اليوم الأول لإستفتاء جنوب السودان: الحركة الشعبية: ولا صوت يعلو فوق الإنفصال

 


 

صباح موسى
9 January, 2011

 



الخرطوم " أفريقيا اليوم " صباح موسى sabahmousa@hotmail.com
حتي اللحظات الأخيرة قبيل توجه الجنوبيين إلي صناديق الإستفتاء للتصويت علي تقرير مصيرهم اليوم، لا تزال  الحركة الشعبية لتحرير السودان تمارس ضغوطا وقمعا  للحريات لأي شخص أو جهة أو حزب يدعو للوحدة، فالحركة رغم مايبدو على السطح من أنها تسعي إلي أن  تلملم النسيج الجنوبي بإقامة مؤتمر للحوار مع القوى الجنوبية السياسية المعارضة، ومفاوضات للصلح قبل أيام مع معارضيها العسكريين, إلا أنها في الحقيقة لا تسمح بأي صوت يعلو فوق صوت الإنفصال، فهناك أصوات كثيرة في الجنوب تؤيد الوحدة، ولكنها لا تستطيع أن تعلن ذلك جهرا، خوفا من البطش، حتى على مستوى الأفراد إذا قال أحدهم أنه يؤيد الوحدة فيطلب عدم ذكر إسمه خوفا من الإضطهاد، وهناك تيار داخل الحركة الشعبية يريد أن يظهر أن الجنوب قادر على الوحدة بين أبنائه، وأن الحركة في إستطاعتها تحقيق ذلك، وقام هذا الفريق بالوساطة مع " جورج أطور" الخارج عن الجيش الشعبي، ووقع ممثل له مع " د. رياك مشار" نائب رئيس حكومة الجنوب قبل أيام على إتفاق يقضي برجوعه للحركة الشعبية.

 "أطور" وبعدما أعلن عن موافقته للإتفاق إلا أنه أدرك بعد أيام أن الأمر غير جاد من جانب الحركة، وأكدت مصادر لنا من داخل الحركة – فضلت عدم  ذكر إسمها- بأن  أتباع سلفاكير يعتبرون هذا الإتفاق  في مصلحة  " مشار",  ذلك أن هناك صراع خفي بين   قائدي الحركة الشعبية " سلفاكير" و" مشار"   على قيادة مستقبل الحركة سوف تكشف عنه الأيام بعد إنفصال الجنوب.

القوى السياسية الجنوبية من جانبها تجاري على مضض الحركة الشعبية لحساسية الظرف ولتأكدها أن الإنفصال قادم لا محالة, وفي هذه الحالة ليس لديهم سوى الجنوب ملجأ، ولذلك تقبل كل دعوات الحركة للحوار وهي متأكدة من أنه " تكتيك "   من جانب الحركة تريد أن تعبر به  الإستفتاء، حتى تظهر للعالم كله أن الجنوب موحد..

وكشفت مصادر من جوبا لـ " أفريقيا اليوم" www.africaalyom.com
 إن مفوضية الإستفتاء بجوبا كانت تنوي عمل لقاء بين الحركة الشعبية ومعارضيها من الأحزاب السياسية مساء أمس الأول في وجود وسائل الإعلام، لنقل صورة إلي الرأي العام العالمي بأن الجنوب موحدا  في  هذه الأيام الدقيقة من تاريخه, إلا أن المعارضة لم تجاري هذا الطرح، واتهمت الحركة بالإضطهاد والمنع, فسارع  القائمون على اللقاء  إلي حجب وسائل الإعلام عنه, لأنه يأتي في غير الصالح.
كما كشفت المصادر عن اتهامات من الأحزاب للحركة الشعبية بالقمع وتقييد الحريات, وقالت أن ممثلي الأحزاب الجنوبية ذكروا في اللقاء أن الحركة تريد أن تتستر على المشاكل ليمر الاستفتاء بهدوء, مثل مشاكل جيش الرب  الذي أصبح نشطا بالاستوائية, وشككت المعارضة – وفق المصادر- في نزاهة مفوضية الإستفتاء بالجنوب، مؤكدة  أنها تؤيد الانفصال ، كما اتهمت الأحزاب الحركة بأنها تريد أن تجعل من نفسها أسطورة, وأوضحت انها تريد بناء دولة ضد التمييز العنصري الذي تريده الحركة كما أفادوا.

