توقيع ميثاق سلطة الشعب بارقة امل في سبيل تحقيق اهداف الثورة !!

 


 

 

تم بالأمس التوقيع علي ميثاق سلطة الشعب بواسطة شباب وكنداكات لجان المقاومة في احتفاليه ثورية بهيجة ساعدت في كسر حالة الاحباط السائدة علي جميع الاصعدة منذ انقلاب الحادي والعشرين من اكتوبر الماضي والذي ساهم الي حد كبير في خلق أجواء من الضبابية المفتعلة بهدف اعادة عقارب الساعة الي الوراء تمهيدا لعودة الاسلامين للحكم مرة اخري تنكرا للثورة رغم كل التضحيات والدماء التي سكبت من اجل التغيير الجذري لصالح تحقيق اهداف الثورة واقامة دولة القانون والمؤسسات.
خطوة توقيع ميثاق سلطة ألشعب بالامس تعد خطوة تاريخية الي الامام نحو التغيير الجزري المنشود يجب البناء عليها لإكمال المهمة التاريخية والتي القت بالكامل الان علي شباب لجان المقاومة في كل السودان.
نشيد بهذه الخطوة الهامة في مسيرة الثورة السودانية ونؤكد ان توحيد قوي الثورة الفاعلة من اهم الادوات لتحقيق النصر النهائي لثورة ديسمبر المجيدة ويعد التزاما اخلاقيا ووطنيًا بضرورة العمل الجاد نحو تحقيق اهداف الثورة التي خطها الشهداء الامجاد بدمائهم الطاهرة.
الميثاق الثوري لسلطة الشعب يؤكد تماما ضرورة التغيير الجذري الثوري والفوري لتحقيق اهداف الثورة عبر تأكيد سلطة الجماهير في تحقيق العدالة القضائية والعدالة الاجتماعية.
هذا ما كنا نؤكده منذ الشهور الاولي لحكومة حمدوك حيث تأكد لنا انحرافها الواضح عن خط الثورة علي جميع الاصعدة واتجاهها نحو الهبوط الناعم مع شلة قحت.
اثبت الثوار في ليلة ألامس ان الوطن الجريح سينهض من كبوته بنضالات شبابه وتروسه الاشاوس وكنداكاته الشامخات !!
السلطة سلطة شعب …
العسكر للثكنات …..الجنجويد ينحل
ثوار احرار ….. حنكمل المشوار
شهدائنا ما ماتوا عايشين مع الثوار….

شباب بمثل هذا الصمود والاصرار لإكمال مهام الثورة وانجاز المهمة التاريخية بوضع حد للانقلابات العسكرية في السودان والي الابد كما اكد ذلك ميثاق سلطة الشعب وكذلك وضع حد لهيمنة دولة مابعد الاستعمار والتي مازالت مرتبطة بتحقيق مصالح الخارج عن طريق استمرار علاقات التبعية غير المنحازة للمصالح الوطنية وتلعب دورا اساسيا في امتصاص الفائض الاقتصادي لمصلحة المركز الاستعماري وكذلك خدمة مصالح الطبقات التقليدية والطفيلية العميلة او الوكيلة للرأسمالية العالمية والاقليمية.

هذا الميثاق يعتبر وثيقة تاريخية في غاية الاهمية اذ قامت ولأول مرة في تحليل جذور الازمة السودانية ووضعها في اطارها التاريخي الصحيح وكذلك وضع الاسس الصحيحة نحو الحل الجذري بشكل مفصل
مايميز ميثاق سلطة ألشعب انه نابع من ارادة حقيقية وجاء نتيجة مشاركة فعلية ونقاش جاد وطويل حول التفاصيل علي مستوي القواعد تأكيدًا لضرورة البناء القاعدي والذي يعتبر الآساس الضروري للمشاركة الفعلية في وضع اسس العملية السياسية من القواعد الجماهيرية صاحبة المصلحة الحقيقية في تحقيق اهداف الثورة.
كما يميز هذا الميثاق ايضا التحليل الصحيح لجوهر الازمة السودانية التاريخية المتمثلة في فشل دولة مابعد الاستعمار واستمرار علاقات التبعيه في خدمة مصالح القوي الاجنبية في عملية مستمرة حتي الان في الاستغلال الاقتصادي والاستنزاف الحاد لموارد البلاد الضخمة لخدمة اجندة خارجية بعيدة كل البعد عن تحقيق المصالح الوطنية وتمثل تهديدا واضحا للسيادة الوطنية.
ويمكن مقارنة هذا الوضوح بما تدعو له قوي الحرية والتغيير في خطابها المبهم وتحليلها الخاطئ في ان جوهر الازمة السودانية يكمن في انقلاب البرهان وان الحل بكل بساطة يتم عبر "انهاء الانقلاب" وليس الاسقاط الكامل لكل المنظومة وازالة دولة التمكين ويؤكد هذا الاسلوب " القحاتي" المراوغ علي استمرار نهجها الانتهازي بهدف تحقيق هدفها غير المعلن في العودة الي "شراكة الدم" "والهبوط الناعم" وعدم رغبتها في التغيير الجذري للحفاظ علي مصالح تاريخية عبر أستمرار شكل الحكم والدولة المازوم تاريخيًا والاستمرار في حلقة مفرغة في تجريب المجرب.

