الى السيد الناظر/ محمود مادبو، ما كان ابوك امرء سوء ولم يك حميدتي رجلا سويا

 


 

اوهاج م صالح
16 October, 2022

 

لقد قادتني الصدفة ان استمع الى خطاب السيد ناظر عموم الرزيقات، السيد/ محمود مادبو، ابن الناظر الفذ، رجل الحكمة والبصيرة الثاقبة، الناظر الكبير المرحوم الناظر/ موسى ابراهيم مادبو، طيب الله ثراه، لقد كان خطاب السيد الناظر ومن حوله العديد من عمد ومشايخ القبيلة، فيه الكثير من العموميات والحمز واللمز والتناقضات والمغالطات فيما يتعلق بالسيد/حميدتي والدعم السريع. ولكن ما استوقفني اكثر وهو شيء لم اكن اتوقع ان اسمعه من سليل النظارة العريقة، حينما بدأ يهدد بأن السيد/ حميدتي ابن القبيلة وهو خط احمر ولن نرضى به، وان الذي يمسه سوف يمس القبيلة، و كرر السيد الناظر عبارة حميدتي خط احمر. ولما رجعت بالذاكرة الى الكثير من المواقف النبيلة للسيد الناظر الكبير الحكيم، الناظر موسى ابراهيم مادبو، والذي كان لا يأخذه في قول الحق لومة لائم ولا يفرق في ذلك بين ابنه وخصمه. وكنا نسمع عنه انه عندما كان يقضي بين المختصمين، غالبا ما يميل الى جانب الشخص المظلوم الغريب، بل كان دائما يوصي بأن يولى الإهتمام بالأشخاص الغرباء الذين يقطنون ديار الرزيقات، عدا الإنجليز المستعمرين، الذين كان يتعامل معهم بشراسة وندية. لذلك اشتهر الناظر الكبير موسى مادبو بالعدل والعديد من المواقف المشرفة والتي اصبحت سوابق يحتذى بها في كثير من الأحكام والأعراف، وهذا بالطبع كان ديدن الغالب الأعم من نظار دارفور الكبار السابقين الذين كانوا يعملون فيما بينهم بتناغم فريد (ليس كتناغم الدكتورحمدوك والعسكر). وكان في زمن اولئك النظار العظماء، عندما يسرق اللصوص بعض المواشي اكرمكم الله، ويدخلوا بها الى ديار النظارة الأخرى، يتم القبض عليهم وارجاعهم ومسروقاتهم الى ناظر المنطقة التي تمت فيه السرقة حيث يصدر الحكم الرادع بحقهم. لذلك كانت السرقات في زمانهم نادرة جدا لأن اللص يعرف مصيره سلفا. وكان هؤلاء الناس بفراستهم الفطرية يعرفون لأي قبيلة تتبع تلك البهائم المسروقة، ويقولون ان هذه بهائم التعايشة، او الفلاتة، او الفور، او البنى هلبة، او الرزيقات وهكذا. كما يستطيعون ان يحددوا فخذ القبيلة التي تتبع لها تلك المسروقات. لذلك وفي ظل نظار بتلك القامات السامقة كانت دارفور اشتهرت بالأمن والسلم المجتمعي والمحبة والتىلف والمصاهرة بين القبائل في جميع اجزائها. وكانوا في كثير من الأحيان يهدي النظار أو بالأحرى يزوجوا بناتهم للقبائل الأخرى عن قصد، بقصد تعضيد عواصر الصلاة بين القبائل والنظارات. وقيل ان حجاج غرب افريقيا الذين يعبرون دارفور من اقصى غربها وشرقها، في طريقهم الى الحج، كانوا يشعرون بالأمان في دارفور اكثر من شعورهم بذلك وهم في مكة المكرمة.