وتساءل ممثلو الأحزاب الجنوبية المعارضة عن مصير (10) ملايين دولار جاءت كدعم لحملات الاستفتاء؟ مشيرة إلى أن الحركة أخذت منها (5) ملايين دولار بمفردها، ووزعت على باقي الأحزاب جميعها (3) ملايين، مشيرة إلى أن هناك  (2) مليون دولار لم تكشف الحركة عن مصادر صرفها.

اتصلنا بأحد قادة الجنوب المعارضيين للتعليق على الأمر، رفض الحديث، وعند سؤاله عن الأوضاع والحريات بالجنوب مع الإستفتاء قال أنا معكم بالشمال، ولا أعرف ماذا يجري بالجنوب، في إشارة إلى أن الرجل لديه الكثير من  المؤاخذات على الحركة الشعبية، إلا أنه يحاول أن يبقي شعره معها خاصة وأنها سوف تتولى مقاليد الأمور في  دولة الجنوب في الأيام القليلة المقبلة، كما رفض القائد الجنوبي الإعلان عن موقفه وما اذا كان هو  شخصيا مع الوحدة أم الإنفصال، وقال سأصوت اليوم بالخرطوم لأني سجلت بها.

وقال أفراد من "طائفة شهود يهوه" بالجنوب أنهم يتعرضون في بلدة صغيرة في جنوب السودان لمضايقات، وأنهم طردوا وأحرق مكان للعبادة خاص بهم بعد أن اتهموا بأنهم طلبوا من الناخبين مقاطعة الإستفتاء على انفصال جنوب السودان ، وذكر أعضاء في الطائفة وهي أقلية مسيحية صغيرة أن الطائفة اتهمت دون وجه حق بمنع أتباعها من المشاركة لاعتبارات دينية في الإستفتاء الذي يجري اليوم والذي من المرجح أن يؤدي إلى إنفصال جنوب السودان.

 إلى ذلك تتعرض حكومة الجنوب لإتهامات بإنتهاك حقوق الانسان بما في ذلك مضايقة الصحفيين وأعمال ترويع وتزوير واسعة النطاق أثناء الإنتخابات العامة التي أجريت في أبريل نيسان الماضي ،  وقال "تبان جامبا ليمي" أحد أفراد شهود يهوه المقيم في جوبا أنه في ساعة متأخرة يوم الجمعة اتهمت حكومة الجنوب أشقاءنا هناك بأنهم يتنقلون من بيت الى بيت طالبين من الناس عدم تسجيل أنفسهم وعدم التصويت، وأضاف انها مجرد إدعاءات والحكومة أخذتها مأخذ الجد ... بالنسبة لشهود يهوه فان كل فرد مسؤول عن أن يصوت أو لا يصوت ... لا نملي على شهود يهوه جميعهم عدم التصويت."

 كما إعتقلت الشرطة في يامبيو عاصمة ولاية غرب الإستوائية الجنوبية إثنين من أعضاء شهود يهوه ثم أفرجت عنهما في وقت لاحق و أحرقت دار عبادة في أول يناير الجاري على "أيدي محليين... حرضتهم الحكومة" على حد قول ليمي، مضيفا أن أعضاء شهود يهوه الكينيين طردوا من المنطقة وأعلنت الحكومة المحلية من خلال الإذاعة حظر جميع أنشطة الجماعة في الولاية.

وكان مراقبون دوليون من مركز كارتر في بيان الشهر الماضي قد أعلنوا  أنهم "يشعرون بقلق من أن الخطاب الترويعي السائد في ولاية غرب الإستوائية موجه لطائفة شهود يهوه."، ودعا المركز كافة الأطراف في غرب الاستوائية إلى إحترام حق جميع الافراد في المشاركة أو الإمتناع عن المشاركة في عملية الاستفتاء."

 

 

آراء