(كلام عابر)
حفلت الأيام الماضية بعدد ضخم من التصريحات والكلام المجاني لأجهزة الإعلام من عدد من المسئولين ، ليس فيها ما يبعث عل التفاؤل.
• السيد وزير التربية الجديد الذي ظهر حديثا تحت الأضواء أفتى بأن علاج كل مشاكل الخدمة المدنية والنهوض بها يكمن في نهج الدفاع الشعبي ولم يوضح كيف يكون ذلك ، وبغض النظر عن تخصص سيادته أو اختصاصه ، أخشى أن نكون قد عدنا من جديد لحالة الفوضى العارمة التي اجتاحت الخدمة المدنية في سنوات حكم دولة الانقاذ الأولى. في تلك السنوات صرح وزير ذو علاقة بالخدمة المدنية أن الخدمة المدنية في السودان منحازة لله سبحانه وتعالى.
• السيد عبدالله مسار وزير الإعلام بشر في بداية ولايته بعهد جديد من الحريات المكفولة للجميع وعلى وجه الخصوص حرية الصحافة ولكنه وقف عاجزا عند أول اختبار حقيقي لصدقية كلماته فبرر تعطيل صحيفتي "ألوان" و"رأي الشعب" ووضع يد جهاز الأمن على أصولهما بأنه إجراء مؤقت مما يوحي للمتلقي أن سيادته ما زال يغرد خارج السرب.
• السيد عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع بشر مواطنيه بأن السودان ما عاد في حاجة لاستيراد السلاح لأنه استطاع تصنيع طائرة تطير بدون طيار وشاركت هذه الطائرة في معرض دولي للطيران وأحسبه يشير لمعرض دبي الدولي. هل تمت تجربة هذه الطائرة على سواحل البحر الأحمر حيث تطير في أجوائها طائرات الدول بدون طيارين وتقوم بطلعاتها المتكررة ، أم أنه ما زال محتفظا بحق الرد؟
• السيد كرم الله عباس والي القضارف لم ينضب معينه من المفجآت والتصريحات النارية التي تجتذب الأضواء. شن سيادته هجوما عنيفا على وزراء المالية الاتحاديين لأنهم حجبوا عن ولايته الدعم المالي المخصص أو الذي كان يجب أن يخصص لها قرابة السنتين. تري هل هي مقدمة صراع قادم أم إنعكاس لصراع دائر الآن فعلا وراء الكواليس ؟
• الإيجابي نوعا ما في هذا المولد الكلامي هو ما أعلن عن (مشروع) لتخصيص سيارات جياد لشغلة المناصب السيادية (أو الدستورية) بدلا من سياراتهم الفاخرة التي يستخدمونها الآن وتخفيض عدد السيارات المخصصة لكل واحد منهم إلى سيارة واحدة وكذلك تخفيض كمية البنزين المخصصة لكل سيارة. ورغم وجاهة التوجه لو نفذ فعلا، فإن الفتق دائما يتسع على الراتق.
(عبدالله علقم)
Khamma46@yahoo.com