27 July, 2023
الحرب ومشروعية بناء جبهة مدنية عريضة
يثير العهرُ السياسي والإعلامي غمامةً سوداءَ تجعل السودانيين يكثرون هذه الايام من قول: “البلد منتهية وما فيها زول!
يثير العهرُ السياسي والإعلامي غمامةً سوداءَ تجعل السودانيين يكثرون هذه الايام من قول: “البلد منتهية وما فيها زول!
وضح جلياً بعد خراب الخرطوم أنَّه لا مستقبل لأي بقعةٍ في السودان في ظل الاحتراب الذي إذا انتهى بانتصار أحد الفريقين سيؤدي إلى تكريس الاستبداد، إهمال سبل الرشاد وتقنين حيل الفساد والإفساد.
يفترض أن تتوفر في قادة اليوم صفات عديدة أهمها الخلفية العلمية، الاحتراف المهني، استشعار المسئولية الوطنية، النزاهة الأخلاقية، الروح الثورية (بمعناها الفكري والوجداني)، العافية النفسية والعقلية، والمساهمة تجاه المجتمع والانسانية.
التقيتُ نفراً من السودانيين ممَّن ذاقوا مَساً من ويلات الحرب فقدموا إلى “مِصر المُؤمَّنة” طالبين السلامة وسائلين المولى عزّ وجل الطمأنينة، السكينة ويسر الإقامة (بمعنى قِصْرِهَا وتذليل صعابها)، فقد تركوا وراءهم إرثاً معنوياً وذكريات جماعية ومدَّخرات تعرضت للنّهب بيد أنّهم يملكون من العزيمة والخبرة والتراكم المعرفي ما قد يمكّنهم من تعويض الخسارة التي تهون إذا ما قورن فقدان الممتلكات بتصدع الوجدان وضياع الأوطان.
التقيتُ نفراً من السودانيين ممَّن ذاقوا مَساً من ويلات الحرب فقدموا إلى “مِصر المُؤمَّنة” طالبين السلامة وسائلين المولى عزّ وجل الطمأنينة، السكينة ويسر الإقامة (بمعنى قِصْرِهَا وتذليل صعابها)، فقد تركوا وراءهم إرثاً معنوياً وذكريات جماعية ومدَّخرات تعرضت للنّهب بيد أنّهم يملكون من العزيمة والخبرة والتراكم المعرفي ما قد يمكّنهم من تعويض الخسارة التي تهون إذا ما قورن فقدان الممتلكات بتصدع الوجدان وضياع الأوطان.
مرَّت الشعوب السودانية بمحنٍ كثيرةٍ كانت أخطرها المحنة الأخيرة، لأنّها ضربت الجهاز العصبي للدولة وعطَّلت إمكانية المجتمع للتعاطي الإيجابي من خلال التهجير المتعمَّد لفئات المعلمين وأساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والصيارفة ورجال الأعمال، إلى آخره.
أصبح من غير الممكن تغطية نار الحرب والدَّمار الذي أحدثته والفظائع التي ألحقتها “بالعويش الإعلامي” الكاذب الذي ظل يصوِّر لنا أنّ الحرب ستنتهي في غضون أيام أو شهور، وأنَّ هناك منتصرٌ من بين هذه المجموعات المتقاتلة يمكن أن يُعوَّل عليه في إخراج الوطن من وهدته.
لم يكد دم الشهيد المغدور خميس عبدالله أبَّكر يجف حتى خرجت علينا مجموعة من المواطنين في نيالا – حاضرة جنوب دارفور – تُعلن عن تضامنها مع الدعم السريع وتصبغ على نفسها صفة الإمارة.
أبتدر هذه المقالة بقناعة يشاركني فيها كثيرٌ من السودانيين مفادها أنَّ معين “الكيزان” لا ينضب من السوء، فهم يسعون هذه الأيام لاستخدام “حرب الهوية” كحيلة أخيرة يمكن أن يسعوا من خلالها إلى امتلاك خيوط اللعبة وقد نفدت كل الحيل ولم يتَبقَّ غير المكر الذي ادَّخروه لهذه الساعة التي تنكشف فيها الألاعيب وتنفضح فيها المؤامرات (وقد استحدث لهم شَقيُّهم فقهاً أسموه “فقه السترة”)، فليتهم يرعوون إذ يرون البلاد وهي تنزلق نحو الهاوية، فحينها لن يتَبقَّى لنا وطنٌ نأوي إليه وساحةٌ نتدبر
تُوفي إلى رحمة مولاه سعادة العميد طلحة محمود موسى مادبو أحد الأصدقاء النبلاء الذين جمعتني بهم أواصر الرَحِم (فهو عَمِّي في الحسبة) ووصلتني به وشيجة المحبة الروحية (فهو شقيقي في النسبة).