الدور على لجان المقاومة

 


 

كمال الهدي
30 November, 2021

 

تأمُلات
. رأيي الثابت أن المتسبب الأول في جُل مشاكل وطننا هم طبقة من يسمون بالمستنيرين.

. فهؤلاء كثيراً ما يشطحون بغير هادٍ، ولأن لديهم قدر من المعرفة وقدرة على التنظير تجدهم يسوقون خلفهم بعض البسطاء والكثير من الشباب ذوي التجربة السياسية الغضة.

. لكن بفضل الله فقد بدأ هذا الوضع في التغير مع جيل الشباب الحالي (الراكب راس).

. وأجمل مافي شباب اليوم هو (ركوب الراس) هذا، فما أكثر المغشوشين والمخادعين والمضللين وسط الكبار.

. فالكثير من هؤلاء الكبار يطلقون أحكامهم بناءً على العاطفة، الولاء لكيان، حزب، جهة أو حتى فرد.

. قد تُصعق عزيزي القاريء إن قلت لك أن واحداً من هذه الفئة لم يعجبه مقال كتبته بعد اكتمال خيوط مؤامرة جوبا في نقد التوم هجو ومناوي ومدير سلطة الطيران المدني المُقال ابراهيم عدلان فأنبرى يدافع عنهم وعن بقية رفاقهم الذين أوصلونا لما نحن فيه اليوم.

. استغربت حينها لذلك الدفاع المستميت عن (رواكيب الخريف)، لأكتشف لاحقاً أن الرجل نفسه التقط بعض الصور التذكارية مع عدد من قادة ورموز الحركات المسلحة.

. إذاً هو الانبهار ولو بنمور الورق.

. ما أود قوله هو أن الدور بالغ السوء للدكتور حمدوك يفترض أن يكون قد وضح تماماً لكل صاحب بصيرة.

. في زمن مضى ومن لحظة ظهوره في أول لقاء صحفي برفقة شخصية مجهولة بالنسبة لأغلبية الحضور وقتذاك (داليا الروبي)، بدأت في طرح التساؤلات التي استمرت طوال فترة العامين الماضيين، لكن لم يركز الناس مع تلك الأسئلة وظلوا على دين مضلليهم وأصروا على ترديد عبارات مثل (شكراً حمدك)، و (سنعبر) وتحمسوا لاطلاق مبادرات جنيه حمدوك وغيرها.

. وإن اكتفينا في الفترة الماضية بطرح الأسئلة الصعبة ومطالبة حمدوك بأن يكون واضحاً وصارماً وأن يمارس صلاحياته كرئيس للوزراء بدلاً من اطلاق المبادرات (الخبيثة) وكأنه مراقب أو صحفي لا رئيس حكومة يحظى بكل الدعم الشعبي والخارجي الذي يمكنه من تنفيذ ولو القدر اليسير من مطالب الثوار.. إن اكتفينا وقتها بطرح الأسئلة ومطالبة المؤيدين بأن ينظروا للجانب الآخر وكيف أن حمدوك أهمل قضايا داخلية متعمداً، فقد حان الوقت لأن نقول أن أي انقسام حالياً حول هذه الحالة (الحمدوكية) يعد نوعاً من السذاجة والعبط.

. وعذراً على المفردات الصادمة، لكن مواقف البعض بعد كل الدمار الذي ألحقه هذا الرجل بثورة السودانيين يجبرنا على ذلك.

. فقد خربت سوبا تماماً، وهذا الخراب يتطلب صحوة سريعة واستمرار للزخم الثوري السلمي بعيداً عن اهدار الوقت في إنقسام غير مبرر وتنظير حول أسباب ودوافع حمدوك للتوقيع على الاتفاق الأخير.

. فليس هناك أي كائن أو جهة أرغمت حمدوك على التوقيع كما يتوهم هواة الهروب للأمام.

. كما لم يوقع الرجل بسبب نقص معلومات أو خلافه، بل فعل ذلك لأن الخطوة تمثل جزءاً أصيلاً مما قدم من أجله أصلاً.

. ولا شك في أن أحزاباً وبعض الأفراد في قوى الثورة قد اشتركوا معه في هذا العمل غير المبرر، لكن ذلك لا يوجد له العذر كما يحاول البعض اقناعنا.

. لذا يفترض أن نفكر في بلدنا وفي ثورتنا التي قدم خلالها شباب الوطن تضحيات غير مسبوقة.

. وواهم جداً من يعتقد أن (الملاك الطاهر) حمدوك يحمل حقيقة صفات الأنبياء وأنه ليس لديه أي مصلحة شخصية في كل ما يقوم به.

. فصاحب المصلحة ليس بالضرورة أن يكون فقيراً تغريه حفنة دولارات تدخل حسابه الشخصي.

. المصالح أشكال ودرجات يا قوم فكفانا تسويقاً للأوهام.

. عدت لهذا الموضوع لأن لقاء حمدوك الأخير ببعض أفراد لجان المقاومة يعني لي أن الخطوة القادمة في المؤامرة هي شق هذا الجسم المتماسك الذي أرهب كل أعداء الثورة.

. سيخطيء شباب لجان المقاومة في حق أنفسهم ووطنهم كثيراً إن صدقوا أن مثل هذه اللقاءات يُقصد بها السماع لمقترحاتهم وتضمينهم في خطوات رئيس الحكومة لاحقاً.

. فمن يريد أن يمنح شباب لجان المقاومة دوراً فاعلاً لا يمكن أن يكون ذات الشخص الذي غدر بالقوى التي أتت به ونصبته رئيساً للوزراء، ليوقع اتفاقاً بعد ذلك مع قائد الانقلاب البرهان وبعض منتسبي تلك القوى ما يزالون في السجون.

. وعلى هؤلاء الشباب أن يسألوا أنفسهم عن عجز حمدوك عن الإجابة على الكثير من الأسئلة التي طُرحت عليه من قبل بعض رفاقهم.

. رئيس وزراء يفشل في الإجابة ولو على سؤال واحد معناه أنه لا يملك قراره.

. سيسوقون لكم وهم قرارات يصدرها حمدوك مثل إقالة مديري الشرطة وجهاز الأمن، لكن كل ذلك يتم بعيداً عنه، وسيظل هو مجرد مُعلِن لأنه اختار أن يكون (حتة) موظف عند البرهان وحميدتي.

. لم يبق لشعب السودان عنصراً فعالاً لمقاومة الطغيان والوقوف في وجه المؤامرات والألاعيب سوى لجان المقاومة، فعضوا عليها بالنواجذ وإلا فلنسلم أمرنا ونصفق جميعاً لحكامنا الفعليين.

kamalalhidai@hotmail.com
//////////////////////

 

آراء