تجميد التسويات السياسية والوساطات الأممية وضرورة التدخل الدولي لوقف الحرب وحماية المدنيين

 


 

 

قامت بعض الفلول الاليكترونية المسعورة وبعض المافيات الاجرامية المتخفية علي شبكة الانترنت تحت ستار كثيف من الاسماء والهويات الوهمية بشن هجوم غير كريم علي اللواء فضل الله برمة ناصر الرئيس الحالي لحزب الامة السوداني بعد تردد انباء غير مؤكدة عن مطالبته مجلس الامن والمجتمع الدولي بالتدخل السريع من اجل وقف الحرب وحماية المدنيين واتهامة علي نفس طريقة الخطاب الاجرامي الاحتيالي للحركة الاخوانية بخيانة الوطن والدين واشياء من هذا القبيل .
نتمني ان يكون ماهو منسوب للسيد برمة ناصر في هذا الصدد صحيح باعتبارة واجب مشروع قبل وقوع المحظور وانضمام السودان رسميا الي قائمة الدول التي تحولت بسبب الاهمال وسوء التقدير وعدم الواقعية في ادارة الازمات الي مقابر جماعية حيث يعيش الملايين من ضحايا الحروب في خيام الامم المتحدة التي نصبت بين الانقاض والخراب .
الحرب الجارية في السودان اليوم ليست حرب تقليدية او عملية خلاف سياسي او حتي صراع علي السلطة كما تردد معظم اجهزة الاعلام العالمية التي تركز علي العناوين الرئيسية وتهمل التفاصيل والجذور الحقيقية لما يجري في السودان اليوم من دمار وخراب وهم معذورين في ذلك الي حد كبير ولكن من اين العذر لاصحاب الارض والبلد المنكوبة ولماذا الاكتفاء بابداء الاسف علي مايجري والمطالبة بوقف الحرب وحماية المدنيين في ظل انعدام الفرص لوقف الحرب في ظل الامر الواقع وحقيقة مايجري حيث يتهرب اغلب الناس عن الجهر بحقيقة وهوية الجهات التي تدير هذه الحرب باسم الجيش السوداني في ظل وجود عشرات الاثباتات والادلة القانونية الدامغة عن الايدي الخفية التي تعبث بامن الوطن وتهدد بابادة ملايين المدنيين من اجل الوصول الي هدفها في العودة الي الحياة السياسية وادارة الجيش والامن والشرطة وكل مؤسسات الدولة الاخري رغم انف الشرعية والملايين التي تهدر في الشوارع وتحديد من يمكن استيعابه في مشروع دولتهم الجديدة من عدمه .
الواقع الراهن تجاوز عمليا مرحلة التسويات السياسية بملحقاتها وما يتبعها من وسطات دولية علي مستوي الامم المتحدة وبعض الدول الغربية والكيانات الاممية والاقليمية والولايات المتحدة الامريكية علي وجه التحديد.
المجتمع الدولي والدول الكبري تعطي الاولوية القصوي لعملية اجلاء رعاياها في ظل تغطية اعلامية درامية لاستعراض الجهد الدولي المبذول في هذا الصدد وتكتفي بمناشدة اطراف الحرب الجارية الالتزام بهدنة الاثنين وسبعين ساعة وتهمل تماما مجرد الحديث عن اي مجهود لحماية المدنيين السودانيين من النيران الطائشة والقصف الجوي المتواصل علي اهداف مدنية في العاصمة الخرطوم بطريقة تعزز من فرص استفراد الحركة الاسلامية السودانية بالسودان ارضا ومواطنيين من خلال التوسع في حربها الاجرامية ..
الجنرال البرهان ومن معه يتحملون المسؤولية الكاملة امام الله والتاريخ والقانون عن تسهيل دخول قيادات اخوانية من الخطرين علي الامن والمجتمع من المتورطين في انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان الي البلاد حيث تنعدم فرصة المناورة واللف والدوران ونفي مسؤوليتهم عن ذلك كما تنصلوا بالامس عن المسؤولية عن اقتحام السجون وتهريب شخصيات مطلوبة للعدالة الدولية والسودانية من الخطرين علي الامن والمجتمع المتهمين في ارتكاب جرائم الحرب والابادة وهل يجوز عقلا ان يحدث كل ذلك بواسطة قوات الدعم السريع كما جاء في مزاعمهم وبياناتهم الاحتيالية لتضليل الرأي العام السوداني الذي يعلم علم اليقين حقيقة ماجري من اقتحام السجون وهل يجوز ان يحدث ذلك دون علم او تدخل السلطات الحكومية علي اي مستوي بينما تدير نفس السلطة الحاكمة الحرب الراهنة التي تعتبر الاولي من نوعها منذ ان ظهرت الدولة السودانية الي الوجود.
الناس في السودان اصبحوا في هذه اللحظات الحرجة في سباق مع الزمن من اجل انقاذ البلاد وارواح الملايين قبل فوات الاوان ..
المعالجات السياسية والاعلامية التقليدية المعتادة في التعامل مع الازمات السياسية السودانية لن تفيد علي اي مستوي في ظل التطورات الجارية في البلاد مما يجعل من التركيز علي ضرورة التعامل المباشر مع منظمة الامم المتحدة والدعوة الي تدخل اممي سريع لفرض وقف الحرب بقوة القانون الدولي وحماية المدنيين السودانيين اولوية قصوي ثم التفاوض بعد ذلك حول مستقبل الدولة السودانية باليات وطرق ووسائل جديدة عندما يكون ذلك ممكنا ..
الامة السودانية بكل مكوناتها اصبحت اليوم امام اختبار خطير وبين ان تكون اولا تكون بطريقة تعيد الي الاذهان تلك العبارات التاريخية والاستراتيجية الخالدة في ازمنة الحروب الفاصلة وفرص البقاء او الفناء حيث لاتوجد منطقة وسطي .
" العدو امامكم والبحر خلفكم " معشر السودانيين والخيار خياركم .
" الذين قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"
صدق الله العظيم

 

آراء