تهميش ابناء دارفور.. شماعة يستخدمها لوردات الحروب!

 


 

 

 

إن فوكس
najeebwm@hotmail.com

المهمشون تاريخ من العنصرية على هامش الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في بعض الدول ويعملون في أعمال صعبة مثل التحميل وتنظيف الشوارع المستشفيات والمرافق العامة وكنس الشوارع وتجميع براميل القمامة وإصلاح أعطال دورات مياه التصريف الصحية وغيرها من الإعمال الشاقة ويتم التعامل معهم على أنهم مواطنون من درجات أدنى من الآخرين.
وبإلقاء نظرة على واقع مجتمعنا في الماضي إبان حكم سيئة الذكر حكومة الإنقاذ تجد أن كل مدن السودان تعاني من التهميش وليس إقليم دارفور وحده لأسباب سياسية وحرمان مجموعة أو قوى من حقها في التعبير والمشاركة في اتخاذ القرار وذلك بسبب الإختلاف في الرأي والتوجه والتفكير.
الحركات المسلحة الدارفورية وفي النيل الأزرق رفعوا السلاح لإسقاط حكومة الإنقاذ يطالبون بالحرية والسلام والعدالة وعجزوا عن إسقاط نظام الإنقاذ ومشروعهم الحضاري بالذراع الطويل والقصير وغيره .
أخيراً سقط نظام الحكم الديكتاتوري الذي جثم على صدورنا ثلاثة عقود بدون سلاح بثورة ديسمبرية سلمية بعد تضحيات جسام بعزيمة شباب في مختلف مدن السودان من أجل دولة الحرية والسلام والعدالة وتم توقيع إتفاق سلام (منقوص) في محطة التجارية في محطة جوبا التجارية J ST وتخلف اقوى فصيلين و(حدث ما حدث ) في إقليم دارفور ورغم ذلك نسمع مطالب ديمقراطية وحقوقية وثقافية في صور شعارات حق يراد بها في الحقيقة باطل امتيازات قبلية أو عائلية أو طائفية أو حتى اقتصادية نفعية وتقاسم السلطة والثروات.
المشكلة التي يعاني منها السودان الذين يقولون أنهم مهمشين هم الآن هم في السلطة في مواقع لا يستحقونها وفي ثورة ليس لهم فيها أي بصمة وسقط على إثرها ضحايا وحدثت انتهاكات في مجزرة القيادة العامة يوم 29 رمضان ولوردات الحروب مرطبين في الفنادق وعند عودتهم إلى العاصمة الخرطوم تم إستقبالهم مثل استقبال الجيوش المنتصرة وحققوا مكاسب كبيرة لأنفسهم وأتيحت لهم فرصة السطوة والسيطرة ولذا سيلجأون إلى تهميش الآخرين لأسباب ودوافع ايديولوجية أو طبقية أو اجتماعية أو حتى انتقاماً لماض لم نكن جزء منه لو سلمنا جدلاً أنهم عانوا فيه الكثير من التهميش ولكن ليس وحدهم بل كل مدن السودان عانت من التهميش وما يحدث الآن أهل الشمال وأهل الشرق وأهل الوسط يعانون من التهميش ولكن لوردات الحروب يثيرون الفتن من خلال اللعب على وتر تهميش ومظلومية أبناء دارفور من خلال الجداد الدارفوري (جداد لوردات وجداد جنجويدي مدعوم) وغيرهم من المفسبكين والمغردين واللايفلاتية والعنوان الثابت الجلابة والشريط النيلي والزرقة وما أدراكما الزرقة والسودان حقنا وحنحكمكم بالبندقية وكأن السودان حكر وملكية للجلابة كما يقولون .. من حق أي مواطن يعيش في العاصمة ويحميها ويدافع عنها.
نحن الآن نعيش في زمن لا يرحم تسود فيه المصالح على كل القيم الإنسانية أو الموضوعية بمنهج علمي وعقلاني فكثرت أزماتنا وهمشنا المهم وقدمنا عليه التافه والضعيف جهلاً أو تجاهلاً وحتى نعيد الأمور إلى نصابها ونضع قطار الثورة على قضبانه في الاتجاه الصحيح ونبدأ رحلة الألف ميل بخطوة على طريق مشروع النهضة التنموية والسلام والعدالة والتعايش السلمي .. لابد من مواجهة حقيقية وجادة للتهميش ونعمل جميعا لإصلاح الأوضاع ووضع حد لظاهرة التهميش التي اصبحت شماعة للوردات الحروب من أجل المكاسب الشخصية والخاسر هو إنسان دارفور.

 

آراء