الثورة والعودة إلى منصة التأسيس

 


 

طه مدثر
6 March, 2023

 

tahamadther@gmail.com

(1)
والله انى لاستعجب واستغرب من أولئك الإعلاميين والصحفيين والكتاب.الذين كانوا وحتى الرمق الاخير من عمر النظام البائد.كانوا هم أسنة الرماح الصدة والسنة الضلال الكاذبة واقلام الفسق والفجور المدافعة عن المخلوع البشير.عند كل محفل وفى كل ملتقى.بل البعض منهم كانوا (زبائن) دائمين فى سفريات المخلوع الخارجية تحديدا.وكانوا يتباهون ويتفاخرون بأن المخلوع قص عليهم بعض من سيرة حياته العطرة! .الممتلئة بالتضحيات والاعتماد على الذات.والكفاح المتواصل.والقى على مسامعهم النكات والطرائف.والتى وان لم تكن مضحكة.الا أنهم ملزمون بالضحك.والا فإن المنع من السفر والحرمان من النظر الى وجهه الكريم الصبوح سيطالهم.ويكونوا من المغضوب عليهم..مثل أولئك الإعلاميين والصحفيين والكتاب الشرفاء.الذين لم يلطخوا شرق الكلمة.ولم يزيفوا الحقائق.ولم يلبسوا الباطل ثياب الحق.فطالهم سيف المنع من الكتابة والتضييق عليهم حتى أن كثيرون تركوا المهنة مجبرين.
(2)
وهولاء الكتاب و الاعلاميون والصحفيون الضالين والمضللين.وطوال عقود عملهم ومساندتهم للنظام البائد.لم نكن نسمع أو نرى أو نقرأ لهم كلمة حق في وجه سلطانهم الجائر.كانوا لا يجرؤن على نقده ولو على سبيل انصح حاكمك ظالما أو مظلوما.فالمخلوع فى نظرهم وفى اعتقادهم الخاص.هو هبة من الله للشعب السوداني.لذلك يجب المحافظة عليه والدافع عنه.ورفعه مكانا عليا.بل كانوا يسيرون على دينه عندما قال لهم قولته المشهورة الإعلام على دين ملوكهم.فكان هو الملك الذى لا يأتيه الباطل لا من خلفه أو أمامه.وصدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.حين قال اذا لم تستح فافعل ماشئت.
(3)
واليوم وبسبب التقاعس الثورى.وطيبة الشارع الثورى.التى فاتت حد المعقول.وبسبب المماطلة والتسويف والتأجيل فى محاكمة كل من اجرم فى حق المواطن السودانى وفى حق الوطن السودانى.كل هذه المعطيات جعلت صحفيو واعلاميو وكتاب النظام البائد يخرجون من جحورهم.ويرجعون من منافيهم الرطبة والحالمة.خرجوا واتوا
ليسنون اقلاهم ويمدون ألسنتهم ساخرين مستهزئين من ثورة ديسمبر الظافرة.يبثون أحقادهم الدفينة.ناشرين للفتنة والقبلية.التى كانت طريقتهم المثلى فى حكم البلاد والعباد
بل مهددين متوعدين .فاليوم علينا إعلان حالة التاهب القصوى.وتوقع القادم الأسوأ.فان كل ات قريب.وعلينا العودة إلى منصة التأسيس الاولى.فالشارع الثورى هو الفيصل بين الثوار الحقيقون الذين قدموا الروح والدم رخيصا فى سبيل مستقبل افضل.ومازالوا يقدمون الكثير.وبين اولئك المتاجرون بالثورة والمتكسببن من وراءها وايضا اولئك الذين بدعون وصالا بالثورة.فلابد ولا مناص من فرز الكيمان.ولابد من تمايز الصفوف..وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989.سياسيا وقانونيا ضرورة إنسانية وواجب وطني مقدس......

 

آراء