علينا دعم هذه الخطوة الجبارة نحو الامام في طريق تحقيق اهداف الثورة مع مراعاة الاتي:
اولا/ ضرورة اشراك اكبر عدد من لجان المقاومة ومواصلة النقاش والاقناع لكل القوي التي لم توقع حتي الان.
ثانيا/ مواصلة الجهود في عملية مشاركة القواعد في عملية صنع القرار وهذا يؤكد اهمية مبدأ سلطة الشعب وضرورة البناء القاعدي.
ثالثا/ الاسراع في تكوين المجلس التشريعي كأحد اهم الاليات الدستورية لتطبيق ميثاق سلطة ألشعب علي ارض الواقع.
رابعا/ تأكيد مبدأ المشاركة الفعالة في المجلس التشريعي الثوري من القواعد وضرورة التمثيل الصحيح والمتوازن لكل القوي المشاركة في الثورة صاحبة المصلحة الحقيقية في تحقيق اهداف الثورة.
خامسا/ ضرورة تبني البرنامج الاقتصادي الثوري الذي تحدثنا عنه ويتحدث عنه كل الثوريين والذي يهدف الي الاعتماد علي الموارد الذاتية والابتعاد عن التبعية لشروط مؤسسات التمويل الدولية والقضاء علي دولة التمكين التاريخية. علي ان يتم التركيز علي صياغة برنامج اسعافي عاجل يهدف الي كبح جماح التضخم وتخفيف المعاناة عن الجماهير ومحاربة الفقر في خلق وظائف عاجلة تستهدف الشباب.
سادسا/ ضرورة تأكيد مبدأ المحاسبة ويتم ذلك عبر الشرعية الثورية وملاحقة كل المسؤليين عن الجرائم الفظيعة والتي ارتكبت في حق الشعب السوداني جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي والقتل والاخفاء القسري والتعذيب والتشريد والفصل التعسفي من اجل تمكين الاسلاميين. اضافة لجرائم الفساد والنهب والاهدار المتعمد لموارد البلاد.
سابعا/ التأكيد علي ضرورة اعادة هيكلة القوات المسلحة وحل مليشيات الجنجويد وجهاز امن البشير وكل الميليشيات الاخري والغاء مايسمي بإتفاق سلام جوبا والذي بني علي مبدأ المحاصصات السياسية ولا يخدم بل يهدم اسس السلام والعدالة.
ثامنا/ التأكيد علي مبدأ سيطرة الدولة وسلطة الشعب علي جميع الموارد الاقتصادية الهامة مثل الذهب والثروات الطبيعية الاخري وتاكيد سيطرة وزارة المالية علي المال العام وخاصة الشركات التابعة للجيش والاجهزة الأمنية الاخري.
تاسعا/ ضمان استقلالية بنك السودان في رسم السياسة النقدية بعيدا عن التدخلات السياسية والعمل بكفاءة فنية عالية وفق برنامج اقتصادي مرسوم كذلك ضرورة تغيير العملة لأسباب سياسية واقتصادية وامنية.
عاشرا/ ازالة دولة التمكين الكيزاني في جميع مفاصل الدولة ومحاسبة كل الفاسدين من المستفيدين من دولة التمكين خاصة بعد عودة الكثيرين منهم لمناصبهم السابقة بفضل انقلاب البرهان مما يعد انتهاكا صريحا لأهداف الثورة واستفزازا متعمدا للثوار .

علي جميع الثوار تطبيق هذا الميثاق علي ارض الواقع والعمل علي إقامة حملة توعية اعلامية واسعة تدعو الي ضرورة انخراط كل المواطنين السودانيين في دعم هذا الميثاق والذي يعبر بكل وضوح عن أمال وطموحات الجماهير في التغيير الجذري المنشود.
التحية والتقدير لشباب لجان المقاومة في هذا الانجاز التاريخي والمجد والخلود لشهدائنا الامجاد
والنصر قادم لامحالة.

 

د. محمد محمود الطيب
wesamm56@gmail.com
اكتوبر 2022

//////////////////////////////

 

آراء