البشير رئيس متهور خارج السيطرة .. بقلم / آدم جمال احمد – سيدني – استراليا

 


 

آدم جمال أحمد
26 December, 2018

 



تعتبر التصريحات التي اطلقها الرئيس عمر البشير امس الأول في ولاية الجزيرة وتوجيه الاتهامات للثوار والمتظاهرون بالعمالة لدولة خارجية والتخطيط لإثارة القلاقل .. بالإضافة الي قوله: (بعض الخونة والعملاء والمندسين والمرتزقة ، استعملوا الضائقة المعيشية للتخريب خدمة لأعداء السودان) ، والذي ما زال حديثه المستفز الشغل الشاغل للخبراء والمحللين السياسيين في البلاد ، دون ان يجدوا تفسيراً مناسباً له ، فبدلاً من امتصاص الغضب الشعبي المتنامي واحتواء الاحتجاجات ضد تصاعد أسعار السلع والخدمات ، بسبب تراخي حكومته الفاشلة في التصدي للأزمة الاقتصادية وإعداد موازنة أدت إلى تدهور سعر صرف الجنيه وانعدام السيولة وزيادة أسعار الخبز والمحروقات وتعريفة الكهرباء ، ما أثار احتجاجات في كل ولايات السودان المختلفة عبر مظاهرات حاشدة ومسيرات سلمية تطالب بإسقاط النظام ورحيله ومحاسبة المتسببين فيه ، فكان المتوقع من البشير باعتباره راس الدولة والمسؤول والمتسبب الأول في تفاقم الازمة والأوضاع والاسترقاق والاستعباد والفوارق الطبقية ان يتسارع بالاعتذار لهذا الشعب السوداني العظيم وتعزية اسر الشهداء ومواساة الجرحى ، وتجريم اجهزته الأمنية ، التي استخدمت القوة المفرطة والمميتة في إراقة الدماء والقتل بالذخيرة الحية ، والاحتجاز التعسفي وتشديد الرقابة علي وسائل الاعلام ووقف وسائل التواصل الاجتماعي ، متناسياً حق الشعب السوداني في الاحتجاجات والمسيرات السلمية وحق التعبير والمطالبة بتنحيه عن السلطة.

فلذلك استميحكم عذراً أيها السادة القراء والثوار الاحرار والمتظاهرون في جميع انحاء بلادي ان نقف جمعياً وقفة مع هذا التصريح ووضعه في الميزان الاستراتيجي والسياسي وقياسه مع التطورات في الشأن السوداني وما تشهده الساحة هذه الأيام من احتجاجات عارمة ، يدرك المتأمل أنه أخطر ما يمكن أن يسمعه الناس من رئيس دولة ، وما زال البشير أمام أصعب امتحان في التاريخ ، يشعر فيه كل الشعب السوداني بالضيق من تصريحاته واتهاماته ، مما اثار موجة من السخرية والغضب الشعبي ، لأننا امام رئيس مثيراً للجدل بسبب تصريحاته ورقصاته الاستعراضية علي أشلاء الشهداء ودماء القتلى ، بالرغم من السنوات الطويلة لسنوات حكمه ، الا اتضح انه يتميز بالعناد والانانية وحب المغامرة والاندفاع والسعي لإذلال الشعب والتهور والميل للتسلط والعدوانية والجراءة في الكلام لدرجة الفظاظة احياناً ، فمن العبث محاولة إقناعه بالتنحي والتخلي عن السلطة او باي شيء ، لأنه لم يعي الدرس او يتعلم من التاريخ وما حدث لبعض الرؤساء والحكام الطغاة في بعض الدول التي حولنا ، لكن ماذا نقول فهي الفوضى وعدم الانضباط في دولة تحكمها إدارة فوضوية تشبه حديقة الحيوان بواسطة رئيس كأنه رجل يحمل عقل طالب أساس يتصرف كما لو كان يفكر كطفل في الصف الخامس او السادس ، حوله جيش جرار من الوزراء والدستوريين والمستشارين يتعمدون تضليله واخفاء الحقائق وما يجري في الساحة من احتجاجات ومسيرات سلمية عنه ، من شانه ان تدفعه لاتخاذ قرارات غير سليمة مثيرة للسخرية والجدل ، يرفض التنحي او التخلي عن السلطة ويستهين بالاحتجاجات ويصف المتظاهرون بنعوت غير كريمة ، فالشعب السوداني امام رئيس متهور شبيه بالمجنون خارج السيطرة ، يسعي الي نسف الدولة وافشال المؤسسات ، فمصيره ونهاية حكمه مثل مصير ونهاية حكم معمر القذافي وبل اسوا.

فلذلك من المفارقات الرئيس البشير يعتبر بان الدولة السودانية أنها مزرعة خاصة به او اقطاعية او بيت يملكه يصلح للترميم ، ولابد من إعادة بنائه من جديد ، جوهر الخطورة هنا هو لا يدري بانه يسعي بتصرفاته الحمقاء هذه وتعنته وتجاهله لمطالب المتظاهرين والمحتجين في نسف السودان وتدمير الدولة وسط ما يتم من استخدام القوة المفرطة والقتل الممنهج والمرصود من قناصة النظام تجاه الثوار والاحتجازات والاعتقالات التعسفية للمتظاهرين وسفك الدماء والدموع وسط صمت رهيب من أجهزة اعلام الدولة والاعلام الخارجي للفت انتباه وانظار العالم والمجتمع الدولي الي ما يجري في السودان من ثورة واحتجاجات سلمية وربيع سوداني تطالب برحيل وتنحي الرئيس البشير لانعتاق الشعب السوداني من الاستعباد والذل واجراء إصلاحات عامة علي كل مؤسسات ومرافق الدولة وإصلاح الاقتصاد ، والحفاظ على البلاد من التفكك ومحاربة الفساد والمحاسبة .. فالسودان ليس منزلاً يملكه شخص يا سعادة البشير يقرر متى شاء هدمه.. إنها دولة وشعب ومصير ملايين البشر .. فالدولة تجربة تراكم ليست حقل تجارب ، فلذلك نقول لك بالصوت العالي والفم المليان .. كفاية ثلاثون عاماً من الحكم وضياع البلد وتمزيقه واذلال لهذا الشعب الكريم العظيم .. سلم تسلم .. وتنحي فوراً هذا هو مطلب الجماهير والشعب والثوار والمتظاهرون الذين خرجوا عن صمتهم بعد ثلاثين عاماً من الصبر ، اصبحوا لا يتحملون اكثر استمرار وجودك في السلطة ، الم تقل بنفسك وبالفم المليان امام كل الشعب السوداني والعالم اجمع في لقاؤك في مدينة دنقلا .. (متي ما طلب منك الشعب السوداني ان ترحل وأصبحت غير مرغوب فيك سوف لن تظل يوماً في الحكم وسوف تقوم بتسليمها لهم وترحل) ، فلماذا تتنصل اليوم عن كلامك وتصف الثوار والاحتجاجات السلمية بالخونة والعملاء والمندسين والمرتزقة وأعداء السودان ، فلذلك نصيحتنا لك أيها الرئيس عمر البشير ابحث عن مأمن ومخرج لك والتنحي وتسليم السلطة بصورة سلسلة لتنجو ببدنك قبل (الفوضى الهلاكة) والوصول بالبلد إلى الصفر ومصيرك المحتوم علي ايادي الثوار.

الا اللهم أنى بلغت فاشهد

آدم جمال احمد – سيدني – استراليا

٢٦ ديسمبر ٢٠١٨م



elkusan67@yahoo.com

 

آراء