لمعركتنا الفاصلة مع الجيش ؛ كونوا احزابكم قبل البيان الأول

 


 

 

(1)
قبل عشر سنوات و في سؤال عن فشل تجارب الحكم الديمقراطي في السودان ان كان بسبب ضمور فكر الأحزاب السياسية أو تقاعس الجماهير ؛ قلت الآتي(لا غبار على اي فكر يسعى لاسعاد الانسان الا ان الفشل مسؤولية تضامنية و اخفاق جماعي و تتحمل النخب الجزء الاكبر من ذاك الاخفاق المزمن. الاحزاب السياسية لا تذهب الي الجماهير الا في مواسم الانتخابات بغرض قطف اصوات الناخبين و هي المواسم نفسها قد يطول موعدها الي عقدين او اكثر بسبب انقلابات العسكر. إنتهى الإقتباس

(2)
منذ ثورة أكتوبر حتى تاريخ يومنا هذا فإن عزوف معظم الشباب السوداني عن الإنضمام الي الأحزاب القائمة مرجعه عجز تلك الأحزاب عن مخاطبة تطلعاتهم الوطنية.
غياب القوى الحية عن الأحزاب أحدث الفراغ الذي تسلل إليه الانتهازيون الانقلابيون لتعيش الدولة الوطنية بين دوامة مارشات عسكرية يعقبها بيان-أول من جهة ؛ و مظاهرات هادرة مهرها دموع و دماء تعقبها فرحة بطعم الحزن على إسترداد المسروق من جهة أخرى.
و المحزن ان السارق في كل مرة هو من كان قد أؤتمن على المسروق

(3)
في أكثر من مناسبة حذرت الناس من إستحالة فطام الإنقلابيين العسكر عن السلطة
لست بصدد التطوع لنشر لفافات التشاؤم ؛ لكن الأجواء التي نعيشها لا تبشر بالخير في ظل تقاعس الأحزاب التقليدية الكبرى ؛ مثل الامة و الاتحادي الديمقراطي و الحزب الشيوعي عن الدعم الواجب و المفترض لحكومة الفترة الانتقالية.
و الأمرّ من ذلك ان حزباً تاريخياً كالحزب الشيوعي و الذي تجربته السياسية قد تجاوزت السبع عقود و عانى ما عانى من إنقلابات العسكر يسعى لإسقاط الحكومة التي مهرها دماء شباب مازالت هويات معظمهم لم تعرف حتى يتمكن اهليهم من دفن جثامينهم تحت ثرى وطن طالما احبوه و ضحوا من اجله بعدما صعدت ارواحهم الطاهرة قبل ثلاث سنوات الي السماء - هناك عند العزيز العليم حيث لا يظلم عنده احد

(4)
مهما ألتف الشباب حول الشعارات: حرية.. سلام ..عدالة ؛ إلا ان غياب أجسام سياسية تحتويهم و تجمعهم يعتبر خطر على مسيرة الثورة السودانية نحو دولة المواطنة
لذا على الشباب إما الانتظام تحت الأحزاب القائمة أو تكوين أحزابهم و تنظيماتهم الخاصة بهم قبل إذاعة البيان الأول
بالمعطيات التي أمامنا نحن على بعد أيام أو أشهر قليلة من معركتنا الفاصلة مع الإنقلابيين العسكر
أمام العسكر خيارين استسلاميّن ؛ اما إلتزام ثكناتهم العسكرية و القيام بمهامهم وفقاً للدستور أو خلع بزاتهم العسكرية و الانخراط في الحياة المدنية.
أي من الخيارين يفضله العسكر فإن شعبنا على موعد مع الحرية

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء