدى بشاعة الجرم المرتكب, وإنما يتعلق بكرامة وإنسانية من يتسامى ويرفض الانحدار لمستنقع الجلادين, فيتميز تميزا خلقيا ودينيا تاما عنهم. فإذا ما استيقظ ضمير الجلاد وأبدى ندما حقيقيا على ما ارتكب من إثم, واعتذر اعتذارا صادقا عن جرمه, فإن الذي يتسامى يكون أقرب إلى الاكتفاء بذلك وإلى التنازل عن الحق المدني القانوني وعن المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به, بهذا يتحقق التعافي المتبادل. هذا هو الأساس الذي تمت بموجبه تسوية معظم حالات التعذيب والجرائم التي ارتكبها عنصريو جنوب أفريقيا ضد مواطنيهم.
إنني انطلاقا من نفس المفهوم أدعو السيدين بكري ونافع ألا تأخذهما العزة بالإثم, أن يعترفا ويعلنا حقيقة ما اقترفاه بحقي وبحق المهندس بدرالدين إدريس في بيت الأشباح رقم واحد, وأن يبديا ندما وأسفا حقيقيا, أن يعتذرا اعتذارا بينا معلنا في أجهزة الإعلام, وأن يضربا المثل والقدوة لمن غرروا بهم وشاركوهم ممارسة التعذيب, وائتمروا بأمرهم. حين ذلك فقط يتحقق التعافي وأتنازل عن كافة حقوقي, ولا يكون هناك داعيا للجوء للمحاكم المدنية, ويصبح ملف التعذيب المتعلق بشخصي مغلقا تماما. ولنأمل أن يتقبل أولياء الدم في حالة المهندس بدر الدين إدريس بالحل على نفس المنوال.
لقد أعلن السيد إبراهيم السنوسي مؤخرا اعترافه بممارسة التعذيب طالبا لمغفرة الله. وهذا بالطبع لا يفي ولا يفيد. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, ولا يليق أن يصبح أمر التعذيب الذي انقلب على من أدخلوه وبرروه أن يكون موضوعا للمزايدة والمكايدة الحزبية. إن الصدق مع النفس ومع الآخرين والاعتذار المعلن بكل الصدق لكل من أسيء إليه وامتهنت كرامته, وطلب العفو والغفران, هو الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق بكرامة, فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله. وإن طريق التعافي المتبادل هو الأقرب إلى التقوى. فإذا ما خلصت النيات وسار جناحا المؤتمر الوطني والشعبي لخلاص وإنقاذ أنفسهم من خطيئة ولعنة التعذيب الذي مارسوه فسيكون الطريق ممهدا تماما لوفاق وطني حقيقي صادق وناجز.
الخيار الثاني : التقاضي أمام المحاكم الوطنية
إذا ما تعذر التعافي المتبادل بسبب إنكار تهمة التعذيب أو لأي سبب آخر, فلا يكون هنالك بديل عن التقاضي أمام المحاكم, ذلك في حالة جدية المسعى للوفاق الوطني على غرار ما جرى في جنوب أفريقيا. غير أن حكومتكم فيما علمت سنت من التشريعات ما يحمي أعضاءها وموظفيها والعاملين في أجهزتها الأمنية من المقاضاة. فالجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان كالتعذيب, لا تسقط بالتقادم ولا المرض ولا تقدم السن ولا لأي سبب من الأسباب, كما شهدنا جميعا في شيلى وإندونيسيا والبلقان وغيرها. كما أن هذا الموقف لا يستقيم مع دعوتكم للوفاق ولعودة المعارضين الذين تعرضوا لأبشع جرائم التعذيب. وليس هنالك, كما قال المتنبي العظيم, ألم أشد مضاضة من تحمل الأذى ورؤية جانيه, وإنني مستعد للحضور للخرطوم لممارسة كامل حقوقي الوطنية, بما في ذلك مقاضاة من تم تعذيبي بأيديهم, فور إخطاري بالسماح لي بحقي الطبيعي. ذلك إذا ما اقتنعت مجموعة المحامين التي سأوكل إليها هذه المهمة بتوفر الشروط الأساسية لمحاكمة عادلة.
الخيار الثالث : التقاضي أمام المحاكم الدولية لحقوق الإنسان ولا يكون أمامي في حالة رفض التعافي المتبادل ورفض التقاضي أمام المحاكم الوطنية سوى اللجوء للمحاكم في البلدان التي تجيز قوانينها محاكمة أفراد من غير مواطنيها وربما من خارج حدودها, للطبيعة العالمية للجرائم ضد الإنسانية التي يجري الآن إنشاء محكمة عالمية خاصة بها. إنني لا أقبل على مثل هذا الحل إلا اضطرارا, لأنه أكرم لنا كسودانيين أن نعمل على حل قضايانا بأنفسنا. وكما علمت سيادتكم فقد قمت مضطرا بفتح بلاغ مع آخرين ضد الدكتور نافع في لندن العام الماضي, وشرعت السلطات القضائية البريطانية في اتخاذ إجراءات أمر الاعتقال الذي تنبه له الدكتور نافع واستبقه بمغادرة بريطانيا. وبالطبع تنتفي الحاجة لمثل تلك المقاضاة فيما لو أتيحت لي ولغيري المقاضاة أمام محاكم وطنية عادلة, أو لو تحققت شروط التعافي المتبادل الذي هو أقرب للتقوى. وإنني آمل مخلصا أن تسيروا على طريق الوفاق الوطني بالجدية التي تتيح لكل المواطنين الذين تشردوا في أصقاع العالم بسبب القهر السياسي لنظام ”الإنقاذ“ أن يعودوا أحرارا يشاركون في بناء وطنهم.
