تفسير منطقي .. إقتراح … بقلم: الطاهر ساتي

 


 

 

قديما ، أي قبل نيفاشا بعام ، حين يكسب طلاب الحزب الحاكم مقاعد المكتب التنفيذي لاتحادات جامعاتهم بطريقة ( الاكتساح ) ، رغم تواجدهم الكثيف بمناطق العمليات في شرق البلاد وغربها بعيدا عن جامعاتهم ، كان البعض يبرر بأن عدم تواجدهم لم يؤثر سلبا في ذاك الكسب ، لأن رهطا من ملائكة الرحمن كانوا يشاركون مع الفئة القليلة المتواجدة بالجامعة في عمليات الاقتراع .. ولو لم تأت نيفاشا ، لنجح ذاك البعض في إقناع الدنيا والعالمين بأن الملائكة - فعلا - تشارك في الاقتراع جنبا إلى جنب مع طلابهم .. أي : تزييف الحدث كاد أن يصبح منطقا ..!!

 

*وكذلك حين يتوافدون من مناطق العمليات في نهاية العام الدراسي ويجلسون لما تسمى بامتحانات المجاهدين .. كانوا يحرزون أعلى الدرجات في مواد لم يسمعوا عنها محاضرة من قبل وربما لا يعرفون حتى اسم أستاذها المحاضر.. ومع ذلك حين يتفوقون في نتائج امتحانات تلك المواد ، كان يأتي ذاك البعض بتكبير يتبعه تبرير فحواه : امتحنت ليهم الملائكة .. وكاد الرأى العام السوداني أن يصدق هذا التزييف ، لأن البعض الإعلامي ظل يحترف تزييف هذا الحدث غير التربوي في وسائل إعلام الدولة بمهنية عالية ، ثم يعود آخر الليل إلى آل بيته بمظان أنه يعبد الله ..و... !!

 

*المهم .. نتائج انتخابات مفوضية الانتخابات بحاجة إلى عبقرية تعيد أبواق التزييف إلى المذياع والتلفاز وكل المنابر ، حتى تمارس دورها التزييفي - من أول وجديد - باحتراف .. نعم ، عقول الناس بحاجة إلى تفسير ، أي تفسير ، يجعل تلك التفاصيل عملا منطقيا ، وليس بالضرورة أن يكون التفسير منطقيا .. ولا أعني بالنتائج المراد تفسيرها تلك النسب الفلكية التي أحرزها مرشحو الحزب الحاكم ، لا هذا ليس مطلوبا ، ربما عادت الملائكة إلى المشاركة في أحداثنا السياسية مرة أخرى ، كما كانت تفعل قبل نيفاشا .. تفسير تلك النسب الفلكية ليس مهما ، فقط يجب تفسير النتائج التي أحرزها مرشحو قوى المعارضة ..!!

 

*على سبيل المثال ، ذهب المرشح مصطحبا آل بيته إلى مراكز الاقتراع ، فاقترعوا ، ولكن عند إعلان نتيجة مركزه لم يحرز حتى صوته ، ناهيك عن أصوات آل بيته .. بالملائكة وجدنا تفسير نتائج الحزب الحاكم الفلكية ، فكيف نجد تفسير نتيجة خصمه الذي يقترع ثم يحصد - عند الفرز - صفرا أو رقما دون المائة .. وهذا ماحدث لعبد الله دينق في مركزه ولحاتم السر في قريته و...و... هم كثر ، بعضهم خرج من مولد الفرز بأصوات عددها أقل من عدد أفراد أسرته ، والبعض الآخر خرج بحالة من الذهول ، أي لم يجد في ذاك المولد حتى (أصوات أعضاء لجنته الانتخابية  .. !!

 

*هكذا حال الاقتراع في بعض المراكز ، والمدهش أن المفوضية تعلن نتائج تلك المراكز بلا دهشة .. ربما ماتت الدهشة في دواخلها ، ربما .. ولأن الدهشة لم تمت في دواخل أولي الألباب ، قلت فيما قلت إن الأمر يستدعي تأجير البعض ليخدع نفسه ثم الناس بتفسير غير منطقي ، ولو من شاكلة : الملائكة لم تعد تشارك في الاقتراع بوضع بطاقات الحزب الحاكم فقط ، بل بسحب بطاقات الأحزاب المعارضة أيضا .. افتكر ده تفسير منطقي شوية .. فليملأ به البعض الأثير والفضاء عاجلا ، لتصدق العقول ما يحدث أمام ناظريها ،علما بأن العقول المعنية في أسطرنا هذه ليست هي (عقول الناس )..!!

 

آراء