البرهان وحميدتي يتأبطان شراً.. والثوار يتأبطون الشارع..!

 


 

 

* إن في توقيت شن البرهان الحرب على الارهاب الآن (إنَّ) كبيرة، وبداخل محاولة انقلاب 21 سبتمر الماضي (إنَّ) متضخمة، وفي إجتماع (أهل السبت) بقاعة الصداقة (إنَّ) تولول ولولة العبث بالثورة المجيدة، أما تَرْك الحبل على الغارب لأزمة الشرق، دون علاجها المبكر، حتى تفاقمت وبلغت سقف التهديد بتفتيت ما تبقى من السودان، ففيه (إنَّ) لا محل لها من الإعراب إلا عن خبث الجنرالات والقوى الإقليمية المتربصة بالسودان..

* كثيرة هي دوافع الهرج والمرج الجاري في سودان اليوم.. ولا تتوقف الدوافع عند نبوءة والد الجنرال (الأصلي) البرهان، ولا عند طموحات الجنرال (المزيف) حميدتي الشخصية، بل تمتد إلى خوف الاثنين من المساءلة في الداخل وفزع كليهما من محكمة الجنايات الدولية، (البعبع) الذي يشكِّل أزمة نفسية يومية لكليهما جراء ما ارتكباه من جرائم ضد الإنسانية ورفيقتها الكبرى الإبادة الجماعية

* ولتفادي ما جنياه على نفسيهما، كان لا بد من إحداث الأزمات المتناسلة تناسلاً (أمبيبياً)، وتحريك ما كان نائماً من الأزمات لإرباك المشهد السياسي العام بغرض الاستمرار في الحكم بدعوى الحفاظ على الأمن..

* وازدادت أزماتهما تبعاً لما وجده د.حمدوك من دعم دولي هز كيانهما، ففكرا وقدَّرا ووصلا إلى ما يعتقدان أنه كفيل بصرف نظر العالم عن حمدوك وجذب الأنظار إليهما عبر بطولات زائفة اختلقاها بشن حرب ضد إرهابيين عاشوا في كنفهما ضيوفاً معززين مكرمين طوال سنوات.. ولم يصدر منهما، ولا من جنرالات اللجنة الأمنية الآخرين، ما يشي بوجود إرهابيين في الجوار، على مرآى من جميع دوائر الأمن العام والخاص..

* وتُحسب أحداث قمع الإرهابيين لصالح الجنرال (الأصلي) البرهان، مع حفنة تقدير لصالح الجنرال (المزيف) حميدتي..

* لكن، إياكم والاستهوان بذاك الجنرال (المزيف).. إنه أخبث من الجنرال (الأصلي)، إذ شرع، منذ زمن، في بناء علاقات سرية مع إسرائيل، من وراء ظهر الشق المدني من الحكومة، ولتدعيم العلاقة معها، قام، قبل يومين، بإبتعاث وفد برئاسة شقيقه الفريق (المزيف) عبدالرحيم دقلو، وعضوية الفريق أول (الأصلي) ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ إدريس سليمان وآخرين..

* أظهر ابتعاث ذلك الوفد مهزلةَ
عُلُو كعب الجنجويد على كعب الجيش السوداني في التراتبية العسكرية السائدة بين الجيش السوداني والجنجويد، حيث تم وضع الفريق (المزيف)، عبدالرحيم دقلو، (فوق رأس) الفريق أول (الأصلي) ميرغني ادريس..

* فانهار الضبط والربط والالتزام الصارم بالتراتبية العسكرية، و(مُرمِرت) هيبة الجيش السوداني في التراب!

* على أيٍّ، حميدتي وضع كل طموحاته في دعم إسرائيل والإمارات له، إن لم يكن لتولي الرئاسة، فللحماية من محكمة الجنايات الدولية.. أما البرهان فكل أمله أن تسانده أمريكا والترويكا الأوروبية لمواصلة الحرب الشعواء ضد الإرهابيين..

* أما أتى البرهانَ قولُ الرئيس المصري الراحل حسني مبارك:-" المتغطي بأمريكا عريان"؟ ربما أتاه القول لكن الجنرال عبدالفتاح البرهان ارتآى أن بالإمكان مقايضة الديمقراطية في السودان بديكتاتوية تَتَزَّيا بزي الديمقراطية، وتحارب الإرهاب بضراوة، وله المثل الأعلى في الفرعون المصري، عبدالفتاح السيسي الذي تمت مقايضة الديمقراطية المصرية المأمولة بديكتاورية غاشمة..