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد. فاروق محمد إبراهيم
ملاحظة : هذه الرسالة العظيمة والمعبرة تعبيرا صادقا عن القيم العالية والاخلاق النبيلة التى تتمتع بها الشخصية السودانية من غابر الأزمان , …….. هذه الرسالة لا تحتاج منى لأى تعليق , ….. فقط دعونى أشير الى تاريخ أرسالها للسيد الرئيس والراعى الأول للأمّة السودانية وهو : ( 13/11/2000 ) أى ( حوالى ثمانية سنوات وعشرة شهور. ) ...... اذ أن هذا التاريخ وهذه المدة التى لم يبقى لها الاّ شهور محدودة لتكمل عقدا كاملا من الزمن ,... لها دلالات نجملها فى الاتى : * بالرغم أن ماتم فى بيوت الأشباح بالصورة المعروفة والمشار اليها عاليه , أصبح أمرا معلوما بالضرورة , وتم توثيقه داخليا وخارجيا بحيث لا يوجد مجال لانكاره , ... بالرغم من ذلك كله لا يزال يوجد من يشكك فى ذلك , ويحاول انكاره ,..... أو على أقل تقدير يقر بحدوثه , ويستبعد علم الرئيس والراعى الأول للامة بتفاصيل مثل هذه الممارسات التى تمت داخله , ......... أذن حتى لو اعتبرنا ذلك صحيحا , فقد حسمت هذه الريسالة التى أرسلت لسيادته بالقنوات الرسمية وتم نشرها وتوزيعها داخليا وخارجيا وعلى نطاق واسع بحيث لايعطى أى مجال للانكار , ..... ............ اذن , هنا لابد من السؤال الكبير وهو : * لو نظرنا الى خريطة العالم نجد أن الكوكبة من الحكام (ملوك ورؤساء )التى تحكم هذه البسيطة التى أصبحت وكأنّها قرية واحدة , ........ ينتمون الى مشارب مختلفة : بعضهم يعتنق الأديان السماوية ( يهودى – مسيحى – مسلم ) وبعضهم لهم أديان غير سماوية (هندوسية – بوزية ....الخ ) وبعضهم لا يؤمن بدين أصلا , ..... ومع ذلك , لو طرحنا هذا السؤال الملح : " لو وصل أو استلم أيا من هولاى الرؤساء رسالة من أحد رعاياه من عامة الناس , - ( فضلا عن رمز من رموزها ) - مثل التى قرأناها أعلاه , ..... هل يعقل أو يتصور أن تلاقى ذات المصير الذى لاقته فى حالتنا هذه ؟؟؟؟؟ ....... اذن لماذا تم تجاهل هذه الرسالة بالغة الخطوره ولم يتخذ أى اجراء حيالها ؟؟؟؟؟ * الاجابة : كما هو واضح للعيان ان استلام هذه الرسالة منذ ذلك الزمن البعيد وعد م التعامل معها بما يتناسب وخطورة القضية المثارة , واعتبارها كأن لم تكن , ......... انّ هذا التجاهل الواضح لا يمكن أن يكون له تفسير غير تفسيرواحد , ...... وهو ما ذكرناه سابقا : " تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة " ....... ماذا يعنى ذلك ؟؟؟؟ .....يعنى وكما سبق قلنا : " أن الذين وكلت لهم عملية الاضطلا ع للقيام بهذا العمل لم يخطر ببالهم قط أنهم أرتكبوا أى مخالفة أو جرم , ... بل العكس تماما , ... هم يعتقدون أنّهم نفذوا , وأدوا , واجبا دينيا , : * وفى هذا الجانب عن تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة , ... يحدثنا الكاتب والمفكر الاسلامى الدكتور / عبد الوهاب الأفندى فالنستمع اليه : * " .......... ان الشيخ الترابى كان يتعامل بازدواجية فى طريقة عرض منهجه وفكره الجديد عن الاسلام , ...... فقد كان له حلقة داخلية صغيرة من الأنصار يخاطبها بصريح آرائه الفقهية, ......... بينما كان يدّخر خطابا آخر : " لعوام الخلق " .... ..... وقد نتجت عن هذا الوضع عدّة نتائج أولها : " بروز عقلية صفوية بين أعضاء هذه الحلقة الداخلية تشبه الى حد كبير ما انتقده الامام أبى حامد الغزالى عن فلاسفة عصره الذين كانوا يعتقدون : ( التمييز عن الأقران . ).... بفهم خاص للامور يرتفع عن فهم العامة للدرجة التى أصبحوا يرون أنفسهم فوق : ( كلّ شريعة وقانون . ) "...... ويواصل قائلا : " ..... التوجه الجديد لهولاء الصفوة كانت له انعكاسات عملية منها : ( التنكر لتقبل الحركة للديمقراطية , لأن الاحتقار للجماهير , بما فى ذلك الجماهير المتدينة يستتبع بالضرورة " رفض الديمقراطية " كمنهج ,..... وقد ولدت النظرة كذلك استخفاف بكثير من القيم المتمثلة فى : ( الصدق مع الناس واحترام حقوق العباد ) ........ ولعلها كانت مسئولة الى حدّ كبير لما وقع من : ( انتهاكات وتجاوزات ) ........ ويواصل قائلا : " ... ...ولا نزال نسمع من بعضهم تصريحات يستخفون بها : ( بالعباد أفرادا , وأحزابا , وأمّة , )...... اضافة لما نعلمه مما يتداولونه فى مجالسهم من آراء خلاصتها : " أنهم قادرون على حكم الشعب بالحديد والنار , والكذب , والنفاق , وشراء الذمم , ....... وأن الأمّة بكل من فيها من شمال وجنوب وشرق وغرب , .... ليس فيها فرد أو جماعة تستطيع تحدّيهم . " !!!!!!!!! ( بتصرف من زاويته بجرية الصحافة 25/4/2006 )...... * وفى هذا الجانب ننتقل الى كاتب آخر هو : * د. عبدالفتاح محجوب محمد ابراهيم : ننقل هنا فقرة من كتابه بعنوان : " حسن الترابى وفساد نظرية تطوير الدين " يقول فيها : "........ لقد جاءت هذه الأفكاروالآراء الغريبة – ( يقصد بها أفكار وآراء الترابى ) – والتى هى فى الأساس هدم لأصول الدعوة والدين فى شكل توجه تبناه وظلّ يرعاه مستقلا فى ذلك وضعه المميز داخل الحركة وظروف السرية التى كانت تحيط بها عبر تأريخها المعروف وقد تبلورت هذه الآراء والأفكار وأخذت شكلا تنظيميا دقيقا , استطاع أن يجذب البعض ممن تكونت منهم قاعدة تبنّت هذه الأفكار تحت شعار : " تجديد الدين " و " تجديد الفكر " ..... وهى فى حقيقة الأمر هدم للدين وطمس للفكر كما يتضح من النقاط الآتية : * المدخل الأول لطمس الشخصية الاسلامية هو : التشكيك فى عصمة الأنبياء والمرسلين . * المدخل الثانى لهدم الدعامة الثابتة للاسلام هو : التشكيك فى الصحابة عليهم رضوان الله للوصول بذلك الى هدم السنّة , ........ وهى أمور كلّها معلومة لحمل وترويج هذا الفكر التجديدى . "
" المصدر الكتاب المذكور" " * الآثار المترتبة على تطبيق هذه المبادى على البلاد والعباد : (1) حال البلاد : يعلم الجميع أن دولة الانقاذ التى ترفع رأية الأسلام , .... وتمثل الرسالة الخاتمه التى جاءت متممة , ومكملة , ومصححة لكل الرسالات السابقة لها , بهدف اسعاد الناس كل الناس على وجه هذه البسيطة , ....... نجد أنها موصومة بأشياء لم نسمع بها قط قبل الانقاذ وهى : (1) الفساد : موصومة بأنها تقع ضمن الدول الفاسدة . (2) حقوق الانسان : معدودة من ضمن الدول المنتهكة لحقوق الانسان. (3) الدولة الفاشة : معدودة ضمن مسمى الدولة الفاشلة . (4) الوصاية : تحولنا من دولة كاملة الاستقلال الى دولة تحت الرصاية , .........فى تعليق له عن هذا الأمر يحدثنا الكاتب الاسلامى والمفكر الكبير البروف./ الطيب زين العابدين قائلا : " ...... لا أحسب أنّه منذ الاستقلال أصبح الشأن السودانى مشاعا بين الأمم المتحدة والمنظمات , مثل ما هو عليه فى ظل حكومة الانقاذ ( الاسلامية ) ....... أما الزعيم الكبير السيد الصادق المهدى فيصف هذه الحالة قائلا : " ..... هذا الوضع يعد بمثابة قيام سلطة انتداب على السودان " (5) ........... ... الخ ما تطالعنا به الأخبار . فى هذه العجالة نأ خذ البند (1) من هذه الاتهامات , .... وهى اتهامها ( بالفساد ) ونذهب معا الى الصحفى القدير وعضو الانقاذ ونطلع على عموده : ( جريدة الصحافة 8/1/2006 )....لأنه يعد بمثابة : " شهد شاهد من أهلها . " ............ والى هناك : * يقول : " أن الفساد كل الفساد هو: " الحزب الحاكم ولا شئ غيره " وتساءل قائلا: " هل تستطيع الحكومة محاربة حزبها الحاكم والقضاء عليه وبتره من جسد الدولة ؟؟؟؟....... يقول في ذلك: " أقرت الحكومة بوجود حزب الفساد في السلطة شريكا أصيلا دخل بلا وسطاء نيفاشا وبلا أجاويد وبلا ضغوطات الأمم المتحدة وأمريكا. * وحدها الحكومة بعد كشفها المخططات جاهرت بوجودها وأعلنت محاربتها. * رغم هذه التهديدات, حزب الفساد لا يبالي: " ينهب في الأرض نهبا ويتعمق في مفاصل الدولة والمجتمع ساخرا من التهديدات والقوانين. " * حزب الفساد صار حزبا أقوى من القوانين واللوائح المالية ودواوين المراجعة والنظم الحسابية, وصار حزبا أقوى من المحاكم والنيابات,... فهو: " دولة في الدولة, بل دولة تهدد الدولة.. . " ويواصل قائلا: " حفاة عراة كانوا يأكلون في اليوم نصف وجبة.. بفضل حزب الفساد امتلكوا شركات الصادر والوارد... ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟. * وزهاد جياع كانوا يستدينون لتغطية عجز الميزانية الشهرية بفضل حزب الفساد شيدوا قصورا من الرخام ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟. * وفقراء كانوا يسألون الناس ثمن الدواء والكساء بفضل حزب الفساد شيدوا الجامعات الخاصة والمدارس الخاصة ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟ * الحزب كان ولا يزال يرصد أزمات البلاد ويغتني منها : ... له في الحرب نصيب .. وفى التمرد نصيب ... وفى المفاوضات نصيب..وفى المؤتمرات نصيب وافر جدا !!!!!!!!! * حزب الفساد الذى فاحت رائحته حتى أزكمت أنوف الشعب والحكومة لم يعد مخفيا, بل صار: " مخيفا ومرعبا "...... وواضحا كوضوح ضياع أموال طريق الانقاذ الغربي في صحراء: ( خلوها مستورة !!! ) * الحزب يتجلى كلما شيدت الحكومة : سدا أو جسرا بواسطة شركات لا نعرف كيف حازت على العطاء. !!! * الحزب يسمو عاليا كلما : رصفت الحكومة طريقا بواسطة شركات لم نقرأها في عطاءات الصحف اليومية.!! * الحزب يتمدد طويلا كلما نشطت الحكومة في استثمارات الأراضي. * حزب الفساد يمد لسانه سافرا بين ثنايا ثلاث فواتير من ثلاث شركات رئيس مجلس إدارتها أحد البدريين. * حزب الفساد يتحدى كل قوانين الأرض والسماء عندما يتبوأ القيادي الواحد خمسة مواقع تشريعية وتسعة مواقع تنفيذية ولا نبالغ. !!!! * الحزب يتحدى الدولة والوطن والشعب عندما يغزو آل بيت الوزير أو المدير سوق الله أكبر .. بشركات معفاة تماما من الجمارك والضرائب ورسوم الإنتاج والزكاة. * الحكومة في موقف لا تحسد عليه... حرجة جدا.. أمام هذا الحزب, هل هى قادرة على القضاء عليه وبتره من جسد الدولة والمجتمع؟؟؟ !!!! ... بتصرف من عموده بجريدة الصحافة العدد 4523 بتاريخ ( الأحد 8/1/ 2006 ). ... * ملاحظة : ( لم يخبرنا الأخ / ساتى أن هذا الفساد وهذا النهب المنظم لمال الأمة , وثروة البلاد , وتحويلها لخزائن الحزب ولصالح كوادره , ..... .... أنها من موجهات التمكين , وتعاليم المدرسة الجديدة , ... وأن العملية برمتها تعد عندهم بمثابة : " عبادة " ....يتقرب بها الى الله , ............ ومن ثم تغترف دون أى احساس بجرم أو ذنب . !!!!!!! ) ...... ومن المعلوم أنها بدأت منذ قيام الانقاذ وحتى تأريخه , ..... لم يتغير أو يتبدل أى شىء حتى تأريخه , ............ يحدثنا عن هذ المفكر والكاتب الاسلامى الكبير البروف. / حسن مكى فى مقالة كبيرة له عام 1996 نقتطف منها هذه الفقرة : * " ثم تكلم عن الفئة الجديدة من الإسلاميين التي أصبحت تتميز: " بالثراء الفاحش والاهتمام باغتناء فاخر البيوت والسيارات والملابس "...... فقال: " إن هذه الفئة الجديدة تستفز المواطنين بمسكنها وملبسها ومأكلها ومركبها!!! " . * ويحدثنا فى ذلك ايضا العالم والخبير الاقتصادى الكبير البروف ./ محمد هاشم عوض عن عائدات البترول وأين تذهب يقول فى ذلك : * " ...... ان البترول استفادت منه فئات معينة فى المجتمع , اغتنت, وأثرت , وملكت القصور الشوامخ , والمال الوفير , والثروات الضخمة , ....... بيد أن الغالبية العظمى , والسواد الأعظم من أبناء الشعب الفقراء , والكادحين يعانون معاناة لا يعلمها الاّ الله . " ( مقتطف من تحقيق نشر بجريدة رأى الشعب على حلقتين تحت عنوان : " أين تذب عائدات البترول السودانى . " ) (2) حال العباد : " نوجز فى هذه العجالة الحالة التى كان يتميز بها الشعب السودانى من قيم اخلاقية متوارثة جيلا عن جيل من مئات القرون , ........ وكما هو معلوم فانه يتميز بأنه شعب حر أبي قوي الشكيمة , .... لم يتم ترويضه بعد ، ...كما تم لكثير من الشعوب حوله ,..... وكان لا يزال رغم كل شئ ـ ( دون شعوب المنطقة ) ـ متماسك أسرياً واجتماعيا وخلقياً بصورة أذهلت الجميع العدو منهم والصديق ، بجانب ما منحه له الله سبحانه وتعالى من أرض خصبة معطاءة ، وبلد غني بموارده المائية والطبيعية وكنوزه الهائلة المخبوءة في أنحاء أرضه فهذا كله هو مكمن قوته ومحل عزته ومحط آماله ....... الخ ما هو معلو م عنه داخليا وخارجيا , ...... فهل هذا يعد الدافع الأساسى والرئيسى لعمليات الاستهداف هذه أم ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والآن كيف صار الحال من بعد : نركز فى هذه العجالة على حالة واحدة وهى : " الفقر " ماهى حقيقة الفقر : يقول سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه يخاطب ابنه محمد بن الحنفية : " يا بني أني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه، فان الفقر منغصة في الدين، مد هشة للعقل ، داعية للمقت ، إذا اشتد الفقر ربما يحمل على الخيانة أو الكذب أو احتمال الذل أو القعود عن نصرة الحق ، وكلها نقص في الدين . " فى معرض تقييمه وتحليله لسياسات تحرير الاقتصاد التى تبنتها الانقاذ فى بداية تمكينها , .... يصور لنا الوضع , ... البروف. / محمد هاشم عوض يقول فى ذلك : " ... تقول آخر الإحصائيات الصادرة من خبراء اقتصاديين بجامعة الخرطوم: * أن 88 % الى 92 % من السودانيين يعيشون تحت : " خط الفقر " ..... أى أن حوالي أربعة ونصف مليون من خمس ملايين آسرة (أي حوالي 25 مليون) تعيش تحت خط الفقر بينما يستمتع " العشر " الأغنى بمستويات معيشية في مستوى الدول شبه المصنعة... وهذا وضع لا يستقيم مع أى نظام اقتصادي إسلامي." !!!!!
( مقتطف من حوار له مع صحيفة المسلمون الدولية التى كانت تصدر فى لندن بتاريخ(4/12/1992)!!! ) وفى هذا الجانب يخبرنا الزعيم الكبير إمام طائفة الأنصار ورئيس حزب الآمة القومي في معرض كلامه عن أهم أسباب الفساد في دولة الانقاذ ومآلا ته يقول في ذلك: * " ...... وقد قرر التقرير الإستراتيجي للسودان لعام (1999-2000) نسبة من هم دون خط الفقر ب : 96 % . " !!! ويواصل قائلا: " نتج عن ذلك كافة أنواع الفساد وكثرت الاختلاسات وتكاثر خيانة الأمانة واتسع الاتجار بالأعراض وارتفعت حالات الرشوة بصورة غير معهودة في السودان. " !!!! ... .
( نقلا عن إفادة أدلى بها الزعيم المذكور مع علماء وخبراء آخرين جريدة الأيام(18/10/2005)....... عن هذا الجانب أيضا تحدثنا الزعيمة الكبيرة الأستاذة/ فاطمة أحمد إبراهيم قائلة: " ..... كان المجتمع السوداني على ثلاث شرائح : (1) شريحة قليلة من الأغنياء وأصحاب ثروات معروفون بالاسم لدى معظم الناس, ومعروفة أيضا الأعمال التى يديرونها والكيفية التى تكونت بها ثرواتهم ومصادرها........ الخ .. وكلها كانت بطريقة مشروعة. (2) شريحة غالبة من حيث العدد(طبقة وسطى) تمثل مساحة عريضة من المجتمع السوداني أو الغالبية. (3) شريحة الفقراء : ( لكن الفقر لم يكن على أيامنا هذه " فقر مدقع " بل كانوا في خط يكفل لهم حياة كريمة. " ) " ... وتواصل قائلة: " .... أما اليوم نجد شريحة في القمة وشريحة على الأرض, الأولى بها كم هائل من الأثرياء , .. والأخرى كم هائل من الفقراء وتلاشت الطبقة الوسطي تماما ,..... هناك هوة كبيرة : ( ناس فوق وناس تحت ). !!!!!
