جده كِدا!

 


 

 

تتجه أنظار السودانيين والسودانيات إلى مدينة جده الساحلية، كما تغنى الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله "جده كدا دايم كدا..يا الاخذتي عقولنا" حيث يتوقع استئناف المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في السودان يوم الخميس المقبل إذ تعتبر هذه خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب وتحقيق مطالب الشارع العريض خلال ثورة ديسمبر المجيدة المطالب بالحرية والسلام والعدالة. ومن الواضح للغادي والداني أدت الصراعات المسلحة إلى تضرر كبير للشعب السوداني وتفكك البلاد، وانعدام الامن والتهجير والهجرة القسرية والتشرد في الخرطوم وكذلك ولايات وأماكن عزيزة على ساكنيها فراقها، لذلك فإن الحوار والتفاوض بعد جهود مضنية يعتبران الطريق الأكثر فاعلية لحل الأزمة بل هي شجاعة من كلا الطرفين لإنهاء هذه الحالة المزرية من ضنك العيش وويلات الحرب. فبدلاً من استخدام العنف ولغة البندقية، فإن الحوار يمكنه أن يمهد الطريق للتفاهم والتوافق على حلول سلمية للمشكلات التي تواجه السودان وهي مشكلات ليست بالعصية إذا تحلى السياسيين والوطنيين وقادة الجيش بالوطنية. إن وقف إطلاق النار وإعادة الاستقرار الأمني هما جزء أساسي من أي حل سياسي مستدام. مع ذلك، يجب أن يكون هناك تعزيز الثقة بين الأطراف المتنازعة وإشراك جميع الأطراف السياسية والمجتمعية في العملية التفاوضية. يجب العمل على بناء فرص لحوار شامل يستجيب لمختلف المخاوف والمطالب، ويشمل الجميع بصورة شاملة.
كما يجب أن يكون التوقيع على الاتفاقية العسكرية بين الجيش والدعم السريع في جدة فرصة لبدء عملية سياسية شاملة تهدف إلى بناء السلام وإعادة بناء البلاد. وأن يتم تعزيز الثقة بين جميع الأطراف وضمان تنفيذ الاتفاق بنزاهة وشفافية. ومن المهم أن تضمن الاتفاقية حقوق وحريات جميع المواطنين السودانيين وتعمل على تعزيز نظام ديمقراطي شامل وعادل.
أما التأكيد على "جده كدا" أو إذا صح القول (جدة هكذا!) فهي تعني أن أبجديات التفاوض تكمن في وقف إطلاق النار، دعم مسار العودة الى الانتقال المدني الديمقراطي، محاسبة المجرمين وإعادة الإعمار. يعتبر هكذا كل ما بدر من المسهلين من تصريحات خلال الأيام السابقة حسب وكالات أنباء موثوقة. لذلك لن يهنأ ويروق البال للفلول من أوقدوا نيران الحرب.. خلال الأيام القادمة تتوجه أصابع الاتهام والتخوين والعمالة والارتزاق للقوى المدنية المطالبة بالانتقال المدني والتي تشرع في خواتيم مؤتمرها بأديس أبابا حول تكوين أكبر جبهة مدنية ضد الحرب وهي الدعوة التي لاقت قبولاً من طيف واسع من أصحاب المصلحة؛ الشعب السوداني الذي يجنح إلى السلم وينشد كرامة العيش والرفاه.

د. سامر عوض حسين
24 أكتوبر 2023

samir.alawad@gmail.com

 

آراء