مع من مصطفى بيه ؟
5 November, 2009
تراسيم .
alzafir@hotmail.com
عبدالباقى الظافر.
alzafir@hotmail.com
خرج علينا الدكتور مصطفى عثمان ذات يوم ومن الرياض السعودية..بتصريح شغل الناس وقتا طويلا.. وفحوى رؤية المستشار ان الإنقاذ عندما هبت فجر تلك الجمعة المشهودة ..وجدت شعبنا شحاتا يتسول الأمم ..صحيح ان الأستاذ الجامعي و الذى أصبح سياسيا لا يشق له غبار في أيام الإنقاذ ..ابتلع بمهارة طبيب أسنان ذلك التصريح واتهمنا بعسر الفهم وترصد الهفوات وذلل اللسان .
ولكن كما يقول أهلي بأدنى النهر (احنا اولاد النهار دا) ..مصطفى عثمان من القاهرة المصرية يأتي بالمثير والعجب العجاب حينما يحدثنا عن حلايب السودانية ..تصريحاته الغريبة نقلها مشكورا زميلنا بهاء عيسى ..حسنا فعلت التيار وهى تجعل تصريحات المستشار في صدر صفحتها الأولى ..وحقيقة ان كلمات السيد مصطفى تستحق منشيتا اسودا ..وحدادا وطنيا يستمر أيام وليال .
في ندوة أمها جمع من المصريين والسودانيين ..تحدث مصطفى عثمان وقال فيما قال ان ليس في أجندة زيارته للقاهرة مشكلة حلايب ..لم استغرب لذلك لان حلايب ليست في أولويات حكامنا ..سيثبت لكم ذلك مستشار رئيس الجمهورية والقيادي البارز بالحزب الحاكم مصطفى عثمان.
يقول مصطفى عثمان ان الحكومة السودانية لم تكن من وراء قرار جعل حلايب دائرة جغرافية ..ويمضى فيما يشبه الاعتذاران ذلك القرار اتخذته مفوضية الانتخابات ..والحقيقة ان مفوضية الانتخابات لم تفعل ذلك إلا اثر طعنا تقدم به نساء ورجال من شرقنا الحبيب ..كان يمكن لمستشارنا ان يكون أكثر صلابة ويقول حلايب دائرة انتخابية مثلها مثل جوبا أو شندى أو شنقل طوباى .
مضى مصطفى عثمان إلى أكثر من ذلك حينما قال ان حكمة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر جنبت مصر والسودان حرب حينما دفع رئيس الوزراء الأسبق عبد الله خليل بقوات سودانية لحماية ترابنا الوطني في حلايب ..بالطبع حكمة عبد الناصر يوازيها تهور عبد الله خليل .
لم يتوقف المستشار مصطفى عثمان عند هذا الحد ودافع عن أطروحته فى جعل حلايب منطقة تكامل بين مصر والسودان ..يرى المستشار ان السودان بحدوده الواسعة والممتدة لا يمكن حماية ترابه الوطني بالقوة المسلحة ..منطق قريب ..هل إذا نازعتنا إثيوبيا في (قضارف ود سعد) نجعلها منطقة تكامل .. وإذا ادعت اريتريا سيادتها على كسلا جعلناها سوقا مشتركة .. وهل صحيح إننا عاجزون عن حماية ترابنا الوطني ..والصرف على الأمن يلتهم ثلث ميزانيتنا .
لم يكتفي مصطفى بموقفه المهادن ..بل حث جموع الصحافيين والإعلاميين بمراعاة حساسية موضوع حلايب ..وبشرنا ان قواتنا المسلحة تعيش في (سلام ) مع الجيش المصري في حلايب .
ما قدمه مصطفى عثمان في ذلك المنتدى يصلح (عرضحال) لاستقالة حكومة ..أتمنى ان نسمع تفسيرا رسميا من الحكومة السودانية لهذه المواقف المتخاذلة ..ما قاله المستشار مصطفى عثمان لا تجبه إلا الإقالة .