( مقتطف من مقابلة أجرتها جريدة الأيام (22/11/2005)
اذن هذه باختصار شديد , هى النتيجة الحتمية والمآلات الحقيقية المرجوة من تطبيق مثل هذه المبادىء . من أين جاءت هذه المبادىء ؟؟؟ * يمكن القول , ان أى متابع لتعاليم التلمود وموجهاته المبثوثة فى لائحته التنفيذية : " البرتوكولات ".......... لابدّ أن يتعرف على حقيقة هذه المبادىء , .....وقد دلت التجارب أن أىّ بلد طبقت فيها هذه المبادىء أدّت الى تدميرها ,... وتحليل النسيج الاجتماعى لشعبها ,..... لأن الهدف الأساسى من تطبيقها هى الرجوع بالانسانيه الى عصور : " ...... ما قبل الرسالة الخاتمة أى " الجاهلية الجهلاء " .......... وفيما يلى نعيد قراء هذه النصوص المستمدّة من تعاليم التلمود التى سبق أتينا على تفاصيلها عند الكلام عن المحور (3) : * يقول البروتوكول (3) " .. أن قوتنا تكمن في أن يبقى العامل في فقر ومرض دائمين لأننا بذلك نبقيه عبداً لإرادتنا." * يقول أيضاً: " إننا نحكم الطوائف باستقلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها " الضيق " و " الفقر " وهذه المشاعر هي وسائلنا التي نكتسح بها بعيداً كل من يصدوننا عن سبيلنا." * عن مبدأ التمكين: يقول ب (6) " .. سنبدأ سريعاً بتنظيم احتكارات عظيمة ـ هي صهاريج للثروة الضخمة ـ لتستقر من خلالها دائما الثروات الواسعة ( للأميين ) إلى حد أنها ستهبط جميعاً وتهبط معها الثقة بحكومتها.. وعلى الاقتصاديين الحاضرين بينكم اليوم هنا أن يقدروا أهمية هذه الخطة.. يجب إنهاء " الأرستقراطية " كقوة سياسية فلا حاجة لنا بعد ذلك.. فهؤلاء من حيث هم ملاك أرض ما أو أصحاب دخول من موارد ثابتة ما يزالون خطراً علينا لأن معيشتهم المستقلة مضمون لهم بهذه الموارد الثابتة لذا يجب علينا أن نجردهم منها بكل الوسائل.. وأفضل الطرق لبلوغ هذا الغرض هو فرض الأجور والضرائب العالية.. بمثل هذه الطرق سننزل بهذه المنافع إلى أحط مستوى ممكن من الدخل وسرعان ما سينهارون لأنهم بما لهم من أذواق موروثة يصبحون غير قادرين على القناعة بالقليل.. وفي الوقت نفسه يجب أن تكون سيطرتنا أقوى على الصناعة والتجارة.. وبهذه الوسائل يتحول المجتمع كله إلى مراتب العمال الصعاليك، وعندئذ يخرون أمامنا ساجدين ليظفروا بما نرمي لهم من فتات .!!!! "
* عن مبدأ الارهاب : تقول الموجهات : " العنف وحده هو العامل الرئيسى فى قوة الدولة " * الأسئلة الصعبة : والى هنا نذهب للأسئلة الصعببة , ونجملها هنا فى سؤالين , اثنين , فقط , ......... وقبل أن نبدأ بتوجيه هذين السؤالين هناك أمرين هامين لابدّ من الوقوف عندهما وهما : * الأمر الأول : أرجو أن أنتهز هذه الفرصة وأقول بكل الصدق والأمانة , ..... أننى عندما فكرت وأقدمت على اجراء هذا الحوار بمحاوره الثلاثة , لم أكن أقصد به الاّ وجه الله سبحانه وتعالى , ..... ولا شىء غير ذلك , ..... هذا أولا , ... أما دافعى الثانى هو الامتثال لقول رسولنا الأعظم عندما قال : " الساكت عن الحق شيطان أخرص . " * الأمر الثانى : لابدّ من القول , أن هولاء التلاميذ الذين أضطلعوا بتنفيذ هذه المبادىء بالصورة المعروفة , والتى تم عرض نزر منها أعلاه ,.... لم يكونوا أجانب عنا ,.... بل هم أناس من بنى جلدتنا , ... هم اخواننا , وعشيرتنا , وابناءنا , ..... اذا، نحن هنا فى معرض : " النصح , النصح " و " النصر النصر " ...... ولا شىء غير ذلك , ...من أخ , وأب , وعمّ , .......... وامتثالا ل. حديث : " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما , .. قالوا يا رسول الله , أرأيت ان كان أخى ظالما , ... فكيف أنصره ؟؟؟ ........ قال : تصدّه أو تمنعه , عن ظلمه . " ..... وحديث : " اذا تواجه مسلمان بسيفيهما , فالقاتل والمقتول فى النار , ... قالوا : يا رسول الله , هذا القاتل فما بال المقتول ؟؟ .... قال : انه كان حريصا على قتل صاحبه . " * " ....... اذن نحن نواجه أمرا فى غاية الخطورة , .... وتكمن خطورته هذه فى أنّه يتعلق : " بالمصائر "...... وهنا يجب أن يعلم الجميع أن أى تعليمات أو موجهات تدعو المسلم لبث الكراهية بين أفراد الأمة وشق صفوفهم , وغرس الفتن فيما بينهم , ....