* لكن هل شعبية البرهان في سودان اليوم تعادل شعبية السيسي وقتذاك؟ على البرهان أن يمعن النظر في الأمر قبل مواصلة عبثه بالفترة الانتقالية المفضية إلى الديمقراطية!

* أما عن حميدتي، فقد كتبتُ مقالاً في يوليو 2022 تحت عنوان (حميدتي جرادية...) جاء فيه:-
"* لم يكن حديث د.حمدوك عن توحيد السياسة الخارجية حديتاً عفوياً، فالمعلوم أن حميدتي داهية، لكن إمكانياته المعرفية لممارسة دهائه في ( لعبة الأمم) قاصرة عن المطلوب، ولا تؤهله لمجاراة المحترفين الأكابر المتربصين بالسودان لابتلاعه، مستخدمين طُعمةً في شخص حميدتي المتهافت للجلوس على (الكرسي نمرة واحد) في البلد.. وفي توهماته أن بإمكانه ممارسة (اللعبة الأممية) بمنآى عن شركائه في السلطة الانتقالية، مدنيين كانوا أم عسكريين..
* في أواخر يونيو 2021، نشر موقع ( والا) الإسرائيلي أن طائرة خاصة قادمة من إسرائيل هبطت في الخرطوم، وعلى متنها مسؤولون من الموساد اجتمعوا بجنرالات ميليشيا الجنجويد، ثم غادروا أدراجهم إلى من حيث أتوا..
* حدثت الزيارة من وراء ظهر كل من الجنرال البرهان، رئيس المجلس السيادي، والدكتور حمدوك، رئيس مجلس الوزراء.. وكان حميدتي يبغي أن تكون الزيارة في طي الكتمان (Top Secret) بينه وبين جنرالات ميليشياته والموساد.. ولكنها انكشفت!
* لم تكن تلك أولى اللقاءات السرية التي يجريها حميدتي مع الموساد الاسرائيلي.. فقد نشر موقع (سودان موشن) يوم 22 – 08 – 2020 مقالاً جاء فيه:- ” كشفت مصادر خاصة لصحيفة العربي الجديد عن قيام الإمارات بترتيب لقاء، غير معلن، بين نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي) ورئيس الموساد يوسي كوهين، مؤخرًا.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن اللقاء شهد مشاركة مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى، كان بينهم مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد.. وأن حميدتي وصل على متن طائرة خاصة في سرية تامة وقتها….
* وذكرت الصحيفة أن السيد محمد الفكي سليمان، المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة الانتقالي، نفى علمه بالاجتماع المذكور، وأوضح أن مجلس السيادة لم يناقش شيئًا من هذا القبيل.. وأن اتفاقًا حصل بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقحت على إحالة ملف التطبيع برمته للجهاز التنفيذي، ممثلاً في مجلس الوزراء، للنظر والتقرير فيه.. لأن إدارة ملف العلاقات الخارجية شأن تنفيذي وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية.."
إنتهى الاقتباس
* وأتساءل:- هل بلغت تحركات الجنرالات السرية المشبوهة مرحلة لم يعد الأستاذ محمد الفكي يتقبلها فتوجه لشعب الثورة المجيدة، مع بداية محاولة إنقلاب 21 سبتمبر، منادياً أن:- أنقذوا ثورتكم...!"، فارتفع حاجز صلب بينه وبين جنرالات اللجنة الأمنية، فانبروا يطالبون بطرده من المجلس السيادي؟
* أيها الناس، إن مجرد (تفكير) الجنرالات في إبعاد محمد الفكي من عضوية المجلس السيادي، وقاحة، أما أن يطالبوا بإبعاده من المجلس، فهي قلة أدب وعدم احترام للمكون المدني،
* إن عدم الاحترام جرَّته قحت لنفسها بتكالب مكوناتها على كراسي المحاصصات؛ وكل مكون من تلك المكونات يتمسح بالجنرالات للحصول على النصيب الأكبر في السلطة، على حساب المكونات الأخرى.. "وما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ!" بعد سقوط قحت في جُّب الجنرالات..
* على قحت الخروج من ذلك الجُّب .. وإعادة حساباتها الوطنية للعمل على جبر الكسر الذي أحدثته في عظم الثورة.. وذلك بالعودة العاجلة إلى قحت الأصلية.. إلى الثورة.. إلى الشارع السوداني.. وبلاش الأطماع و"يا حبيب.. يا حبيب!"

osmanabuasad@gmail.com
////////////////////////

 

آراء