الشارع الطريق إلى المدنية

 


 

 

أطياف
مثلما تحدثنا بالأمس في هذه الزاوية أن الحديث عن تقدم التفاوض والاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء لم يبارح نقطته الأولى ، وهي أن المكون العسكري طلب عودة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك لقيادة الحكومة وأن الأخير تمسك بشروطه الأربعة والتي لم يوافق المكون العسكري عليها، وأخيراً جاءت الاخبار بالأمس اكثر وضوحا وخرجت من الضبابية التي خيمت على المشهد لأكثر من يومين وتحدثت عن تعثر المفاوضات بين البرهان وحمدوك.

ويمضي المكون العسكري في الإصرار على الخطأ دون النظر للعواقب، وردود الأفعال الكارثية التي سيفرضها المجتمع الدولي والتي ستدخل البلاد في نفق مظلم ربما يعيدها لعهد العزلة السابقة وبقسوة أكبر ، فالكونغرس الامريكي بالأمس لوح بفرض عقوبات على جنرالات الجيش إن لم يستجيبوا لرغبة الشارع في عودة الحكم المدني وهي خطوة ترتب عليها كثير من العواقب ولها ما بعدها. 

ولكن يبدو أن البرهان ومكونه العسكري لديهم رغبة أكيدة لاعادة التجربة ( العرجاء ) لنظام المخلوع الذي ارتضى العيش بعيدا عن المجتمع الدولي ، ليدفع الشعب ضريبة العزلة والعقوبات لثلاثين عاماً ساهمت في دمار الوطن وجعلته يتخلف عن ركب التقدم ، أثقلته بالديون وجعلته يتصدر قائمة الدول الراعية للإرهاب وجعلت اقتصاده يعاني سكرات الموت ، ولم يهتم البشير كثيراً للعقوبات التي فرضت على شعبه ومارس حماقاته الى أن وصل الي لافتة كتب عليها الشعب (نهاية الطريق) ، فالبشير مصالحه الشخصية وخوفه من ملاحقة العدالة والمحاسبة على كل ما ارتكبه نظامه من جرائم ضد الإنسانية وفساد ، وغيره من الأخطاء جعلته يواجه نفسه ، فكلما تعلق الأمر بالمجتمع الدولي والخروج للعالم والتعامل مع الدول الخارجية تذكر انه رئيس معزول ، فجل مايستطيع فعله هو أن يكيل الشتائم والاتهامات لدول العالم الخارجي ، حتى وصل بالوطن وشعبه الى درك اسفل واصبح رمزاً للدكتاتورية والتجبر ولم يرحمه التاريخ حتى بعد عزله ، فالمكون العسكري الآن يسير على خطى المخلوع تعلو عنده رغبة المصالح وشغف التشبث بالسلطة والخوف من مطاردة الماضي والعمل على صناعة حاضر سيكون هو سكة الخطر التي تصل بهم الى مستقبل مجهول ، قبل ان يعود السودان الي دائرة التخلف والظلام من جديد وربما الوقوع في هوة وهاوية الانزلاق لذلك فإن خروج الشارع اليوم وفي الأيام القادمة هو وحده لاغيره ، الذي سيغير هذا المشهد فدعوة لجان المقاومة، صمام امان الثورة للخروج للشارع جاءت في وقتها، وما كان ابدا ان تتوقف المواكب من اول يوم لإعلان الإنقلاب حتى الوصول الي الأهداف والمرامي ، لأن ماقام به المكون العسكري يستحق رفضاً واضحاً ومستمرا دون انقطاع ، حتى يثبت الشارع أنه ولى عهد الدكتاتوريات وحكم البندقية ، وان المدنية التي دفع الشهداء ثمنها بدمائهم لن ينته طريقها هكذا وان طال السفر. 
طيف أخير : 
قاوم لأنك ما زلتَ حيّاً وعلم الآخر معنى الصمود !!
الجريدة

 

آراء