وتجعل من الدين مدار للتطاحن والاحتراب وكافة هذه الموبغات, .......... لابدّ أن تكون مستمدّة من تعاليم ليس لها أية علاقة من قريب أو بعيد بتعاليم أو موجهات الوحى السماوى , ...........ان مثل هذه التعاليم والموجهات , هى الأكثر التصاقا وانسجاما مع تعاليم وموجهات الشيطان , ...... عدو الله وعدو الانسان , ..... وهى تقع فى خط مجافى ومعاكس تماما مع كل الأديان السماوية , ..اذن الى متى ننتظر ؟؟؟؟ .... ....ألم يحن الوقت للاجابة على السؤال الصعب : " هل النظام القائم في السودان تحت حكم: " الإنقاذ " يحكم شعبه تحت دائرة إسلامية تمثل الوحي السماوي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كرسالة خاتمة وخالدة جاءت أصلا لإسعاد البشرية جمعاء. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .... وخاصة أن هناك , حيثيات تدفع لضرورة طرح هذا السؤال ,... والحصول على الاجابة لتبيان وجه : " الحق ولاشىء غير الحق " ....... وهذه الحيثيات هى :
(1) الاعلان للعالم أجمع – (بعد المفاصلة ) - أن الأب الروحى لهذه المدرسة الجديدة ما هو الاّ : " ماسونى " . ( اللقاء الجماهيرى للسيد الرئيس بمنطقة قرى عام 2004 . )
(2) البيان الصادر من مجمع الفقه السلامى الذى يوضح الرأى الشرعى فى فتاويه الشاذة . (3) وصمه لناس الحزب الحاكم ( بعد المفاصلة) فى مقابلته الشهيرة مع فضائية الجزيرة قائلا عنهم : " كسبوا الدنيا ونسوا الآخرة " ....... اذن ما معنى هذا , .... معناه أن ناس : " الانقاذ " ....... حقيقة فى ورطة كبيرة وخطيرة , ... ولكن لم يفصح لنا عن من كان وراء هذه المدرسة وهذه الموجهات التى أدت الى ادخالهم فى هذه الورطة الكبيرة والخطيرة . (4) تراجعه الأخير , واعترافه بعدم : " جهادية " حرب الجنوب . (5) ........... قوله متباهيا : " ان التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة " !!!!!!!!!! .... ما ذا يقصد بذلك ؟؟ ..... هل يعنى أن له درجة فى المعرفة تفوق معرفة النبى عليه الصلاة والسلام ؟؟؟...... وبالتالى يعنى رفع درجة خريجى مدرسته على خريجى مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم , .. وهم الصحابة رضوان الله عليهم أم ماذا ؟؟؟؟؟ ......( لابدّ من اجابة كافية شافية توضح هذه الامور وكافة هذه التساؤلات . !!!!!! )
(6) وهناك وقفة نقف بها أمام قولته الشهيرة عند ما تعرض لمحاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك واتهم بعض رموز الانقاذ بأن لهم ضلع فى تلك المؤامرة وأضاف أنهم فى سبيل التعمية وابعاد الشبهة عنهم : ( قاموا بتصفية جسدية لبعص المشاركين فى الخطة من أفراد أمن الانقاذ ) .......... والسؤال الملح هنا : " هل بمقدور أى مسلم أن ينفذ أمرا بقتل أخيه فى التنظيم دون اعتقاده أنه ينفذ أمرا دينيا , بحيث لا يخطر ولا يجول بخاطره أنّه ارتكب , أو اغترف ذنبا عظيما و جرما كبيرا , ... واذا كان الأمر كذلك فمن أين جاء هذا الاعتقاد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟........ اذن لابدّ من اجابة شافية !!!! (7) ............. الخ الحيثيات . * ألا يستوجب كل ذلك ويدعونا الى الرجوع, ومراجعة تامة وكاملة لتعاليم هذه المدرسة الجديدة , والتى أصبحت جملة موجهاتها وممارساتها المطبقة منذ قيام الانقاذ محل شبهة التفسير والتأويل الغير صحيح والضال والبعيد عن نصوص الشرع , ...... ومن ثم اللجو والاحتكام للكتاب والسنة , وذلك برفع الأمر برمته الى : " أهل الذكر " .... كى يضطلعوا بواجبهم الدينى المقدس نحو تبرأة ذمّتهم والصدوع : " باحقاق الحق وابطال الباطل " .... فى هذه القضية . ؟؟؟؟ * قضية هامة : نعيد للاذهان هنا قضية مهمة نوجزها فى الآتى : * انّ ظلم الانسان لأخيه الانسان موجود وممارس منذ أن وجد على ظهر هذه البسيطة , ......... ولكن هناك فرق كبير بين مسلم يمارس , الظلم وكافة الموبقات المنهية عنها شرعا, ...... وهو يعتقد فى صميم عقله , أنّه يتقرب الى الله بهذه الأعمال الممعنة فى قبحها وسوءها , ....