مصلحة الشعب فوق مصلحة “الإخوان”..
منصة حرة
نتيجة لتأييد "الإنقاذ" اجتياح العراق للكويت في التسعينات، والذي تسبب في اندلاع حرب الخليح، تضررت آلاف الأسر السودانية، ومازال الضرر مستمراً حتى اليوم، وفقد السودان علاقاته الدبلوماسية مع دول كثيرة نتيجة لهذا الموقف، ولا نخفي حب السودانيين للشعب العراقي، لكن السياسة هي فن المحافظة على علاقات جيدة مع كل الدول مع البحث عن مصلحة الشعب، وهذا ما لا نجده في "الإنقاذ"، فمنذ توليها الحكم اعلنت العداء للدول العظمي، ضاربة بمصالح الوطن عرض الحائط، بدعاوي "الجهاد"، وجرت البلاد نحو دعم "الإرهاب"، الذي قضى على المكتسبات التاريخية للسودان، وأنهى اقتصاده.
كتبنا عن ضرورة اتخاذ مواقف سياسية متوازنة، وعدم خلق عداء مع دولة مقابل صداقة أخرى، وهنا فن الدبلوماسية، الذي يأتي عبر التدريب والتعلم والدراسة، وليس عبر الولاء السياسي وإطلاق اللحي، وقدمنا توصيات باتخاذ مواقف لا تغضب المجتمع الدولي عند التعامل مع إيران، وفي نفس الوقت لا تفقد علاقاتها مع "الخليج" حفاظا على مصالح آلاف السودانيين هناك، ورغم ذلك انساقت الإنقاذ خلف "جهادها" المزعوم وخسرت ما خسرت من وراء توتر علاقتها مع الخليج، والجهر بمعاداة أميركا والغرب، وعندما اشتد عليها الحصار، بدأت تعيد علاقتها الدبلوماسية مع الخليج عبر السعودية، وقدمت ما قدمت في "التحالف العربي" وفي معارك عاصفة الحزم وإعادة الأمل، حتى وجدت القبول بين دول مجلس التعاون الخليجية، وترشيح السودان عضوا في المجلس، ومقابل هذا خسرت علاقتها مع مصر وإيران، ولكن للأسف لم تعد الإنقاذ إلى رشدها، فما زالت تخسر من وراء مواقفها غير المدروسة، فهي لا تعرف "الوسطية" الدبلوماسية كما فعلت مصر وباكستان تجاه "عاصفة الحزم"، فهي تسرف في الخصومة، ومندفعة في الصداقة، وتنسى دائماً أن السياسة ليس بها عدو دائم ولا صديق دائم، ولكن هناك مصالح دائمة، و"الدين" ليس من عناصر اللعبة السياسية، حتى يكون سبباً في العداء أو الصداقة.
على الحكومة الإخوانية (الإنقاذ) التي تحكم الخرطوم، عبر نظام انقلابي، مراجعة مواقفها التي تضرر منها الشعب السوداني الذي لا علاقة له بالإخوان المسلمين، ولا علاقة له بالصراعات "السنية - الشيعية"، وليس طرفاً في معادلة الشرق الأوسط التي بدأت تتشكل وفق المصالح الاقتصادية، عبر قيادة دفة الاقتصاد، واشعال حروب الاستنزاف، والضغوط الاقتصادية.
عليها أن تتعامل على أساس مصلحة المواطن، وليس العكس كما ظلت تفعل طيلة تاريخها الأسود، والسودان في حاجة إلى علاقات جيدة مع أميركا، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، واليابان، وكل دول الجوار العربي والأفريقي، ومجلس التعاون الخليجي، وليس من المصلحة خلق عداوات من أجل حفنة من الشعارات الانتهازية التي ترفعها جماعة الإخوان ومن خلفها الحركات الإرهابية، والهرولة لنصرتها ظالمة ومظلومة.
ودمتم بود
الجريدة
manasathuraa@gmail.com