الْآنَ يا ياسر عرمان ؟

 


 

د. زاهد زيد
2 March, 2014

 



مات الدكتور محمد يوسف أبو حريرة الأستاذ الجامعى، وأشهر وزير تجارة في حكومة الصادق المهدي وفي حلقه غصة من الشيخين وإن لم يبد منه آنذاك أنه فقد شيئا مهما في حياته الشخصية بفقدانه المنصب  ، فالرجل كان فوق المناصب ، والغصة هي في أن ابعاده من الوزارة كان لتعديل وزارى شهير قام به الصادق المهدى رئيس الوزراء حينها تحت زرائع مختلفة، لكن الناس كانوا يعملون جيدا حقيقة أن الهدف من التعديل كان إستبعاد وزير التجارة أبو حريرة . و كما قال الأستاذ طلعت الطيب في مقاله المنشور في الصحف الإكترونية عند سماعه لخبر وفاة الدكتور (لأن أمثال أبي حريرة  عملة نادرة ورأس مال معنوى غير قابل بطبيعته للمساومة أو التجزئة) فلم يكن من الممكن للصادق المهدي رئيس الحكومة ولمحمد عثمان المرغني الذي ينتمي لحزبه الراحل ابو حريرة أن يحتفظوا بمثل هذا الرجل الذي لا يشبههم في كثير أو قليل .  فأبو حريرة الشاب الثوري أنذاك كان يمثل جيل شباب الثورة في السادس من أبريل بكل تطلعاتهم .
أذكر جيدا أنني كنت في ذلك الوقت في معية أحد الأصدقاء من الدائرة التي ترشح فيها محمد يوسف أبو حريرة شمال الخرطوم بحري حيث أهله وعشيرته ، وقد اخترت يومها أن أقضي ليلة الانتخابات هناك قريبا من الرجل الذي توسمت فيه أحلامنا كشباب يحلمون بالعهد الجديد، وكان الفوز حليفه كما كان متوقعا فقد صوت له أهله وغير أهله بكثافة وإقبال حاشد .
المهم ماجرى للثائر أبي حريرة بعد دخوله البرلمان والحكومة عن جدارة واستحقاق فما جرى كان خيبة أمل لكل القوى التي ناضلت وضحت من أجل التغيير ، فقد استمعنا وكنا جماعة لخطاب السيد الصادق المهدي الذي أعلن فيه التعديل الوزاري وأخرج من تشكيله أبا حريرة . لقد كان ذلك  الإعلان بمثابة الضربة التي أفاقت الكثير من الناس من وهم ما كانوا يعتقدون فيه أنه قائدهم في طريق الثورة ويحمل همها وكانت الخيبة كبيرة بسبب التسامح الذي أبداه الناس تجاه السيدين خاصة ووضع الآمال الكبيرة فيهما . وربما لا تزال هذه الآمال حية في نفوس بعض الذين ما تعلموا شيئا من  تلك الدروس المجانية في مسيرة السيدين .
وإن كان لهؤلاء العذر والزمان قد دار دورته ، فلا أدري كيف لا يتعلم قادة المعارضة الحالية من هذه الدروس ويأخذوا العبرة منها . فها هو السيد ياسر عرمان يصرح  في صحيفة الراكوبة " كنا نتمنى ان نعمل في صف واحد مع المهدي في مواجهة المؤتمر الوطني . ولكننا يبدو أننا نقف في مواجهة المؤتمر الوطني والصادق المهدي ." ونقول للأخ ياسر عرمان آلآن فهمتها ؟ ولنا أن نسأل السيد ياسر عرمان أيضا وهذا حقنا عليه ، ما الجديد الذي جعلكم تدركون الآن أن الصادق المهدي والمؤتمر الوطني جبهة واحدة ؟ ولم لم تقرأوا التاريخ الحي الذي لازلنا نعيشه لتعرفوا أين يقف الآخرون وتحت أي راية هم ؟ وأين البقية وعلى رأسهم السيد محمد عتمان المرغني ؟ مجرد أن تكتشف  أمر هؤلاء الآن يثير التساؤل والحيرة معا ، لأن ما تقوله الآن معلوم لرجل الشارع العادي فكيف بكم ؟ وكم من أشياء ستكتشفوها و تنتظر لتقولوا رأيكم فيها بصراحة ؟ من قبل قلنا رأينا لكم بصراحة في ارتباطكم في الانتخابات الرئاسية بسياسة الجبهة الشعبية والذي قررتم بموجبها الانسحاب منها ، وقلنا بالصوت العالي بأي حق تنسحبون ؟ ولمصلحة من ؟ واليوم نقول ونردد إلى متى هذه التحالفات مع هؤلاء الذين أثبتوا دائما أنهم مع مصلحتهم ومع خياراتهم التي لا تشبه خيارات الأمة ؟ وأخيرا السيد ياسر هل تقرأون ما يكتبه الناس وما يقولونه أم أنتم في هذا والحكومة سواء ؟
zahdzaid@yahoo.com

 

آراء