بيان من الطلاب السودانيين الأحرار بماليزيا

 


 

 




أيها الشعب السوداني الأبي ..
منذ أن حلت حكومة الإنقاذ الغاصبة على سوداننا في انقلاب يونيو 1989 وهي تمارس سياسات القمع والترهيب على المواطنين، بدأت بحل جميع النقابات ثم الفصل السياسي التعسفي فيما سمته بالصالح العام، فأخلت الساحة لافرادها الفاسدين ليستبيحوا أرضنا وينهبوا ثروات بلادنا باسم الدين وسياسة التمكين. إن ما فعلته هذه الحكومة بوطننا السودان لا يخفى على أحد، ففي عهدها تحول واجب الدولة من توفير الخدمات العامة للمواطنين، فقد ارهقوا كاهل المواطن بالفواتير والجبايات والضرائب، رغما عن تردي الخدمات في حد ذاتها إن كانت موجودة أصلاً، تحول دور المؤسسات الحكومية إلى الجباية، فأصبح الغذاء، التعليم والعلاج في السودان لمن استطاع إليه سبيلاً، وضعت الإنقاذ المواطن السوداني المغلوب على أمره بين مطرقة غلاء المعيشة وسندان الجهل والمرض.

يا أبناء السودان الشرفاء ..
لم يشهد السودان منذ استقلاله ما شهده في عهد الإنقاذ من حروب ودمار عم أرجاء البلاد، نهبت هذه الشرذمة ثروات السودان فبنوا القصور و ملأوا حساباتهم المصرفية بالأموال، فرقوا بين أبناء شعبنا بالقبيلة والدين، كما لم يترددوا في التخلي عن جزء عزيز من الوطن والشعب، الجنوب والجنوبيين، حتى يبقوا أنفسهم في السلطة. أججوا نيران الفتنة في دارفور، فجوعوا البعض وشردوه بينما أثروا البعض الآخر ودعموه بالسلاح، فتحولت دارفور من جنة تعج بالخيرات من كل نوع إلى أرض حروب ونزاعات. تخلوا عن حلايب والفشقة لتغطية جرائمهم التي أصبحت حديثاً على كل لسان في المحافل الدولية والإعلام في كل العالم، ولزيادة مكاسبهم وبقائهم على سدة الحكم. لم يكن المواطن يوماً من أولويات هذه الحكومة الجشعة، فمشاريعها التي ادعت أنها من أجل التنمية دائماً ما دفع المواطن السوداني البسيط ثمنها، فدمرت مشروع الجزيرة لتعتمد علي عائدات النفط التي انتفخت بها خزائنهم واصبح السودان يستورد معظم غذائة من الخارج, بينما لم تستطع أن تعود من الصناعة سوى بعقود لم يكن للسودان في ذبيحها سوى العظم، شردت المزارعين في الجزيرة فهاجروا, حالهم حال الكثير من أبناء الوطن. انشأوا السدود في الشمال فأغرقوا أراض المواطنين وقتلوهم وما زالوا يفعلون في كجبار ومروي الذي لا يعلم أحد حتى الآن أين يذهب عائد الإنتاج فيها، حاله حال البترول وجميع موارد السودان المستباحة. فطالت يد الفساد، التدمير، التجويع، التغييب، والتفرقة بين المواطنين شرق البلاد، غربها ، شمالها وجنوبها الذي أجبروه على اختيار الانفصال.
لم يسلم الجيش السوداني والشرطة من يد هذه الشرذمة، فأصبح الولاء هو أساس كل شيء، كما أنشأت أجساما موازية من مواليها و أتباعها من شرطة شعبية ومجاهدين، فبات الشرفاء من الجيش والشرطة لا يملكون من أمرهم شيئاً، أفقدوا الجيش هيبته وأصبحت الشرطة السودانية وجهاز الأمن يدا تبطش بها ودرعا تحتمي به كلما قصدها الناصحون ، أصحاب الرأي والمعترضون وإن كانوا قصراً أو عزل، فقتلت منذ استيلائها على السلطة من قتلت، والحقت بزنازين سجونها خيرة من أنجبت البلاد من أبناء وبنات، طوعت قوانينا تدعم بها سطوتها ونفوذها فجلدت النساء في شوارع السودان دونما جرم أو اتهام.

أيها الثوار
إن الوضع الذي وصل إليه الحال في وطننا الحبيب السودان لم يعد باستطاعة أحد السكوت عنه، وما حدث و يحدث الآن في السودان من إرهاب وقتل أصبح لا يطاق ، فمن نجا من الجوع والمرض اصطاده القناصة من أفراد الأمن وأردوه قتيلاً، إن قتل المواطنين الأبرياء وجرح واعتقال المئات يعد جريمة في حق الإنسانية، ومحرقة أعدها نظام البشير وأعوانه من المجرمين القتلة لإرغام كل من يقل لا بوجه الظلم والفساد. إننا وإن ترحمنا على أرواحهم وفقدناهم باكراً، لكنا لم ولن نترك دماءهم ودماء الشهداء الذين سبقوهم تضيع هباءا. نحن الطلاب الأحرار بماليزيا، وإن فاتنا شرف هذه الثورة ونحن خارج الوطن، لكنا ندعم هذه الثورة بكل ما أوتينا. سنواصل الكفاح من أجل اقتلاع هذا النظام المستبد الفاقد للشرعية، وسنمضي في ثورتنا حتى النصر.

ربما ننفق كل العمر كي نحفر ثغرة
.. ليمر النور للأجيال مرة
.. ربما لو لم يكن هذا الجدار
ماعرفنا قيمة الضوء الطليق


لا لقتل الأبرياء ..
لا للظلم والفساد ..
العصيان المدني سلاحنا ..
صفا واحداً من أجل فضح هذا النظام المستبد
صفا واحداً من أجل سودان حر يسع الجميع


الطلاب السودانيين الأحرار بماليزيا
29 سبتمبر 2013

 

آراء