الكف عن النقد المباح في زمن الصمت النبيل

 


 

 

ثمة إرهاصات قوية، ومؤشرات مشجعة للغاية، تفيد بجنوح،طرفي الصراع ،القوات المسلحة وقوات الدعم السريع،نحو السلام..وتوافر الرغبة ،في إيجاد حل للأزمة السودانية و"أن يتحقق الأمن والأستقرار وايجاد الحلول لكل المشاكل للازمة السودانية "..والكلام الاخير وهو ما عبر به رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ،مؤخرا، في اجتماعه مع الرئيس الجيبوتي ، الرئيس الحالي لمنظمة الايقاد..
هذه المرحلة المتقدمة من "الرغبة " في وقف الحرب وتحقيق السلام، نعرف أنها لم تكن الأولي في تصريحات الزعماء، ولكننا نطمح بأن تكون الأخيرة المفضلة والمفعلة ،حتي تنطلق منها خطواتنا الجادة نحو السلام..فقد اجهضت كل الأماني النبيلة السابقة في مهدها إما من أصحاب المصلحة في استمرار الحرب، وإما من أصحاب القلم الجارح أو مدعي المعرفة أوالتحليلات السالبة والتجريح والتهكم والسخرية والنقد اللاذع غير المسئول..بجانب شاعلي مواقد الفتنة والنزاع ...وما أكثرهم.
صحيح..هناك دوائر كثيرة متداخلة ومتقاطعة وتدخلات أجنبية ، لها مصالحها الخاصة' في استمرار القتال وانهاك السودان..لكن يبقي القرار الوطني الشجاع بوقف الحرب عند قائدي هذا الصراع ونعني بهما البرهان وحميدتي..هما من يملك القرار اما في استمرار اشتعالها أو اخماد جذوتها..
هناك دعوات وتصريحات مبشرة من طرفي النزاع ورغبتهما في وقف الحرب،وبغض النظر عن صدق تلك النوايا أو كذبها،فيجب علينا التحفظ في تعليقاتنا وعدم البحث في النوايا وما وراء السطور..
يجب علي وسائل الإعلام السودانية ،بالذات ،في هذه المرحلة الحرجة ، الكف عن التحليلات السالبة، بل يجب حث وتشجيع الأطراف المتنازعة بالأسراع والسير قدما نحو السلام..والابتعاد تماما عن مآلات السلام علي المتحاربين بأن مصيرهم من المحاسبة سيكون عسيرا.. وهو حق قانوني لا يملكه الا أصحابه من المواطنين.
نتمني ، أن تكلل مساعي السلام بالتوفيق والنجاح..سواء أكانت عبر( منبر جدة)..أو من خلال اللقاء الشجاع المباشر بين قائدي الصراع..فليس في ذلك هزيمة أو خسران بل هو الفوز والنجاح بعينه والعبور بالسودان نحو الاستقرار والبناء والعمران.
د.فراج الشيخ الفراري

 

آراء