حول مستقبل السودان ورؤية السيد شوماخر (الأصغر أجمل)

 


 

 

نشر في سودانيل يوم 20 - 07 - 2012

Ismail Adam Zain [a.zain51@googlemail.com]
حول مستقبل السودان ورؤية السيد شوماخر
بسم الله الرحمن الرحيم
Small is Beautiful الأصغر أجمل
ذكر الحبيب السيد/ الصادق المهدي (كما يحب أتباعه مناداته بهذه الصفة الجميلة) لإحدي الصحف بتاريخ 3-7-2011م بان سياسات الإنقاذ ساعدت إسرائيل في تفتيت السودان –هذه المقولة ذات شقين-و قد لا نختلف مع الصادق المهدي في هذا الأمر ويمكن إيراد الكثير من الأمثلة علي صحة هذه الفرضية.و ليس هذا موضوع بحثي و للنتناول الجزء الثاني من حديث الصادق و هو تفتيت السودان و بعيداً من نظرية المؤامرة –كما يحلو للكثيرين اللجؤ إليها و ما أسهل إلقاء الفشل علي الآخرين.
إن تمزيق السودان أو تفتيته ما هو إلا نتاج لفشلنا في إدارة التنوع و ما زال السودان يذخر بتنوعه الباذخ وما الحرب في جبال النوبة ،دارفور ،جنوب كردفان ، النيل الأزرق و قبل ذلك في الشرق إلا من مظاهر ذلك التنوع و بحث القوميات عن العدالة و في سبيل الحكم الرشيد و في بعض الأقوال إستجابة لنداء البشير بحمل السلاح لمن يريد الحصول علي حقوقه.و عودة لعنوان الموضوع الصغير أجمل وهي ترجمة حرفية لرؤية العالم البريطاني و المحسن الكبير S.Shomakher شوماخر –ذي الأصول الألمانية والذي أثري من صناعة الفحم و من بعد وجه ثروته للأعمال الإنسانية و أعمال الخير في كافة أنحاء العالم و هنا في السودان تعمل منظمته براكتكل آكشن (Practical Action) في سد ثغرات عديدة توفير المياه،نشر التكنولوجيا الوسيطة و إحياء الإرث الوطني في المعرفة مثل برنامج الحفاظ علي البذور المحلية و غير ذلك من أعمال .هذا الشعار أو الرؤية العميقة للعالم البريطاني يمكننا أن تحتزيها في النظر لمستقبل السودان-ونحن ووفقاً لإرثنا الإسلامي نعتقد بأن الإنسان أقيم من الأرض و موت رجل واحد في نظرنا هذا يعادل أزهاق كل الأنفس و يكفي أن القوميات التي تعيش في هذه البقعة قد صبرت علي تجاريبنا الخائبة لأكثر من مائة عام وما زلنا نزيق هذه النفوس البريئة الموت الزؤام و للأسف باسم الدين و قد آن لنا أن نعقل الأمر و نفكر بجدية شديدة و بأعجل ما يكون لتقسيم البلاد إلي وحدات أو سمها دول أو ولايات لها كامل الصلاحية في تسيير أمورها و لعل بادرة السيد كرم الله خير دليل علي نفاذ صبر الناس علي القبضة المركزية القوية والتي كبلتنا كثيراً و حرمت كثير من الناس من حقوقهم في الحياة الكريمة بل و حرمت كثير من الناس الطيبين من الحياة ذاتها.و الآن مع ذهاب الجنوب ستذهب أقاليم كثيرة و ما قرار مجلس الأمن الأخير إلا بداية لتنفيذ هذا السيناريو –لذلك من الأكرم لنا أن نلجأ إلي أيدينا و لنأخذ المبضع أو المشرط و لنعمل في هذا الجسد الجميل لإزالة الأحمال الزائدة و لنعمل علي تقسيمه وفقاً لحدود 1956م إلي ولايات دارفور،كردفان،كسلا،البحر الأحمر،النيل الأزرق ،الخرطوم و الشمالية.و ليكن برضاء الجميع و في إستفتاء عام-حتي ينعم المواطن البسيط بالأمن و السلام و الطأنينة و حتي نحفظ حياة الأبرياء من الأطفال و النساء و الرجال.

و ليعلم الجميع بأن هذا الأمر سيسير إلي منتهاه رضينا أم أبينا وفقاً لنظريات عديدة –منها نظرية الدومينو و قد تجلت في الإتحاد السوفييتي و في يوغسلافيا وليس السودان بمنجاة من هذا المصير –لقد منحنا فرصة طويلة لنحكم هذه المساحة الهائلة و التي تأتي في الترتيب رقم 9 بعد الأرجنتين.وفشلنا في إدارة التنوع لايحتاج إلي برهان –لذلك علينا التعجيل بقيام إستفتاء لكل السكان و تحت رقابة دولية.للإختيار من بين:
1- حكم إتحادي بصلاحيات كبيرة.
2- حكم فيدرالي كامل.
3- الحق في تقرير المصير و تكوين دولة كاملة السيادة-تماماً مثل الجنوب.و ذلك لتوفير العيش الكريم لسكانها و الحرية و الديمقراطية مع العدالة و الفرص.وتجسيداً لرؤية المفكر البريطاني مؤلف كتاب الصغير أجملSmall is Beautiful و تأكيداً للقيم الإسلامية النبيلة في العدالة و المساواة و الإثرة و حب الخير و في البذل و العطاء ،في الإنفاق و الكرم.تتلخص رؤية شوماخر بأن الأشياء الصغيرة تتميز بالبساطة و تتيسر إدارتها و يسهل التعامل معها و تنميتها.و لنقارن الدول الآتية –ذات الحجم الصغير:
1- إسرائيل.
2- قطر .
3- تايوان.
4- هولندا.
وستكون اي ولاية أو دولة من التي ذكرنا أكبر من معظم هذه الدول ,و هي كما يعلم الجميع لها حظ عظيم في مؤشرت التنمية البشرية و غير ذلك من معايير و مقاييس التطور و النماء-لذلك ستكون فرص الولايات او الدول في البقاء و النمو طيبة وسيكون حظ سكانها عظيماً.
ليس من السهل كسب الحرب،خاصة وقد توسعت الجبهة وزادت الضغائن و الإحن و أضحي غالب الناس علي الهامش و لنتعظ بمصير دول أكثر منا قوة كيف مزقتها الحرب-روسيا،يوغسلافيا و حتي أميركا يُعزي إنهيارها الحالي إلي حروبها في أفغانستان ،العراق و باكستان،وهي علي ما نعرف من ثراء و قوة. و لنعلم بأن القوميات لها من القوة ما يمكنها من هزيمة المركز وهذا مصير بشر به إبن خلدون و هو سائر لغاياته رضينا أم أبينا و لنترك أحلام الوطن الكبير-فنحن لم نكن قدر ذلك الحُلم.لقد إنتهي زمان الأحلام و لنعلم و وفقاً لفهمنا للإسلام الصحيح بأن الناس شركاء في ثلاثة:الكلأ و الماء و النار-وهي في يومنا هذا تمثل الأرض،الطاقة و الماء.وسياتي اليوم الذي تفرض فيه الدول الكبري عبر مجلس الأمن هذه الفرضية و عندها لن يكون لنا خيار.

وتبقي بعد ذلك فرص النجاح وقفاً علي ما ننتهج من سياسات عامة رشيدة و أهداف وطنية كبيرة.ودعونا عبارات : أكبر بلد و أعظم شعب، فنحن لسنا أفضل من بقية العرب أو الافارقة
////////////////////////

 

آراء