انتبهوا! ود لبات يخفي دواهي وراء المفاوضات غير المباشرة! (٣-٣)

 


 

 

* أزماتنا تتمدد، تمدِّدُها (أدواتٌ) سودانية تعمل للإستئثار بالسودان لمصلحتها ومصالح دول أجنبية، في مقدمتها الإمارات التي دبرت لإرسال (أدوات) أخرى من داخل الاتحاد الأفريقي لدعم الأدوات الداخلية بُغية تحقيق (استعمار) السودان استعماراً حديثاً..
* وأكرر ما سبق وقلتُه: كلما شعرتُ بحركة (الأدوات) الإماراتية المريبة في السودان، كلما تحسستُ قلمي!
* ولا حديث، هذه الأيام، سوى الحديث عن الآلية الثلاثية المُنشأة (خصيصاً) لحل أزمة الحكم في السودان، كما يزعمون.. والشارع السوداني مشغول بثورته؛ ولا يضع كثير حساب للآلية، وليس لديه كبير اهتمام بما سوف يتمخض عن إجراءاتها المثيرة للشبهات..
* وتشي الاجراءات، السارية حتى الآن، أن ما سوف تحققه الآلية لن يلتقي مع أهداف الثورة في النهاية، ولن يتمكن من تهدئة الشارع الثائر ضد العملاء الطغاة..
* وهذه الآلية الثلاثية المشبوهة تم اختلاقها لضرب مبادرة البروفيسور فولكر، التي لم ترُق للجنرالات، بهدف تغيير وتعديل مايمكن تغييره أو تعديله فيها، لتوجيهها وجهات ليس من بينها وجهة مناخ يتيح المجال لمسار انتقالي (مقبول)، أو كما قال فولكر..
* بدايةً، حين أحس الجنرالات أن في مبادرة فولكر تهديداً وجودياً لهم؛ بدأوا يصرخون ويهددون بطرد صاحب المبادرة، بدعوى تدخله في سيادة السودان..
* وبلغ بهم الرعب من المبادرة أن جمعوا الزواحف والأرزقية وشحنوهم في الحافلات، يوم 24 يناير ٢٠٢٢، وأنزلوهم أمام مقر بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) للتنديد بها والمناداة بطردها من السودان..
* وفي يوم ٢٥ يناير ٢٠٢٢، أصدروا بياناً، نددوا فيه بانتهاك (بعض) البعثات الدبلوماسية لسيادة السودان.. وبعد أن فشلوا في إلحاق الأذى بها، طالبوا بإضافة بعثة من الاتحاد الأفريقي للعمل معها، واستجيب لطلبهم؛ وجيئ ب(زولهم)، محمد الحسن ود لبات، ممثلاً للاتحاد الأفريقي، كما تم إدخال صديقتهم، منظمة الايقاد، لإمالة كفة الميزان على هواهم، والابتعاد عن مبادرة فولكر بعيداً عن موضوعها..
* هذا، وأثار فولكر رعباً إضافياً في قلوبهم، في مارس ٢٠٢٢، حين أحاط مجلس الأمن الدولي علمأ بالأوضاع (المائلة) في السودان، وب“غياب أي اتفاق سياسي للعودة إلى مسار انتقالي ((مقبول))، بسوء الحالة الاقتصادية وةلإنسانية، وبتردي الأوضاع الأمنية..
* ولم يجدوا من وسائل الدفاع عن خطاياهم، المهددة لوجودهم، سوى الهجوم الضاري على فولكر.. ففي أوائل أبريل 2022، هاجم البرهان فولكر، واصفاً ما قدمه لمجلس الأمن بعدم الصدقية، وبتجاوز إيجابيات الإنقلاب، كما زعم البرهان..
* وخرج وزير خارجية الانقلاب في يوم الخميس 19 مايو 2022، ليتهم بعثة الأمم المتحدة بـالتقصير في أداء واجبها وعدم الوفاء بالتزاماتها، ثم " أعلن عن نية الحكومة في تقييم وتقويم عمل البعثة وإصلاح مسارها!"

* قال "تقييم وتقويم عمل البعثة وإصلاح مسارها!" قال!

* والملاحظ أن غضب الوزير على البعثة إنصب على عدم (حشد الموارد اللازمة) لتحقيق مهام البعثة.. مع أن الإنقلاب هو الذي منع الدول المانحة من التعامل مع الانقلابيين وحرمهم من المنح التي كانت مرصودة للبلد..

* ومنذ أتى ود لبات، لم تعد الأزمة هي أزمة إنقلاب، ولا عاد الحديث يدور حول "مسار إنتقالي (مقبول)"، كما كان يريد فولكر، لكنه صار يدور حول كيف يتم تدبير أمر الشراكة بين المدنيين والعسكريين بصورة من الصور التي تدور في مخيلة ود لبات، دعماً لجنرالات اللجنة الأمنية، شراكةً تتضارب مع أي "مسار انتقالي مقبول"..

* ويتابع الجنرالات، بسعادة غامرة، مساعي ود لبات لفركشة قوى الثورة الحية.. ويتابعون ما بين ود لبات وبين فولكر من تضادٍ في التصور.. فيعكفون في الهجوم على فولكر دفاعاً، غير مباشر، عن ود لبات الذي تمضي مخططاته على هواهم، خاصة وأنه لم يحدث أن تطرق للحديث عن التراجع عن الانقلاب ولا لا تكلم عن تسليم السلطة للمدنيين من قريب أو بعيد، بل ظل يحثهم، فقط، على تقديم (بعض) التنازلات السياسية للمدنيين.. ويدير عملية الانتقال كلها بخبرة اكتسبها من المفاوضات التي جرت بين قحت الأصلية والمجلس العسكري، تحت وساطته، في عام 2019، وأنتجت (الوثيقة الدستورية) التي جعلت كعب الجنرالات يعلو فوق كعب قوى الثورة مجتمعة..
* لقد نجح في إخراج (الوثيقة الدستورية) بما مكَّن الجنرالات من الهيمنة على كل البلد، فهل ينجح في تكرار نجاحه مرة أخرى، وإنقاذهم من جحيم الشارع السوداني الزاحف نحوهم بمشيئة الله وعزيمة لجان المقاومة؟

* ليس بمقدور ود لبات أن ينجح هذه المرة مهما تذاكى، ومهما خلق من تصدعات بين المدنيين والمدنيين، أو حاول خلق تصدعات بين لجان المقاومة.. لن ينجح، ف(الترس صاحي!)، وفي صحوٍ الترس:- إما مسارٌ انتقاليٌّ وفقَ ما تهوى اللجان والقوى الثورية الحية، وإما (الرهيفة التنقد)!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء