جرس إنذار !!

 


 

 

إن البيان المصّور الذي صدر يوم الإثنين الموافق 3 يوليو 2023م من المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية وقبائل ولاية جنوب دارفور الذي أكدوا فيه دعمهم لقوات الدعم السريع ، عطفاً على البيانات السابقة التي صدرت من عدد من الكيانات الإجتماعية والمناطقية منذ بداية الحرب، مؤكدةً دعمها لأحد أطراف الصراع ، مقروناً بحالة الإستقطاب الحاد عرقياً وجغرافياً ودعوات تسليح المواطنين والقبائل دون أدني إعتبار لمآلات وتداعيات هذه الدعوات غير المدروسة والتي جربها السودانيون منذ عشرات السنوات وكان حصادها تفشي ظاهرة القتل وعمليات السلب والنهب وعسكرة المجتمع وتمليشه، وما بدأ واضحاً من تفشي ظاهرة العنصرية التي تُمارس قولاً وفعلاً، والبطش بالمواطنين والتنكيل بهم علي أُسس قبيلة وعرقية وجهوية، وما يتواتر من معلومات تدخل دولة جارة في الصراع السوداني عبر سلاحها الجوي، الذي من شأنه زيادة تعقيد الأزمة أكثر فأكثر ، وخلق حالة من الإستقطاب الخارجي والداخلي، مما يساهم في تشكّل قوي مقاومة داخلية للتصدي لهذا التدخل السافر وإنتهاك السيادة الوطنية، لا سيما وأن هكذا تدخل دون قرار من الأمم المتحدة أو الإتحاد الإفريقي يعتبر عدواناً وإحتلالاً كامل الأركان.
كل هذه القضايا الشائكة والمعقدة، وفشل المبادرات القائمة الآن في وضع حد للحرب بالسودان التي دخلت شهرها الثالث، ستكون مقدمة لحرب أهلية وإقليمية شاملة، تدعمها وتؤجج أوراها حالات الإستقطاب العرقي والجهوي والإقليمي والدولي، وتفشي خطاب الكراهية والعنصرية والمناطقية.
إن السودان يمر بأصعب إمتحان في تأريخه المديد، لذا المطلوب من جميع السودانيات والسودانيين الحادبين على مصلحة بلادهم بمختلف إنتماءاتهم السياسية والعرقية والجغرافية ، توخي أقصي درجات الحذر في التعاطي مع رمال هذه الحرب المتحركة ، والتعامل مع التعقيدات بواقعية وعقلانية بعيداً عن العواطف والإنحيازات الضيقة ، والتصدي لكافة أشكال الخطابات التي تقسِّم السودانيين على أسس عرقية ومناطقية، وعدم الوقوع في براثن الإستقطاب الحاد وشيطنة الآخر، والعمل بكل عزيمة وقوة إرادة وصبر لتجاوز هذه المحنة والإختبار الصعب، ويجب أن ندرك أن ما تم تدميره من منازل ومرافق عامة يمكن إعادة بنائه في وقت وجيز، ولكن من الصعوبة بمكان ترميم ما يتم تدميره من حس وطني ووجدان مشترك، فإننا جميعاً شركاء في هذا الوطن الجريح، في أفراحه وأتراحه، ولن يكون هناك سودان دون هذا التعدد والتنوع الثقافي والديني والعرقي الذي نباهي به الأمم والشعوب.

يجب ألا نكون أسري للمرارات والعدوات مهما كانت صعوبتها، ويجب أن نتسامي فوق آلامنا وجراحاتنا وإنتماءاتنا الضيقة، ونهزم كل أنانية فينا من أجل وطن القماري وأرض النيلين.

#كسرة:
رغم أنف السياسة والحدود الجغرافية، ومع كامل الإحترام لمبدأ سيادة الدول إلا إنني أقولها عن قناعة وبملء الفم: إن وطني من "طوكر إلى الجنينة ومن نيمولي إلي حلفا"..!!.
عفواً.. وطني هو إفريقيا أرض السُمر، التي شكلت ثقافتي وهويتي وعشق الإنتماء.

3 يوليو 2023م

#المجد_للسودان
#المجد_للشهداء
#وقف_الحرب_بمخاطبة_جذورها_التأريخية

elnairson@gmail.com

 

آراء