المدن العظيمة لا تموت: أدخلوا الخرطوم إنشاء الله آمنين

 


 

 

========
ثمة أصوات سودانية عديدة قد برزت وهي تنادي بهجر الخرطوم وعدم العودة إليها ، والبحث عن عواصم اخري، بعد أن دمرتها الحرب ولم تعد صالحة للسكن والحياة! وهي دعوة فيها إجحاف ونكران للجميل.
لن نكافئ الخرطوم ، الجريحة بالنزوح والهجران ..لن نتنكر لأيامها ولياليها الجميلة وقد حملتنا في رحمها سنينا وسنينا عظام مترعة بروعة الذكريات.
سرقنا الدر والياقوت من أحشائها، وأكل الطيب من الخيرات من جنباتها..وسكنا القصور وسعدنا فيها بمباهج الحياة الكريمة ولم تبخل علينا بالأمن والأمان ومراتب العلم والدين والإيمان.
لن نترك الخرطوم أو نهجرها وهي تواجه حاضرا ومستقبلا تعيسا ليس لها فيه يد...بل أنتم الفاعلون.
المدن العظيمة لا تموت أبدا...تعيش وتمرض وتتعافي كالبشر تماما...ولكنها لا تموت حتي يرث الله الأرض وما عليها.
كل المدن العظيمة والخالدة في التأريخ، قد تعرضت للخراب والدمار وتحملت كل الصدمات الناتجة عن حماقات البشر. ..فقد دمرت بغداد عشرات المرات عبر تاريخها الطويل وها هي لازالت باقية وشامخة وشاهدا علي قبور أعدائها...وكذلك المدن الاوروبية ...فقد دمرت الحرب العالمية الثانية الميئات من المدن والعواصم الكبري، لندن وبرلين وباريس ...وعندما انتهت الحرب ، لم يهجرها أهلها بل عادوا إليها، عودة المشتاق، وأعادوا بناءها
بأحسن مما كان.
لن نجافي او نعافي الخرطوم الحبيبة، بل سنعود إليها ، من كل فج عميق، فرحين مستبشرين ، ولو بقي فيها جدار من طين...
لن نهجر الخرطوم او تهجرنا،ولن نستبدلها بعاصمة اخري...فكل مدن السودان موجودة في الخرطوم..
ورغم قساوة الدعوة وشماتة الحاقدين..ستعود عروس النيلين ،شامخة مرفوعة الجبين..مدعومة بتأريخها المجيد وحاضرها الزاهر الفريد وأهلها الطيبين...
ستعود الخرطوم مكملة بجمالها وجلالها ولن تحمل غلا ولا حقدا لمن عاداها..بل ستفتح ذراعيها
مشرعة ولسان حالها المتسامح يقول لهم: أدخلوا الخرطوم إنشاء الله آمنين...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء