بلف النشر …. دعوها … فهى مسحورة !

 


 

 

كما توقّعنا تماماً ، فجـأة إنخفض ( تيرمومتر ) النشر المأذون والمُبرمج والمسموم ، لقضايا الفساد والإفساد ، بعد أن أزكمت رائحتها النتنة الأُنوف ، و " إنكسر المِرق ، وإتشتّت الرصاص " ، و شاهدنا فى المسرح المُضاء - مع الجمهور - مُسلسل إغلاق  (بلف ) و ( ماسورة ) ملفّات الفساد ، وإغلاق صحيفة " الخال الرئاسى "، وبيانات الرئاسة و جهاز الأمن ، وأحاديث وتهديدات وزير الإعلام ، أحمد بلال ، ومن قبل وفى ذات الإطار ، كانت النيابة ، بالمرصاد ، بأوامر " يُحظر من النشر" ، لحين الإنتهاء من التحقيق ، فى ملفات بعينها ، مرتبطة ( حصريّاً ) بفساد الكبار، بذريعة أنّ النشر يُعيق سير العدالة !. وها نحن ندخل عصر ( التحوُّلات الكُبرى )، وفى مقدمتها ، تحوُّل وزير الإعلام الهُمام ، إلى جندى مُطيع فى كتيبة جهاز الأمن ، ( مفرزة ) الرقابة على الصُحف ، فنراه ، يُسبّح بحمد المليشيات الأمنيّة المُسماة ( قوات الدعم السريع ) ويُمجّد أفعالها ، و يُهدّد ويتوعّد ، الصحافة ، بالمزيد من أوامر الإغلاق الإدارى ، بل وصار يُفتى فى ما لا علم به ، بشأن إعتقال السيد الصادق المهدى ، وهو أمر لو تركه لأهل " الجِلد والرأس " ، وأهل البيت الإنقاذى ، لأراحنا بصمته ، من كلامه  (الساكت ) وحديثه الممجوج !.

ويبدو أنّ عباقرة الإنقاذ ، مازالوا ، يظنُّون أنّ فرض حالة وقف النشر الصحفى ، لملفات الفساد ، سيجعل من هذه الملفات " نسياً منسيّا " وسيبقى إلى الأبد أبطالها فى مأمن من التوثيق والنقد والكشف ، والمُلاحقة والمُحاسبة ، وهذا خطأ كبير سيدفعون ثمنه مُضاعفاً ، و بسعر أعلى من تكلفة فتح ( بلف النشر ) و ( بلوفات ) ملفات فساد ( سوق المواسير ) الذى إختفى فى ظروف غامضة  ، و بيع ( خط هيثرو ) ، و ( الأقطان ) و ملفات ( التحلُّل ) وغيرها ، وما زال البحث جارياً عن مخرج سريع ، فيما  يتواصل ( النهب المُصلّح ) و( اللبع السريع ) ، وما زال فقه ( التحلُّل ) سارى المفعول !.

وهاهم ، يحاولون نقل المسرح والجمهور ، إلى الحديث والنشر المُركّز عن قضيّة ( مريم / أبرار ) ، وقد إنتقلت بعض الصُحف ، إلى مُلاحقة أخبار تلك الحادثة ، بإعتبارها حدث الساعة ، الذى يُمكن أن يُعوّض نشر ملفات الفساد ، بل ، وأسهب البعض فى الحديث عن حالات  ( ردّة ) أُخرى ، وإستدعاء نشر حالات مُشابهة من الماضى ، وقد طالعت حواراً صحفياً مع واحدٍ من الشيوخ ، يُسمّى نفسه ، أو تُطلق عليه الصحافة ، مُختصّاً وخبيراً فى شئوون الأديان والأديان المُقارنة  ، وقد ورد فى الحوار مع سماحة " الشيخ "  العلّامة ، وبعظمة لسانه ، أنّ ( مريم) ( مسحورة ) ، وفى الحوار ، كثيرٍ من التُرهات ، والقصص المُثيرة ، و أنصاف الحقائق ، لأغراض تمرير الطُعم ، بأقل تُكلفة ، ومنها جعل كنيسة مُتخصّصة فى ( تنصير ) الفتيان ، وأُخرى ( الفتيات ) ..وكان أحد ( أئمّة) و ( خطباء )  المساجد " إيّاها " ، قد شخّص - مريم - من  على منبر الجمعة بداء (الجنون) ، ومع ذلك ، طالب بإعدامها ، تطبيقاً للحدود . وعُموماً، مازالت مُحاولات  البحث عن ( مُخارجة ) من هذا الملف الشائك والحسّاس ، تجرى على قدمٍ وساق، وسنرى ، عاجلاً  أم آجلاً  ، مُحاولات فرض حالة صمت جديدة ، فى هذا الموضوع ، كما فى غيره  من ملفات ، وسنرى عمليّة (المُخارجة ) من الحرج الدولى والإقليمى .

الذين يسعون لقتل مريم ، لن نحاججهم بأحاديث الحق فى الحياة ، والحق فى حرية العقيدة والضمير، ولن نذكّرهم بإعادة قراءة مواد الدستور، وبخاصّة باب ( وثيقة الحقوق ) ، ولن نجادلهم بحديث ( درء الحدود بالشبهات ) ولن نناكفهم - أبداً - بفتاوى و " تجديد " شيخهم الترابى حول ( الردّة ) ، وسنكتفى هُنا ، بمُخاطبتهم بقدر عقولهم ، وقد نقول مع القائلين " البت مجنونة " أو " دعوها ... فهى مسحورة ! ".. وليعلم أهل الحل والعقد فى الإنقاذ ، أنّ قضيّة مريم /  أبرار ، وغيرها من القضايا المُثيرة ، التى ، يُفتح لها " أمنيّاً " (بلف النشر) ، لن يُنسى شعبنا صاحب ( الفهم السريع ) مُتابعة ملفات الفساد !.

faisal.elbagir@gmail.com

 

آراء