د.غازى صلاح الدين: كيف تكونوا البديل الأمثل ؟
سيد الحسن
28 October, 2013
28 October, 2013
بسم الله الرحمن الرحيم
جرت العادة عند عامة الناس التفكير واتخاذ القرار فى بعض الأمور سرا , والاحتفاظ بها سرا خاصة التى تكون مخالفة للقناعات وأيمان الفرد بها وعدم تقبل المجتمع لها. لكن فى بعض الظروف الخاصة يتطلب التفكير جهرا و أعلان القرار المخالف للقناعات والأيمان جهرا منعا للكوارث السلبية للاحتفاظ بها سرا .
رغما عن قناعتى أن الحل الأمثل للخروج من الهوة العميقة التى أطيح فيها وطننا هو التوافق بين كل ألوان الطيف السياسى (كوديسا جنوب أفريقيا التى ظل ينبح بها الأمام الصادق لأكثر من ثلاثة سنوات). ألا أن تعنت المؤتمر الوطنى وأصراره بتسمية الأشياء بغير مسمياتها (توافق وطنى ما هو معانا أحزاب معارضة فى الحكومة). وردة فعله تجاه الاحتجاجات الأخيرة بتقتيل أكثر من مائتين من المتظاهرين تفرق دمهم بين مليشيات وقوة مسلحة غير الشرطة والقوات المسلحة وباعتراف الحكومة. وردة فعل الحكومة على مذكرة الـ 31 والتى أودت بفصل 3 قيادات عليا من كوادر الإسلاميين . وردة فعل القيادات المفصولة بتكوين حزب جديد . مع وجود أحزاب معارضة مهترئة كالثوب البالى . كل هذا جعلني ويجعل معظم السودانيين يفكرون جهرا بالبديل الأنسب لحكومة المؤتمر الوطنى وأن لم يكن متطابقا مع قناعاتنا وموروثاتنا .
برغم عدم انتمائي فى يوما من الأيام لأى من أطياف أسلامى السودان بمسمياتهم المختلفة (جبهة ميثاق – أخوان مسلمين – جبهة أسلامية – مؤتمرات شعبى ووطنى) . أوجه هذه الرسالة الى د. غازى صلاح الدين وحسن عثمان رزق وفضل الله أحمد عبد الله (المفصولين من المؤتمر الوطنى) ومجموعة الإصلاح ممن لم يتراجع منهم تحت التهديد والوعيد خلف الأبواب المغلقة و ترشيدهم للطريق الصحيح حسب ما ينشر لأجهزة الأعلام.
أوجه هذه الرسالة الى د.غازى صلاح الدين ومجموعة أصلاحه, أوضح فيها لماذا هم البديل الأمثل, والمطلوب منهم كبديل أمثل الآتى :
أولا : لماذا مجموعة الإصلاح هم البديل الأمثل ؟ :
(1) حسب ما وضح د. غازى فى أحد الحوارات الصحفية أن مجموعتهم اكتسبت خبرة, لا يشك فى ذلك أحدا حيث توفرت لهم خبرة تنظيمية قبل الإنقاذ وتنفيذية بعد الإنقاذ مهما كانت سلبياتها تعد خبرة بالمفهوم المهني.
(2) معظم ما ورد فى مذكرة المجموعة متماشيا مع أهداف المطالبين بإسقاط نظام المؤتمر الوطنى .
(3) المجموعة هى الأقدر والأكفأ لتنفيذ المطلوب منهم لإسقاط الحكومة لما تمتلكه من معلومات عن من يرغبون فى إزاحة النظام من القوات المسلحة.
(4) المجموعة تعلم تمام العلم من هو جاهز من الصامتين داخل كوادر المؤتمر الوطنى للوقوف للإصلاح وضد الفساد , ولخوف وحسابات أخرى سكتوا.
(5) المجموعة تعلم تمام العلم خطط المؤتمر الوطنى والتى واجهتنا منها خطة (أ) وخطة (ب) التى أودت بأرواح أكثر من 200 من الشباب.
(6) المجموعة تعلم وتمتلك مستندات جل أن لم يكن كل ما أقترفه نظام الإنقاذ من تعدى على المال العام وأماكن تواجده حاليا وطرق استردادها.
ثانيا : المطلوب منهم كبديل :
دون لوم على بقية الشعب السوداني ,حيث أنه (وباعترافكم والمجموعة) أن الكوادر الإسلامية المتمثلة فى المؤتمر الوطنى تحدثت باسم الإسلام وفعلت ما لا يرضى الله والرسول عليه أفضل السلام . الالتفاف حول تنظيمكم يتطلب الصدق فى الأفعال وتطابقها مع الأقوال ومنذ البداية . حيث لا يكون بعد فترة مذكرتكم السيد المشهورة من أخوات خطاب ثورة الأنقاذ فى 30 يونيو 1989. الصدق المطلوب ليس كما ورد فى مذكرتكم كشف البعض من أفعال المؤتمر الوطني وإمساك البعض للتهديد. ( حوار ود إبراهيم مع أحمد إبراهيم الطاهر وتهديده بأنه سوف يملك الرأي العام ما ابلغه أحمد إبراهيم الطاهر عن لمن تتبع المليشيات التى قتلت المتظاهرين).
وحيث أن خطابكم اسلامي يجب أتباع شرع الله وسنة رسوله عليه أفضل السلام . حيث ورد :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حَمْزَةَ فَرَآهُ صَرِيعًا، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا كَانَ أَوْجَعَ لِقَلْبِهِ مِنْهُ، وَقَالَ: "وَاللَّهِ لَأَقْتُلَنَّ بِهِ سَبْعِينَ مِنْهُمْ"، فَنَزَلَتْ: )وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِين( .
