أسامة داؤود ومحمد بن زيد يشرعان في قتل ميناء بورتسودان

 


 

 

* أبني هذا المقال على تصريحات د.خليل إبراهيم والملياردير أسامة داؤود حول بناء ميناء جديد شمال بورتسودان، وعلينا ان نتذكر أن الملياردير أسامة داؤود عبداللطيف، رئيس مجموعة (دال)، كان الأشد حماساً للمبادرة الإماراتية المرتبطة ب(الاستعمار) الإماراتي لمنطقة الفشقة السودانية، إستغلالاً لأراضيها الزراعية الخصبة، وبناء طرق رئيسية عالية المواصفات، بغرض الهيمنة على وسائل النقل البري، ومن ثم الاستحواذ على ميناءي بورتسودان وسواكن إستحواذاً، غير مباشر، على النقل البحري..
* كان أسامة داؤود شريكاً محتمَلاً للإمارات في عملية الفشقة من ألِفها إلى يائها.. لكن الرفض الشعبي ورفض (شرفاء) العسكر، الذين في الخدمة، أجهض العملية، فسحبت الإمارات مبادرتها، وارتأت الحكومة، وقتها، أن تعوضها بمساحة 2 مليون فدان في ولاية نهر النيل شمال أبوحمد.. واستمر الضغط الإعلامي والسخط الشعبي العام ضد التعويض، ما أجبر الحكومة على سحبه..
* بعد مرور عدة أشهر لإنقلاب 25 أكتوبر 2021، تأكد للبرهان أن انقلابه مرميٌّ في (الصقيعة) بلا سند من مانحين دوليين ولا دعم من مغتربين سودانيين ولا وسيلة لتسيير دولاب الانقلاب، كما ينبغي، وخزينة حكومته (على الحديدة)..
* لملم البرهان (بقجته) وسافر إلى أبوظبي مستجدياً تمويلاً من محمد بن زايد، وتوصل معه على إيداع وديعة إماراتية بمبلغ 300 مليون دولار في بنك السودلن مقابل ما تم، بعد ذلك، من (تفاهم) بين وزير المالية والإمارات على مشروع زراعي (ضخم) وبناء ميناء جديد شمال بورتسودان..
* المشروع الزراعي (الضخم) هو نفس المشروع الذي تم عرضه للإمارات قبل ذلك، وتبلغ مساحته 2 مليون فداناً، بمنطقة أبو حمد.. ولم يكن بناء اي ميناء جديد جزءاً من ذلك العرض..
* وما إضافة مقترح الميناء الجديد إلا لأن البرهان في حالة توهان، وأن إطفاء ظمأ محمد بن زايد في البحر الأحمر كان يقتضي تلك الاضافة!
* وأنا أحزن.. أحزن جداً حين أقرأ قول أسامة داؤود أن : “ الإمارات تريد سوداناً مستقراً حتى يتمكنوا من القيام بالمزيد والمزيد من هذه الاستثمارات، لكننا لا ننتظر أن يكون كل شيء على ما يرام”..
* وأحزن.. أحزن جداً حين أسمع من يدافع عن ذاك الاتفاق، المثير للجدل، بين البرهان ومحمد بن زايد بدعوى أن الاستثمار الأجنبي غاية ما تتمناه دول العالم.. وفي علمي أن الاستثمار (الغاية) هو ذاك الذي يكسب فيه المستثمر وتكسب فيه الدولة المضيفة Win-win game.. أما الاستثمار الذي نحن بصدده فهو إستغلال لمقدرات السودان الاقتصادية، من أي ناحية أتيته..
* نعم، الإمارات تريد استقرار السودان استقراراً تحت سلطة عملائها كي تتمكن من الهيمنة على موارده.. فالسودان المستقر، ذو قيادات راشدة وسيادة كاملة على موارده، سوف يكون مبعث قلق لها ولبعض الدول الإقليمية والدولية، بلا جدال..
* وما يثير العجب في الأمر كله هو تغافل الإمارات عن بيئة السودان غير الآمنة، والإقدام للاستثمار فيه.. والعالم كله يعلم أنها بيئة تعج بالصراعات القبلية والإثنية الدموية وبالصراع بين العسكر الحرامية وقوى الثورة الحية.. والمواكب تملأ الشوارع ضد البرهان وعصبته، فتسيل الدماء على الشوارع الترابية كما تسيل على الشوارع الإسفلت، على مقربة من القصر الجمهوري.. وكل هذه عوامل طاردة للإستثمار..
* علاوة على كل العوامل الطاردة للإستثمار، كان ينبغي للإمارات أن تعلم أن البرهان رئيس حكومة غير معترف بها دولياً، وبالتالي لا يجوز إبرام الاتفاقات الدولية معه.. وأي هكذا اتفاق سوف يكون اتفاقاً باطلاً Null and void أمام محاكم التسويات الدولية..
* أيها الناس، إن بناء ميناء جديد على البحر الأحمر، شمال ميناء بورتسودان يعني قتل الميناء وذبح المدينة من الوريد إلى الوريد.. وسوف يكون أسامة داؤود شريكاً لمحمد بن زايد في جريمة قتل بورتسودان، مع سبق الإصرار والترصد..
* ويزعم أسامة أن الميناء الجديد سوف (يتنافس) مع ميناء بورتسودان، رغم اعترافه بأن الميناء الجديد سيكون مثل ميناء دبي، حيث يقول أن الميناء الجديد:- "يقع على بُعد حوالي 200 كيلومتر شمال بورتسودان، وسيشمل أيضاً منطقة تجارية وصناعية حرة على غرار جبل علي في دبي، بالإضافة إلى مطار دولي صغير. "
* أي أن الميناء الجديد سوف يقتل ميناء بورتسودان.. وسوف يُسقََط في يد الناظر ترك.. إذ تنطبق عليه الآية الكريمة:- "ويخربون بيوتهم بأيديهم..." ولا تنطبق بقية الآية:- "وأيدي المسلمين" على المخربَّين الشريكين في التخريب: أسامة داؤود ومحمد بن زايد!
========================
هلموا إلى يزم 30 يونيو لوأد أطماع الإمارات ومحور الشر العربي في السودان!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء