انتصارات الأشاوس انجازات مستحقة.!!

 


 

 

لقد أدهش أشاوس قوات الدعم السريع شعوب العالم بثباتهم وإقدامهم، وشجاعتهم الفذّة في مضمار الحرب التي فرضت عليهم أبريل الماضي، فارتعبت قوات فلول النظام البائد جراء الشجاعة المنقطعة النظير التي يتحلون بها، والحرب التي خطط لها وأعدها أنصار النظام البائد، والعدوان الغاشم الذي قصدوا به دحر الأشاوس في بضع ساعات، تحول لكابوس أزعج مرقد قائد الجيش ونائبه ومساعده، فأخرجهم من قبو القيادة العامة، ثم جعلهم ينزحون إلى مدن شرق وشمال السودان، يعقدون اللقاءات الجماهيرية متوعدين القوات التي هزمتهم وكبدتهم الخسائر بالويل والثبور، وفي جميع هذه اللقاءات ظهرت وجوه الثلاثي المهزوم وكأنها مقبلة على السراط يوم يقوم الناس لرب العالمين، هذه الحرب العدوانية التي هدفت لاستئصال قوات الدعم السريع المساندة للمؤسسة العسكرية، أخرجت القيادة العامة للقوات المسلحة عن الخدمة لمدة عام كامل، وقذفت بجميع الرتب العظيمة إلى ميناء السودان الأول، في حدث تاريخي لم تشهد البلاد مثيلاً له، منذ أن تأسست دولة ستة وخمسين، فمن بديهيات الأمور أن الدولة التي تسقط عاصمتها تكون هي ذات نفسها قد سقطت تلقائياً، لكن ولما للقوات الداعمة السريعة من خلق ومبدأ يتعلق بالحفاظ على ماء وجه المؤسسة الأم، لم تقدم على إعلان سقوط حاضرة السودان، والذي يعني إعلان سقوط الدويلة الكذوب، وحينما ترى جنرالات الجيش المختطف بواسطة الإخوان المسلمين، وهم جالسون على مقاعد قديمة وثيرة بقاعدة وادي سيدنا، المعرّضة للقصف المدفعي من أشاوس قوات الدعم السريع، ترى في أعينهم الإنهاك والإعياء واليأس والقنوط، والقناعة بأن الحرب قد نسفت هيبة المؤسسة التي لطالما تغنى لها المغنون وشدا باسمها الشعراء، حتى القائد الفاشل وهو جالس على سجادة الصلاة يوم العيد ترى في وجهه الغبرة.
لكي تنتصر في الحرب لابد لك من دافع جبّار لخوضها، ومسوغ أخلاقي مقنع يجعل الشعب يقف بجانبك، فما حدث هو العدوان والاعتداء من المؤسسة المنوط بها الدفاع والحفاظ وصون كرامة الانسان، لا إشعال الحروب لحماية مصالح الطغمة الصغيرة الفاسدة، كما هو الحال بالنسبة لجيش الفلول وبقايا نظام الاخوان المسلمين المدحور، لقد استمرأ قادته اللعب بأمن واستقرار الناس وعدم الاكتراث لسلمهم المجتمعي، وفي هذه الحال لن يقف الناس مع ما يسمى بجيشهم الوطني، لأنهم يعلمون أنه هو المخطئ والبادئ الظالم، لاجتياحه لثكنات القوات الداعمة له فجراً بغرض القضاء عليها في ست ساعات، كما تباهى وتفاخر بذلك عرّابو الهجمة الإبريلية الشرسة، التي استخدمت فيها السوخوي والاف ستة عشر، متناسين العامل الأول في حسم الحروب، ألا وهو إقناع الشعوب بجدوى المعارك، لقد ضل المهووسون الطريق هذه المرة، فلم يعد العدو هو ذلك المسيحي الجنوبي داكن البشرة، إنّ العدو اليوم هو الأكثر مواظبة على أداء الواجب الديني من صلاة وصوم واجتناب للخمور، والمسكرات والمخدرات من سجائر إلى تباكو معطون يوضع بين اللثة والشفة السفلى، هذه المرة جاء العدو من أطراف البادية البعيدة والبريئة، التي لا تعرف أوساخ المدن سبيلاً لكيانها، وهذه من أهم الخصائص الذاتية التي نصرت الصبية الصغار على المجرمين الآثمين الكبار، وقد شوهدت فوارق الأعمار بين الجيشين لدى أسرى الطرفين، فالمعتدون لم يأسروا شيخاً ولا كهلاً من القوات الداعمة والمدافعة عن نفسها، على عكس ذلك تماماً قد وقع في أسر الأشاوس من ابيضت لحيته واشتعل رأسه شيبا، فالنصر الذي هو من عند الله، لن يتأتى باتباع طقوس الشعوذة والمتاجرة بالدين كما يفعل فلول النظام البائد الفاسدين.
الهدف الاستراتيجي لقوات الدعم السريع الذي دفع القوى الإقليمية والدولية لتغليب كفتها، وجعلها الركيزة الأساسية في مشروع مستقبل السودان، هو تمسكها باستئصال الإرهاب ومحاربتها للهجرة غير الشرعية، زد على ذلك إيمانها العميق بالتحول الديمقراطي المفضي لحكومة مدنية كاملة الدسم، هذا الخط المقبول من جميع المهتمين بالشأن السوداني، وضع لها أرضية صلبة في المحيطين العربي والافريقي، وأقنع مراكز القرار العالمي بأن تحذر مغبة الوقوع في فخ الدعاية الإعلامية المغرضة، التي تبثها أبواق منظومة الحكم البائدة بقيادة جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية، الأمر الذي أدى لتكبد القيادة العسكرية للجيش الهزائم الدبلوماسية والسياسية كلما طرقت باباً للحصول على الاسناد الحربي، وآخر هذه الهزائم التي ترقى لدرجة الحماقة، جاءت نتيجة لانحياز فلول النظام البائد وجيشهم وكتائبهم لمحور أصحاب العمائم السوداء، الذين أعلنوا حربهم ضد حرّاس النهضة الاقتصادية في الإقليم، ما جعل كل الفاعلين في الملف السوداني أن يأخذوا حذرهم من فلول النظام البائد وتصنيفهم كمتلاعبين بالنار، وهذه الزاوية الضيّقة التي وضع الفلول أنفسهم بين ضلعيها، سوف تعجّل بخروجهم من المشهدين السياسي والعسكري قريباً، ذلك أن حرب غزّة قد ألقت بظلالها الكثيفة على حكومة النظام البائد غير الشرعية ببورتسودان، ما جعلها في موضع لا تحسد عليه من حصار إقليمي ودولي لا يسامح، ونعود لنقول أن النصر لن يكون من نصيب المعتدين الآثمين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينتصر من لعبت كل العوامل الداخلية والخارجية ضد مسلكه المنحرف، فالتخبط الذي أوقعت غرفة عمليات الجيش المختطف نفسها فيه لا يمكن أن يؤدي إلّا للهزائم المتكررة، خاصة وان الغرفة آنفة الذكر يديرها المتمردون السابقون الفاشلون.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hitmail.com

 

آراء