ترَبّعَ هو وصمتَهُ وبرودَهُ على وَهَجها فأطفأ نارَها

 


 

 

تحدث الاخ رئيس الوزراء في (يونيه ٢٠٢١) عن اجواء تنذر بالفوضى وعن هشاشةٍ وعن تشظي. تحدث عن انقسام وسلب ونهب وترويع للمواطنين و حوادث قتل وترويع للنساء واعرب عن خشيته من قيام حرب اهليه. وتحدث عن عدم توافق عسكري عسكري ومدني مدني ومدني عسكري.
كان بودي ان اصدّق الرجل وهو ينهض ، اخيراً ، من بين الرماد ويُعلنُ حديثُهُ عن ميلاد شخصيةٍ جديده تمثل الشخصيه الحقيقيه للاخ رئيس الوزراء بعد ان قام باستدعائها إتّقاءً للكثير من الانتقادات ( عن حقٍّ ) التي طفحت بها الميديا.
لم يختلف إثنان منذ بدء الإنتقاليه على خطورة الدعم السريع وخطورة الجيش (الحالي ) وخطورة الشرطه الحاليه وخطورة الحركات المسلحه بقياداتها الباحثه عن المناصب الشرفيه والمال والمظاهر المجتمعيه القبيحه ونبرة البعض منها النافثه لسموم العنصريه المهدِّدَه بالويل والثبور لبقية الوطن الجريح والغائبه عن دارفور ومواطنها المكتوي بنيران الخراب والدمار.
تعيين وزراء ، منذ بداية الانتقاليه ، كان واضحاً ان لا علاقةَ لهم بمناصبهم وآخَرين من صلب الحركه الاسلاميه وآخرين رافقوا المخلوع كمستشارين في قمةِ بَطشِهِ وسطوتِهِ وكأنّ حواء ثورتنا قد عقرت.
ورغم الإشفاق والانتقادات من كل فئات الثوره كان الجميع كأنهم يؤذّنون في مالطا وسط لا مُبالاة الأخ رئيس الوزراء المتسربله بصمت القبور وكل جليد القطب الشمالي.
وإذا قلنا انه لم يكن يعلم فلماذا لم يسأل رغم اننا ، فيما يلينا ، قد أخبرناه ووضعنا كل الملفات أمامه ولما طفح الكيل وصار القتل والذبح والنهب وجرائم المليشيات واستمرت جرائم التهريب لتستفيد من خيراتنا دولاً اخرى كمُصدّرٍ لها ثبت اننا فقدنا كل شيئ ( خلّينا الشّرَدَن ولم نَقرَع الواقفات ).
جهاز الامن بمنسوبيه الذين اجرموا ما زال حِملَهُم على الخزينه العامه ليس بلا أعباء ولكن بأعباءٍ ضد توجهات الثوره. من حوكموا بالاعدام ، الخبر الوحيد المُطَمئن ، ما زالوا احياء يرزقون وضاعت العداله بين أرجُل العسكر وأرجل المدنيين.
إنتُهِكَت الوثيقه الدستوريه في جوبا وفي حضوره وفي احتفائه بإنتهاكِها وفي ما نجَمَ عنها من تقارُبٍ مليشياوي وقواتٍ زادت ، بحضورها ، حالة العاصمه الممكونه سوءاً الى سوئها.. وغنّى معهم (ييي بلدنا ).
ونتساءل من الذي أذِنَ لهُ بتعيين وزراء ينتمون الى إسلاميي العهد البائد بالمخالفه لمواثيق وإرادة الثوار الذين لم يسأل فيهم معاليه منذ تسنُّمِهِ منصبه بل ولم يخرج إليهم امام مكتبه الى ان تمّ صرفهم بقوّة الشرطه.
غاب معاليه عن كل الاحتفالات التي خصّت الثوار ( القوه ) التي بموجبها تربّعَ هو وصمتَهُ وبرودَهُ على وَهَجِها فأطفأَ نارَها وأوقَدَ للحُزنِ نيراناً في كلّ بيت ونيراناً في قلوب ذوي الشهداء ومناضلي الصالح العام في تمكينٍ جديد او في تجديدٍ لتمكين الانقاذ في شرايين الوطن الحزين المُتَداعي بدءاً بالشرطه ويتحدّث عن الجريمه وانتشارها ( يا داب ) اول امس في خطابٍ لهُ لأول مره منذ تعيينه. مناضلوا الصالح العام الذين ما انكسروا امام جبروت الانقاذ من الشرطه والجيش والخدمه المدنيه لم يخرج لهم سعادتهُ في وقفتهم الاحتجاجيه امام مكتبه في اغسطس ٢٠٢٠ ولم يقرأ مذكرتهم ولم يرد عليهم حتى الان وما درى ان الكرسي الذي يجلس عليه أتى عبرَ تضحياتهم وعَرَقِهِم ونضالاتهم وبؤسِ أحوالهم واحوال أُسَرِهِم ولم يدري أنّ الأمن الذي تخوّف من تَطَوُّرِهِ إلى حربٍ أهليه سببهُ إبعادَهُم بل والوقوفِ في وجه إعادَتهم.
إن كان خطابهُ للشعب لشقّ صَفّه والثلاثينمن يونيه على الأبواب فليثق ان ذلك ما لن يحدث.
وإن اصابتهُ صحوة ضمير ليقف إلى صف الثوره بعد طولِ غياب وبعد كل هذا الخراب الذي تسبب فيه والهبوط الناعم الذي هو جزء منه والسكوت عن التدخلات الاجنبيه في شؤوننا والسكوت عن استمرار الانقاذ في اجهزة الدوله والسكوت عن ( غَرف مواردنا ) بيد الدول الاخرى فسيجدنا وشعبنا هناك عيونًا لا تنام.
إننا لا نعرف المداراه ولا نعرف الطبطبه ولا نعرف ( كسير التلج ) ولا نبحث عن مناصب ولكننا نبحث عن وطن ونبحث عن كرامه أُهدرت منذ ( إثنين ) وثلاثين عاماً وما زال مُهدِروها يطؤون على رقابنا بأمرِهِ ويرتفع صوتهم لأنهم يجدون الحماية منهُ كما فعلوا ( هُم و هُوَ )باستاذنا العالِم بروف محمد الامين التوم في جلسةٍ بعيدةٍ عن الأعين كرّسَت لنفس سياسة الإنقاذ التي لم تعرف الشفافيه وما خرجت عن الظلام ولا الأبواب المُغلقه.
إذاً فليذهب هو وأحزاب التمكين الجديد التي لم تعِ الدرس ومجلس حاضنتهِ الأعلا على ظهورِ أعلا ما في خيولِهم .. ليذهبوا بمُحاصصاتِهِم وهبوطهم فنحن لدينا الاعلى هو الله وسنظلُّ نبحث عن وطن وسنظلُّ نبحث عن كرامه.


melsayigh@gmail.com

 

آراء