ومن المواقف الوطنية المشهورة للناظر الكبير موسى ابراهيم مادبو، انه كان رجل صعب المراس بالنسبة للأنجليز وكان لا يعيرهم اهتماما، وكانوا يهابونه. ويقال انه ذات مرة دخل في مشادة مع احد المسؤولين الإنلجيز فهــدده الإنجليزي، وقد حدثت تلك الواقعة وهم يستظلون تحت ظل شجرة متوسطة الحجم، فما كان من السيد الناظر موسى مادبو الا ان رد على تهديد الخواجه في الحال، قائلا له (لو ما نفذت تهديدك الشجرة دي فيك). طبعا الكلام قيل بصورة اقوى من ما ذكرت هنا، وبلغة اهلنا البقارة العفوية، أفهموها بقه. طبعا لم يتمكن الخواجة من تنفيذ تهديده ووعيده للسيد الناظر، لأنه يبدو ان هناك من هو اعلى منه في المديرية من المسؤولين الإنجليز، ويعرف قدر الناظر ابراهيم موسى مادبو، لذلك يكون قد منعه التهور. وتدور الأقدار ان تتم ترقية ذلك الخواجة الى وظيفة ادارية كبيرة، واعتقد انه اصبح مفتشا. والمفتش الإنلجيزي في ذلك الوقت له نفوذ كبير جدا، فهو الآمر الناهي. وكان ذلك الموظف الذي اصبح مفتشا، يبدو انه لم ينسى تلك المشادة القديمة التي حدثت بينه والناظر موسى مادبو، قبل عدة سنين، واسرها في نفسه. ولما استلم مهامه الجديدة ذهب الى الناظر موسى مادبو، منتفخا ومنتشيا، وقال له " يا ناظر مادبو انا الآن مفتش كبيرة"، يعني بما معناه،بعد ده اعمل حسابك،. فما كان من الناظر ابراهيم موسى مادبو الا ان عاجله برد مزلزل مقحم بليغ، لم يكن يتوقعه السيد المفتش، حيث قال له السيد الناظر " الشجرة دي كله كبرت". يعني اذا انت اصبحت كبير فالشجرة ايضا كبرت وأنا عند كلامي الأول واغلظ منه بحجم الشجرة التي كبرت الآن.
رجال من ذلك الطراز، رجال لا تأخذهم في قول الحق لومة لائم ولا يقفون مع الظالم مهما كان ولو كان احد ابنائهم. لذلك في ظل اولئك الرجال عم الأمن والأمان والسلم الإجتماعي وازدهرت الحياة التجارية والزراعية والرعوية في عموم دارفور، فكانت جميع شئون دارفور تدار بدقة متناهية وبقدر كبير من الحكمة والعقلانية. وهذا ما جعل الهجرات تتوالى الى دارفور من جميع بقاع السودان وكذلك من دول الجوار الأفريقي. وكان عندما يأتي احد اخوتنا من الجزيرة وشمال السودان ومناطقه الأخرى، كان دائما تعطى لهم الأفضلية في منح المنازل والمحال التجارية والزراعية، وفي افضل المواقع، كل حسب مهنته. فالتجار كانوا يمنحوا منازل حول الأسواق، والمزارعين يمنحوا اراضي ومساكن حول الوديان والمناطق الزراعية، فأقاموا فيها الجناين والحدائق الغناء. كذلك كان المسافر في عهد اولئك النظار العظماء لا يأخذ زادا ولا سلاحا، فزاده مؤمن من قبل جميع الفرقان والقرى والحلال على امتداد الطريق وامنه لا يسلبه منه الا الذئاب.
في سبعينيات القرن الماضي ، كان لأحد العمد المشاهير في دارفور، ابن بدأ يشق عصى الطاعة ويقوم ببعض الممارسات الإجرامية، فحاول والده ان يثنيه عن تلك التصرفات ولكنه لم يستمع وظل يعمه في غيه، فما كان من ذلك العمدة الا وان تبرأ منه ولفظه. وشاءت الأقدار ان يتوفى ذلك العمدة ويخلف ذلك الصبي والده في العمودية او الزعامة، فخلى له الجو وباض واصفر، ومنها انطلق في اعماله الإجرامية الى ان اصبح نواة لمعظم اضطرابات دارفور وانعدام الأمن والسلم الإجتماعي وضنك العيش الذي يعم دارفور الآن، فلم تعد دارفور ارض المحمل، تطعم من جوع ولا تأمن من خوف، بسبب ذلك الإبن العاق. ولكن كما يقول المثل "البتسوي كريت في القرض بتلقاه في جلدها". ففي نهاية المطاف، وبعد ان صحى ضمير ذلك الشخص واراد ان يتخلى عن الطريق الذي رسمه له المجرمون قالوا له " دخول الحمام ما زي خروجه" فدبروا له المكائد واحرقوه جهويا وسياسيا. والآن السيد حميدتى على خطى نفس ذلك الزول الذي اذل وقتل بعض افراد اسرته وقادة قواته ومن ثم اسر وجيء به الى خرطوم مكبل اليدين وبطريقة مذلة مهينة. ومن المفارقات العجيبة ان من قام بهذا العمل المشين المذل ضد ذلك القائد، هو السيد\ حميدتي الذي كان في يوم من الأيام جند من جنود ذلك القائد الذي احرق ساسيا واجتماعيا. والآن عندما جاء الدور على السيد حميدتي، اراد ان يستنجد ويستقوى بالقبيلة ممثلة في السيد الناظر محمود مادبو. وما يحير في الأمر انه عندما كان حميدتي يحرق في قائده السابق، لم نسمع ان السيد الناظر محمود مادبو قد تفوه بكلمة واحدة ولم يسعى لمنع السيد/حميدتي من القضاء على قائده السابق، علما ان القائد السابق زعيم قبيلة ورجل له نفوذ قبلي واجتماعي اكثر من حميدتي، وما حميدتي الا رجل من غمار رجال القبيلة.
لذلك اختصر هذا المقال لأقدم نصيحة للسيد نظار عموم الرزيقات الحالي الناظر محمود مادبو، لأقول له ارجع الى حكمة وعقلانية آباكم و أجدادكم الأولين ولاتكون للمجرمين ظهيرا. فأباكم لم يك أمرىء سوءِ ولم يك رجلا متهورا ولا رجل ظلوما، ولم يعرف عنه قط انه نصر مجرما، مهما كانت صلة قرابته به. بل العكس تمام فهو دائما يقف الى جانب المظلوم ويردع الظالم بمنعه عن ظلم الآخرين.
أما السيد/حميدتي، فإنه لم يكن أبدا رجلا سويا وحملا وديعا حتى تقف معه بهذه الطريقة الفظة. فالسيد حميدتي هو سبب معظم الكوارث التي حلت بدارفور وعمت السودان قاطبة. فالسيد حميدتي وان كان احد ابناء القبيلة، إلا انه لم يك رجلا سويا وعليه الكثير من المآخذ، وهو وامثاله سبب جميع الفتن التي احالت دارفور الى اكبر مأساة في تاريخ البشرية، الأمر الذي انعكس على سائر الوطن الكبير من ضنك في العيش وسيولة امنية واجتماعية وتهتك في النسيج الإجتماعي. وانتم دون شك على علم بذلك، ولكن بكل اسف لم تثنوه عن التوقف عن افعاله تلك والتي ستورده وتورد القبيلة والسودان موارد التهلكة. وإذا كان لابد من الوقوف مع السيد حميدتي وامثاله، فعليك ان تنصحه بالتوقف عن السير في الطريق الذي يسير فيه، والذى لا محالة سيحرقه ويحرق القبيلة ان ارادت الوقوف الى جانبه وكذلك السودان الكبير ان سلك طريق حميدتي. او على الأقل ترك امره، لصعاليك القبيلة، امثال الثرثار ربيب الأنظمة الشمولية/م. عبد الله مسار، فهم احق بذلك الكلام الذي لا يليق بمقام سعادة الناظر. فأمثال هؤلاء ظلوا يرددون نفس ما قلته ولكن لا احد يعيرهم اهتماما ويعتبرون ما يقولون شي يخصهم هم فقط والقبيلة ليست طرفا فيه. فأمثالكم يا سعادة الناظر نحن نحتاجهم في درء الفتن ووأدها في مهدها، واصلاح ذات البين. لذلك عليكم بالإستماع الى اصوات العقلاء والعلماء من ابناء القبيلة امثال ابنكم النابه المستشار الدكتور/الوليد ادم مادبو، متى ما تطلب الأمر منكم الحديث في شأن كبير من شئون القبيلة والوطن، وتأخذوا بزينة الكلام والكيس منه من الفطنين من ابنائكم ، وتنأى بالزج في القبيلة في أمور تسيء اليها أكثر مما تخدمها وبالتالي يفقدها اتزانها وارثها الطيب والمعلوم للجميع. العنتريات دعوها لأمثال الثرثار عبد الله مسار، وهم كثر. فالقبيلة بيت الحكمة وهي اكبر بكثير من الخطوط الحمراء التي اشرتم لها في خطابكم الحديث.
السيد محمد حمدان حميدتي رجل محدود القدرات، ولكن لديه طموحات تعانق عنان السماء وهذا ما جعله يضع يده في يد المجرمين الذين استخدموه لتنفيذ مآربهم الشريرة الخبيثة في دارفور وبوعد منهم له لينال ما يتمناه. حميدتي رجل كله عورات، وللناس السن. فإذا عزمتم يا سعادة الناظر الوقوف معه فسوف تغرقون القبيلة وكذلك السودان في اتون معضلات لا حصر لها ولا حل لها. ويقول أحد بيوت شعر الدوبيت "البلدا المحن لابد يلولو صغارهن." والسيد/ حميدتي، ومن قبله السيد موسى هلال قد رضيا بأن يكثرا من والدة المحن وبتهور غير طبيعي لم نعهده من أي احد من ابناء دارفور. وقد سبق ان اكتوى السيد موسى هلال بشرارة تهوره. اما السيد حميدتي، والذي هو من كان يمسك بالمكاواة ويكوي بها ظهر وجنوب موسى هلال، لم يتعظ من ذلك، وانتم ايضا لم تعظوه ولم تثنوه عن احراق موسى هلال. والآن جاء دوره وبدأ الذين زجوا به في اتون تلك الأفعال الشريرة الشنيعة يدبرون له المكائد تماما كما فعلوا مع موسى هلال، وظل زيت حميدتي يغلي في المرجل منذ وقوفه الى جانب الثورة. وبما ان وقوفه الى جانب الثورة يعتبر احد المحامد القليلة التي تحسب للسيد/ حميدتي، وبالرغم من اختلافنا الجذري معه، إلا اننا قدمنا له بعض النصائح في بواكير ايام الثورة ورسمنا له الخطوط العريضة لتجنبه مصير موسى هلال وغضب الذين جندوه ونزع ملكهم، وتركهم ولسان حالهم يقول "لقد علمناه الرماية ولما اشتد ساعده رمانا." نحن نعلم علم اليقين بان تصرف حميدتي مع مشايخه الكيزان سوف لن يمر مرور الكرام وحتما سيأتي يوما يردوا له الصاع صاعين. ولولا نصائحنا الكثيرة له والمبكرة ابان الثورة، لأصبح حميدتي في خبر كان منذ سنين خلت واصبح الآن نسيا منسيا.. ولكن مشكلة السيد حميدتي، انه قد اغتر واخذته العزة بالإثم وصدق نفسه ولم يعد يلعب في الليق المحلي والأقليمي فقط، بل تعداه الى ان بلغت به الجرأة ان يحاول العب في ليق المحاور الدولية وهذا الليق يعتبرخط اكثر حمرة من حمرةخطكم. فليق المحاور ليس مسموح لدول العالم الثالث/النامي ورعاياه اللعب فيه. لذلك عليك وقبل ان تخطو اى خطوة ان تنظر لوضع السيد حميدتي بالمنظار الدولي الكبير، وهذه تحتاجون الى الرجوع فيها الى ابنكم الدكتور/ الوليد مادبو، فهو اعمق فهما مني في هذه النواحي الدولية. فالسماح للسيد البرهان بزيارة بريطانيا وامريكا مع عدم تفويض السيد/حميدتي بالرئاسة، كلها رسائل مباشرة للسيد حميدتي لتجاوزه تلك الخطوط الحمراء. والا فما الفرق بين حميدتي والبرهان. فكلاهما في الجرم شرق. اما مشكلة السيد حميدتي المحلية فدعوها للغوغائيين من ابنائكم امثال الثرثار عبدالله مسار.
يا سعادة السيد الناظر، ان رسالتك قد وصلت بطريقة وأخرى لمن يهمهم الأمر داخليا. ولكنها كانت بطريقة لم تكن تليق بمقامكم الرفيع وإرث القبيلة العريق. والمثل يقول "ان الكلمة كالرصاصة اذا خرجت سوف لن تعود الى منصة اطلاقها). والآن ليس هناك من سبيل لتزيين تهديدكم او اعطائه مفهوما آخرا. لذلك اختتم رسالتي لك بأنه في المواقف التي تقتضي اقحام القبيلة فيها، ان تستأنسوا دائما وأبدا بآراء العلماء والعقلاء من ابنائكم، وان تدع مثل هذه العنتريات لصعاليك القبيلة التي ذكرتهم في هذا المقال. لأن مبادرتكم وبهذه الطريقة غير المحسوبة،سوف تشجع المتفلتين الآخرين من ابناء القبيلة وكذا القبائل الأخرى بأن يرتكبوا أفظع الجرائم ولا يأبهوا بشي، لوجود سند من قبائلهم. وكلنا يعلم انه ليس في السودان من ليس له قبيلة. وسوف يكون الأمر خطير وخطيرا جدا وسيختلط الحابل بالنابل اذا ما استعان كل الناس، خاصة المجرمين منهم بقبائلهم.
