السودان والنهب الدولي المنظم

 


 

 

لاشك عندى ان قرار الاستيلاء على السلطه فى ٣٠ يونيو ٨٩ لم يكن قرار الحركه الاسلاميه السودانيه لوحدها وانما هو قرار مدروس اتخذه التنظيم العالمى للاخوان المسلمين ونفذته الحركه الاسلاميه السودانيه وايضاً انا على يقين ان التنظيم العالمى اتخذ هذه الخطوه بعد ان الم بالثروات التى تختزنها الارض السودانيه واكيد انه رتب لاستغلال هذه الثروات بالتنسيق مع مصالح دوليه ومنها مصر التى ماكان عندها مانع ان يستولى الاخوان المسلمين على السلطه فى السودان مادام سيهدمون السودان وسيتيحون لها نهب خيراته لذلك بعد الانقلاب مباشره بدأ الاتصال بشركات النفط للتنقيب عنه بصوره جديه فكان الاتفاق مع تاليسمان ثم مع اراكيس وبدأ تصدير النفط وبعد البترول بدأ اكتشاف الذهب واليورينيوم وأغرت الانقاذ العالم بثروات السودان فاستطاعت ان تعيش لمدة ٣٠ عاماً وساذج من يظن ان المبادىء تعلو على المصالح فى عالمنا هذا فقد اثبتت لنا الانقاذ ان المصالح تتقدم المبادىء فقد ظلت الانقاذ تلعب بثروات السودان فى الصراع السياسى العالمى فكانت الانقاذ تتجه شرقاً ثم تعكس اتجاهها غرباً ثم تظهر كمتطرفه اسلاميه وإرهابية ثم تتعامل مع اسرائيل لذلك استطاعت ان تعيش مابين احضان هؤلاء وأولئك لأطول فتره ممكنه وهى توزع من ثروات السودان وتاكل منها اما المعارضه فلم تحظى بفهم سياسى عميق وركزوا على مصالحهم الذاتية كأفراد اكثر من تركيزهم على مصلحة الوطن وهذا ديدنهم الآن وقياداتنا مصالحهم دائماً تتقدم مصالح الوطن وخاصه هذه الحركات المسلحه التى يقفز سؤال من اين تصرف هذه الحركات المسلحه على أفرادها ؟؟ فهم لا ينهبون ولا ينتجون فهم مثل أفراد القوات المسلحه كانوا متفرغين للقتال ويصرفون مرتبات شهريه !! فمن اين تاتى هذه المرتبات ؟وماهى مصادر الإنفاق ؟ ومن اين يشترون هذه الدبابات والمدرعات والأسلحة الخفيفه والتاتشرات ؟ والاجابه انه بمثل مايبيع حميدتى ذهب السودان للامارات ليصرف على قواته فان هذه الحركات المسلحه تبيع ايضاً ذهب السودان وثرواته ليس من الآن بل منذ ان نشات لتصرف على نفسها لا كثر من ٣٠ سنه !! والسؤال المطروحه من اين كانت تصرف هذه الحركات المسلحه ( احد زعماء هذه الحركات لديه استثمارات فى امريكا بملايين الدولارات ) ؟ وقد احتلت هذه الحركات جزء من الاراضى السودانيه واصبحت اراضى مستقله داخل الدوله وذلك منذ بداية هذه الحركات ومازالت هذه الحركات تحافظ على استقلال واستغلال ما احتلته من اراضى لم تعيده حتى بعد الثوره للوطن فمثلاً عبد الواحد يحتل جبل مره وتاتى طائرات فرنسيه من تشاد لتحمل كميات من الذهب المستخرج وتصرف منه فرنسا على عبد الواحد وجيشه وتحتضن فرنسا عبد الواحد ويعيش فى بذخ فى فرنسا فمن اين له هذا ؟ كما ان الحلو يحتل جزء من جبال النوبه ويهرب ذهب الجبال عبر جنوب السودان الذى يساند الحلو تدريباً وتسليحاً ويتدخل سياسياً لصالح الحلو ومؤخرا تم الكشف عن ذهب بمبلغ ٤٠٠ مليون دولار تم ترحيله من الجبال الى جنوب السودان ( فديو وخبر منتشر ) فمابالك بما لم يتم الكشف عنه !! اما حميدتى فيحتل جبل عامر الذى يفيض ذهباً ومعادن اخرى وقيل حتى الطائرات الامريكيه تحط على جبل عامر وتاخذ نصيبها وتتخذ تشاد معبراً لذلك تصمت امريكا عن كل ممارسات حميدتى اما مصر فقد منح عبد الباسط حمزه المدير التنفيذى لمجموعة الزوايا امتياز انشاء شارع ارقين دنقلا ٣٦٠ كيلو متر ومنح كيلو متر على كل جانب من الطريق وقد اتفق عبد الباسط مع الجيش المصرى على استثمار الاراضى على جانبى الطريق كما ان هناك ٢ مليون فدان ارض زراعيه ايضاً منحت للجيش المصرى الذى يستثمرها فى محاصيل زراعيه لإطعام الجيش المصرى وهذه من اغرب الحالات فى العالم ان تغذى دوله جيشاً يحتل أراضيها !!! وهذا النمو الهائل والمدن الجديده والكبارى الطائره فى مصر كل ذلك من خيرات السودان من سمسم وصمغ وحتى مصارين البقر السودانيه تصدرها مصر لالمانيا لتصنع منها خيوط العمليات الجراحيه (التقيت شخصياً بالمصدر المصرى ) اما الدول الشرقيه (روسيا والصين )فنصيبها يأتيها عبر القوات المسلحه وتحط طائراتها فى المطارات الحربيه لتحمل ذهب السودان وكذلك عبر شركة الحلول المتكامله
ويتضح مما ذكرته ان السودان قد اصبح مائده دسمه يقتات منها المجتمع الدولى شرقه وغربه ودول الجوار لذلك من الصعب ان يترك السودان ذوى المصالح ليتصالح مع نفسه فكيف نستطيع ان نفطم الامارات وفرنسا وجنوب السودان والامارات من هذا الذهب الذى يتدفق عليهم بلا مجهود وكيف سنفطم مصرمن هذه الخيرات التى تتنزل عليها والسنه السابقه قيل ان انتاج مصر من الخضر زاد بنسبة ٨٨.٩ ٪؜ وان مصر قد حققت الاكتفاء الذاتى من ٩ محاصيل كما ان حصة السودان من المياه ١٨.٥ م يستغل السودان حالياً ١٢.٢مليار متر مكعب فقط والباقى لمصر ومصر تتربع فى قائمة ٢٠ دوله من المصدرين للحوم البقر بينما السودان لا يوجد فى القائمه !! كما انها تعد من اكبر منتجى الجلود والسودان غائب والإمارات تحتل المرتبه الثالثه فى قائمة مصدرى الصمغ العربى فى العالم !! كل ماتقدم يشير الى ان دول عديده تستفيد من هذا الغياب للسودان وانشغاله بصراعاته الداخليه مما أتاح لهذه الدول استغلال هذا الغياب والاستفاده من الإنتاج وثروات السودان وهذه الدول لها مصلحه فى عرقلة تعافى السودان واستفادته من ثرواته لذلك نرى كل ماقام السودان وقع مرة اخرى والسودان يحتاج ياشباب الثوره لقيادات شابه تحب الوطن وتخلص له ولا تحب الكراسى اكثر من الوطن ومثلما رفعتم اللاءات الثلاثه لا تفاوض لا مساومه لا شركه ارفعوا لا رابعه لا لمن تجاوز ال٥٠ عاماً ان يحتل منصباً فى حكومتكم القادمه واستعينوا بالمجتمع الدولى لإخراج هذه الجيوش التى ادخلها القحاته ولن تحل مشاكل الوطن وهناك ٩ جيوش داخل عاصمته وبعضها اجنبى التكوين والجيش الوطنى مشغول بالحكم وتنقص قياداته الوطنيه وهو لن يستطيع وحده اخراجها الا بمعونة المجتمع الدولى فلا تخسروا المجتمع الدولى والقضية تحتاج لوعى سياسى عالى لكى لا يكون هناك تناقض بين اخراج هذه الجيوش وسلام السودان ومدنيته وبين هذه الدول ومصالحها فى خيرات السودان

محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.com

 

آراء