توريث السياسة !!

 


 

مزمل عليم
31 January, 2023

 

💢 كما يحلو لي 💢
mozaart87@gmail.com
- هنالك تضارب كبير في الأقوال يصف احداث فترة ما قبل الإستقلال وعن الكيفية التي خرج بها المستعمر الإنجليزي من السودان وللأسف لا توجد الكثير من الوثائق التي تثبت ما تم في تلك الفترة لكن ما دفعني للرجوع لهذه الفترة المهمة من تاريخ السودان هو ما يحدث انياً من تعقيدات سياسية وتخبط الجميع في الوصول لحلول جذرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الفترة الإنتقالية قبل أن نصل الي مرحلة اللا عودة ..
- ذهب الإستعمار تاركاً لنا قوي سياسية ثنائية القطب متمثلة في آل الإمام المهدي و آل الميرغني كقوي تقليدية اصبحت لاحقاً من (الثوابت السياسية) في مستقبل السودان الي ظهور حقبة اليساريين متمثلة في الحزب الشيوعي واليمنيين متمثلة في الأخوان المسلمين أو الحركة الإسلامية وكانت لكل إيديولجيا نصيبها في الحكم لفترة من الفترات .. الحركات السياسية الحديثة وهنا أقصد اليسار واليمين افلتوا الشعب السوداني ولو قليلاً من سطوة الأحزاب التقليدية الإقطاعية ( الأمة والإتحادي الديمقراطي) .. ولعل التاريخ لا يكذب أو يتجمل ففي فترات بعينها تجد التدني والتراجع المخيف في أداء الدولة كما يحدث الأن بالضبط ..
- لماذا تصر نخب (عائلية) سياسية بعينها ممارسة السياسة رغم الفشل عبر عشرات السنين فالسياسة لا تورث كالعقارات والأموال .. يجب علي الحزبين الكبيرين الترجل ولو مؤقتاً عن الساحة السياسية السودانية وسنري أن أغلب تلك المعضلات المعقدة في المشهد سوف تحل ..
- نفتخر بالثورة المهدية وبقائدها محمد أحمد المهدي كما نحمل كل الإحترام والتقدير لرموز الختمية والمراغنة عبر التاريخ .. ولأننسي المفكر السياسي المحنك الصادق المهدي له الرحمة والمغفرة .. لكن هذا كله لا يعني ان يمسك أتباع هؤلاء بزمام المبادرات والتحكم والسيطرة السياسية في البلاد الي يوم يبعثون ..
- منذ فترة الإستقلال والي هذه اللحظة ماهي الإنجازات السياسية للحزبين الكبيرين .. !! ظن الجميع بعد فترة الإستعمار بإمتلاك السودان حزبين متنافسين كالديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة وكحزبي العمال والمحافظين في بريطانيا فالتنافس الحزبي في تلك الدول يصب في مصلحة أوطانهم بلا ادني شك .. لكن في السودان التنافس يقود الي الخراب والتقوقع حول واقع سياسي واهن وضعيف ومتشظي الي ما لا نهاية .
- ظلننا نكرر دائماً أن السودان ملكاً لشعبه هو من يقرر في أمره ،، لكن تتسابق فئات معينة لإدارة شؤونه عبر عشرات السنين ما بين القوي التقليدية والحديثة تتلاعب به كيفما تشاء قد تأتي بعدها ساعة الحقيقة ويسقي كل ساقي بما سقي .. فالسودان ليس مملكة لعائلة أو تركة سياسية لإيديولوجية معينة تنصب نفسها وصية أبد الدهر للدولة السودانية .. كل النخب السياسية برهنت علي فشلها عبر التاريخ وقد نفذ صبر الشعب علي هذا الفشل حان الوقت للنهوض بعيداً عن الأحزاب الرجعية والعسكر وبداية الدولة السودانية المدنية الحقيقية ..
- من الإيجابيات الطفيفة في عهد حكم الحزب الشيوعي إبان فترة نميري وكذلك فترة حكم الإنقاذ الإسلاموية إنها ابعدتنا ولو قليلاً عن حكم الإقطاعيين والنخب العائلية .
//////////////////////////////////

 

آراء