يكفي دارفور ما اصابها من جراح تسبب فيها ابنائها وعلى رأسهم السيدين موسى هلال و حميدتي الذين وضعا ايديهما بيد الذين يضمرون شرا تاريخيا لدارفور. وما زاد طين اهل دارفور بلة، اتفاقية جوبا للفتن التي هندسها نفس الزول، السيد/حميدتي مع قادة حركات دارفور الموقعين عليها من اثنية دارفورية واحدة. فأصبح اهل السودان ينظرون لأهل دارفور سبب هذه الإتفاقية الخرقاء، بأنهم أشخاص انتهازيون وليست لهم قضية سوى الكراسي وبيع ذممهم بدراهم معدودة. فسلام جوبا ازم مشكلة دارفور واحرج اهلها، كما اضاع جميع انجازات الثورة العظيمة وعقد مشكلة السودان الكبير بأسره للدرجة التي اصبحت فيه حلول مشكلة السودان صفرية المآل.
ونصيحة اخيرة الى الأخوة العقلاء من قبيلة الرزيقات، وعلى رأسهم الأسرة الكريمة اسرة آل مادبو، ان يجلسوا مع السيد الناظر محمود مادبو، ويتفاكروا معه فيما يختص بشأن التحدث في ملأ في شأن من شئون القبيلة ،ويضعوا له خطوط حمراء لا يتجاوزها قبل الرجوع اليهم. فالمثل السوداني يقول "طقتين في الرأس توجع". وتفلت السيد الناظر محمود في الكلام لم يكن هو المرة الأولى، فقط سبق له ان اساء الى الحكومة المدنية ونعتها بحكومة الجوع. ومهما يكن صحة كلامه من عدمه، فإن مثل هذا الكلام قطعا سوف يغضب شريحة كبيرة من المجتمع السوداني، ويحسب على مواقف القبيلة، لأنه يتحدث بأسمها بصفته ناظرا لها، وليس بصفته الشخصية. ونسأل الله له ولحميدتي ولنا جميعا الهداية. والله من وراء القصد.
هناك معلومة هامة واخيرة لابد لي من ذكرها في هذه المناسبة لأنها تتعلق بقبيلة الرزيقات. لقد سبق ان اطلعت على معلومة مفادها ان اصل الرزيقات من الأردن، حيث ذكر احد الأردنيين انه سمع ان اجدادا لهم كانوا يذهبون لصيد الزراف والتيتل في غرب السودان، وهم بالطبع عزاب، وقد طاب لهم المكان واستقر بهم المقام هناك وتزوجوا وكونوا قبيلة تسمى الزريقات، والآن تسمى رزيقات في السودان. ولكن اصل الإسم زريقات. واذا حاولنا تأكيد هذا الزعم ورجعنا الى أسماء العوائل او القبائل الأردنية نجدها تنتهي بكلمات نهايتها مثل ريقات، ك (عريقات، شبيلات، عبيدات). بجانب ذلك اننا السودانيين معروف عنا اننا نقلب حروف الكلمة مثل قولنا للدجاجة، جدادة، والذهب، دهب، وكذاب، كضاب.. الخ. واذا صح هذا الكلام، يصبح ان ليس لقبيلة الرزيقات صلة بقبيلة حميدتي "الماهرية" التي هاجر معظم افرادها للسودان من غرب افريقيا. وقد تكون قبيلة " العريقات" احد مكونات مجموعة الرزيقات. اما بقية القبائل التي تحت مكون الرزيقات الحالية لا تنتمي اليها، حيث ان اغلبها هاجر الى السودان من دول الغرب الأفريقي، بينما هاجرت قبيلة الرزيقات "الزريقات" من دول شمال شرق السودان، كالأردن وفلسطين. وهذه فرصة للمثقفين من أبناء الزريقات اقصد الرزيقات ان يتأكدوا من صحة هذه المعلومة.
هناك الكثير من الكلام عن القبائل السودانية الحالية. وعلى سبيل المثال، فإن قبيلة الجوامعة يقال انها ليست قبيلة وانما هي مجموعة قبائل اجتمعت وكونت حلفا للتصدي لهجمات احد أمراء مملكة كردفان. يقال ان ذلك الأمير كون له مليشية تهجم على العرب الرحل وتنهب مواشيهم واموالهم، فما كان من القبائل الا ان تجمعوا وكونوا لهم فرقة واطلقوا على انفسهم كلمة جوامعة فأصبحت تتصدى لمليشيات ذلك الأمير.

awhaj191216@gmail.com

 

آراء