رسائل مؤلِمه بين القضاء والشرطه ووطنٍ يضيع

 


 

 

أفراد قوة الشرطه التي انتهكت حقوق مولانا مجدي قاضي جنايات ام درمان هل تدري ماذا تعني كلمة قاضي في قاموسنا الشرطي؟ هذه القوه سواءٌ أكانت تتبع للشرطه فعلياً ام أن أفرادها من المؤلّفة قلوبهم من القوات المنتهِكَه لشرف الدوله ممثلًا في زيّها بمباركة رئاسة الدوله وقيادة الشرطه تضع هذه القياده في موقفٍ خطير ويبرُز السؤال ماذا فعلت قيادة الشرطه تجاه هذا الأمر منذ وقوعه حتى الان؟ يزيد الأمر سوءاً وجود ضابط مع القوه حسبما تداولته الوسائط.
طيلة عمر الشرطه كانت لا توجد نيابه عامه وكانت العلاقه بين الشرطه والقضاء علاقه مباشره في كل ما يتعلق بالعمل الجنائي يسودها الود والاحترام والانضباط وكل ذلك انعكس إيجاباً على الأداء الذي ميّز تلك الفتره الطويله من العطاء. وظلت الشرطه بمختلف رتبها تدين بالاحترام للاخوه القضاه فقد كان أغلب المتحرين في البلاغات من صف الضباط والأفراد فتداخلت العلاقات حتى وصل طيبها إلى الاُسَر.
في الفترة الماضيه عَجّت وسائل التواصل بالانتهاكات من بعض منسوبي الشرطه او مَن هُم في زي الشرطه تجاه المواطنين. في هذا لا فرق بين مواطنٍ وآخر فالتعدي من جهازٍ كهذا منوطٌ به طمأنَة المواطن لو حدث مرةً واحده فإنّهُ يطيحُ بالثقه التي يجب ان تتوافر والتي بذلت فيها مجهودات من لدُن آباء الشرطه المؤسسون حتّى الان.
هل تُدرك قيادة الشرطه أن صمتها وغضّها البصر أمام استعمال زي الشرطه بواسطة جهات غير شرطيه يُشَكّلُ جريمه؟ وهل تدري هذه القياده أن هذه الجهات ترتكب جرائم قتل وهي في هذا الزي؟ وهل تدري هذه القيادات أن هذه الإنتهاكات مرصوده بالعين العاديه لرجل الشارع العادي ناهيك عن قوات متخصصه في ضبط ومنع الجريمه؟
مثل هذا السلوك كان يجب ان يقيم الدنيا ولا يقعدها. وكان يجب على قيادة الشرطه اصدار بيان يؤكد او ينفي. وفي حال التاكيد ما هي الاجراءات التي تم اتخاذها في هذا الصدد وذاكرة الناس لا يمكن ان تنسى مثل هذا السلوك المشين من عدم الاحترام وقوة العين التي لا يمكن ان تجد لها مكانًا إلّا اذا كان الأفراد واثقون من دعم رئاستهم لمثل هذا السلوك الذي اعقبهُ نهب ممتلكات لقاضي واهل بيته. وإذا كان ما حدث قد حدث لقاضي عَرّفَ عن نفسهِ فأُهين على كلّ مستويات القوه التي كانت حاضره فماذا يمكن ان يحدث للمواطن العادي؟
إذا كانت سياسات قيادة الشرطه تعتبر أنّ ما يحدُث الان من الشرطه هو إنفاذ للقانون من أجل الحفاظ على النظام العام وعلى امن المجتمع فهذه القياده قطعاً على الطريق الخطأ. يجب عليها أن تُفَرّق بين أرادة الشعب السوداني الساعيه ، عبّر دروبٍ وَعِرَه تزيد من وعورَتِها تصرّفات الشرطه نفسها الدّاعِمَه للجانب الخطأ من المعادله ، تلك الاراده التي تبحث عن العداله والسلام والحريه. اقول لقيادة الشرطه أن الإصرار على البقاء في هذا الجانب المُشَوّه لن يُرَجّح الكَفه ولكنه سوفَ يُطيح بما تبقّى من أمَلٍ في شرطةٍ مهنيّه داعمه لموقف شعبٍ قدّم الأرواح والدماء رخيصَةً من أجلِ غدٍ جميل لوطنٍ جميل. وأقولُ لقيادة الشرطه يكفينا التشويه المُخجِل الذي أصاب الشرطه طوال ثلاثين عاماً من قهر الإنقاذ لتفتحوا طريقاً آخراً داعِماً لضياع الوطن وتشريد شعبه.
قضية مولانا مجدي هي فرصه فتحت الباب أمام إعادة حساباتكم للنهوض بواجباتكم على العَلَن وسَوق خطاكم نحو الجانب الصحيح بتنظيف هذا الجهاز ممن يسيئونَ إليه وإلى تاريخه. إنها فرصه لوضع أنفسكم في الجانب الصحيح من المعادله ونفض أيديكم من قهر شعبكم ودماءِ أبنائهِ فالغد لهذا الشعب وأيُّ رِهانٍ على غيرِه هو رهانٌ خاسر. أخرجوا أنفُسكم من مستنقع قتل شعبكم وقهرِهِ وألحَقوا معَهُ هذا الوطن قبل أن يضيع.

melsayigh@gmail.com

 

آراء