الليلة البشاير جات: صديق الضرير أول الفائزين: وإعلان أفضل جمعية تحفيظ للقرآن. بقلم: د. عثمان أبوزيد
د. عثمان أبوزيد
1 August, 2012
1 August, 2012
أصدق وصف للشيخ البروفيسور الصديق محمد الأمين الضرير هو ما جاء في مقدمة (بروشور) عن فوزه بجائزة البركة للاقتصاد الإسلامي لهذا العام 2012م. قالت المقدمة إن الشيخ يعمل على إخفاء نفسه حتى يجد الوقت الذي يستثمره في إبراز حكم الشريعة!
بقدر ما سررت بفوز هذا العالم السوداني بهذه الجائزة الرفيعة، كانت دهشتي من عدم شيوع هذا الخبر. والشيخ الصديق شخصية علمية بارزة، نال من قبل جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية عن كتابه "الغرر وأثره في العقود في الفقه الإسلامي"، وهو كتاب ذاع صيته بين الفقهاء قبل استحقاقه الجائزة العالمية. ونال الشيخ جوائز من السودان منها نجمة الإنجاز وجائزة الدولة التقديرية.
لقد استحدثت ندوة البركة التي تعقد سنوياً في الأسبوع الأول من رمضان بمدينة جدة جائزة الاقتصاد الإسلامي لأول مرة في هذا العام، وقررت اللجنة المنظمة للجائزة أن يكون فضيلة الشيخ أول الفائزين بها.
ويملؤنا الفخر والاعتزاز بمثل هذه الإنجازات من علماء السودان الذين يصنعون الحياة، وهي محطة للتزود بالتفاؤل والأمل في المستقبل وسط أجواء لا تسر في المحيط السياسي والاقتصادي حيث يتربص بالوطن بعض أبنائها ممن يجترحون آثام التآمر مع الأجنبي ويمارسون القتل والتدمير والخروج على القانون.
يحكي لي أحد شهود الإعلان عن الجائزة أنه كان يجاور أحد الإعلاميين حين تم إعلان اسم الفائز، فاستخف صاحبنا بهذا الذي ظهرت صورته بعمامة سودانية، غير أنه لم يلبث أن توقف عن الكلام حين استمرت المنصة في ذكر مبررات استحقاق الجائزة وسرد السيرة الشخصية. ولو أن الشيخ الضرير كان ضارب طبل أو أحد الراكضين في الأولمبياد لسبح بحمده الإعلام ...
ومحطة أخرى ملأتنا بالفخر، هي اختيار جمعية القرآن الكريم بالسودان أفضل جمعية تحفيظ للقرآن الكريم، وذلك في الحفل الذي أقامته الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابع لرابطة العالم الإسلامي.
وكنا حضوراً في هذا الحفل البهيج بمدينة جدة، وجاء في مبررات الترشيح أن هذه الجمعية لها حلقات في (17) ولاية بالسودان، بلغ عددها (2165) حلقة، إلى جانب أعمال الجمعية المتمثلة في المسابقات، وإشراف وتنفيذ جائزة الخرطوم الدولية لعدة دورات، وإنشاء إذاعة الفرقان، وتميز العمل التنظيمي والإداري داخل الجمعية.
إنني بهذه المناسبة أهيب بوسائل الإعلام لدينا أن تلتفت لمثل هذه الأخبار المبشرة، على الأقل لتقيم شيئاً من التوازن مع ما يملأ نفوسنا غماً وكآبة في أخبار من قتل ومن انفجر!
osman abuzaid [osman.abuzaid@gmail.com]