الجمهوري خالد الحاج الذي “أبْعَد النُّجعة” ورعى في غير مكانه

 


 

 

تحت عنوان: *دكاترة وبروفيسرات في الدين، المركز الإسلامي بالسودان للدعوة والدراسات المقارنة والهجوم الجائر على الفكرة الجمهورية.* بصحيفة سودانايل التي تصدر من الخرطوم عبر الانترنت، كتب المدعو/ خالد الحاج معقباً على سلسلة تسجيلاتنا لنقد الفكر الجمهوري، ولم أكن أريد الرد على ترهاته، فقد اكتفيت من التعقيب والرد عليهم منذ العام 2000م في معركتي الصحفية (جريدة الصحافة) مع الجمهوريين، والتي سجلتها ونشرتها في كتاب باسم : محمود محمد طه بين الشهادة والردة ونشرته، تجدونه هنا https://www.alukah.net وآثرت الإبتعاد عنهم بعد أن تأكدت من أنهم حالات ميؤس منها، وحبذنا الاكتفاء بتأليف كتاب موسوعي للرد عليهم اشترك في كتابته 5 دكاترة من مختلف تخصصات الدراسات الإسلامية،(تفسير، علوم حديث، فلسفة، عقيدة، أديان)، بعنوان؛ *(فكر محمود محمد طه ومنهجه وآراؤه دراسة تحليلية نقدية)* ، تجدونه هنا؛ https://www.alukah.net/library و نشرنا عددا من الأوراق العلمية تدحض الفكر الجمهوري؛ نُشرت في مجلات علمية دولية محكمة...
وسجلنا مقاطع فيديو تبين خطل الفكر الجمهوري، تجدونها في موقع المركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة باليوتيوب، وقلنا نكتفي من هؤلاء الذين يأخذون ما اتاهم محمود محمد طه كمسلمات ولا يريدون أن يقفوا منه موقف الناقد...ولسان حالهم يردد: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ) ...
لكن المدعو خالد الحاج تمادي بسبب سكوتنا عليه... - فكان لابد لنا من تعريته - وقد صدر تعقيباته على تسجيلاتنا بالمركز الإسلامي ب الآية الكريمة: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)...
فحقق المثل؛ (رمتني بدائها وانسلت).أي عيرتني بما فيها من عيوب ثم مضت، أو اتهمتني بما هو فيها وغادرت، وهو من الأمثال الشعبية المشهورة، ويتم تناقله للرد على الشخص الذي يحاول أن ينسب أي عيب فيه إلى شخص آخر، وهذا العيب موجود فيه هو ، ... فالاستفهام فى قوله تعالى: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله الكذب ) للإنكار والنفى. والافتراء: اختلاق الكذب واختراعه من جهة الشخص دون أن يكون له أساس من الصحة، وقوله: ( وَهُوَ يدعى إِلَى الإسلام ) جملة حالية.
أى: ولا أحد أشد ظلما من إنسان يختلق الكذب من عند نفسه على دين الله - تعالى - وشريعته ، والحال أن هذا الإنسان يدعوه الداعى إلى الدخول فى دين الإسلام الذى لا يرتضى الله - تعالى - سواه دينا.
( والله ) - تعالى - ( لاَ يَهْدِي القوم الظالمين ) إلى ما فيه فلاحهم، لسوء استعدادهم، وإيثارهم الباطل على الحق.... أرايتم؟! فمعنى الآية يصدق في الجمهوريين ويتماهى مع ما قمنا به في تسجيلاتنا للمركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة، قمنا بدعوة الجمهوريين إلى الحق فانكروه واتهمونا بباطلهم.
صدق الإمام العسقلاني في مقولته الشهيرة: *(إذا تكلم المرء في غير فَنِّهِ أتى بالعجائب)*، فقد أوغل الجمهوري خالد الحاج في التكلم في غير ما يعرف كما فعل أستاذه محمود محمد طه، وأتى بعجائب لم يأت بها معلمه فخاض في أصول الدين وفروعه، وشتى علومه، وهو لا يفقه فيها، ونصب نفسه مدافعاً عن الفكر الجمهوري؛ فأضر الفكرة أكثر مما نفع الجمهوريين، ووقع فيما ظللنا نحذر منه وهو عدم تصدّر الجاهل للحديث فيما لا يعلم، لكن المدعو خالد آثر الخوض والتمرغ في شوارع الجهل لينال-حسب زعمه- من خصوم الفكرة الجمهورية وأصحاب الهوس الديني والدرجات العلمية - التي لم ينالها هو ولا أستاذه - آخذاً على عاتقه مهمة إثارة الغبار ليغطي على ما أوردناه مدعماً بالنصوص من كتب محمود محمد طه، فلم نرمي الرجل إلا بما قال ! تحت مظلة دعوته الكاذبة وفكرته اللقيطة، والمدعو خالد الحاج فعل كما تقول العرب: (أبعد النجعة وأغرق في النزع) ، ولم يترك فذلكة ولا بهتانا إلا ورمى بها المركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة - الذي لايعرف عنه شيء - وأصحاب التسجيلات (الدكاترة والبروفيسرات)، وإنا لنتساءل : هل يسعى الرجل للنجاح فيما فشل فيه صاحب الفكرة نفسه؟! ولماذا يصّر على الدفاع عن الباطل بعد كل ما سقناه من أدلة تدحض ما ذهب إليه محمود محمد طه؟! لماذا يكذب ويلوي عنق النصوص؟! لماذا يريد تشويه الدين كما فعل أستاذه؟! ولماذا يسيء الأدب مع كل العلماء ويحقد عليهم؟ لماذا يريد للناس أن تزهّد في التعليم الديني؟! ، بدعوى أن الله يُعلم من يتقيه مع أنه-أمر بالتعليم- والحق أنه لو استجاب أستاذه محمود محمد طه لهذه الدعوة للتفقه والعلم؛ لما فسر القرآن الكريم حسب رأيه، ولما أستدل بضعيف الحديث ومتروكه؛ والموضوع منه وما لا أصل له في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولو جلس خالد أيضاً ونال حظاً من التعليم في هذه المؤسسات التي قدح فيها ونال الأدنى - ناهيك عن الأعلى - من الدرجات العلمية التي طعن فيها، لما خاض في أصول الدين وتلاعب بنصوص الوحيين، ولما سخّر قلمه ولسانه في الدفاع عن فكرة ميتة، ضارباً بالنصوص القرآنية وتفسيرها الصحيح عرض الحائط، متبعا التفسير الباطني كمعلمه، مفارقاً لإجماع الأمة، وما صح ثبوته بالكتاب والسنة والإجماع. ‏يقول صل الله عليه وسلم : {رَحِم اللّٰهُ عبدًا قال خيرًا فغَنِم، أو سكَت عَن سُوءٍ فسلِمَ}... ولأن الرجل لم يعقب في الأساس على ما تناولناه،بل ذهب بعيداً لكيل السباب والشتائم والاتهامات؛ فإني أحيل القراء إلى الروابط أعلاه، وإلى الإستماع إلى التسجيلات بموقع المركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة؛ حتى يعلموا كذب وبهتان وجهل المدعو خالد الحاج... كما أدعو كاتب المقالات لان يعيد الاستماع للتسجيلات مرة أخرى وقرأة كتابنا (محمود محمد طه ومنهجه وآراؤه دراسة تحليلية نقدية) لعل الله يكرمه ويمن عليه بالفهم السوي الصحيح.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
*د. إسماعيل صديق عثمان*.

dr.ismailsiddig@gmail.com

 

آراء