إلى وطني .. لن تأتي العصافيرُ

 


 

 

وَجَرُّوه من الأذنين ِ للغرف النحاسية
حكى عن عينه المصلوبة الأطراف
ياللنزع
ياللكي
يالرقائق التعذيب والشهقات مَنسية
من الرِّجْلين ِ شنقوه
أذاقوه وبال الخِزي
جرُّوا أحرف الأرواح من وَقَّادة ِ القلب ِ
إلى الظلمات ِ ألقوه ولم يَمُت ِ
وأرسل صرخةً حَرَّى
وأخرى حُرَّةٌ أيضا
حَيٌّ أنا ... باق ٍ
أنا للصبح توَّاق ِ
صحا الجلاد في فزع ٍ
وأوقد كل ما في القصر من شمع ٍ وقنديل ِ
وحتى مرقد النيل ِ
أضاؤوه
والطَّرْقات سوداءُ
تسائل الجلاد مذهولًا من الطارق ؟
أجابوه بأن القصر محروسٌ إلى الأعماق ِ والشرفة
وباب النمل والصرصار محروس
وكل منافذ الأهواء والساحة
ومجرى النسمة الفجرية العطرِ
وباب الحب والكفرِ
وكل مزالق القصرِ
ومحروسٌ فم السطح ِ
ودار الأنجم الشُّحِّ
وكل سمائنا الحمراء والخزنة الخماسية
ومحروسٌ دم التمساح والقطة
وكل جماجم القتلى
وحتى الألسن الحُبلى
والسنوات والأشهر
وكل الهمس في الأسطر
وكل مساقط الأنفاس والتاريخ محروسُ
من الطارق تجلجل في دُنا الجلَّاد كالرعد ِ
من الطارق ترددها جميع الأوجه الشوهاء
والجلَّاد في هول ِ
من الطارق تدبُّ على شفا الرمشين
تمنعها من التحليق في الأحلام واللذات والنظر
والجلَّاد مرتعد الخطى هائج
هنا الطَّرَقات أسمعها
أجيبوني
ويسرع كل من في القصر من حرس ٍ ووزراءِ
إلى التنقيب ِ والبحث ِ
وحتى مخدع الزوجة رفيقة ظله النائي
لم تسلم من العبث ِ
ولم يَحِروا جوابًا كل من كانوا أو يجدوا صدى الطَّرْق ِ
وتُسرع طفلة وتشير للجلَّاد ِ في القلب ِ
ويرفعها ليلقيها كعادته الخرافية
فَتَصِيحُ بعينها الدمعى ...
أبي
لن تبسم شفاه الشمس إن ذابت أياديَّا
ولن تأتي العصافيرُ إلى وطني
لتشهد مأتم الأطفال ِ ؟
لن تأتي

عبدالماجد موسى/ لندن

seysaban@yahoo.co.uk

 

آراء