علقت الوساطة الأفريقية جولة عاشرة من التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية ، دون ان تحدد موعدا قاطعالجولة جديدة، واكتفت بتأكيد الاستمرار في الاتصالات بين الطرفين، والبداية، من حيث انتهت اليه جولةنوفمبر.
وكان متوقعا خلال الجولة الأخيرة أن يتراضى الطرفان على اتفاق لوقف إطلاق النار،لكن تعثرت الجولة بسبب إصرار الحركة الشعبية على كيفية إيصال المساعدات الانسانية عبر ممرات دول الجوار في كل من ( دولة جنوب السودان – يوغندا – كينيا )، للمتأثرين بالحرب ، وعطلت الوصول لاتفاق ، بجانب تلك التي تتم عبرالاراضي السودانية، بينما تمسك وفد الحكومة على اتباع المنهج القانوني والمواثيق الانسانية التي تحترمسيادة الدولة!
ونقلت بعض الصحف بأن ياسر عرمان تشدد في نقل المساعدات عبر دول الجوار لانه يطمع اسنغلال الموقف لمصلحته الشخصية عبر طائرات شركته الخاصة ، بينما ارجع مراقبون الامر الى المواقف السلبية المتعلقة بالاتفاق حول مفهوم وقف العدائيات والتوقيت المدة الزمنية والاشراف على وقف إطلاق النار ومراقبته !
اما قطاع الشمال فأنه يرى وقف إطلاق النار قضية سياسي لا يمكن الوصول اليها الا في إطار مشروع سياسي متكامل لمناقشة قضايا المواطنة والارض والدستور وخصوصيتها في حكم مناطقهم في إطار سودان يعترف بحقوق الجميع !
وقال ياسر عرمان انه يمتلك يمتلك ارض وشعب وجيش ، وله دول جوار وسيادة على المنطقتين ، وهو يتنافي مع دستور حكومة السودان وسيادتها .
ونقطة اخرى هي برنامج الحوار الوطني القائم الان بالخرطوم ، ويطالب قطاع الشمال ان يكون الحوار دستوري بعد ان وصفه بأنه خاص بالمؤتمر الوطني ، وفي سبيل تحقيق اهدافه ودعم موقفه في المفاوضات قام بإرسال خطابات الى الاستخبارات الفرنسية وسكرتير مسؤول عن ملف السودان بالخارجية الامريكية وسوزان رايس مستشارة الامن القومي الامريكي cia والامين العام للخارجية الاسرائيلية ( غولد ) والاستخبارات ، بالاضافة الى سكرتير بالخارجية البريطانية مسئول ملف السودان والامن البريطاني ومنظمة العون الشعبي النرويجي لدعم الحركة الشعبية بواسطة المجتمع الدولي وتمثيل دور فعال في موضوع المنطقتين ومعسكرات اللاجئيين بالجنوب وأثيوبيا ومعسكرات النازحين وتوفير المساعدات الانسانية بصورة عاجلة مع إيجاد بدائل لمقترح الالية الثلاثية وتجاوزها تماماً ، اضافة الى إدخال المساعدات الانسانية والاسقاط الجوي والعمل على إصدار قرار من مجلس الامن بما يضمن حماية المدنيين وضرورة تدمير البنى التحتية لعميات الطيران السوداني .
ويضع قطاع الشمال استرتيجية تفكيك النظام الاسلامي السوداني هدفا رئيسيا لخلخلة النظام في الخرطوم ، فضلا على إعتماد
غقرارات الاتحاد الافريقي 2046قرارات الاتحاد الافريقي وتوسيع صلاحياتها للمنطقتين عبر الحل الشامل ، واعتماد الاحزاب المكونة لنداء السودان كممثل شرعي للشعب السوداني في كل الوساطة الاقليمية .
الحركة الشعبية مع كل التحركات الحكومية في سبيل انجاح مفاوضات المنطقتين ، نراها تضع – المتاريس –في طريق الوصول الى حلول تحقق الامن والاستقرار لانسان المنطقتين ، مستفيدة من الاعلام المعادي للسودان ، ضاربة بمصلحة الوطن عرض الحائط .
اما رئيس مكتب الاتحاد الأفريقي في الخرطوم محمود كان، اشار الى تقديم الوساطة الافريقية مقتراحاًللحكومة والحركة الشعبية لعقد مباحثات عبر وفود مصغرة من الطرفين وخبراء الآلية الأفريقية رفيعة المستوىبغية الوصول لارضية مشتركة مناسبة تدفع المفاوضات الى الامام .
ويتضح ان الحركة الشعبية لا تملك القدر الكافي من القدرة على المناورة والتكتيك السياسي الكاف، ولاتستطيع أن تقديم اجندة تفاوضية مقنعة لحكومة الخرطوم إنفرادا عن الجبهة الثورية التي يسطر قادتها على مقاليد الامور . اضافة الى موقفها الهزيل في الميدان وافتضاح امرها عند فتح ممرات العمل الانساني ، فهو يمكن ان يكشف حقيقتها كاملة ، واعتمادها على الحرب النفسية واطلاق الشائعات لتظهر بوجه القوة والنصر دائما في ظل مشروع الحوار الوطني وفعالياته التي تكسب كل يوم قبولا وتأييد ومشاركة منشقون عن قطاع الشمال والجبهة الثورية .
mabsoot95@yahoo.com