حكاية (حليوة) مابين القدال ومصطفي

 


 

 

حكاية (حليوة) مابين القدال ومصطفي .. كتبها صلاح الباشا في العام ٢٠٠٠م من العاصمة القطرية الدوحة

يحكي شاعرنا المبدع محمد طه القدال عن تراث شعب وتقاليد أمة وأعراف مجتمع لم تتزحزح في يوم من الأيام  برغم عاديات الزمان الاغبر  ، لما في ذلك من عراقة ظل يحكيها الشاعر القدال وهو يثق تماماً بان الكروان الراحل مصطفي سيد احمد سيخرجها للناس في أحلي الثياب اللحنية ذات التطريب العالي ، وقد فعلها الكروان مصطفي ، حيث وضع لها لحناً إنتقل فيه كعادته إلي عدة إيقاعات حتي تأخذ المفردات وضعها تماماً لتسكن داخل وجدان شعب السودان ،  فيكتب القدال قصيدة ( حليوة في ليلة الدخلة ) هكذا اختار عنوانها ....  لكنها اشتهرت تحت اسم (بقول غنوات) وهو مطلع القصيدة :--


يا سمحاتنا هو لبلب


ويا قمحاتنا هو لبلب


ويا اللوز الفتق في الوادي


هو لبلب


ويا البحر الطمح مدّادي


هو لبلب


ويا حجواتنا .. يا غنواتنا


هو لبلب


سألتك بالذي ركز الأرض معبد


وسوّي الفاس عليها مقام


سألتك بي حشا الأمُّات


ودمعاتنا


سألتك بي كبيداتِن


ودعواتنا


شليل وين راح


يكون ضُل الخريف فاتنا


شليل وين راح


وزي برق السماك


الجابها دُغشيه


وزي زغرودة البطن الكباريه


مرق من شامة القمرا


ومقدم بالعديل يبرا


تعالوا أبشروا .. يا جنيات


شليل ماراح


شليل مافات


شليل عند المسورو حِرق


بقالو حصاد


شليل فوق التقانت قام..


خدار.. وبلاد


ثم تستمر القصيدة الملحمة في مسارها العجيب ذاك لتبرز كل مجاهدات مزارعي السودان  حيث تزدحم الأغنية بمفردات ربما لا يعرفها إلا من كان قريباً من مجتمع المزارعين ويعرف جيداً (الونسة المهنية) لذلك المجتمع الذي تأتي مجاهداته بكل خير الزراعة لشعب السودان ، فإذا نجح الموسم إنبسط الشعب ومزارعوه ، وإن فشلت الزراعة فإن ذلك المزارع ( الغلبان) يتحمل هو فقط حجم الخسائر ، خاصة إن كانت وراء عملياته الزراعية ذلك الشبح المخيف وهي ( المرابحات الإسلامية) العالية الفائدة  بواسطة بعض البنوك الشرهة التي أفقرت شعب السودان تماماً وإغتني منها قلة قليلة يكسوها طمع الدنيا ونعيمها الزائل للدرجة التي أعمت قلوبهم وأبصارهم ، فيصبح المزارع المسكين ومعه كل أملاكه في خبر كان. وتستمر إعمال الكروان في أداء دورها الخالد كلما رجعنا لها وتمعنا في مضامين مفردات شعرائه الاماجد .

إضافة :

رحم الله القدال ورحم مصطفي .



bashco1950@gmail.com

 

آراء