كاتب بريطاني يتساءل: أين حميدتي؟

 


 

 

حميدتي "يتحين فرصته" في انتظار ما سيؤول إليه الانقلاب

منذ وقوع الانقلاب العسكري بالسودان خلال الساعات الأولى صباح الاثنين الماضي، والمشهد من الجانب العسكري يتصدره رجل واحد وهو قائد القوات المسلحة السودانية الجنرال عبد الفتاح البرهان، فأين الرجل الآخر القوي الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي؟

سؤال طرحه الكاتب البريطاني أوسكار ريكت -في مقال بموقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye)- وحاول في ثناياه توضيح الدور الحالي لقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، المتهمة -على نطاق واسع- بالمسؤولية عن قتل وجرح المدنيين السودانيين في الشوارع.

في البداية، ذكر ريكت أنباء لقاء حميدتي مع الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس عشية مظاهرات السودانيين أول أمس الجمعة، ذلك اللقاء الذي حث فيه المسؤول الأممي حميدتي على عدم التعرض للمحتجين وتجنب أي مواجهة معهم.

ومع ذلك، ينقل الكاتب عن محللين قولهم إن حميدتي "يتحين فرصته" في انتظار ما سيؤول إليه الانقلاب، مشيرا إلى أنه هو والبرهان من النظام نفسه، ولكن إذا تعثر الجنرال، فسوف يسعى حميدتي إلى تولي أمر الانقلاب.

ومن المثير للاهتمام -وفقا للكاتب- أن مكتب حميدتي كان على اتصال الاثنين الماضي بآري بن ميناشي، وهو ضابط استخبارات إسرائيلي سابق يعمل الآن عضوا في لوبي كندي.

وكان حميدتي -حسب الكاتب- قد وقع عام 2019 عقدا بقيمة 6 ملايين دولار من أجل الاستفادة من خدمات مجموعة ضغط بن ميناشي، الذي أخبر موقع "أفريكا ريبورت" أن ذلك العقد قد انتهى حينها، لكن يبدو أن حميدتي مهتما الآن بمناقشة صفقة جديدة.

ونسب الكاتب إلى بن ميناشي قوله -تعليقا على هذا الموضوع- "إنهم قلقون بشأن الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، ويريدون أن يفهموا موقفها… وهدفهم الحقيقي هو الحصول على مساعدة من الإسرائيليين".

ولاحظ الكاتب أن حميدتي لم يحضر المؤتمر الصحفي الذي عقده البرهان، الثلاثاء الماضي، مشيرا إلى أن بعض المصادر تقول إنه أخبر دبلوماسيين أنه لم يدعم الانقلاب، وهذا غير صحيح، وفقا للكاتب.

ونقل الكاتب في هذا الصدد عن خلود خير، الشريكة الإدارية في "إنسايت إستراتيجي بارتنرز" -وهو مركز بحث ودراسات بالخرطوم- قولها: "كان حميدتي وإخوانه هادئين للغاية، لم يكن هذا صدفة، بل إنه يتماشى مع ما حدث عام 2019″، مشيرة إلى أن الرجل انتظر آنذاك أيضا "حتى يرى كيف تسير الأمور، وفي النهاية كان هو من اعتقل الرئيس المخلوع عمر حسن البشير".

وحسب ريكت فإن علاقة البرهان وحميدتي تعود إلى عقدين من الزمن، عندما كان البرهان قائدا عسكريا في إقليم دارفور غربي السودان يتولى تنسيق هجمات الجيش والمليشيات التي كان يقودها حميدتي في ولاية غرب دارفور ما بين عامي 2003 و2005.

ولأن أحدهما رئيس لقوات الدعم السريع والآخر قائد للقوات المسلحة السودانية، فإنه لا يستبعد أن يكون ثمة تنافس بين حميدتي والبرهان، فكلاهما -حسب الكاتب- جزء من نظام حكم نهب موارد السودان لعقود من الزمان، واستولى على الدولة وضمن أن أي عقوبات تفرضها جهات أجنبية لن تزعج النخبة العسكرية.

ولفت الكاتب إلى أن كلا الرجلين يحظى بدعم خارجي، ولئن كان للبرهان -حسب قوله- أصدقاء بين الضباط الإماراتيين، ولئن كان وصف السعودية بأنها "الحليف الأبدي"، فإنه في الواقع الرجل المفضل لمصر وليس للخليج.

ونقل الكاتب عن باتريك سميث -من موقع "آفريكا كوفندشيال"- قوله "إن المصريين يفضلون البرهان لكونه أخذ دورة تدريبية في القاهرة، أما حميدتي فهو محارب الصحراء الثري الذي لا يرحم، وهو أنسب للأذواق السعودية والإماراتية"، حسب الكاتب.

وختم الكاتب بالقول إن حميدتي -في الوقت الحالي- "يتحين فرصته، فهو يعلم أن السودانيين الذين يخرجون إلى الشوارع يمقتونه، كما أنه يعلم أيضًا أن الانقلاب يتعثر وأن الشعب مستمر بثبات في رفضه، ويدرك كذلك أن ما سيفعله هو يمكن أن يحدد مستقبل السودان".

المصدر : ميدل إيست آي
https://www.aljazeera.net/news/2021/10/31/%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%A1%D9%84-%D8%A3%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A%D8%9F?fbclid=IwAR2ZodYz6DqMtsb458TonBjLE0yCYmoQLRn1-wtiOcAncXGlWV2eOzLWwjs

///////////////////////

 

آراء