بائعات هوى !! … بقلم: عبد الباقي الظافر

 


 

 

 

تراســـيم

alzafir@hotmail.com

 

 

 

سُئل الوزير الأستاذ عبد الباسط سبدرات عن ماضيه اليساري ..بعد أن أصبح مخرجا كبيرا في مسرح الإنقاذ ..رد الوزير رداً جميلاً وقال "لن أبصق على تاريخى السياسي " .ولم يزد على تلك العبارة .

 اللواء الهادي بشرى ..مسئول الأمن الرفيع في حكومة الإمام الصادق المهدي ..وأول من خرج على الإنقاذ معارضاً تحت لافتة القيادة الشرعية للقوات المسلحة ..عاد إلى الخرطوم في جوف طائرة خاصة ..وتحوّل من معارض شرس إلى ولي حميم لحكومة المشير البشير ..ولكنه رفض أن يفصح عن أسرار المعارضة بقاهرة المعز .. وقال تلك أسرار أنا عليها حفيظ مكين .

 زميلنا الدبلوماسي الإعلامي محمد محمد خير ..انتقل ذات النقلة .. وتحوّل من كادر وسيط بحزب الأمة القومي .. إلى دبلوماسى رفيع في كيان الإنقاذ ..وأصبح بين ليلة وضحاها من المدافعين عن حكومة الخرطوم ..وقبل ذلك كان معارضاً يجوب الآفاق ..ويتنقل بين المدن.

محمد محمد خير أصبح يقتنص كل مناسبة لتأكيد الولاء وتجديد البيعة لأهل الشوكة في الخرطوم ..وفي اطلالته الجديدة في الزميلة الرأي العام ..وفي معرض ذكرياته عن أيام سجن كوبر ..أوضح أنه وزميل له كانا يعجبان من رفقاء السجن الذين كانوا بالأمس حكاماً .. وأنا اتّفق مع أخي محمد خير ..وإن كان استغرابي يشمل أولئك وهؤلاء .

 ليت ملحقنا الإعلامي محمد محمد خير قد توقف عند هذا الحد.. ولكن أوغل في منطقة عالية الحساسية ..حينما زعم أن بعض بائعات الهوى ..قد هجرن الخرطوم والتحقن بالمعارضة في قاهرة المعز ..وقال إن هجرة أولئك النسوة كانت من أجل الحفاظ على (المهنية ) .

 بداية يطعن الأخ الكريم من حيث لا يحتسب في الكيان الذي كان فيه من الفاعلين ..وبما أنه لم يترك التجمع الوطني بناءً على هذه الحيثيات ..فهو على أقل تقدير قد تعايش مع هذه الممارسة الغريبة . كذلك زعم المعارض السابق يحرج نساء أكارم خرجن على الإنقاذ دفاعاً عن مبادىء سامية ..ولكن غبار الأستاذ محمد خير يضعهن في موضع الاشتباه .

 كذلك أفلح الملحق الإعلامي محمد خير في أن يصور الخرطوم كمدينة فاضلة كما يتوهم بعض سادتها ..يضطر بعض مفسديها للهجرة إلى الخارج ..ولكن أن تكون العاصمة المنتقاة هي القاهرة.. فهذه سقطة دبلوماسية وإساءة لجارة شقيقة ..ربما تحتاج الى اعتذار رسمي.

 من حق أي معارض ..أن يتحول إلى موالٍ .. ولكن دون أن يضطر إلى (البصق ) على تاريخه السابق

 

آراء