عثمان حسين الفنان الانسان

 


 

 

 

فى هذة الايام تمر ذكرى عثمان حسين الذى اسعد الملايين بفنه

وتعود معرفتى بعثمان الى يوم لقائى مع الاخ وصديق ايام الصبا حسين بازرعة على موعد فى مقهى بسوق الموية بامدرمان وكان بازرعة طالبا بمدرسة وادى سيدنا الثانوية وكنت طالبا بحنتوب وعندما التقينا ابلغنى حسين انه على موعد اخر وبعد فترة حل ضيفه وقدمنى له كفنان جديد كسعطيه اغنية نظمها ولم اعجب فقد عرفت حسين وهو مهتم بالشعر ومداوما على قراءة مجلتى الاداب والاديب اللبنانيتين وشعر نازك الملائكة

بعد المجاملات قام حسين باعطاء الضيف عثمان االقصيدة وكانت القبلة السكرى التى كانت من روائع حسين وافترقنا واخبرنى حسين لاحقا ان الضيف يعمل ترزيا افرنجيا بمحلات الترزى الافرنجى شبير قلة ولحن عثمان الاغنية وابدع وكنا نستمع اليها بصوت حسين فى فرح الاخ حسن نقيدى.

 

ومرت الايام وكان لقاؤنا فى منزل المرحوم الفنان عبدالعزيز محمد داؤد عندما ذهبت مع ابن خالى عبدالكريم الكابلى لجضور حفل قيدومة زواج ابنة عبدالعزيز وكان الحضور يتكون من الفننانين احمد المصطفى وحسن عطية والتاج مصطفى وعثمان حسين  وعبدالدافع عثمان وعبيد الطيب واخرين والعازفين محمد عبالله عربى ومحمدية والاستاذ  برعى وكانت ليلة من ليالى العمر استمرت حتى الصباح ودار فى نهايتها نقاش طويل حول حقوق الفنانين والشعراء القانونية وذكرت لهم ان قانونا لحماية الملكية قد صدر وبقى تعيين المسجل ليصبح نافذا واقترحت ان نلتقى فى اليوم الثانى للذهاب الى الصديق بونا ملوال لاصدار الامر وفى اليوم الثانى حضر عثمان حسين وحده وقابلنا الاخ بونا الذى اصدر الامر  وحيث ان احد عملائى يملك محلا لبيع  الاشرطة فقد اخترحت على عثمان التعاقد معه لضمان حقوقه فرحب بالفكرة وذهبنا الى دكان الاخ عبدالوهاب بعمارة ابوالعلا الجديدة  وتم اتفاق مبدئى وبقى تحديد النسب لالاطراف وللاسف لم يتفق الطرفان على نسب معينة وفشل الاتفاق ولكن كانت المناسية لتجديد الصلة واصبحنا تلتقى يوميا وفى يوم دعانى الى العشاء بمنزله حيث التقيت بعائلته وتمتعت بكرمها ويسهرة رائعة

واستمر لقائنا حتى مغادرتى الى لندن وعندما حضر اليها للعلاج حرصت على الذهاب اليه فى شقته بصحبة زوجتى الدكتورة صفية صفوت وكان برفقته  ابنه واطمانيت علبه وودعته على امل ان التقى به عند حضورى للخرطوم ولكن وقع المقدر وفقدت عثمان الفنان الانسان وبقى فنه الاصيل يطرب الملايين وذكراه العطرة نذكرها دائما الا رحم الله عثمان حسين واتمنى لصديقى واخى ورفيق صباى حسين بازرعة الصحة والعافية

Shawgi Halloul [shawgi.halloul@googlemail.com]

 

آراء