البجا والتوثيق

 


 

 

 

 

 

 

أننى وكما ذكرت مراراً هدفي هو كتابة اللغة البجاوية والإختلاف مع بعض الاخوة هو حول وسيلة الكتابة هل تكون بالحرف العربي ؟ أو الحر اللاتينى ؟ او اى حرف آخر .

في البداية أريد ان اشيد بالجهد الكبير الذى قام ويقوم به بعض الأخوة من الشباب لكتابة اللغة البجاوية بالحرف العربي وأتمنى لهم النجاح والتوفيق .
وراي السلبي حول كتابة اللغة البجاوية بالحرف العربي لا ينتقص او يبخس من مجهوداتهم كما ان راي الشخصى حول الموضوع ليس هو بالقول الفصل في هذا الشأن فأنا لست متخصص بعلم اللغات بل شخص مهتم فقط بالموضوع وأتمنى أن يثبت الاخوة الشباب أننى على خطأ وانهم على صواب ويتمكنوا من كتابة اللغة البجاويه بالحرف العربي وهو الهدف النهائي المطلوب اى كتابة اللغة البجاوية وباي حرف كان .
إنتهز هذه الفرصة لأشيد بمجهودات الأستاذ محمد أدروب محمد باستراليا في مجال الدراسات باللغة البجاوية وقد اطلعت عليها وقد بذل الأخ محمد أدروب محمد جهداً هائلاً وكبيراً يشكر عليه وأنا على المستوى الشخصي قد استفدت كثيراً من كتاباته القيمة كما استفاد منها الاخرون وقد سبق ان عبرت له باعجابي واشادتى بكتاباته وهو رمز لا يمكن تجاوزه في مجال الدراسات اللغوية حول اللغة البجاوية .
لقد كان الأخ محمد أدروب محمد مشاركاً معنا في مؤتمر كتابة اللغة البجاوية في القاهرة عام 1999م بل يعود الفضل اليه ولبعض الاخوة الاخرين في تنظيم ذلك المؤتمر .
بعض الأسباب التى تجعلنى أفضل وأميل لكتابة اللغة البجاوية بالحرف اللاتينى .

1/ التجــربة الشخصيــة :
فمثلاً اذا شخص ما كتب لي خطاباً بالبجاوية مكون من مائتى كلمة وبالحرف العربي ثم كتب لي نفس الخطاب باللغة الانجليزية فانا استطيع قراءة الكتاب المكتوب باللغة الانجليزية وافهمه في عشر الوقت الذى اقضيه في قراءة نفس الكتاب المكتوب باللغة العربية .
2/ المعرفـة مسألـة تراكمية :
وكل الكتابات عن اللغة البجاوية مكتوبة باللغة الإنجليزية واغلب المختصين في اللغة البجاوية من الخواجات كتبوا باللغة الانجليزية وغيرها من اللغات الغربية (الفرنسية ، الالمانيــة ، الإيطاليــة ) وقليل جداً جداً من الكتابات نجدها باللغة العربية ما عدا كتابات الاخ محمد أدروب محمد بإستراليا .
إن الإنقطاع وقطع الصلة عن هذه الكتابات باللغات الأوربية أمر خطير جداً ومؤذى من حيث التراكم المعرفي والبناء عليه ولا يمكننا ان نبدأ من الصفر كأنه لم يسبقنا أحد في هذا المجال .
3/ اللغــة الإنجليزية
اصبحت لغة العصر ولغة العلم والتكنولوجيا والمعرفة ولا بد من إيجادتها للوصول لمنابع ومصادر المعرفة .
واللغة العربية للأسف الشديد لا تجاريها في هذه الخاصية .
4/ كتــابة اللغـات
وباى حرف كان مسالة خطيرة وصعبة تحتاج لجهد علمى كبير وتحتاج لإمكانيات مادية كبيرة وليست مسألة سهله يقوم بها هواة أو مهتمون متحمسون وإذا أردنا أن نكتب لغتنا بالحرف العربي لن نجد من يدعمنا لأن العرب عاجزون عن دعم لغتهم العربية ولا تهمهم اللغات الأعجمية الهامشية مثل لغتنا .
إذا قررنا كتابة لغتنا بالحرف اللاتينى قد نجد الدعم والمساعدة من الدول الغربية لأنهم أكثر اهتماماً بالتاريخ واللغات والفولكلور للشعوب القديمة مثل شعبنا وقد سبق لهم أن الفوا كتباً تشكل مكتبة كاملة عن البجا باللغات الأنجليزية ، الإيطاليــة ، الفرنسيـة ، الالمانية وغيرها دون ان يطلب منهم البجا ذلك فكيف يكون الحال إذا طلبنا منهم الدعم ؟
لقد أعجبنى تعليق الاخ قاضى السر قاضى من دبي وانقله لكم كما ورد في تعليقه :
(هناك مراكز بحثية لغوية وشركات ساعدت في حوسبة اللغة العربية مثل مؤسسة ضخر يمكن التعامل معها .
كما تم حوسبة اللغـة الأمهرية عن طريق مؤسسات اسرائلية ومن ثم يمكن التوثيق ووضع اسس لغوية والاستعانة بالعقول البجاوية التى تموت بعلمها وثقافتها وهذا ناقوس بإنقراضهم لأن هذه المراكز تحتاج لتحليل ودراسات ومقارنة وسلوك بحثي مضني للوصول للاهداف .
بعد الحوسبة وتحويلها للحرف الاتينى يتم قطع مشوار طويل ومن الممكن بعد ذلك وضع الوسائل الإيضاحية التى تسهل عملية التعليم والتوثيق والتطوير .
الأستاذ ابو زينب موسوعه وشخصكم وكثيرون يحتاجون للتعريف بهم ليقودوا الاجيال ويحموا حضارتهم من الإندثار .
نمتلك علاقات مع مؤسسات دولية وهناك شركات عالمية من الممكن أن تدفع كمسؤلية مجتمعية وفي نفس الوقت تروج عن نفسها بصورة راقية ) .
الإستفادة القصـوى مـن وسائــل التوثيق الحديثة :
لحسن الحظ إننا نعيش في زمن توفرت فيه وسائل التوثيق بغير الكتابة مثل (التسجيل الصوتي ، التصوير بالكميرا ، التصوير بالفيدو )، وعلينا ان نستفيد من هذه الوسائل التى اصبحت متاحة باوسع نطاق ثم ننشر ما نوثقه من تراث البجا وثقافتهم على اوسع نطاق بالمواقع الإلكترونية المختلفة .
اقترح أن نبدأ بتوثيق الشعر البجاوى وخصوصاً رباعيات البجا (فــرق – قرميـت)
إننى أطلب من شبابنا ان يكونوا جمعيات لتوثيق الشعر البجاوى في كل مدينة وقرية بشرط غربلة هذا الشعر واختيار المفيد منه كشعر الحكمة والجمال والحماسة والقيـم الفاضلــة والساميـة وحب الأوطان وقيم الدين والحض على فعل أعمال الخير والبعد عن المعاصى ) وعدم تسجيل السالب من هذا الشعر كالذى يدعو للقبلية أو هجاء الناس أو الذى ينكأ الجراح من الأحداث التاريخية السابقة .
أننى أدعو الشباب لحفظ هذا الشعر والتأمل في معانيه وتبادله مع الأصدقاء.

portsudanmadenaty@gmail.com
////////////////

 

آراء