بل يعتقد أن غيره من المخالفين له يستحقون كلّ ما أصابهم , ووقع عليهم من كافة أنواع الجور والظلم ,.......... وبين ذاك الذى يمارسها , وهو يعلم تمام العلم أنّه بعمله هذا يعد نفسه , مخالف تماما لتعاليم الرب , .. وانّه واقع فى الخطيئة ,..... فالأول يرى نفسه غير مخطىء , وأنه على حق فى كل ما اغترفه وارتكبه من جرائم ,.......... فهذه سوف تقف حائلا وسدّا منيعا بينه وبين الرجوع للحق والتوبة , ... لأنه لا يعتقد في نفسه الخطأ, ...........وأمثال هولاء اذا ظلوا فى حال غرورهم , وتكبرهم ولم يقيض لهم من ينقذهم ويصحح مسارهم فسيفاجئون ويجدون أنفسهم مع الذين قال الله فيهم : (( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون . )) ......... أما هذا الآخر الذى يدرك فى قرارة نفسه أنّه مذنب وعاصى ومخالف لتعاليم الرب , .... قد يجد من يدخل عليه بموعظة تخرجه مما هو فيه . .... ومن ثم يتدارك نفسه قبل المثول أمال الذى : (( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور . ))
* والى هنا نأتى للسؤالين الصعبين : * السؤال الأول : " ( هل يستساق عقلا أو يوجد على ظهر هذه البسيطة انسان عاقل وذو بصيرة , يعتقد أو يتصور , أن ينهض شخص متّهم بأنّه : " ماسونى " أولا " وخارج عن ملّة الاسلام بموجب فتوى مجمع الفقه الاسلامى " ثانيا " أن يضع خطة , يقوم بموجبها , بهذا العمل الصامت والدءوب , خلال ثلاث عقود ,.. فى انزال فكر جديد لشريحة من شباب الأمة ويعدّها , كى يرسى , أركان دولة تحكم باسم الرسالة الخالدة , وانزال الوحى المنزل على سيدنا , وحبيبنا , محمد صلى الله عليه وسلم , على الأرض كمثال حى يراه الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة التى أصبحت وكأنّها قرية واحدة , .......هل يجوز أو يعقل ذلك ؟؟؟؟؟؟ السؤال الثانى فى الأسطر السابقة تعرفنا خلال مرور سريع , على دولة الانقاذ منذ وضع بذرتها فى عام 1964 , ... مرورا بتعهدها والعناية بها خلال ثلاثة عقود , ثم عرجنا على مجمل حصادها منذ قيامها فى عام 1989 وحتى تاريخه وكان يتلخص فى الآتى : * ( ما تم فى بيوت الأشباح – عمليات الطرد والاحلال بالخدمة المدنية والعسكرية – الطريقة التى نفذت بها حرب الجنوب - وبالمثل الطريقة التى تعاملت بها مع تمرد دارفور ............. الخ ما أصاب البلاد والعباد من جراء تطبيق مبدأ : " التمكين " .... وتوابعه . ) . والسؤال الملح الذى يفرض نفسه موجه الى : اولا : الى المرجعية الدينية لدولة الانقاذ , .... نقول لهم أنّ ما ذكرناه آنفا هو ما وصل الى علمنا , .... مع علمنا وتأكدنا التام , أنّكم الأكثر علما ودراية , واحاطة كاملة بكل ما جرى خلال هذه الفترة المذكورة أعلاه , ....... وقبل ذلك وبعد ذلك علم الذى يعلم : (( خائنة الأعين وما تخفى الصدور . )) ثانيا : الى كل المرجعيات الدينية والهيئات والمنظمات الدعوية , وكل مراكذ التوجية والدعوة الاسلامية داخليا وخارجيا , ...... والسؤال هو : هل لهذا الذى ذكرناه , ونراه حادث وماثل أمام أعيننا , له علاقة بتعاليم وموجهات ديننا الحنيف , ..... وبالمثل هل له علاقة بتعاليم وموجهات الوحي الالهى المنزل من لدن أبو البشرية آدم عليه السلام , ... وحتي الرسالة الخالدة , ... المنزلة على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم , .. كرسالة خاتمة , ومكملة ومصححة لكل الرسالات السابقة لها , والتى جاءت أصلا لاسعاد البشرية جمعاء . ؟؟؟؟؟؟؟ فاذا كانت الاجابة بلا , .... فنحملكم المسئولية والأمانة كاملة أمام ربّ العزة للصدع بالحق وتبيان اذلك فيما يلى : (1) اعلان ذلك ليعلمه الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , .... ومن ثم تبرأت ديننا الحنيف وعدم اعطاء الفرصة , لأعداء الحق والدين ليكيدوا لنا بحكم انتساب هذا العمل لدولة ترفع رأية الاسلام . (2) توضيح الطرق الصحيحة والسليمة حسب الشرع المفضية لتصحيح المسار بالرجوع للحق وردّ المظالم كاملة غير منقوصة لأهلها . (3) توضيح الطرق الصحيحة والسليمة حسب الشرع لاعطاء الفرصة الغالية والثمينة المفضية للتوبه النصوحة لكل من شارك أو اغترف أو أتى اثما أو أى موبقة , ...أو انتفع ماليا وماديا من تعاليم وموجهات : " مبدأ التمكين "........ وذلك قبل الوقوف فى يوم : (( لا ينفع فيه مال ولا بنون الاّ من آتى الله بقلب سليم . ))