الحركات هل تهزم الكتلة!!

 


 

 

أطياف -
الدعوة المستمرة من قوى الحرية والتغيير لحركتي جبريل ابراهيم ومني اركو مناوي للانضمام الى العملية السياسية لم تنقطع حتى سفرهم الى القاهرة ، فهم من أوصد الباب امام كل المحاولات وتشبثوا بموقفهم وتسبب رفضهم للاتفاق الإطاري ، في خلق فوضى سياسية و( جوطة) لا قيمة ولا داعي لها.
فجراح الوطن لا تحتمل هذا الاهمال لتظل كاشفة هكذا دون تطيب ومعالجة ، فالرفض كان ومازال غير مبرر لأنه لم يستند على حجة منطقية وقوية وخدم اعداء الثورة والتحول الديمقراطي ، وكان محاولة واضحة لعرقلة مسيرة العملية السياسية ، بالرغم من أن الإتفاق لم يهمل اتفاقية جوبا للسلام وجعلها واحدة من الأساسيات للدخول في مرحلة سياسية جديدة ، ولكن!!
لذلك ان اسفرت محاولات الآلية عبر مبادرة جمع الأطراف أمس ، من العسكريين والموقعين على الاتفاق الإطاري وحركتي جبريل ومناوي ، وتم ضم الرافضين تحت مظلة الإتفاق الإطاري ممثلين عن تنظيماتهم، لا ككتلة ديمقراطية، بغية الوصول سوياً لاتفاق سياسي نهائي يستعيد مسار الانتقال المدني الديمقراطي.
فهذا سيكشف ان بعض السياسيين السودانيين، اما انهم عاجزين عن حل قضاياهم السياسية حقيقة لا غبار عليها، واما أنهم يدركون اين الحل ولكنهم لا يريدون مصلحة الوطن لأسباب يعلمونها، ويقدرون مصالح الدول الأخرى ، قبل مصلحة أوطانهم ، فلو انضم جبريل ومناوي الى الإطاري ، فماهي الدواعي والأسباب للسفر الى القاهرة ، وخلق كل هذه ( البلبلة ) اما كان ان يتم هذا الاجتماع بين الاطراف السياسية هنا وربما يحقق أفضل النتائج .
فإجتماع الآلية ان نجح في اقناع الذين لوحوا رفضا للإطاري، فهذا يعني ان عملية ذوبان الكتلة وتلاشيها اصبح امرا واقعا، ويعني ايضا ان الـ ( ٩٥%) التي حدثنا عنها صندل لم تكن ( زلة لسان ) وهي امرا ليس بالصعب، فالرجل يؤمن ان اجتماع واحد يمكن ان يحقق هذه النسبة المئوية المذهلة.
لهذا يبقى انضمام القوى المدنية الرافضة للإطاري من اطراف السلام هي هزيمة لكل مساعي اعداء الثورة التي حاولت اجهاض الاتفاق الإطاري ( كله على بعضه ) واستخدمتهم مطية لذلك.
فواهم من يظن ان المبادرة المصرية كانت من أجل انضمام جبريل ومناوي والميرغني الى الإطاري او (لخاطر عيونهم )، هذه الخطوة كانت لنسف العملية السياسية اجمالا ومحوها عن السجل السياسي .
فانضمام هؤلاء هو ضربة قاضية لوأد احلام كل اعداء التحول الديمقراطي بالداخل والخارج تُقبر بها الأمنيات المشلولة والكسيحة لفلول النظام البائد الذي طال عليها عهد وأمد ( المناحات ) والبكاء على اطلال المبادرات ، لذلك تبقى لا للإغراق قائمة ، لطالما ان أبواب اللحاق مشرعة للذين لا خلاف عليهم ، لكنهم فضلوا ان يكونوا مخالفين .
طيف أخير:
بعد دعوة الآلية للأطراف أمس، ادرك مبارك أردول أن الوقوف بين لافتتين هو ايضا مخالفة سياسية، قد تجعله يدفع فاتورة باهظة فالرجل يشعر الآن بالإهمال، حد التهور قولاً (تبا لكم اذهبوا الي الجحيم) !!
الجريدة

 

آراء