حزب الأمة.. وبدايات انقراض السلطة الأبوية وتشبث برمة ناصر بها!

 


 

 

* صراع وجودي، داخل حزب الأمة القومي، بين روح القيادة الأبوية التي يرتديها رئيس الحزب، اللواء (م) فضل برمة ناصر، وبين الروح الشبابية الساعية لتجديد كيان الحزب من على مدارج المؤسسية تطلعاً للوضع الأمثل للممارسة السياسية..

* قبل أيام، وقَّع برمة ناصر على ما تُسمى (الوثيقة التوافقية)، باسم الحزب، دون الرجوع لمؤسسات الحزب.. معتمداً على الممارسات السائدة في ماضي الحزب، متمسكاً بها، تمسكاً صارماً، دون اكتراث لتفاعل الجيل الشاب مع الشارع السوداني، إستشرافاً لغدٍ أفضل لديمقراطية حقيقية، لا ديمقراطية معقوفة داخل الحزب..

* هذه ليست أول مرة يتجاوز فيها اللواء برمة ناصر مؤسسات حزبه ويتصرف باسم الحزب دون رأي مؤسساته.. فقد سبق وورَّط الدكتور الخلوق عبدالله حمدوك، باسم الحزب، يوم أوعز إليه أن الحزب يبارك اتفاقية 21 أكتوبر 2021 بين حمدوك والبرهان..

* ولغياب المؤسسية، حينها، لم تتم محاسبة اللواء برمة على جريمته التي تباهى بها في وسائل الاعلام.. ولأن غياب المؤسسية لا يزال مسيطراً على الأوضاع داخل الحزب، فسوف يواصل برمة ناصر تجاوُز تلك المؤسسات، عاكفاً على التفكير إنابةً عن الحزب.. وعلى التحدث باسم الحزب.. وعلى التوقيع على اتفاقيات قادمات باسم الحزب..

* إن برمة ناصر، العاجز حتى عن توحيد حزبه، يعيش خارج دائرة التاريخ والتجديد وخارج الدائرة المُستحْدَثة في الجغرافيا السياسية السودانية تماماً.. ولا يفتأ يغالط الواقع، في إصرار، ويركل الحقيقة الماثلة أمامه، فيبالغ متشدقاً بقدرته على توحيد الصف السوداني و جمع كلمة قوى الثورة.. بل ويكابر بأن رؤيته تمثل رؤية الحزب..

* تلك هي عقيدته الأبوية المستَنْبَطَة من العقيدة الذكورية القائلة:- ( شاوروهن، ثم خالفوهن!)

* وهذا ما كانت عليه الأحوال طوال فترة رئاسة الإمام الراحل الصادق المهدي، رحمه الله، إذ كان يشاور بطانته، ثم لا يرى، بعد مشاورته إياهم، إلا ما يرى هو.. فبنفِّذ ما يرى.. و(الباب يفوِّت جمل)!

* * أيها الناس، إن قيادات أحزابنا السياسية شموليون يتقمصون الديمقراطية.. وتظل الديمقراطية في الواجهة فقط يحين أوان ممارستها داخل الحزب..!

* ورغم القيادة (الأبوية) المتجذرة داخل حزب الأمة، إلا أن علامات انقراضها قد بدأت يومَ بدأ شباب الحزب يتململون في عام 2013، وقلوبهم تتطلع لمشاركة رفاقهم الثائرين ضد النظام البائد في الشوارع ذلك العام، فطالبوا الإمام الراحل بمباركة مسعاهم، فرفض وزجرهم زجرةً واحدة وهو يقول، دون اكتراث:- "الباب يفوِّت جمل!"- أي ( غوروا في ستين داهية!)..

* (لم يغوروا في ستين داهية)، بل نزلوا الشارع يشاركون رفاقهم في انتفاضة سبتمبر 2013.. وبذلك بدأ كسر (تابو) الأبوية المحرم كسرها..

* ومن غرائب العمل السياسي داخل حزب الأمة اايوم أن نائب رئيس الحزب يتعاطى مع تطلعات شباب حزب الأمة بإيجابية جديرة بالتقدير والاحترام.. بينما الأمين العام للحزب يتجنَّب الصدام مع الشباب، فينحاز إليهم متلكئاً!

* على اللواء فضل الله برمة ناصر يعتقد أن يعلم أن منتسبي حزبه من الشباب سوف يطيجون به في اول مؤتمر عام يقيمه الحزب.. لأنه شباب أوعى من الشاعر دُرَيْدُ بن الصِّمَّةِ القائل:-
" وما أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ، إِنْ غَوَتْ غَوَيْتُ؛ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ!"!

* وقالت الكنداكات وقال الشفوت:- " ديل أنحنا القالوا متنا وانتهينا.... أنحنا جينا!"..

* أتوا يزلزلون الكراسي.. ""سيد اللسان جاك!"
osmanabuasad@gmail.com

 

آراء