الجندي السوداني وقود الحرب البرية القادمة فى اليمن !

 


 

 

تاريخ الجيش السودانى يقول أنها ليست المرة الأولى التى يغادر فيها الجندى السودانى حدود بلاده ليشترك فى حرب ليس له فيها ناقة ولا جمل . حدث هذا للجندى السودانى إبان الحرب العالمية الثانية عندما وجد نفسه  وهو يقاتل فى صقيع المكسيك .  وفى صحارى طبرق. والعلمين  بامرة المستعمر البريطانى ، نصرة لتاج المملكة التى لم تكن الشمس تغرب أو تنزوى عنها ساعة من نهار. وحدث له فى الهضاب الحبشية التى ارسل اليها دفاعا عن تاج الامبراطور الحبشى هيلاسلاسى الذى كان يتجهمه المستعمر الايطالى فى عام 1936 وما تلاه من  مجريات الحرب العالمية الثانية .  وحدث له هذا فى ادغال الكونغو اثناء البحث الاممى عن السلام فى ذلك البلد الذى فقد ابنه البار باتريس لوممبا نتيجة لمؤامرات الحرب الباردة الامريكية السوفيتية دون ان يكسب السلام او الاستقرار الى يومنا هذا . فى جميع تلك المناشط الحربية دفع الجندى السودانى روحه بحماس منقطع النظير. و بهمة عسكرية لا تنقضى دون أن يسأل نفسه لماذا هو موجود فى تلك الاصقاع . ولماذا هو وقود ذلك الغمار الحربى,  وماهى  قضيته التى جاءت به الى تلك الاصقاع دون سائر اجناد الدنيا ا ليموت ذلك الموت المجانى .
 فى هذه الايام تدور خلف الكواليس ترتيبات عسكرية وسياسية سينتج عنها ارسال الجندى السودانى مرة اخرى ليكون وقودا لحرب ليس فقط  لا ناقة له فيها ولا جمل على الصعيد الشخصى . انما لا ناقة  له فيها ولا جمل على الصعيد الرسمى الذى يخص بلده المنكوب بردوم من الازمات لا يكابدها مثله بلد من بلدان المعمورة على كثرتها وكثرة ازماتها . زيارات رئيس هذا الجندى السرية و المتكررة لبعض الدول الخليجية . وهذا الحب العذرى الطارئ الذى تدلى على هذا الرئيس تحديدا دون أن يتدلى على شعبه الذى تطحنه الفاقة  والمسغبة والامراض والفقر ولا معين ، هذه الزيارات ، تقول الكثير المخفى  خلف الكواليس المحروسة بالسرية القابضة التى لن تظل سرية  الا اياما  معدودة . فمن طبيعة الاشياء ان يكون خبر اليوم (السرى) وذى القيمة العالية ، أن يكون غدا ببلاش . بمعنى أن يكتشف الجميع ، بمن فيهم الجندى السودانى ، والشعب السودانى ، والعالم المهتم ، أن يكتشفوا ان حربا بريا قاسية تطرق ابواب الوجود. وأن الجندى السودانى ، ورصفاؤه فى بنغلاديش  والباكستان  وموريتانيا  وجزر القمر وتشاد وماليزيا قد توجب عليهم خوض مغامرة حربية جديدة استمرارا وتكرارا لمغامرات ظلت  تتواتر عبر تاريخ دول هؤلاء الجنود  الكريمة العطايا ، الجاهزة للتكرم بدماء ابنائها لاسباب  منها الدينى العاطفى ، مثل الزعم أن  خطرا يتهدد الحرمين الشريفين ،  ومكة المكرمة ، قدس الاقداس فوق الارض كلها، رغم ان الترسانة العسكرية التى تحرس هذه الاقداس لا تتوفر الا لدى قلة من الدول .  ومنها الاسباب المادية التى  يصعب انكار وجودها  و لا من التسليم بها .
ان الخطر البعيد ،على المستوى السودانى ، فهو يتمثل فى غضبة مضرية قد لا تبقى ولا تذر اذا رأى هذا الشعب العاطفى بطبيعته ، اذا رأى ابناءه وهم  يقتلون قتل الفئران فى كهوف اليمن ذات الطبيعة المتوحشة القاسية التى يصعب اختراقها حتى على اشعة الشمس . ليس عندى لا الحكمة ولا  فصل الخطاب . و لكن عندى خوفى وجزعى من توريط  بلدى المحزون فى مزيد من البلاوى السياسية  وهو لديه ما يكفيه من البلاوى. ولا متسع لديه لمزيد . اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت من التزلف  ومن امراض الحاجة . آمين . أمين.          

alihamadibrahim@gmail.com
////////////

 

آراء