إليك يا برهان بعد السلام عليك

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الخرطوم
في يوم الأحد الموافق 12/12/2021

سماك والدك عبدالفتاح والفتاح هو الله سبحانه وتعالى وأنت عبد الله، فنسألك ما الذي تفعله الان في شعب السودان المؤمن الصابر والذي لم يجد في طول الفترة التي دحر فيها (الإنجليز) وأخرجهم من أرض السودان وإلى غير رجعة إن شاء الله، هذا الشعب الأبي الصامد الصابر لم يجد في هذه الفترة ومنذ إخراج (الإنجليز) لحظة هنيئة واحدة في حياته والتي تعاقب عليها أذناب الإنجليز ومن دُربوا على قتل أبناء وطنهم سواء كان في جنوب السودان أو في دارفور أو جبال النوبة أو غيرها من الأماكن التي تُنشأ فيها المعارك الوهمية بين الشعب وأبناء جيشه السوداني الأصيل.
واستمرأ أبناء هذا الجيش الإنقلابات العسكرية التى إستمرت في الحكم والتي لم تستمر فيه في أرض السودان.
فإليك يا (برهان) أذكرك باليوم الآخر وبالقبر وبالحساب والعقاب ووقوف البشر كل البشر بين يدي الله سبحانه وتعالى وأنت عسكريٌ، فأين أنت من (أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم) ولا أقول الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مرسل من قبل الله سبحانه وتعالى لإنقاذ البشرية من ما كانت فيه.
وأنت عسكريٌ يا (البرهان) فأين أنت من (عمرو بن العاص وخالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان ويزيد بن أبي سفيان وزيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وشرحبيل بن حَسنة والقعقاع وطلحة بن عُبيد الله وسيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب وأسامة بن زيد وغيرهم) من أفذاذ المسلمين وقادتهم ممن عملوا لإرضاء الله سبحانه وتعالى، ثم أمة الإسلام ولعلك تذكر صلاح الدين الأيوبي و(يوسف بن تاشفين) والقائمة تطول.
يا (برهان) أنت اليوم ومن معك من جنودك تُعاقب أبناء شعبك الذين خرجوا طلباً للحرية ولقمة العيش الشريف، وسوف يستمرون إلى أن تتحقق هذه الغاية رضيتم أم أبيتم، في سبيل ماذا تمنعهم من ذلك يا برهان !؟
وقد قالوها لك صريحةً (لا نريدك ولا غيرك ممن مهمتهم حراسة بلادنا) لعله في سبيل (رؤيا رآها والدك أنك سوف تحكم السودان، فماذا لو رأى هذه الرؤيا والد عمر حسن البشير ؟ وهو الان على قيد الحياة، وماذا لو رآها والد محمد حمدان دقلو وأخوه عبدالرحيم ؟ وماذا لو رآها والدو من يساعدونك ؟ فهل سنظل محكومين بأمثال هؤلاء وإلى متى ؟ (يا برهان تذكر ربك وتذكر أنك تحفر في قبرك وعقابك أمام الله يوم القيامة باظافرك، فاتق الله يا برهان في نفسك وفي شعبك وفي دينك وآخرتك).
والكلام يطول يا (برهان) فقف عند هذه المحطة وإعتذر لربك أولاً وأرجو منه المغفرة وسوف يغفر لك ما دمت بكامل عقلك بإذنه تعالى ونحسبك كذلك، واعتذر لشعب السودان ولأباء وأمهات وإخوان وأخوات وأصدقاء من قمتم بإنتهاك حياتهم في القيادة العامة وفي النيل وفي دارفور وفي جنوب السودان قبل الإنفصال وفي جبال النوبة وغيرها من الأماكن، ثم اعتذر لكل العالم وأضرب المثل بمن كان طريقه إلى النار فمن الله عليه وتحول إلى طريق الجنة.
حفظ الله شباب وشابات السودان وكل من أراد خيراً للسودان، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
وأخيراً فإن من أقنع (عبدالله حمدوك) بإتباعك كان الأولى بهم أن يقنعوك أنت ومن معك بالخروج من هذه المعركة إلى سواء السبيل الذي ذكرته لك سابقاً، فعفى الله عنهم وسامحهم إنه ولي ذلك والقادر عليه (ولعل هذه الكلمة كلمة حق أمام إمام ظالم) ما جزاؤها إلى الجنة.
ونسأل الله الهداية لنا ولكل مسلم في أي بقعة من الأرض والسلام عليكم

الصادق محمد الطائف
الخرطوم
12/12/2021

hannod2002@hotmail.com

 

آراء