بناء على ما ورد بالآية (ودون خوف من التصفيات واستشهادكم حيث أن معظمكم ظل يطلب الشهادة منذ الجهاد فى جنوب السودان حسب أعلام حزبكم السابق , وأن الشهيد فى قولة الحق والوقوف معها فى هذا الظرف المفصلي سوف لن يصبح فطيسة كما سماها شيخكم السابق حسن الترابى) المطلوب منكم :
(1) الوصول الى السلطة بأى وسيلة ترونها مناسبة وعلى أسوأ الفروض مثلما وصلوا اليها.
(2) الجلوس على السلطة بفترة محددة سنة كفترة انتقالية لتنفيذ بقية المطلوبات منكم , بعدها تسلم السلطة لحكومة منتخبة تعمل على وضع الدستور الدائم للبلاد وتباشر عملها كحكومة منتخبة . وتجميد قانون الولايات والعمل بموجب الأقاليم الإدارية ما قبل 30 يونيو 1989 منعا للترهل الدستوري وتخفيفا على الميزانية العامة. على أن يكون دخول حزبكم الانتخابات دونما أى استغلال لفترة لجلسوكم على سدة الحكم أو بميزة حصرية.
(3) تشكيل لجنة سلام تشكل من كل ألوان الطيف السياسي ومنظمات المجتمع المدنى للتفاوض مع حملة السلاح بغرض الوصول لاتفاق سلام ثابت , والتزامكم بالتنفيذ الكامل لكل ما يرد فى هذه الاتفاقيات فى فترة توليكم السلطة.
(4) تشكيل لجنة أصلاح اقتصادي من المتخصصين من كل السودانيين بالداخل والخارج دونما أى اعتبار للون السياسي لوضع خطة أصلاح للاقتصاد ووضع الحصان أمام العربة لبداية أصلاح فعلى لا صوري. والتزامكم بالتنفيذ الكامل لكل ما يرد فى الخطة. وردع أى جهة تعرقل تنفيذ الخطة خلال فترة توليكم السلطة.
(5) تشكيل لجنة من المتخصصين من كل السودانيين بالداخل والخارج دونما أى أعتبار للون للتفاوض مع دولة جنوب السودان ووضع أسس التعاون بين الدولتين لتحقيق استقرار اقتصادي وأمنى وسياسي بين الدولتين كأساس لخروج الدولتين من مشاكلها الاقتصادية الناتجة عن سياسات التخبط والانتقام طيلة الفترة من توقيع اتفاقية نيفاشا وحتى تاريخ اليوم.
(6) الكشف بالتفصيل عن كل المليشيات ولمن تتبع ومحاكمة القائمين عليها , بما فيها المليشيات التى قتلت المتظاهرين , دونما إنكار لمعرفتكم بها حيث ذكرها ود إبراهيم لرئيس لجنة محاسبتكم؟ وتجريدها من كل أسلحتها.
(7) القصاص الفردى من كل كادر مؤتمر وطنى قتل أحدا بصورة مباشرة (دون ضحايا الحروب). وبمحاكم خاصة كتلك التى حكموا فيها بالإعدام على مواطنين بسبب امتلاكهم العملة فى أوائل التسعينيات. أما قتلى الحروب فالتعاون مع محكمة الجنايات الدولية سوف يخفف بعض العبء عليكم , ويجب العمل على منح التعويضات المجزية للمتضررين من الحروب.
(8) استرداد المال العام المنهوب و وبمحاكم خاصة كمحاكم العدالة الناجزة وأنتم أعلم بها حيث كنتم جزء من النظام. ملاحقتها دوليا لاستردادها ومحاكمة المستولين عليها. وبيع كل العقارات التى تعلمون أنها بنيت من مال عام أو استغلال سلطة من اخوة الأمس , وإيرادها والمسترد من المنهوب من المال العام , وحسب اعتقادي أنها سوف تحقق دعما الميزانية أكبر بكثير من العائد من تطبيق الإجراءات الاقتصادية الأخيرة بما فيها رفع الدعم عن المحروقات .
حسب تقديرى أن قيامكم بكل أو جل ما ذكرت أعلاه سوف يجعل كل الشعب السودانى يلتف حولكم . وما عدا ذلك سوف تضعوا أنفسكم فى موضع الشكوك فى أنكم تقومون بتنيفذ سيناريو مكمل للحلقات السابقة من سيناريوهات الإسلاميين وخططهم . وسوف يتساقط بعض منكم ومن يدعموكم الواحد تلو الآخر وهذا ما يعمل عليه المؤتمر الوطنى الآن من تهديدات (وربما تصل للتصفيات) أو الإغراءات بشىء من السلطة والمال. وسوف يقف ثلاثتكم ومن معكم ندامى على عمركم الذى أفنيتموه مع فئة ظالمة فاجرة تاجرت بأسم الدين وبأسم الحركة الإسلامية , حسبما أوضحتم فى تصريحاتكم وأوضح المرحوم يس عمر الأمام أنه يستحى أن يقول أنه ينتمى للحركة الإسلامية.
أما أذا سرتم على طريق الأولين منكم من المنشقين (ناس خلوها مستورة) أو وضعتم يدكم بيدهم (المؤتمر الشعبى) فأن الطوفان قادم على الجميع وسوف لن يسلم منه الكبير أو الصغير من الشعب السودانى (مهما اختلفت السيناريوهات) وسوف لن تسلموا بقفزكم من السفينة الغارقة. ويجب الأخذ فى الأعتبار أن الوضع الحالى لا يسمح بأى مواقف أو مقترحات رمادية (أما أبيض أو أسود) بعد دفع عربون الثورة أرواح أكثر من مئتان من الشباب.
نسأل الله التخفيف والهداية
سيد الحسن [elhassansayed@hotmail.com]