الحياة…تجربة فريدة ورائعة لو لا عذابات البشر

 


 

 

================
د.فراج الشيخ الفزاري
=======
نأتي لهذه الدنيا بدون إستئذان أو طلب منا..ونغادرها بالموت بغير اختيار ...ولا ندري إلي أين ...وأين يتوقف منتهانا، كما يقول بعض الفلاسفة اللاحقين.
الحياة ،في هذه الدنيا..في تقديري من أعظم التجارب البشرية التي لن تتكرر..وهنا تكمن روعتها ...رحلة عبر الزمان ومع البشر وصعوبات الوجود.. فهل هي كذلك عند كل البشر أم هي مأساة إنسانية،عند البعض، ومحطات مؤلمة لا مبرر لدخولنا فيها ؟أم أن طرح السؤال في حد ذاته بهذه الكيفية سخيفا ويخالف العقل والدين؟
من( أمتع) و(أبشع) تجليات الفلسفة، في ذات الوقت,تدخلك، احيانا، في( الممنوع)..و ( المحظور ) و(المحرم) قبل الاستفاقة من مزايات التوهان..فتنحسب من الميدان قبل أن تغلقه عليك ضوابط المجتمع والسلطان..ولهذا تظل الأسئلة الكبري في رحلة الفلسفة العقلية لا تكتمل اجاباتها عبر العصور والازمان رغم كل التضحيات العظيمة التي مهرها قادة الفكر منذ محاكم التفتيش وعصر الكنيسة وهيمنة الرهبان.
ومن وقت لآخر..تبرز الأسئلة الوجودية ، وأحيانا، البروجماتية، هل الحياة رحلة ممتعة أم هي تجارب قاسية.. أم ماذا تعني لمن لا يريدها أصلا ؟
وتتضآل قيمة كل تلك التساؤلات عندما تتواتر علينا اكتشافات (علم الكون الحديث)..وأين نحن كبشر ومخلوقات أرضية وفضائيةمما يحيط بنا، من ذلك الفضاء الواسع غير المحدود ...وغير المنظور ..فنحن وكوكبنا الأرض ومركزنا..الشمس عبارة عن ذرة ...نقطة..أو ربما أحد الثقوب السوداء المنطفئة بحكم جاذبيتها الداخلية..فلا يدري حتي الآن أحد حقيقة تكوين عالمنا المرئي.. فهناك حولنا ملايين الشموس..ومليارات النجوم...وغيرها من المجرات والسدوم.. وربما الملايين من الكائنات الحية وبما تملك من ثقافات وعلوم.
إذن، من نحن كقطيع هائم في هذا الفضاء الفسيح؟وما هو دورنا في هذا الوجود ..ونحن بهذا الحجم الضئيل غير المرئي لبقية الشموس والكواكب والنجوم..بل وفي هذا السديم اللامتناهي حيث يتراجع الزمان ويتممدد المكان وتختفي حسابات اليوم والغد فالأمس قد يأتي متقدما والغد يأتي متأخرا وقد لا يأتي اصلا..وكيف يتم حسبة المستقبل الذي يحتاج،ولا شك، الي البلايين من السنوات الضوئية بحساب علم الرياضيات الجديد.
ومشكلة الفلسفة الحديثة..فكلما تقدم العلم هرب الإيمان من قلوب الشكاك وزادوا كفرا...بينما ترسخ الإيمان في قلوب الموحدين وزادوا إيمانا.. كما قالها الفيلسوف الفرنسي ديكارت..بينما تظل الأسئلة الكبري والثقوب السوداء..معلقة بين الأجيال تتناولها العقول ويعطلها الفضول و الخوف من محاكم التفتيش مع اختلاف مسمياتها عبر العصور...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء